رواية سارة من 1-4
تجلس على مكتبها تقوم بمراجعة الاوراق التى طلبها منها انه اول يوم لها فى العمل و يبدوا انه يشعر بالتسليه بالتعامل معها فمن وقت استلمت العمل من مدام سعاد و هو لم يتوقف عن طلبها و سؤالها على اى شيء .... فحقا تشعر بالضيق من ذلك المدير المغرور المتفاخر هى فى الاساس لا تفهم كيف قبل ان يجعلها فى ذلك المنصب حين تقدمت للعمل رغم سعادتها انها واخيرا وجدت ما تريد و سوف تستطيع تنفيذ ما تفكر به .... ولكنها كانت متأكده انه لن يقبل بها ولكن الصدمه حين قال لها بعد انتهاء الانترفيو وقبل ان تغادر مكتبه
كانت تتوقع ان تسمع الجمله الشهيره هنبقى نتصل بيكى لتنظر اليه بشك لينظر اليها هو بتمعن فتاه رفيعه بطول مناسب ذات شعر قصير جدا وترتدى بنطال من الچينز وقميص كروهات احمر مفتوح ومن اسفله بلوزه بيضاء وفى قدمها حذاء رياضى ابيض. مظهر صبياني من الدرجه الاولى ثم اشار الي ملابسها و قال
لتنظر اليه بتحدى وكادت ان تجيب ليشير لها ان ترحل وهو يقول
مش مهم ... بكره الصبح تكونى على المكتب الى بره ده وعايزك تتعلمى الشغل بسرعه علشان مدام سعاد مستعجله انها تمشى
لتعض على شفتها السفليه بغيظ وغادرت واغلقت الباب بقوه ليبتسم هو بتسليه ثم رفع يديه غللها فى خصلات شعره وهو يقول
و فى الوقت الحالى كان هو داخل مكتبه يمسك هاتفه لكى يتصل بوالده الذى حين اجابه قال صهيب بمرح
ابسط يا عم حته سكرتيره سوبر على كيف كيف ماما ... هتخلى ماما تحط فى بطنها بطيخه صيفى
ليضحك جواد بصوت عالى وهو يقول لابنه
ابن ابوك ايوه كده ربنا يريح بالك
اغلق الهاتف بعد ان استمع لكلمات والده الشاكرة ثم اخذ نفس عميق وعاد لمكتبه ليضغط ذلك الزر الذى يستدعيها فهو حقا يريد ان يراها من جديد فيها شيء ما يجذبه اليها بشده
ايه يا ديچه مفيش جامعه النهارده ولا ايه
نظرت اليها خديجه وقالت بهدوئها المعتاد
عندى بس متأخر هجهز الغدا وانزل
هزت مريم راسها بنعم ثم اقتربت منها تقبلها ثم قالت
ادعيلي يا ديچه
وغادرت سريعا لتبتسم خديجه وهى تقول
يا ترى ايه اللى مغيرك كده يا مريم
وقفت ترتب سريرها وسرير مريم التى تركته كالعاده بدون ترتيب ثم غادرت الغرفه لتجد السيده خديجه تجلس فى مكانها المعتاد فى الفتره الاخيره اقتربت منها وقالت بأدب
نظرت اليها خديجه دون تعابير واضحه على وجهها وقالت بصوت منخفض
صباح النور يا بنتى
عشر دقائق واجيب لحضرتك الفطار والدوا
قالتها الصغيره لتهز الكبيره راسها بنعم دون كلام
توجهت الصغيره إلى المطبخ وصنعت الفطار الذى اوصى به الطبيب و كوب الحليب و وضعت الدواء فى طبق صغير وخرجت وضعته امامها وقالت
بعد بكره التجمع العائلى و ابله مهيره طلبت منى افكر حضرتك
انت عارفه انك شبهها اكتر من مهيره .... صبوره و مؤدبه
تجمعت الدموع فى عينيها و لم تستطع الرد ليخرج محمد من غرفته مع كلمات والدته الاخيره ليكمل هو قائلا
فعلا ديچه احلى اخت فى الدنيا
ثم اقترب منها و وضع يده حول كتفها ليشعر بها تنكمش بخجل ليتجاهل ذلك واكمل قائلا
عندى تدريب النهارده بالليل ايه رايك تيجى معايا انت والبت مريم
نظرت اليه بخجل وقالت
لا مفيش داعى علشان منشغلكش بس اسأل مريم لو تحب هى تروح معاك
وكادت ان تغادر ليمسك يدها قبل ان ترحل وقال
مفيش حاجه اسمها تشغلونى انتو هتتمشوا وتعملوا الى نفسكم فيه على ما اخلص التمرين
كادت ان تعترض ليقول هو بحزم
انا اخوكى الكبير يا بنت و لازم تسمعى كلامى ولا انت مش بتسمعى غير كلام مهيره و بس
رفعت راسها تنظر الى عينيه بعيون تتلألأ بها الدموع و هزت راسها بنعم و غادرت سريعا
كانت خديجه تتابع ما يحدث بأندهاش ولكنها لم تعلق ليقترب منها يقبل راسها وكاد ان يعود لغرفته ولكنه وجد ديچه تقف امامه بيدها صحن شطائر و كوب قهوه شعر بداخله بالضيق لا يعلم لما هل لانه يتأكد من كلمات مريم مع كل تصرف منها ابتسم وانحنى يقبل راسها وقال
تسلم ايدك يا ديچه
هزت راسها بنعم و دلفت الى المطبخ من جديد حتى تعد الغداء قبل ان تذهب الى جامعتها
هذا هو اليوم الثانى لم تذهب الى الجامعه ولا تشعر برغبه فى الذهاب شعور بالخجل يملئها كيف سيفكر بها الان هل من الممكن ان يعتقد انها قامت بذلك من اجل لفت نظره مثلا
خرجت من افكارها على صوت هاتفها لتجد اسم چورى
اجابتها قائله
ايوه يا بنتى هو مش انا قولتلك من امبارح مش هنزل النهارده
ابعدت الهاتف عن اذنها بسب صوت صديقتها العالى
متنزليش ايه يا اختى كنت عامله عامله ولا كنت عامله عامله ما تضبطي يا بت كده وتنشفى
لتضحك ندى بصوت عالى وهى تقول
ايه التحول ده من الآنسة الرقيقه چورى حذيفه لخميس الميكانيكي
لتضحك چورى وقالت بمرح
لكل شخصيه وقتها يا قلبى ... عشر دقايق و تكونى فى الطريق ماشى
واغلقت دون ان تسمع لردها
ابتسمت ندى بسعاده انها حقا محظوظه بصديقه كچورى
و بالفعل بعد نصف ساعه كانت توشك ان تصل الى الجامعه اخرجت هاتفها حتى تتصل بچورى ولكنها وجدتها امامها مباشره ابتسمت لها لتبادلها الاخرى الابتسام
دلفا سويا الى المدرج بعد ان لامت عليها بسب تفكيرها وحين دلف الدكتور محمود الى المدرج كانت هى تشعر ان قلبها سيتوقف وان حياتها بأكملها تنتظر فقط نظره واحده منه .... نظره واحده سوف تحيها او تسقطها قټيله و كأنه كان يعلم ما تفكر به فرفع عينيه اليها وابتسم ابتسامه صغيره لم يلحظها احد غيرها ومن تجلس بجانبها
وكان هو يشعر من الداخله بالسعاده وكأنه طفل صغير لقد اكتشف انه كان يشتاق اليها وينتظر الاوقات التى تجمعهم سويا و زاد هذا من احساسه بصواب قراره رغم فرق العمر الذى يتخطى العشر سنوات
كان يقف بعيد بطلته التى تشبه والده كثيرا يتابع ما يقوم به والده مع المتقدمين للعمل فى الشركه و كيف كان يتحدث اليهم عن اداب المهنه واخلاقها وايضا عيوبها و ينصحهم بالاخلاص فى عملهم واتقانه وايضا اهميه التدريب المستمر وايضا اليقين ... ان يكون لديه يقين بأهمية عمله و ضرورته بقلمى ساره مجدى
حين انتهى والده مما كان يفعل وسمح للمتقدمين بالانصراف رفع عيونه لمكان وقوف ولده وقال
هتفضل واقف هناك كتير
أبتسم آدم ابتسامه صغيره وقال بحماس
من صغرى بحب اقف اسمع كلامك وافهمه انت موسوعه يا كبير
ليضحك سفيان باندهاش وهو يقول
ايه يا ابنى الالقاب دى كلها شويه يا قائد و شويه يا كبير ناقص تقولى يا عظمته
ليضحك آدم بصوت عالى وهو يقول
طيب والله تستحقها يا عظمته
ليقور سفيان يديه و يضربه فى معدته ليتأوه آدم من شده الضربه ثم قال
طيب خلاص يا سيفو متبقاش حمقي كده
ليقور يديه من جديد ليبتعد آدم خطوتان للخلف وهو يرفع يديه بأستسلام
فى تلك اللحظه وقفت امامهم سياره سوداء كبيره وترجلت منها سيده شديده الجمال ترتدى ملابس كاشفه اكثر مما تستر و حين وقعت عين سفيان عليها قطب جبينه بضيق و هو يعود برؤيتها لذكرى قديمه لا يريد تذكرها رغم جمال ما حدث بعدها
الفصل الرابع
ظل سفيان ينظر الى تلك السيدة التى ترجلت من السيارة دون معالم واضحة على وجهه و لاحظ آدم ذلك ليقترب من والده و قال بصوت منخفض
هقول لمهيرة على فكره
ليضربه سفيان فى معدته بكوعه لينحنى آدم للامام بالم وهو يقول
وربنا ھموت في ايدك في يوم.
تجاهل سفيان كلمات ولده وعينيه ثابته على تلك التى تقترب منهم بدلال مقزز ..... اقتربت تلك السيدة من مكان وقوف سفيان ووقفت امامه وقالت
ازيك .... فاكرني
وقبل ان يجيب سفيان اكملت هي وهي تنظر الى آدم بدلال مع رفع حاجبيها بطريقة مستفزة.
اكيد فاكرنى مين يقدر ينسى روان الشامي
ليصدر آدم صفير عالى و هو يبتسم ببلاهة ليقول سفيان ببرود بعد ان رفع حاجبه الايسر
احنى اتقابلنا قبل كده ... غريب مش فاكر حاجة زي كده رغم ان ذاكرتي فولاذية.
ثم تحرك ليغادر من امامها لتمسك ذراعه لينفض يدها عنه وهو يقول
مش مسموح لحد يلمسني ده حق واحدة بس .... ولو عايزه تتكلمي في شغل فالأستاذ أحمد موجود جوه هيشوف طلباتك رغم انى متاكد ان طلبك مش موجود عندنا.
هو انت لسه بتحب حتة العرجة.
لم تكمل كلمتها لأنه و فى غمضه عين كان آدم يلف يده حول عنقها وهو يقول
كلمة تانية زيادة عن امي و هنترحم عليكي كلنا.
لتشعر روان بالاختناق و بدأ وجهها فى الاحمرار وكانت تحاول بكل طاقتها المتبقية ان تخلص رقبتها من يده ليضع سفيان يده على ذراع ولده وهو يقول
خلاص يا آدم هي عرفت غلطها.
ليبعد آدم يده عن عنقها لتسقط أرضا وهي تحاول التقاط انفاسها ليظل ادم وسفيان ينظران اليها ثم غادرا دون اي كلمة
ظلت هى جالسة أرضا تلتقط انفاسها حتى انتظمت ثم وقفت على قدميها و عدلت ملابسها وهي تتوعدهم في سرها فهذه هي الاھانة الثانية إذا فلابد من الاڼتقام.
و كأنها تشعر به وجدها تتصل به ليبتسم آدم وانحنى يقبل كتف والده وابتعد حين اجابها سفيان قائلا
وحشتينى اوووى
لتقول مباشرة دون ان تنخدع فى محاولته ان لا شيء حدث وان إحساسها خاطىء
مالك يا سفيان
ليبتسم ابتسامه صغيرة وهو يقول
طول ما انت جمبى ومعايا انا فى احسن حال ومش ناقصنى اى حاجه
لتقول مره اخرى
مش هتضحك عليا يا سفيان ايه اللى حصل
ليقول هو
ابنك بس مجننى وخلاص تعبت منه ... امتى يتجوز بقى علشان افضالك يا جميل.
لتضحك بخجلها المعتاد ثم قالت
ربنا يبارك لنا فى عمرك ... هسيبك انا دلوقتى واروح اشوف باقي ترتيبات بكره .... ولما تجيلي بالليل هعرف منك كل حاجة.
اغلق معها ونظر لآدم الذي قال
ماتقلقش يا قائد انا مشفتش حاجة.
داعب ذقن والده وهو يقول
بس انت جامد يا سيفو مافيش كلام.
ليضحك سفيان وهو يربت على كتف ولده وقال
وانا عرفت اربى
ليشعر آدم بالفخر خاصة مع نظرة والده التى تحمل من الفخر والسعادة الكثير.
كانت تجلس امام الورشه فى المكان