رواية ديفا عمر كاملة
طاولة وكوتشينا.
أشرف ومسكنا فيك تفضل لصلاة العيد بس مارضيتش
ده انا كنت ابقا وقتها ضيف رخم لو قعدت على قلبكم ده
كله يا بخت من زار وخفف
ربت علي كتفه برفق أحنا اخوات يا جسار صحيح صداقتنا بدأت في الجامعة وتعتبر مش طويلة بس ربنا يعلم بقيت اخويا وأكتر واستطرد المهم طمني رجعت تشوف ولا لسه
رمشت أهداب جسار وأشرع عيناه بحذر ثم قال بفرحة مبالغ بها أنا بقيت شايف
فال بتهكم مبروك ياعم..فاضلك تكة وتصرخ تقول إنها سليمة زي حنظلة في فيلم فجر الإسلام..
بطل تريقة وسوق وصلني البيت.
خدامك يا سيدي بس ماقولتليش صحيح ايه اللي حصل مع البنت دي وتعرفها منين صيد جديد يامعلم
ليه هرمرم على أخر الزمن عشان اصطاد بت زي دي أنا ولا اعرفها ولا شوفتها قبل كده أصلا..
بسلامتها جاية تحذرني اقرب من سارة صاحبتها ولا قريبتها مش عارف.
سارة مين دي
البنت اللي في تانية..اللي مازن غلس عليها واستظرف وانا حوشته عنها..من وقتها وهي بتعاملني اني هيروا ومعجبة بيا أوي.
طب وانت مش عاجباك
صمت برهة ثم همس بشرود طفيف حاسس انها ماتنفعش تكون زيها زي غيرها يا أشرف ومعرفش ايه سبب إحساسي ده شعوري الوحيد اللي بيثيره وجودها وقت ما بشوفها بيكون الحماية.. بخاف على البنت دي ومابحبش حد من اصحابنا إياهم يقربلها ويضايقها..لما ده بيحصل بلاقيني بدون قصد ادخل في النص وابعدها.. عشان كده البنت عمالة تتعلق بيا أكتر وأنا فعلا مش مخطط لكده ولا في دماغي والله.
غمغم بذات الشرود معرفش حقيقي مش فاهم نفسي هي مختلفة ومش عايز حد يأذيها وبس..
طيب بما ان أنثي النمر دي حذرتك عشان تبعد عنها هتعمل ايه معاها هتبعد
ومضت عيناه بغموض ونصف ابتسامة عابثة تتجلي على وجهه وهو يهتف لأ مش هبعد.
ولو جت تهددك تاني
جسار.!
توقف مستديرا إليها فدنت يعتريها بعض التوتر صباح الخير.
صباح النور يا سارة فينك يا بنتي غايبة عن الجامعة من كام يوم
ابدا كنت تعبانة شوية و..
ترددت قبل أن تستطرد وبصراحة كنت مكسوفة اجي اكلمك بعد اللي عملته شمس بنت عمي!
لفظها داخله بتلذذ..
إذا تلك النمرة الشرسة تدعي شمس..وابنة عمها أيضا.
واصلت سارة مبررة والله يا جسار ما كنت اعرف انها هتيجي هنا وتكلمك و...
تلعثمت ولا تدري ماذا تقول فأشفق عليها قائلا
واضح انها فاهمة الموضوع غلط يا سارة فاكرة ان بنا حاجة.
عصفت عيناها بحزن لتلميحه أنها لا تحتل لديه المكانة التي تشتهيها..بينما يحتل هو كل كيانها وأكثر.
أه تقريبا أنا معرفش ليه فهمت كده وليه اتصرفت بالطريقة دي..عموما أنا أسفة على اللي حصل.
أومأ لها متفهما ثم دعاها ليتناولا فنجان قهوة بكافيتريا الجامعة وافقت وأثناء احتسائها تسائل جسار سارة مش عايزك تزعلي من أخر مرة اتكلمنا فيها..أنتي بجد غالية علية وماحبش اضايقك أتمنى تقبلي نكون أصدقاء بجد.
تجرعت حزنها داخلها وتظاهرت بالمرح
بس انا أصحابي بعمل فيهم مقالب هتتحمل مقالبي
ابتسم لمزاحها وبسط ذراعيه حوله باستسلام قائلا يا أهلا بالمعارك.
ضحكت ثم ارتشفا بعضا من قهوتهما ليستطرد يعني هي بنت عمك على كده معانا في الكلية وزيك في سنة تانية
لأ هي في كلية تجارة وفي سنة تالتة.
يعني بينكم سنة واحدة..
أيوة بس طباعنا مختلفة خالص.. هي متشددة شوية.. بس طيبة أوي وقلبها زي بياض التلج.
هي فعلا عڼيفة أوي وعدوانية..دي كانت هتعميني.
ألف بعد الشړ عليك.
قالتها بلهفة صادقة نفذت لقلبه بشكل غريب..فقلما ما ينال من أحدهم تلك المشاعر الصادقة سوي من جده الحبيب وحده الذي يحبه.
تمتمت لتمحو حماقة لهفتها الواضحة هو انت ليه يا جسار بتتعمد تسقط دي تاني مرة ليك في سنة رابعة..مع إنك ذكي تقدر تعدي بسهولة..
تعجب من فهمها حيلته بتلك البساطة هو بالفعل يتعمد الرسوب لمن ينجح من يهتم لصالحه ومستقبله
قالت بحرج معلش أسفة لو قولت كلام مالوش لازمة.
أسرع بالنفي لا ابدا بالعكس انتي قولتي الحقيقة يا سارة.. أنا فعلا بتعمد اسقط.
ليه
استبق قوله بتنهيدة لأن محدش منتظر نجاحي.
منحته نظرة عطف وهي تقول ليه بس كده مش مامتك وباباك عايشين الحمد لله
غامت عينه أيوة.
يبقي عشانهم لازم تنجحوقبل الكل عشان نفسك حرام تضيع عمرك هدر..انت المفروض كنت تبقي معيد ومحقق كيانك..
برقت عينه بنظرة إعجاب أخجلتها وأسعدتها بذات الوقت.. فقال مثنيا على حديثها العقلاني شكلك أنضج من عمرك الحقيقي.
طب قول لبنت عمي اللي دايما شايفاني عيلة وهبلة.
ابتسم لخفة ظلها سيبك منها بجد كلامك ناضج..
وبالنسبة للي قولتيه عندك حق.. بس يمكن ناقصني احس بالمسؤلية.. وان حد يهتم فعلا اني انجح..
حب نفسك وشوفها بعيونك وانت هتحس بقيمتك وتنجح وبعدين مش يمكن انت ظالم والدك ووالدتك وفاهم غلط
سارة..
التفتت لزميلها الذي قاطعهما ملبية أهلا يا
أدم..
رمق الأخر بنظرة غامضة ثم قال صباح الخير يا جسار عامل ايه
الحمد لله.. اتفضل يا آدم اشرب معانا قهوة
شكرا..أنا كنت عايز سارة في حاجة..
نهض جسار قائلا ماشي أنا أصلا كنت ماشي عشان أول محاضراتي هتبدأ..سلام..
ابتعد ليشيعه آدم بنظرة غيرة واضحة وهو يجلس أمامها ويتأملها مطولا
دون وعي لتتنحنح هي قائلة خير يا أدم..كنت عايزني في ايه..
أظهر بعض الأوراق المعقوصة بدبوس صغير وتمتم دي المحاضرات اللي فاتتك يا سارة..عملتلك منها نسخة.
حدجته بامتنان كبير وقالت بجد كلك ذوق مفيش مرة احتاجك إلا أما الاقيك من قبل حتى ما اتكلم.. كنت لسه هشوف حد واخدهم منه.
قال بحمية تليق به حد ليه وانا موجود ثم حاصرها بنظرة دافئة المهم طمنيني عليكي بقيتي كويسة دلوقت
هزت رأسها زي القردة اهو قدامك ماتقلقش
طمني انت أخبارك ايه
الحمد لله بخير.
ناوي تشتغل في الأجازة
أيوة طبعا عشان اساعد نفسي.. بابا أخره معانا للثانوية وبعدها لازم ننطلق..أخويا الكبير اشتغل وقت الكلية في ورشة لحد ما اتخرج..وده فاده جدا لأنه أخد خبرة في ميكانيكا السيارات.
افهم من كده إنك هتشتغل في مكتب محامي مثلا
بالظبط.. وفعلا اتفقت مع مكتب محامي كبير هبدأ معاه..
طيب ممتاز انك هتشتغل مع حد كبير
كده وتاخد منه خبرة.
بصراحة اخويا اللي فادني عن طريق الصدفة لما جاله زبون محامي في نفس المكتب أتوسط ليا وأخدلي معاد وقابلته والدنيا مشيت..
ابتسمت له بود أنا مبسوطة عشانك جدا يا أدم..انت شاب جد ومكافح وعايز تبني نفسك..متهيئلي حتى لو والدك موفرلك كل الإمكانيات المادية كنت برضو هتمشي طريقك بنفسك
أثلج صدره صورته بعيناها وغمغم بعمق لو تعرفي الكلمتين اللي قولتيهم دول فرحوني ازاي كنتي تاخدي مني فلوس.
قهقهت عاليا لدعابته وقالت والله انت
بكاش يا آدم يلا بقي نلحق أول محاضرة بدال ما الكلام ياخدنا..
رواية صړخة على الطريق
بقلم ډفنا عمر
الفصل الثاني
أتى جسار لتوه من سهرة قضاها وسط رفاقه وگ عادته مل سريعا من كل ما يثرثرون به وكثيرا ما تعجب ذاته لتناقضه الجلي هو بإرادته يغرق وسط عالمهم الفارغ كأنه بصحبتهم يشتت عقله ويلهيه عن تساؤلات كثيرة تؤرقه وتخيفه خوف مبهم لا يعرف منبعه