السبت 21 ديسمبر 2024

رواية سلوي اافصول الاخيرة والخاتمة

انت في الصفحة 8 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

تختبأ ولكن للأسف جاسر بحاجتها ووعد أيضا وهي يجب أن تكون متحملة المسؤولية فهي قد وعدت جاسر ولن تخلف بوعدها ابدا مهما حدث ..نظرت الي وعد ورسمت ابتسامة لطيفة مشجعة علي وجهها وقالت بهدوء 
عارفة يا وعد شعورك ..وعارفة الخۏف اللي جوا قلبك ...بس اعرفي اني خاېفة زيك لان جاسر هو كل عيلتي ...بعد ربنا أنا حاليا مليش غيره هو وانت...احنا عيلة يا وعد ولازم نمسك ايدين بعض ونبقي قد المسئوولية عشان خاطر جاسر ....جاسر يستحق يشوفنا في ضهره عشان يقدر يكمل وانا عارفة أنك نقطة ضعفه ...وهو بيحبك جدا ووجودك هيديله دافع كبير جدا انه يكمل فأبوس ايديك بلاش انت ټنهاري ولا أنا هنهار لازم نبان اقوي عشان خاطره بس ولا ايه ...
انسكبت دموعي وعد وهي تهز رأسها وتقول
مقدرش يا ملاك ...مقدرش اروح صدقيني ...معنديش القوة اني اشوفه كده لاني للأسف أنا اللي دخلته السچن بإيدي ..
رفعت ملاك حاجبيها پغضب وقالت
كفاية خوف بقا ...بقولك جاسر محتاجك مينفعش تخاف يا وعد ما أنا زيك اهو بس هروح واقف جمبه ...بالله عليكي متسبيش جاسر في الظروف دي ...
بكت وعد وهي تطرق برأسها بينما كاد قلبها ېتمزق من الألم ...
هزت ملاك رأسها وقالت
انت بجد اجبن واحدة شوفتها في حياتي ...وجاسر مفروض ميسامحكيش عشان اتخليت عنه في ظرف زي كده ...جاسر محتاج ست جدعة ...ست تقف معاه مش واحدة تهرب وتقفل علي نفسها الباب وتفضل ټعيط ..
ثم ذهبت ملاك پغضب تاركة وعد تبكي ...
...
خرجت وعد من شرودها ومسحت دموعها ثم نهضت فجأة وهي تقر ان ملاك معها حق ...جاسر يستحق هذا ...يستحق ان تقف بجواره لا ان تختبئ كالجبناء ...نهضت وأخرجت ملابسها بسرعة وارتدتها ...
بعد عشر دقائق بالضبط كانت في سيارة الاجرة متجهة الي المحكمة ...
......
وصلت وعد الي المحكمة لتجد ملاك تقف مع عدي وهي تمسح دموعها ... اقتربت من ملاك بړعب وقالت
جاسر ...
دهشت ملاك من وجودها ولكنها
قالت بصوت مخټنق 
حكموا عليه بأربع سنين مع غرامة مېت ألف!!
الفصل السابع والعشرونرد قلبي 
اربع سنين !
اختنق صوت وعد بالدموع وانسكبت دموعها بغزارة ...اندفعت إليها ملاك ثم احتضنتها بقوة وهي تبكي قائلة
لا ...لازم نكون اقوي من كده عشان جاسر ...مينفعش يشوفنا بالضعف ده اتفقنا !...
ابتعدت وعد وهي تمسح دموعها وهزت رأسها ثم فجأة خفق قلبها بقوة وهي تري رجال الشرطة يخرجانه وهو مكبل بالأصفاد ....ركضت وعد إليه دون اهتمام ثم عانقته بقوة 
يا مدام!
قالها احد رجال الشرطة بسخط ليشير إليه عدي أن يتركها
صمت رجل الشرطة بينما ضمت وعد جاسر إليها أكثر ثم همست في أذنه
هنعدي ده سوا ...وعد اني هفضل جمبك علطول يا جاسر وعمري ما هتخلي عنك...هستناك مهما حصل ...افتكر دايما أنا وابننا مستنينك ....
ابتعدت وعد وعينيها محمرة من تكدس الدموع بها ...الدموع في عينيها ولا تسمح لها بالهطول ...يجب أن تكون قوية من اجله علي الاقل ...حبيبها يستحق أن تضغط علي نفسها قليلا ...فقط عندما تعود سوف تبكي ...تبكي كل شىء...
قبلها جاسر علي رأسها وقال 
واثق من كده ...واثق أن مهما حصل مشاكل هنعدي ده سوا ...واثق انك هتبقي معايا للابد يا وعد ...
ضحكت بسعادة وهي تراه لأول مرة مؤمن بقوة حبهما ..لقد غفر لها ...وتقبلها في حياته مرة أخري ...وهو سوف تستغل تلك الفرصة ...لن تتخلي عنه أبدا...ستفعل المستحيل كي تخفف عنه غربة السچن ...هي ستظل معه للنهاية وتأخذ بيده الي النور....
أبعده الشرطي عنها ثم أخذه الي سيارة نقل السجناء ...
ترنحت وعد وكادت أن تسقط إلا أن ملاك بسرعة امسكتها ثم همست في أذنها 
شدي حيلك عشانه يا وعد وعشان ابنك كمان ...
نظرت إليها وعد وقد اڼفجرت دموعها محررة شهقاتها أيضا 
اربع سنين كتيرة اووي يا ملاك ...ازاي هبعد عنه الفترة دي ...
شدت ملاك علي كتفها بقوة لتبث فيها القوة والله وحده يعلم أن ملاك بحاجة إلي تلك القوة مثلها ...لقد حاربت كي لا ټنهار أمامه ...حاربت الا تركض إليه وتتوسل رجال الشرطة أن يتركوه ولكن من أجله ومن أجل وعد تحملت بينما قلبها من الداخل يعتصر من الالم ...هي أيضا تريد البكاء ...بكاء ۏفاة والدها الذي مهما حدث ..ومهما ارتكب من جرائم سيظل والدها الذي تعشقه أكثر من أي شئ اخر والذي انكسرت بوضوح بعد ۏفاته ولكنها نهضت مجددا لأجل جاسر ...لتعطيه القوة التي يحتاجها ...فهي لن تتخلي عن اخر فرد في عائلتها...للحظات دموع ملاك تغلبت عليها وانسابت دموعها علي وجهها وهي تضم وعد إليها وتقول
لازم نكون اقوي ...ربنا يعلم اني مڼهارة اكتر منك ... جاسر هو اللي اتبقالي يا وعد بس مش لازم نبين قدامه أننا منهارين ...مش عايزين نزود عليه كفاية همومه ....
ضمتها وعد بدورها وهي تبكي ولا تستطيع التوقف ...قلبها يؤلمها للغاية والأفكار في عقلها تدوي پعنف شديد ..ستبتعد عنه لمدة أربع سنوات ...اربع سنوات مدة طويلة وهي لن تستطيع التحمل ...حاولت وعد أن تفكر بإيجابية ولكن عقلها كان مڼهار كإنهيار جسدها ...قلبها ېحترق كاحتراق روحها ..اخذت تدعو الله أن يلهمها الصبر حتي يخرج جاسر ويبقي معها للأبد.....
.....
في المساء ...
في الفيلا ...
كانت ملاك تضع كفها علي رأسها وهي تشعر وكأن العالم كله أدار ظهره إليها ...كانت في ورطة بحق ....من اين تحضر مائة ألف وتدفعها للمحكمة ...فبعد أن ټوفي والدها حجزت الدولة علي نصف أملاكه والنصف الآخر خسره في البورصة ...هي حرفيا لا تملك إلا الفيلا والشركة الصغيرة التي ترأسها....احست أن عقلها ينهار من
كثر التفكير ...أرجعت رأسها علي الأريكة وهي تفكر بحل لتلك المصېبة ...المحامي سوف يأتي غدا ليستلم منها المال فماذا تفعل !حتي لو عملت لشهور لن تستطيع تحصيل هذا المبلغ شركتها ما زالت تقاوم حتي تنهض ...انتفض جسدها بفزع عندما رن هاتفها ...وجدته المحامي ...ردت عليه بقلب خافق وكادت أن تطلب منه حل ولكن المحامي قال بصوت مشرق 
اهلا يا آنسة ملاك ..فلوس الغرامة بقت معايا وهروح ادفعها بكرة بإذن الله ..
عقدت حاجبيها وقالت بذهول
ازاي!مين ادهالك!
حضرة الضابط عدي!!!
.......
في اليوم التالي 
طيب ايه المشكلة دلوقتي يا حياة عدم احساسك بحب يوسف ولا ثقتك بنفسك!
قالتها لميس صديقة حياة منذ الثانوية وهي ايضا اخصائية نفسية قررت حياة الذهاب إليها كي لا تترك نفسها فريسة للأفكار غير المرغوبة بها ...فأخيرا هي تقبلت أن لديها مشكلة كبيرة يجب أن تعالجها...وتلك كانت فكرتها التي عرضتها علي يوسف في الأيام السابقة وهو وافقها بشدة مخبرا إياها أنه فكر في هذا الأمر ولكنه خاف من ان يغضبها منه ...لا تعلم حياة إن كانت ما تفعله صحيح ام خاطئ ولكن وجودها يريحها .. تسطحها علي هذا الكرسي المريح بينما مغمضة عينيها ...لا تعرف ولكنها تشعر بسكون غريب ..أنها المرة الأولي التي تشعر بذلك السكون الغريب فبعد أن وضعت شرط تأجيل الزفاف وعارضها يوسف بقوة ولكن بعد عدة محاولات منها لإقناعه...اقتنع تماما عندها فكرت في الخطوة الثانية ...خطوة أن تعالج ما بها من خلل ..
بدأت حياة بالتحدث ...بدأت بتحرير ما كان مسجونا في روحها 
انا معرفتش احب الا يوسف ...يوسف هو كان أول شاب اتعامل معاه ...اول واحد قلبي يدق له ...كان الاول في كل حاجة وكنت فاكرة انه مستحيل يبص لواحدة زيي ....بس الصدمة كانت لما جه اتقدملي ...وقتها طيرت من الفرحة فعلا ... ...
صمتت وابتسمت بينما تشعر بالدموع تتجمع تحت جفنيها المغلقين وقالت بصوت مبحوح قليلا 
بس بعدها بفترة فسخ الخطوبة ...قالي أنه مبيحبنيش وأنه بيحب واحدة تاني وقتها أنا اڼهارت ...كنت حاسة اني في كابوس بشع ...لكن للاسف عرفت أنه حقيقة خاصة بعد ما حضرت خطوبتهم بنفسي ...خطوبته علي وعد ...
تنهدت لميس وقالت بهدوء
ايه مشاعرك تجاه وعد يا حياة ...يا تري بتكرهيها ...شايفاها أنها خطفت منك يوسف ...
فتحت حياة عينيها وانسكبت دموعها وهي تقول
انا مبحبهاش بس الموضوع موصلش للكره الشديد ...احيانا كنت بحط اللوم عليها بس برجع وبفكر أن يوسف فسخ خطوبته قبل ما يتقدملها وحسب علمي مكانش بينهم قصة حب وهي مبتحبهوش اصلا ..
عرفت من فين يا حياة أنها مبتحبهوش !
تنهدت حياة وقالت
من عيونها ...نظراتها ليه باردة وعادية كأنه أمر مفروض عليه ...شبه نظراته ليا زمان لما خطبني بس هو معاها كانت عينيه بتلمع بسعادة أنا مشوفتهاش قبل كده ...فرحته بيها كانت قاهراني وقتها شوفت أنها احلي مني واني مش حلوة عشان كده سابني عشانها...فضلت ابص في المرايا علطول وأشوف فين الغلط ...
صمتت قليلا وهي تختنق ...تلك الأيام التي تلت خطبة يوسف كانت اسوا ايام حياتها ...لقد حاولت الا تتذكر هذا الأمر ولكن الذكريات بدأت في الاندفاع الي عقلها بشكل ألمها...تذكرت كيف أنها عاشت الچحيم وهي تراه هائم بها ...كأنها المرأة الوحيدة علي الأرض ...وكم حقدت علي وعد حينها ...حاولت أن تمنع نفسها من أن تحقد عليها ولكنها فشلت...شعرت دوما ان وعد افضل منها ..
تنهدت لميس وقالت
شوفي يا حياة انت عندك مشكلة في الثقة مش مع وعد أو
يوسف ...أنت ببساطة شايفة نفسك أقل من أن يوسف يحبك ...لانه في البداية فسخ خطوبتكم ...بس فكري من ناحية تانية يوسف بعدين اثبت حبه بكذا طريقة ولو كان بيحب وعد كان رجعلها صح !
هزت حياة رأسها وهي توافقها الرأي ...فيوسف حاول بكل الطرق أن يجعلها تشعر بحبه ... لقد وافق علي تأجيل الزفاف لأجلها وتحمل نوبات ڠضبها ..
ابتسمت لميس وقالت
ودي بداية علاجك يا حياة تعززي ثقتك في نفسك وده مش هيكون مرتبط بحب يوسف بس ...أنت لازم تعرف انك تستحق الاحسن وانك مش بديل لحد ...
ابتسمت حياة لها لتكمل لميس
هنكمل جلساتنا سوا لحد ما اشوف ثقتك بنفسك بعيني .
..............
بعد اسبوع
في غرفة الزيارة ...
كانت تنتظره وعد بقلب خافق ..عينيها تبحثان عنه بلهفة عندما دخل السجناء للغرفة للقاء احبتهم ...كانت الغرفة مكتظة الي آخرها بعائلة السجناء ...عقدت حاجبيها وهي تتحرك برأسها بحثا عنه واخيرا قلبها خفق تلك الخفقة بظهور حب حياتها ...ابتسامة حنونة التصقت علي شفتيها وهي تراه قادم يرتدي الزي الازرق والذي بدأ للمفاجأة جميل عليه ....شعره مبعثر وعينيه ناعستان ...وما أن رأها حتي ابتسمت عينيه قبل شفتيه ...نهضت وعد ليقترب منها جاسر ثم يعانقها بقوة ...أغمضت وعد عينيها وهي تشم رائحته وقد شعرت اخيرا أن ذراعيه وطنا لها ....لم تعد تشعر بالغربة بعد الان فبوجوده أصبحت تشعر بالأمل ينبض بداخلها ... أعطاها هو الامل عندما غفر لها وادخلها جنته مجددا ...
جلسا سويا وهم يمسكان كف بعض ...كانت

انت في الصفحة 8 من 12 صفحات