رواية منة الفصول الاخيرة
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
بارت 28
قاطعتها لبنى وهي ترمي قنبلتها بعدم اهتمام
أنا ويامن اتطلقنا
نزل عليها ذاك الخبر كالصاعقة فظلت متجمدة مكانها لبعض الوقت علها تستوعب ما قالته
هل حقا أصبح ملكا لها بمفردها لن تشاركها أي أنثى به لن تقترب منه أنثى غيرها هل حقا كل هذا سينتهي وذاك الإحساس الذي يشبه نزع روحها من جسدها عندما تراه بقرب أخرى لن يعود له وجود
يعني إيه وإزاي حصل ده أنا مش فاهمة أي حاجة
وبعدين على ما أعتقد يعني إنك كنتي قريبة من يامن جدا الفترة اللي فاتت
تأملتها لبنى بنظرات متفحصة قبل أن تتحدث
لبنى بهدوء وهي تشرح لها كل ما حدث
هفهمك كل حاجة أنا ما كنتش قريبة منه ولا حاجة زي ما أنتي مفكرة................
وأخذت تقص عليها ما حدث في الأيام الماضية
نظرت لها ليل باستغراب
ليل بتساؤل
بس إنتي ليه جاية تقوليلي الكلام ده مع إنك قولتي من شوية إن إنتي ويامن اتفقتوا إنكم مش هتقولوا حاجة لحد دلوقتي
لبنى وهي تنظر لها بهدوء
مش عارفة أنا عملت كده ليه بس يمكن علشان صعبتي عليا وأنا شيفاكي پتتوجعي زي ما أنا كنت بتوجع زمان بس أنا وضعي مختلف هو عمره ما حبني ولا فكر فيا مش هقولك إني مش متأثرة أو زعلانة بسبب طلاقي بالعكس أنا زعلانة جدا بس كنت عارفة إن الجوازة دي عمرها ما كانت هتطول وبعدين أي واحدة مكاني لازم تزعل وخصوصا لو جوزها واحد زي يامن .....ثم استطردت بهدوء.... أظن كده إنتي فهمتي كل حاجة
أنا آسفة لو كنت السبب في اللي حصل إنتي طيبة يا لبنى ليه بتحاولي تخبي ده
نظرت لها لبنى بسخرية قبل أن تقول بهدوء
أنا مش طيبة زي ما إنتي مفكرة بلاش تنخدعي وتحكمي على الكلام من بعيد أنا ذكية تقدري تقولي حسبتها صح يعني أنا دلوقتي بسبب اتفاقي مع يامن
اتخلصت من أكتر واحد أذاني في حياته علشان خاطر الفلوس بس دلوقتي هو في السچن وأنا اللي ليا حق التصرف في الفلوس دي باعتبار إنه أبويا
نظرت لها ليل لثواني وقالت
بس أنا متأكدة إنك جواكي إنسانة كويسة
أومأت لها لبنى بهدوء وهي تقول
براحتك خليكي مفكرة زي ما إنتي عايزة
ثم وقفت من مكانها متجهة للداخل
بينما ظلت ليل مكانها تفكر بهدوء في كل تلك الأحداث وتفكر أيضا في طريقة للإعتذار منه على الخطأ الذي أوقعت فيه نفسها بسبب غيرتها وغباء لسانها الذي يسبق تفكيرها
كانت جالسة في جناحها في القصر تفكر بهدوء في كيفية مواجهته أو الحديث معه فقد مر أسبوع
منذ إخبار لبنى لها بأمر طلاقهما لم تستطع الحديث معه ففي نفس اليوم أثناء تواجده بالمشفى مع جدته
يخبره بأن لديهم مشكلة كبيرة في الشركة بسبب
الأخبار وما تداولته عن چرائمه فكان عليه السفر في نفس اليوم ليحل تلك الأمور....
أصبح وقته ضيقا للغاية فهو يتحدث معها لخمس دقائق يوميا يسألها عن حالها وحال جدته ثم يغلق الخط بدون إضافة أي شيء......
أخذت نفسا عميقا ثم توجهت للخارج لترى جدته وتسألها إذا كانت بحاجة إلى شيء ما
وصلت لغرفة المعيشة حيث تفضل الحاجة فاطمة أن تقضي جلستها كل يوم
ليل بهدوء وهي تبتسم لها
عاملة ايه النهارده يا نينا
الحاجة فاطمة بابتسامة هادئة
الحمد لله بقيت كويسة .....لكنها استطردت بقلق....
هو
يامن ماكلمكيش النهارده ولا إيه أصله من ما اتصلش من إمبارح
ليل بابتسامة فاترة
لا والله يا نينا ما اتصلش أول ما يتصل هخليه يكلمك واضح إنه مشغول أوي علشان اتصلت بيه وتليفونه كان مقفول
الحاجة فاطمة بهدوء
إن شاء الله يرجعلنا بالسلامة متزعليش نفسك
ليل بهدوء
آمين يارب
قاطعهم دخول لبنى وهي تتحدث بصوت عالي
لبنى بابتسامة شامتة
الحكم على راغب بيه وجابر هيطلع قريب المحاكمة بتاعتهم كمان كام يوم
الحاجة فاطمة بصرامة
أنا مش قولت الموضوع ده مايتفتحش تاني مش عايزة أعرف أي حاجة عنه أنا اتبريت منه
نظرت ليل للبنى بتحذير علها تصمت
ليل بهدوء وهي تضع يدها فوق كف جدته تهدئها
هي لبنى مش قاصدها تضايقك بكلامها .....ثم أكملت بهدوء علها تصلح الوضع ولو قليلا بينها وبين إبنها....... وبعدين مهما حصل في الأول وفي الآخر ده ابنك حتى لو إنتي مش هتقفي جنبه علشان هو غلطان بس على الأقل روحي زوريه ولو مرة
الحاجة فاطمة پألم والدموع تجمعت في عينيها
نعم إنها أم تتألم من أجل ابنها لكنها في قرارة نفسها تعلم أنه يستحق ما يحدث له
أطبق الصمت عليهم بدون أن يتفوه أي أحد منهم بحرف واحد فهي محقة فيما قالته
حاولي ليل الحديث معها عدة مرات أخرى ولكنها كانت ترد عليها بردود فاترة وظلوا على هذا الوضع حتى موعد العشاء لكن ليل شعرت بعدم رغبتها في تناوله فصعدت لغرفتها بهدوء
.......
كانت جالسة على السرير تشاهد أحد الأفلام الكوميدية على هاتفها ولكنها شعرت بجوع شديد فالساعة تخطت الواحدة بعد منتصف الليل وهي لم تتناول أي شيء منذ تناولها لطعام الغداء فقررت النزول للأسفل لتناول وجبة خفيفة
ترسم انحنائات جسدها كريشة فنان ماهر
فسحبت شالا خفيفا تضعه فوق كتفيها محدثة نفسها
من الممكن أن يكون بالمنزل في هذا الوقت فالجميع قد خلد للنوم بالإضافة إلى أن جميع المتواجدين في المنزل من الإناث
توجهت للأسفل بخطوات حذرة لكي لا تسبب أي ضوضاء فيستيقظ على أثرها الجميع
وقفت أمام الثلاجة تعبث في محتوياتها فأخرجت بعض الأطعمة تضعها على الطاولة ثم اتجهت للموقد لتقوم بتسخينها.......
في نفس الوقت كان يامن يدخل من بوابة القصر بعد أن قام بركن سيارته
كان يسير بخطوات سريعة متلهفة للقائها فقد افتقدها بشدة في تلك الأيام التي ابتعد فيها عنها بغير إرادته متخيلا ماذا ستكون ردة فعلها عندما تراه
اشتاق لكل شيء بها من رائحتها العطرة التي تشبه الزهور البرية
علت ابتسامته وهو يرى تلك الفاتنة ذات الشعر الأحمر تجهز بعض الطعام لنفسها بينما يتسلل ضوء القمر من الشرفات يداعب وجهها فكانت في أبهى صورها وشعرها مفرود على ظهرها بحرية
تسلل بهدوء وهو يقترب منها بخطوات حذرة وابتسامة خبيثة تعلو وجهه
انتفضت بفزع عندما شعرت بشخص يقبض على خصرها وبيده الأخرى كمم فمها ليمنعها من الصړاخ
وحشتيني
من فورها علمت صاحب هذا الصوت وما أكد لها وجوده ذاك العطر القوي الذي داعب أنفها برائحته الجذابة ارتخت ملامحها وهي تشعر بالإطمئنان يغمرها ذاك الدفئ اللذيذ الذي يلفها بقربه
اشتاقت له بمقدار شوقه لها وربما أكثر
ليل بصوت هادئ
مقولتليش اللي إنت جاي ليه
يامن بهدوء ونبرة عميقة
حبيت أعملهالك مفاجأة
فابتسمت بشدة على كلامته
وإنتي وحشتيني إنت كمان
حسنا يبدو أنه سيصدم كثيرا في هذه الليلة فهو لم يتوقع هذا الهدوء منها توقع منها أن تثور غاضبة منه بسبب سفره المفاجئ وعدم أخذه لها معه بالإضافة لإعتقاده أنها ما زالت غاضبة منه بسبب موضوع لبنى لكن من الواضح أنها تخطت الأمر
رفقا بقلبي الذي تألم من شدة شوقه لكي
أقسم لكي أن روحي تنازعت مع جسدي لشوقها
لكي
فكادت أن