رواية منة الفصول الاخيرة
تحاول تغيير صوتها
هطلع أكياس الژبالة للصندوق اللي بره
أومأ لها بهدوء وهو يفتح البوابة فلم تصدق نفسها وهي تتوجه للخارج بسرعة هائلة استغربها الحارس
التفتت للخلف فوجدته عاد لإغلاق البوابة
فتركت صندوق القمامة وهي تركض مبتعدة عن المكان
بعد ساعات طويلة من السير لا تعلم إلى أين تذهب هل تذهب إلى زوجها الذي قام بخيانتها وحتى إن ذهبت له هل سيرحب بها بعد كل هذه السنين
لم تعلم كيف قادتها قدمها لذاك المنزل القديم إنه منزلها ومنزل والدتها دمعت عيناها بحزن فهي لم تدخل هذا المنزل منذ ۏفاة والدتها
تأملت المكان الممتلئ بالغبار والحشرات حاولت فتح الباب عدة مرات لكنه كان مغلق
تذكرت ذاك الباب الخلفي الذي كانت والدتها تتركه مفتوحا طوال الوقت
توجهت للداخل بسرعة ودموعها تنزل بصمت
بمجرد دخولها استولى الخۏف عليها فالمكان مظلم والحشرات والفئران تملئ المكان توجهت نحو غرفة والدتها لكن ذاك الألم الذي داهمها جعلها غير قادرة على الحركة ففي يوم من الأيام كان هذا المنزل مشرقا تملئه الضحكات العالية وصوت والدها الحنون
نفضت كل تلك الأفكار عن رأسها وهي تمسح دموعها فهذا ليس الوقت المناسب لاسترجاع الذكريات والبكاء عليها
ظلت تبحث بداخله عن أي أوراق تثبت هويتها
فوجدت بعض الأوراق كشهادة ميلادها وشهادات دراستها بدأت تجمع تلك الأوراق في حقيبة صغيرة
ثم اتجهت نحو غرفتها تبحث عن بعض الملابس التي تصلح للإستخدام لكنها وجدتها مغلقة بقفل كبير
ابتسمت بفرح عندما كسر القفل بحثت بداخلها فوجدت بعض الملابس لم تكن بأفضل حالاتها لكنها تفي بالغرض فوجئت عندما وجدت صنوق صغير
وسط تلك الثياب فتحته بهدوء فجدت بعض الحلي المصنوعة من الذهب الخاصة بوالدتها .......
بكت فرحا في تلك اللحظة فهذه الحلي ستحل لها ضيقتها المالية وستساعدها في بدأ حياتها ظلت تحمد ربها لساعات لتيسيره لأمرها.....
وأول ما فعلته بعد خروجها توجهت لمحل لبيع المجوهرات وباعت خاتمين من ذهب والدتها لكنها لم تفرط بالباقي فهو الذكرى الوحيدة المتبقية لها من والدتها......
وصلت أمام أحد العمارات القديمة فقررت أنها ستستأجر شقة بها إلى حين الحصول على عمل
توجهت بخطوات هادئة نحو البواب لتسأله
سلام عليكم يا حج كنت عايزة أعرف هو في شقق فاضية في العمارة دي
البواب بهدوء
أيوه في هو إنتي عايزة تأجري شقة
ناهد بابتسامة
فرحة
أيوه بس قولي الأول هو الإيجار كام
البواب بهدوء وهو ينظر لها باستغراب من هيأتها وملابسها
الإيجار.........
أخبرها بالسعر فوجدته مناسبا لها ويناسب تلك الظروف التي تمر بها
ناهد بهدوء وابتسامة
تمام هو ينفع أطلع الشقة دلوقتي أصل أنا لسه جاية من السفر ومعنديش مكان أبات فيه
البواب بهدوء
طيب ثواني هكلم صاحب العمارة أخليه ينزلك
فأومأت بهدوء.....
دخلت الشقة بخطوات هادئة بعد انتهائها من الحديث مع صاحب العمارة ودفعها الإيجار مقدما
تأملت المكان الذي أصبح بيتها فهي شقة بسيطة مع أساس بسيط يكفي لإستخدامتها .....
بدأت رحلتها في ترتيب كل شيء في حياتها فعد مدة طويلة من البحث عن عمل وجدت إحدى جارتها تخبرها بأن هناك بيت للطالبات يحتاج لطاهية
فتقدمت لتلك الوظيفة وأصبحت تعمل كطباخة في ذاك المكان .......
وبعد أن أصبحت قادرة على تدبر أمرها أرسلت رسالة
لسمير تخبره بها أنها تريد ابنتها لكن حدث ما كان متوقعا فلم تتلقى أي رد منه ....لم تعلم ماذا تفعل لكنها قررت تغيير مكان سكنها لكي لا يتمكن أحد من العثور عليها لكنها ظلت تعمل بنفس المكان ......
نهاية الفلاش باك
ناهد بابتسامة حزينة
هو ده اللي حصل
لم تتمالك ليل نفسها وهي ټنهار باكية من أجل ما عاشته والدتها من ظلم بسبب تلك التي تدعى نوال
وأقسمت بداخلها أنها ستجعلها تتمنى المۏت ولن تراه
ليل بهدوء وهي تمسح دموعها
بس إنت إزاي عرفت مكانها يا يامن
يامن بهدوء محاولا عدم الإقتراب منها وأخذها من أحضان والدتها
كنت طلبت من عادل إنه يحاول يجيب أي معلومة عنها من العنوان القديم اللي كانت عايشة فيه بعد ما جدك حكالي لأنه كان بيحاول يلاقيها هو كمان
ومن يومين عرفت مكانها يعني تقريبا قبل ما أرجع من السفر بيوم فروحتلها بنفسي وبدأت أوريها صورك وأحكيلها عنك وهي ماكنتش مصدقة إنك عايشة وفكرت إني بكذب عليها لحد ما طلبت منها النهارده إنها تيجي هنا علشان تشوفك بنفسها
أومأت ليل بتفهم وهي تبتسم له ثم وجهت أنظارها لوالدتها
ليل بهدوء وهي تقبل وجنتها
الحمد لله إنك رجعتي بالسلامة ياماما....
.........
كان جالسا في المحكمة وهو ينظر لعمه وجابر الموضوعين في قفص الاتهام بتشفي وابتسامة ساخرة
حل الصمت على المكان حينما بدأ القاضي في إصدار الحكم
القاضي بهدوء ونبرة قوية
بعد الإطلاع على ملف القضية والأدلة وسماع محامين الدفاع وبالإستناد للأدلة المقدمة وشهادة الشهود تم الحكم على كل من جابر النجار بالإعدام شنقا وتتم إحالة أوراقه لفضيلة المفتي
وعلى راغب الأنصاري بالحبس لخمسة عشر عاما مع الأشغال الشاقة .. رفعت الجلسة
تعالت الأصوات في المحكمة بين مؤيد ومعارض للحكم لكن ما حدث قد حدث ولن يغير اعتراضهم أي شيء
يامن بهدوء وابتسامة واسعة
معلش تعيشوا وتاخدوا غيرها
جابر پغضب
وحياة أمي لأندمك يا يامن
بينما ظل راغب صامتا بحزن
يامن بهدوء وسخرية
أه ابقى ندمني في المقاپر ولا هتجيلي في الحلم تخوفني
قال كلماته وابتعد عنه بسخرية لاذعة وهو يتجه للخارج وجابر لم يتوقف عن الصړاخ أو الټهديد
بينما راغب كان في عالم آخر كأنه فقد القدرة على الكلام
في طريقه للخارج جذب انتباهه تلك السيدة التي تدعى نوال فهي الوحيدة التي كانت حاضرة من عائلة سامي فوالدته في المشفى لأنها لم تتحمل خبر ۏفاة ابنها وزوجها بجوارها
اقترب يامن منها بخطوات هادئة
يامن بهدوء وهو يبتسم ابتسامة مخيفة
نوال هانم صح ولا أنا غلطان
تأملته لثواني قبل أن تدرك هويته
نوال بهدوء تخفي بداخلها اندهاشها من حديثه معها
أيوه عندك حق وإنت يامن جوز ليل صح
أومأ بهدوء وهو ينظر لها
يامن بسخرية
شكلي طلعت مشهور وأنا مش عارف.....ثم أكمل بنبرة ذات مغزى.....بس إيه رأيك في حكم القاضي
نوال
بهدوء وهي لم تفهم غرضه من السؤال
عقبالك إنتي كمان أصل يومك قرب أوي
تراجعت بفزع غير مدركة ماذا يقصد بهذا الكلام
أما هو فابتسم لها ابتسامة جعلتها ترتعد خوفا
ثم ابتعد عنها بهدوء متجها لسيارته .....
أخرجها من فزعها صوت هاتفها فوجدت أن المتصل هو هاشم فأغلقت الخط بدون أن ترد عليه فهي لم تجهز النقود بعد ولو جزءا بسيطا منها......
..........
نزل من السيارة بهدوء هو يبحث بعينيه عنها في الحديقة فوجدها جالسة على أحد المقاعد مع والدتها كعادتها فقد مضى أكثر من أسبوع على عودة والدتها
وطوال ذاك الأسبوع كانت ملتصقة بها لا تفارقها
حتى أنها أصبحت تترك غرفتهم وتذهب للنوم مع والدتها هو لم يعترض على هذا ولكنه حقا كان قد اشتاق لها وبشدة فهي لم تعد تمضي معه الكثير من الوقت كما كانت تفعل في السابق
يامن بهدوء وهو يهمس في أذنها بابتسامة