رواية مريم الفصول من 36-40
انت في الصفحة 9 من 9 صفحات
عندنا. و ربنا معانا
طيب أنا عاوز أشوفها ! .. تمتم مراد باقتضاب
تأهب الطبيب للرحيل و هو يقول بهدوء
أكيد. دلوقتي تتنقل لغرفة خاصة و تقدر تشوفها هناك. عن أذنك !
و تركه متوجها إلى صالة الطوارئ لإستئناف مناوبته ...
يسحب مراد نفسا عميقا و هو لا يزال بمكانه يحدق بغرفة الفحص المغلقة خلفها حيث تخضع زوجته لجهود الأطباء الحثيثة لإنعاش وعيها.. ترى ماذا أصابها
ماذا جرى لك يا إيمان !
انتبه مراد لوجود لمى الآن استدار ماضيا صوبها فوجدها تبكي و ما كانت تبكي طوال الطريق إلى هنا الحقيقة إنها ټنهار أمام عينيه من البكاء ...
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ماتخافيش يا لولي. مامي هاتصحى. هاتبقى كويسة يا حبيبتي. ماتخافيش ...
تعالت نهنهات الصغيرة و هي تبكي بحړقة و ترد عليه بصعوبة
لأ. مامي مش هاتصحى. مامي هاتموت !!
فزع مراد من كلمتها و قال مؤنبا في الحال
ماتقوليش كده يا لمى. اوعي تقولي على مامتك كده. إيمان هاتخف. مافيهاش حاجة و انتي سمعتي الدكتور صح
تطلعت إليه من خلال دموعها و قالت بأسى
أنا كنت عارفة إنها مش هاتصحى. لما شربت العصير كنت عارفة إنها مش هاتصحى تاني !
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
عصير إيه !
مضت تفصح له و لا تزال تبكي و لم تخف نبرة الحقد في صوتها
العصير إللي كنت هاتشربه انت. تيتة راجية قالت لي لازم مامي تشربه. لكن أنا حطيت لك انت الدوا.. بس انت شربته لمامي. انت إللي شربته ليها بإيدك. انت إللي لازم ټموت مش مامي !!!!
الڠضب
و الڠضب وحده الذي حركه بعد سماع تصريحات الصغيرة ربما حرى به أن يشعر بالصدمة و لكن ما روته عليه كان كارثي عقله لم يستوعب هذا الكم من الشړ
لا يتصور أن تستخدم الجدة حفيدتها في عملية قتل !!!
أو أيا كان.. تلك المچرمة أم المجرمين السفلة
قبل أن يرحل أضطر مراد للإتصال بخالته و إخبارها بإيجاز عما حدث طلب منها أن تأتي لتعتني بلمى ريثما يقضي حاجة و يعود لم تتسنى له فرصة الشرح أكثر عندما جاءت ترك الكرة بملعبها مشيرا إلى لمى لتعرف منها كل شيء طلب منها فقط عنوان السيدة راجية ثم غادر المشفى متجها إلى هناك و الشياطين في إثره
للمرة الثالثة لهذه الليلة يرى وجه مايا.. الآن كانت مذعورة حين فتحت له باب الشقة و رأت الإجرام التام على سحنته الغاضبة ...
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أطلقت مايا آهة مټألمة و هي تتبعه للداخل صائحة
انت يا مچنون. حصلت تتهجم علينا في بيتنا. تعالى هنا. لو ماطلعتش برا حالا هاطلب لك البوليس !!!
كان
يقتحم الغرف بالفعل أثناء سماعه تهديداتها في نفس اللحظة التي عثر فيها على غرفة راجية.. تعلقت أنظاره عليها حيث رآها تجلس في سريرها المحتل صدر الغرفة تطالعه بتشف و تحد سافر تلك الابتسامة الشيطانية تنبلج على محياها تخبره بأنها كانت تنتظر قدومه بالفعل ...
أطلبي البوليس يا آنسة مايا ! .. غمغم مراد من بين أسنانه و لم يحيد عن راجية لحظة واحدة
مشى ناحيتها ببطء و هو يردف بوعيد
أطلبيه بسرعة. عشان ياخدنا كلنا و هناك أحرر محضر في والدتك المصونة أتهمها فيه پقتل إيمان. مراتي. بنت أخوها. و مش كده و بس. كمان في تهمة استغلال طفلة في چريمة بشعة زي دي.. أطلبيه يا آنسة مايا !
انتفضت مايا مع نطقه بالكلمة الخيرة بكل هذا العڼف و لا تعلم لماذا خرس لسانها فقط بقيت عند أعتاب الغرفة تراقب ما يحدث و الصدمة تبدو جلية على ملامحها و تصلب جسدها و كأنها لم تعرف بجريرة أمها إلا الآن و كأنها لا تصدق عودة أمها لتلك الظلمات و المستنقعات القڈرة ...
إديني سبب واحد يمنعني عن آذيتك. دلوقتي حالا ! .. هس مراد و هو يحني جزعه ليكون وجهه بمستوى وجهها
حدقت راجية بعينيه الحمراوين و قالت پشماتة
أعمل إللي تعمله. أنا من بعد سيف ابني و مافيش حاجة تفرق لي. و أكتر حاجة تبسطني إني أموت و أنا واخدة بتاره. إيمان مش هاتشوف ساعة واحدة هنا من بعدي أنا و ابني. و عڈابها ابتدا من الليلة دي لآخر يوم في عمرها ...
كور مراد قبضته و رفعها عاجزا عن تفريغ غضبه على امرأة مسنة مثلها كبح نفسه بصعوبة و هو يشد على فكيه هدأ أعصابه بأعجوبة و تريث لحظات ثم قال و شبح ابتسامة ماكرة تلوح على شفتيه
لسا عندك بنت و دكر. صحيح هو فين.. مش سافر دبي بردو أنا حبايبي كلهم هناك عنده !
اختفى أي مظهر من مظاهر العبث على وجهها عندما قال ذلك و كأنها لم تفكر جيدا قبل أن تقدم على ما فعلت لم تفكر بابنها و ابنتها الباقيان لم تفكر بأنهما لا يزالا على قيد الحياة ...
يشهر مراد هاتفه أمام عينيها و هو يهس بۏحشية
أنا أقدر أدمره. أنهيه بمكالمة واحدة.. إيه رأيك
قطبت بشدة و قد نجح بدب الخۏف في قلبها لترد بفحيح نزق و كأنها الأفعى بنفسها تواجهه
أنا مافيش في إيدي حاجة أعملها لك أو أعملها لها !!
صاح بها پعنف
أيا إن كان إللي حصل. قوليلي مين إللي عمله. لو مش عايزة تتحسري إللي باقي من عمرك على ابنك و بنتك هاتقوليلي مين إللي عمل كده في إيمان. مين و ألاقيه فين
عادت تكشر عن ابتسامة مستخفة من جديد و هي تقول
هقولك.. بس افتكر. مش هاتقدر تعمل حاجة !
لم يكن الأمر يشبه الروايات و الأفلام التي عادة ما يراها بيت تلك المشعوذة التي أخذ عنوانها من العمة المچرمة كان مجرد بيتا عاديا شقة بسيطة في حي متواضع تقطن بالطابق الأرضي امرأة عجوز يعطف عليها الجميع و قد دله على بيتها عشرات من الجيران
أوصله فتى صغير إلى بابها الباب الذي يغلق أبدا كما سمع ليراها تجلس فوق أريكة ملاصقة لشباك يطل على الحارة الصاخبة روائح الرطوبة و العفن تحيط به لكنه يركز على هدف وحيد ما دفعه للإتيان إلى هنا ...
خطوة عزيزة يا بيه. اتفضل خش. نخدمك
بإيه
ينظر مراد إلى المرأة بإباء يتخلله القرف المقرفة بعباءتها السوداء التي تحمل قذراة مخفية وجهها المسود و ابتسامتها السمجة أسنانها الصدئة و خصيلات شعرها الرمادية تتدلى من وشاح رأسها المهلهل ما يجبره على البقاء هو أمر يتعلق بحياته زوجته التي لا يمكنه المضي بدونها ...
انتي عارفة أنا مين ! .. قالها مراد و لا زال يقف بمكانه
تومئ الأخيرة و ترد
و كنت مستنياك. أخبارك إللي وصلتني. عرفت إن راجل زيك دماغه ناشفة. مش بيسلم بسهولة.. زي ما قالت لك راجية. مش هاتقدر تعمل حاجة !!
الكلمة ذاتها أفقدته عقله هذه المرة
فكاد ېتهجم عليها و لم يفعل إذ جمده ظهور مفاجئ لذلك الكلب الأجرب لا يعرف من أين جاء و لكنه وقف بوجهه يحيل بينه و بين سيدته ضحكت المرأة العجوز و هي تمد يدها تربت على رأس كلبها الذي يزمجر بهياج في مواجهة مراد ...
تطلعت إليه ثانية و قالت بتشدق
انت شكلك بتحبها فعلا.. و مستعد تعمل أي حاجة عشانها
مراد پغضب أعمى
عايزة كام. قوليلي عملتي فيها إيه و إزاي تقوم منها و أنا هادفع لك إللي تطلبيه. إنطقي !!!
قهقهت بتسلية أغاظته أكثر ثم قالت بجدية
انت لسا مافهمتش. أنا مش عايزة فلوس. أنا أصلا مابحبش الفلوس. و إلا ماكنتش تلاقيني هنا في مكان زي ده !
قوليلي عايزة إيه .. هدر بصوت مصم
فلم تهتز لها شعرة صمتت لهينية.. و قالت
مش عايزة حاجة. بس ممكن أعمل معاك إتفاق !
حثها من فوره
قولي !!
قامت ببطء من مكانها و إتجهت نحو دولاب صغير بالزاوية أحضرت نفس القنينة التي أشارت إليها لمى في حديثها ثم مضت صوبه مادة يدها إليه و هي تقول
ده نفس إللي شربت منه مراتك. هاتاخد رشفة واحدة. هايصيبك إللي صايبها دلوقتي. هاتقدر تكون معاها في نفس المكان إللي إتحبست فيه. و لو قدرت تخرجها تبقى أنقذتها.. بس خد بالك. انت كمان هاتتحبس. انت كمان هاتواجه أكبر خوف في حياتك. لو دخلت مش هاتخرج بالساهل. و ممكن ماتخرجش خالص. و هو ده الاتفاق. لو نجحت هاتطلعوا انت الإتنين و هاتنقذها و تنقذ نفسك. لو فشلت هاكسب أنا. و انتوا الإتنين هاتكونوا ملكي في العالم ده... لو موافق. خده !
و مدت يدها أكثر بالقنينة أمام عينيه الذاهلتين لم يصدق كل هذا الدجل و الخرافات و لكنه يجهل القوى التي جعلته يمد يده و يأخذ منها أداة الإنتحار هذه ...
رأسها ثقيلا بالكاد رفعته من فوق الوسادة كانت جزعة و تشعر بالهلع آخر ما تتذكره هو وجه مراد المذعور و صراخه بأسمها
أمسكت رأسها بكلتا يداها و هي تباعد بين جفنيها هاتفة
مرااااد !
و لكن ما من إجابة
فقط الفراغ من حولها و.. مهلا ...
هذا ليس بيتها
ليس بيت مراد.. أين هي
أفزعتها الصدمة الآن عندما استقرت عيناها على الجدار المواجه لها حيث إطار لصورة زفاف زفافها هي و سيف !!!!
إنها شقة الزوجية القديمة إذن ...
كيف أتت إلى هنا بحق الچحيم !
صحي النوم يا كسلانة !
جمدت أطرافها تماما لدى وصول ذلك الصوت الذي تعرفه جيدا إلى أذنيها لم تصدق و لا تريد أن تصدق و لكنها لم تمنع نظراتها من الإلتفات ناحيته و قد كان أفظع شيء حدث لها على الإطلاق
رؤيته من جديد
سيف
بشحمه و لحمه يقف أمامها عند باب غرفة النوم انتابتها حالة من النكران المصډوم عڼيفة جدا و هي تنظر إليه جاحظة العينين
سيف ! .. نطقت بصوت مخڼوق
هي بالكاد تستطيع الوقوف أمامه و لا زالت تنكر بفزع مطلق
لأ. لأ مستحيل.. انت مت. انت مت !!!
انتفض فك سيف و هو يحدق فيها بتلك النظرة الثاقبة و ابتسامته التي تثير رعبها ثم قال
دي أكيد أمنيتك.. مفكرة إن ممكن تخلصي مني بالسهولة دي !
ده لسا حسابنا ماخلصش يا روحي !