رواية فراشتي الذهبية الفصول من 13-22
يوم يزداد الأمر سوء عن ذي قبل وغيرته لا مثيل لها.
و والدة رنا قد نفذ صبرها فقد مر شهران وللأن لا حس ولا خبر عن إبنتها ما يحدث غير معقول فذهبت لحوريه لتأخذها لعند تلك الشركة التي تعمل فيها رنا .
وهناك أحدثت فوزية مشكلة كبيرة وهددت بتبليغ الشرطة إذ لم يجدوا لها حلا.
و ظلت هكذا إلى أن حضر عاصم وحاول التحدث معها لتهدئتها قائلا
يعني أيه ايه الي مضايقيني انا بنتي غايبه أدي لها مدة ولا حس ولا خبر هو ده معقول يعني يا ناس بلد ايه دي الي مافيهاش شبكة اتصالات.
أنا مقدر زعلك يا ست الكل بس آحنا نفسنا مش عارفين نتواصل مع الطاقم بتاعنا وده في شغلنا امر عادي بيحصل كتير لان معظم شغلنا بعيد عن العمار.
حاول عاصم قدر المستطاع ان يمتص ڠضب فوزية لكنها لم تشتري أي من كلماته كانت موقنة ان بأبنتها خطب ما وقلبها غير مطمئن خصوصا مع حديث هذا الرجل وهو يحاول بلسمة الموقف لها.
روحي انتي يا حوريه أنا رايحه مشوار
مشوار أيها بس يا خالتو في الجو الڼار الي احنا فيه ده تعالي نروح وبكره...
لكن فوزية لم تستمع لها ولم تعطيها الفرصه لتكمل حديتها بل أوقفت سيارة أجرة وكلها عزم على ما تريد فقالت حوريه
لا روحي انتي الجو حر عليكي أنا عارفه الطريق المرة دي .
غادرت فرزيه وتركت حوريه أمام الشركة تحت أعين عاصم الذي وقف يراقبها وشعر أنها فرصته اخيرا فترك مكتبه و استقل المصعد حتى وصل لسيارته فأخذها وتوقف أمام حوريه يناديها
انسه حورية.
ألتفت له فقال
تعالي اتفضلي أوصلك
لأ شكرأ مش عايزة أتعبك
شكرا هاخد تاكسي
مش معقول هتحرجيني يعني .. اتفضلي هوصلك حتى انا اضمن من التاكسي ولا ايه يا آنسه حوريه.
نظرت له حوريه بأعين مقيمة ثم قالت بحسم
أنا مش أنسه أنا مدام يا عاصم ليه.
ثم أوقفت سيارة و غادرت فيها وتركته للشمس تأكله.
________________
في قصر الملك راموس مرت أيام جرى فيها الكثير وجد أكثر لكن رنا منعزله لا تعلم أي شيء عن ما يجري خارج غرفتها التي لزمتها بأمر ملكي .
دق الباب فدلفت أحدى الجواري
تحمل معها صحن الفاكهة فوجدت طعام الغداء لم يمس رفعت عيناها تنظر على تلك الفتاة البيضاء التي ما ان قدمت للجزيرة حتى بدأ الكل يتحدث عنها وعن جمالها والان أصبحت كالچثة بلا روح أو حياة.
الانقطاع عن الطعام لن يفيدك الأفضل ان تفكري في حل
لا أريد العيش هنا لا يناسبني وفقدت الأمل في العودة لبلادي
اقتربت الجاريه من رنا وقالت
سيدتي انتي بحاجه للطعام ولصحتك فقد صنع لكي خية كبيرة و وقعتي فيها وللأسف قد زدتي الأمر سوء بعنادك العيش في القصور يحتاج إلى مكر و دهاء...إستقامتك لن تنفعك بل ستضرك كثيرا.
أنتبهت رنا لما قالته واعتدلت في جلستها تسأل بلهفة
عن أي خية تتحدثين
سأخبرك لكن وأنتي تأكلين.
بعد ساعه تقريبا كانت رنا تقف أمام غرفة الملك وهي في أبهى حلة وقد تغير رونقها وكأنها تبدلت من فتاة شاحبه هزيله لأخرى جميله مڠريه وطلبت مقابله الملك.
فتح لها الحرس الباب و وقف الملك يوليها ظهره كأنه يرفض رؤيتها بينما يقول
لما أتيتي وكيف خرجتي من غرفتك ألم آمرك الأ تغادريها.
لكنها باغتته حين شعر بها هجمت عليه تحتضنه من ظهره لها وهمست في أذنه
أنا أسفه........
في القاهرة
ا وقال
أنتي طالق يا حورية............
الفصل الثامن عشر
جلس على كرسيه منكس الرأس ينظر ارضا يرفض النظر لصديقه الذي يجلس قبالته طوال الليل يحدثه ويتسأل پجنون لما فعل ذلك وزيدان لا يرد هو فقط يجلس ينظر على أرضية الورشة يحالفه الصمت والكأبه.
إلى ان فاض صدر صالح وهتف بحدة وڠضب
أنا بكلمك يا جدع أنت رد عليا عيب الي بتعمله ده مش كفايه عامل كارثه كمان هتقعد ساكت أنا سايب أبوك في البيت هيتجنن هو وأمك من الي هببته ما تقولي يابني عملت كده ليه.
وقف زيدان بهزال وقال يدعي الجديه والحسم
عملت الي عملته أنا حر وهو ده الصح...هو ده الصح .
ثم تحرك وهو مازال يمثل القوة في طريقه للبيت لكن في المنتصف يمر على بيت الحوريه التي سكنت شقته لأشهر وتعلقت عيناه بشرفة عرفتها يرى نورها مشتعل يعني أنها ساهرة قد غفاها النوم.
التصقت قدماه في الأرض وأبت عيناه ان تتزحزح عن مطالعة غرفتها وكأنه يتمنى ان تخرج ويراها ليواجه حقيقة كارثيه لقد إشتاق اليها ولم يمر على إنفصالهم ساعات.
فاض الحنين من عيناه وهو متلهف لرؤيتها يسأل هل تفكر فيه الآن أم ان ما فعله كان فيه خلاصها.
وصل لعنده صالح حتى توقف أمامه ينظر ما يطالعه ثم قال ساخرا
لا واضح ان الي عملته هو الصح فعلا.
أسبل زيدان جفناه بحزن كبير فتنهد صالح ثم قال
الفجر قرب يأذن تعالى نروح نصلي وربك يحلها بقا.
تحرك معه زيدان وقلبه معتمر بالحزن يشعر بضبابية الرؤية لا يعلم كيف سيتعايش مع ذاك القرار العصيب.
بينما في
بيت حوريه
كانت تجلس على الفراش بصمت تام تضم ساقيها إلى صدرها وتتكأ برأسها عليهم تنطر لنقطة وهمية بشرود لا تتحدث
فذاقت لعندها والدتها تنظر لها بأعين اخطلتط فيهما المشاعر ثم تقدمت لعندها تقول
لسه مش عايزة تتكلمي
فسألت حوريه وهي مازالت تنظر أمامها لم تحرك جفنا
عايزة تسأليني عن إيه
إيه الي حصل وليه عمل كده إيه وصلكوا لهنا.
واخيرا رفعت حوريه عينها ونظرت لأمها بخيبة أمل ثم قالت
كنت فكراكي جايه تسألي عن حالي لأني واصله لنقطة وحشه قوي في حياتي وتقوليلي ولا يهمك بكره تتعدل أو أي حاجه بس أنتي جايه تعرفي أنا عملت إيه وصلنا للكارثه دي وكأن طلاقي كارثه.
يابنتي أنا أمك و واجبي أنصحك واعقلك إلا يكون رجوع الي ما يتسمى الي اسمه محمود ده هو السبب.
اتسعت عينا حوريه پصدمة مما تسمعه عن ظن والدتها بها فيما أردفت الأم مكملة
يا بنتي اعقلي ولازم تعرفي إن الواحده أدام انكتب كتابها على راجل بيبقى هو ده بيتها و مستقبلها وماينفعش تبص كده ولا كده وتشيل كلمة لو دي من مخها خالص .
بكت حوريه وهي تسأل أمها بيأس
هو أنتي ليه شيفاني كده يعني أكيد التقصير منيمايمشيش معاكي إني ممكن أكون اتظلمت! لازم يطلع العيب فيا عارفه ليه عشان يبقى مقدور على العيب إنتي مش شايفه إن مثلا الوضع كله على بعضه كان غلط ماينفعش أبقى مخطوبه لواحد وفجأه أتجوز اخوه اخوه هيتقبلني إزاي ولا بأمارة إيه ونعيش ازاي كلنا في بيت واحد قولي لي العلاقة دي كان هيبقى مستقبلها إيه ماكنش المفروض توافقي من الأول بس أنتي كان كل همك الڤضيحة ماهمكيش بنتك.
فقالت الأم پغضب
كنتي عايزاني اعمل إيه مش هو ده أختيارك ياما قولت وحذرت وزعقت وقولت الولا ده لا بس أنتي فضلتي مصممة عليه.
زمت حورية شفتيها بيأس وخيبة أمل ثم قالت
بالظبط هو ده الي كنت لسه بقولوا... كل همك أن يطلع الحق عليا طب أنا اختارت غلط بس أنا بنتك لو غلط المفروض تحاولي تاخدي بأيدي مش كل همك يبقى الخۏف من الڤضيحة.
نظرت الأم ارضا لا تجد ما ترد به لتبطل حجج حوريه كما كانت عادتها دوما لكنها كذلك كانت مستغربة من ذلك الأنفجار الذي تلقته من أبنتها وألتفت تغادر الغرفه لتتركها قليلا حتى تهدأ لكن حوريه نادتها
ماما
نظرت لها الأم فسألتها حوريه
أنتي ليه عمرك ماكنتي بتقولي لي إني حلوة..حلوة قوي.. ليه
كان الصمت والتخبط هما الرد الذي نالته حوريه قبلما تغادر والدتها الغرفه وتتركها ربما تهدأ.
لكنه ظل على تماسكه و وجهه المتجهم الذي يخفي مشاعره الغزيرة بداخله.
رفعت رنا رأسها ونظرت لعينه ثم قالت
لقد أشتاقت إليك.
لكنها لم تتلقى سوى الصمت الرهيب فأرتبكت قائلة
أمازلت غاضب مني
ومجددا لم يجيب الملك فهمست
ألأنني لم أعتذر من السيدة أنجا
نظر لها بجانب عينه ينتظر تكملة حديثها يستخدم الصمت كضغط نفسي عليها إلى أن قالت
ح..حسنا أنا مستعدة لأن أعتذر لها الآن حتى ترضا.
نظر لها بإستغراب ولم يتحدث بل نادى الحرس ثم تحدث اخيرا
أستدعي السيده أنجا.
وقف بصمت يشبك يديه خلف ظهره ينظر لها
بتفرس ورنا عيناها على السجاد الأحمر الذي يغطي أرضية الغرفه لم تتزحزح عنها وشردت متذكره حديث الجاريه لها
عودة بالزمن قليلا ......
رفعت أنظارها للجاريه وقد خطڤها الكلام فسألت
ماذا تقصدينهل تعلمين شيئا
بل أشياء .. السيدة أنجا حفرت لك حبه عميقه ووقعتي فيها بالفعل فقد ذهبت للملك تخبره انك قد تمرعتي وبتي تطلقين الأحكام و تتحدثين بلسان الملك و تخبرين الفتيات والجواري وكل العاملين بالقصر انك من يحرك الملك و أنكي تمتلكين تأثير كبير على كل قراراته ولديك القدرة على ان يغير قراره من نعم إلى لا والعكس وتستدلين بتقريب الملك لكي و تخصيصه غرفه خاصة بكي قريبه منه و إفراجه عنك رغم عصيانك هذا بخلاف يوم ما أمرت الأميرة ماديولا بإعدامك وحضر جلالته ومنع لذا صدقك الجميع و أصبحتي تتحدثين وكأنك الملك.
كانت رنا تستمع إليها وعينهاها متسعه من الصدمه لكنها سألت پجنون
لكن الملك ...كيف كيف يصدق أنني قد فعلت ذلك بتلك السهولة ومن اول مرة.
هزت الجاريه رأسها بيأس من سذاجة تلك الفتاة ثم قالت
أنتي هنا بحضرة ملك وتلك الأمور لدى الملوك و بالقصور تعد خېانه عظمى عقوبتها الشڼق يا سيدتي سيادة الملك و سلطانه شئ حساس ومهم جدا لا يمكن المساس به أو الاقتراب منه حتى أي ملك كان سيفكر في الأمر ويشغل عقله خصوصا أن السيدة أنجا قد جلبت شهود شهدوا ضدك عززوا موقفها و جئتي أنتي برفضك ألأعتذار منها فزاد الأمر سوءا
شهقت رنا پصدمه .... يا أللهي...كيف ومتي حدث كل ذلك هزت رأسها پجنون لا تصدق .
نظرت للجاريه بصمت تام كل يوم تدرك ان تلك الحياه ليست لها لا تليق بها وهي التي عاشت طوال عمرها مغواره تعشق المغامرة والتحديات تظن نفسها قويه ولطالما كانت غاضبة من خضوع حوريه وخنوعها تخبرها أنها يجب ان تصبح قويه مثلها لتدرك لتوها أنها أضعف من عيدان الكسفريت.
جذبها حديث الجاريه التي أضافت
اتعلمين من كانت ضمن الجواري اللائي شهدن ضدك
من
سوتي
شهقت رنا تردد
سوتي!
سكتت لثواني ثم قالت
من المفترض الأ أستغرب.. يجب ان أعتاد ذلك واعلم ان حياة القصور كلها غدر وخيانه.......
عادت من شرودها