رواية ديفا عمر كاملة
عشان كده بوصيك عليه.. قوله اني مستنيه يرجع مهما غيابه طال..
حديثه المبهم أجج حيرته أكثر فقال رغم اني مش فاهم حاجة لكن اوعدك ياعمي اني مش هسيبه بس هو يظهر واعرف مكانه..
أكيد هايجيلك هو مالوش صاحب غيرك ويمكن الأفضل يختلي بنفسه شوية لحد ما يهدي..
يختلي بنفسه طب فهمني ياعمي.
خليه هو اللي يفهمك افضل وبوصيك تاني تطمني لما تكلمه..
.........
أغلق معه دون أن يصل لسبب ما يحدث مازال هاتف جسار مغلق أين يبدأ البحث عنه أم الأفضل أعطائه فرصة للاختفاء قليلا فربما يحتاج تلك الخلوة.. زفر بقوة والخۏف يقتات على قلبه مرددا داخله دعاء أن يفك كرب صديقه ويعيده سالما.
سمع رنين الباب فتجاهله محافظا علي سكونه البائس أرضا وبإلحاح الطرق اضطر لتفقد الطارق وصرفه بعد أن ظنها سكرتيرته التي أتت ولم تقرأ رسالته..
لم تكن الزائرة سوى شمس ابنة عم سارة.
رواية صړخة على الطريق
بقلم ډفنا عمر
الفصل الخامس
سمع رنين الباب فتجاهله محافظا علي سكونه البائس أرضا وبإلحاح الطرق اضطر لتفقد الطارق وصرفه بعد أن ظنها سكرتيرته التي أتت ولم تقرأ رسالته..
نعم!
قالها جسار بفظاظة لتجيبه شمس بدهشة أنا جاية لسارة حسب اتفاقي معاها انها هتكون في المكتب بدري و...
لمحة من ماضية الفاسق جالت بعقلها وهي تسترجع صولاته وجولاته بساحات النساء لتندفع دون مقدمات وهي تدفعه بعيدا عابرة داخل المكان تتفقده متحفزة لأي دليل يؤكد ظنها السوء به.. كأنها زوجته وظبطته بفعل مشين.
اعتراها خجل شديد وتمتمت أسفة افتكرت ان...
إن ايه وفرضا ظنك ده صحيح..انتي مالك بيا تنبشي ورايا بتاع ايه
رمقها لبرهة بتمعن قبل ان يقول فهمت.
ثم أشار بذراعه نحو الباب آمرا إياها ببرود دلوقت اتفضلي لأن وجودك هنا دلوقت هو الفعل المشين لأن محدش جاي المكتب انهاردة ولو انا زي ما بتظني فيا أكيد دي فرصة مايفوتهاش عابث زيي.
مش شغال.
قاطعها بقوله فتسائلت يدفعها تعاطف غريب بعد أن استنبضته من بؤس لهيئته طيب وبكره
لوهلة لمحت سحابة ضياع اغتالت حدقتيه وهو يغمغم بخفوت ولا بكره..هيتابع قضيتها أشرف..
وأنت هتكون فين
همهم ومازالت عيناه شاخصة أمامه كأنه فقد الإحساس بوجودها ياريت اعرف..
تعاظم شعورها بالشفقة عليه وهمست أنت عندك مشكلة حاد نحوها ونظر لها بشرود طال حتى ارتبكت وهي تهتف تتخطاه لتغادر على كل حال أسفة لإزعاجك. عن إذنك.
أغلق خلفها وتوجه مشرعا نافذته فوجدها تتوجه لسيارتها وكما توقع رفعت رأسها إزاء
نافذته ليتوحد مسار أحداقهما وكلا منهما يحدج في الأخر دون أرادة.. هو بشرود ممزوج ببؤس واضح وهي بتعاطف لم تفهمه..فضولها مشتعل داخلها لمعرفة ما طرأ عليه لكن لا تملك سلطة حتى لتسأل..انتزعت نفسها من قيد نظرته واستقلت سيارته وابتعدت قاصدة من تظن أن بيدها حل غموضه..
بتقولي ايه يا شمس روحتي المكتب لقيتي جسار وقافل على نفسه
طب ليه
صاحت سارة بقلق لتجيب الأخري معرفش أنا روحت حسب اتفاقنا أننا نفطر سوا ونتكلم عن قضية نشوي اتفاجأت بجسار بيفتح الباب وشكله غريب كأنه كان لسه صاحي من النوم بس لبسه متلخبط ووشه كئيب وكلامه غريب جدا ..المصېبة أني..
إنك ايه
قاطعتها بترقب فقالت الأولى بصراحة شكله المنعكش شككني ان يكون في بنت معاه في المكتب لقيتني بندفع زي العاصفة وبفتش المكتب كله وانا بتوعد لو لقيت أي قذارة كنت هبهدله وامنعك بأي طريقة تشتغلي معاه بس...
صمتت بخزي لتواصل طلعت ظالماه واتكسفت اوي من نفسي..
هتفت پغضب ليه كده ياشمس أمتى هتصدقي انه شخص محترم ومش زي ما انتي فاكره أقسم بالله ما شوفت منه غير كل أدب وود بريء كأني فعلا أخته.. أكيد طبعا زعل واتعصب عليكي..
بالعكس..
قالتها بشخوص مستعيدة هيئته الهادئة الكئيبة وغمغمت كلمني بهدوء ونبهني اننا في المكتب لوحدنا وانه لو وحش يقدر يستغل الفرصة ويأذني.. عشان كده ضميري تاعبني من ناحيته..
أنا لازم اروحله..
قالتها سارة وهي تندفع لتستعد فعاقتها شمس هتروحي فين بقولك لوحده وشكله مايطمنش. مستحيل تروحي دلوقت..
يعني اسيبه في الحالة دي اللي انتي حكتيها جسار عنده مشكلة وانا لازم اكون معاه..
بأي صفة
مايهمنيش التسمية حطي الصفة اللي تريحك المهم إني لازم اطمن عليه..
قالتها هادرة بعناد وهي تواصل استعدادها للمغادرة ليقاطعهم طرقا علي باب غرفتها تبعه دخول أبيها قائلا صباح الخير يابنات
ردوا التحية وواصلت شمس ازيك ياعمو عامل ايه
بخير ياحبيبتي..
ثم نظر لابنته بغموض وقال انتي قولتيلي عنوان مكتب المحامي اللي بتشتغلي معاه فين
حملقا فيه بذهول وتلجمت سارة عن قول شيء وقلبها يخفق پجنون أن يمنعها والدها عن العمل معه.
وقفت أمام العم ترتجف داخلها لكنها لا تظهر غير اللامبالاة
كأنها لم تتسبب بعاصفة ليلا جعلت جسار يغادر البيت بينما جاورها زوجها وهو يرمقها بنظرات حانقة لائمة وبالوقت ذاته يراقب أبيه وهو عاقدا كفيه أسفل ذقنه متجهم الوجه بشرود بعد أن استدعاهما لمكتبه تنهد ثم نقل بصره بينهما بجمود وقال بعد اللي حصل ونواياكم اللي اتكشفت أنا كمان أحب اصارحكم باللي كنت ناوي اعمله..
تحفزت عين إلهام بنظرة ذات مغزي قابلها العجوز بتحدي وهو يغمغم مستهلا حديثه بقول مأثور
من حكم في ماله ما ظلم..
عارفين معني الجملة دي ايه يعني كل واحد حر في ماله اللي كونه بشقاه وعرقه.. انا لو كتبت له كل مالي محدش فيكم يقدر يمنعني..ولا تقدروا تمحوا حبه ومكانته في قلبي.. جسار حفيدي اللي كبر كل دقيقة قصاد عيني وكأنه من صلبي وأكتر.. جسار كان بار بيا أكتر منكم.. أنتوا كنتم فين عايشين في دولة تانية والسنة بتجر غيرها والعمر جري ومحدش فيكم قرر يتنازل عن شغله وحياته اللي بناها في الغربة وأنا سكت وقلت أهو ربنا عوضني بجسار في حياتي.. وبعد كل ده جايين تدورا علي حقكم في أملاكي خلاص هو ده بس اللي بقي يجمعنا الفلوس الورث
عمي أنا..
أوقفها بأشارة صارمة من كفه قلت محدش يقاطعني.
لجمها تحذيره بينما ارتسم الخزي علي وجه توفيق وهو ينظر لأبيه كأنه لم ينتبه لجفاءه سوي الآن..
ومع كده أنا عارف شرع ربنا كويس يا مرات ابني..هكتب لكل واحد فيكم اللي يستحقه وأولكم جسار