الأحد 17 نوفمبر 2024

رواية هدي كاملة

انت في الصفحة 27 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

ما يشغلها الآن من الذي فعل ذلك و لماذا 
أما هو طالع الفراغ الذي تركته ثم عاد ببصره للدكتور سراج و قال
بنت قليلة الأدب صحيح
رد سراج و قال
بس هي فعلا مطظلومة
لم يكترث فيصل لدفاعه عنها. غادر المكتب دون أن يلقي التحية حتى بينما عاد سراج لمكتبه باحثا عن أي خيط يوصله لتلك المرأة التي انتحلت شخصية موظفة لدى المختبر .
فيصل العاق للكاتبة هدى زايد
داخل شقة كارما 
كانت جالسة بين النسوة مشتحة بالسواد كحالها الذي آلت إليه في الفترة الأخيرة وضعت يدها أسفل خدها صامتة لا تحدث احد و لا أحد يحدثها كل ما تفعله مصافحة و بعض الكلمات الخاڤتة شاكرة من خلالهما النسوة
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
مرت ساعة تلو الأخرى حتى وصلت للساعة الحادية عشر انتهى اليوم الأول من العزاء
وقفت عن الأريكة الخشبية متجهة حيث المنضدة ضغط على زر قفل المذياع و قبل أن تلج غرفتها القت نظرة سريعة تجاه باب الشقة ما إن وصل لمسامعها صوت الناقوس 
سارت بخطواتها الهادئة فتحت الباب لتجد أيوب ماثل أمامها و بجواره جده أشارت لهما بالدخول سألتهم بنبرة متعبة 
تشربوا إيه !
رد الجد بهدوء
ولا حاجة يا بنتي اقعدي
حمدت ربها بأنهم لم يوافقوا على عرضها فهي لا تملك حق الخبز كل ما تملكه أواني فارغة فقط لاغير جلست على المقعد تستمع لحديث الجد حين قال
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
بصي يا بنتي ابني فيصل و أنا عارفه يطلع يطلع و ينزل على مافيش عشان كدا متزعليش منه لو قالك كلمة كدا ولا كدا دي اول حاجة عاوز اقولهالك
ردت كارما بهدوء
أنا مليش علاقة بي لا من قريب ولا من بعيد 
يكون احسن بردو ابويا
أصلا مش طايقك و مش ابويا بس 
و اهي دي تاني حاجة يابنتي ابنه مدب زيه و ماعندوش مخ يفكر قبل ما يتكلم معلش يا بنتي قدرك
ابتسمت رغما عنها تلك الإبتسامة المريرة التي ظهرت على ثغرها كانت تعبر عن آلالام و خذلان انتبهت لحديث الجد و هو يكمل بهدوء
اللي عرفته إن الست والدتك مع اخوكي مسافرين و أنت بس اللي هنا و عشان كدا يا بنتي اعتبرينا أهلك 
شكرا ليك
الشكر لله يا بنتي و عدم لامؤاخذة يعني ياريت تخفي خروج و دخول الناس مبت حمش مش زي يعني المكان اللي كنتي عايشة في 
حاضر 
متزعليش مني يا بنتي أنت زي أيوب و فريدة وفريد كلهم عيال عيالي واخاڤ عليهم ولو كلامي زعلك اعتبريني متكلمتش في 
لا خالص بالعكس
تابعت بمرارة قائلة
بابا الله يرحمه كان بيتكلم زي حضرتك كدا
وقف الجد عن الأريكة بمساعدة حفيده سار تجاه باب الشقة وقف على عتبتها و قال
ربنا يربط على قلبك و يصبرك على فراق الغالي
تساقطت الدموع من عيناها و قالت
امين يارب
خرجا في نفس اللحظة التي وقف فيها فريد أمام الشقة ابتسم لها بخفة ثم قال بمساواة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
البقاء لله
ردت بخفوت 
الدوام لله وحده
سألها بمجاملة 
مش محتاجة حاجة !
هزت رأسها نافية و قالت
متشكرة
رد ايوب بجدية و قال
طب إيه هتفضل كتير كدا ولا إيه ! ما تدخل قبل ما ابوك يجي و يبهدلنا بسببها
رد فريد و قال
مبتتقالش كدا يا أيوب
بينما ردت كارما بهدوء
معلش مضطرة اقفل الباب تعبانة و محتاجة ارتاح شوية .
لم تنظر حتى سماع ردهم على اعتذارها اوصدت الباب و هرولت تجاه إحدى الغرف 
افترشت بجسدها على الفراش بكت حتى فاض بها كاد قلبها أن يخرج من قفصها الصدري و يأمرها بالصبر على هذا البلاء.
في الشقة المقابلة
كان فيصل يلتهمه الغيظ الشديد من مدللته تلك لم تصفح عنه حتى هذه اللحظة رغم خطأها هي و ليس هو نظر لزوجته و قال
شايفة البت مرضتش تأكل ازاي كدا تنام من غير عشا !
ردت حياة قائلة
ولا غدا كمان و حياتك
سألها بعصبية مفرطة و قال
وازاي تسبيها كدا !
أجابته بهدوء
قالت مش جعانة وسبيني انام شوية ياماما وبعدها جالها تليفون عشان تخرج تتغدا مع صحابها برا و حصل اللي حصل ومعرفتش اخليها تأكل لقمة
رد فيصل بعصبية و قال
قومي قومي خليها تأكل أي حاجة كدا تتعب كدا 
هتتعب عشان متغدتش ولا اتعشت فيضل هو أنت جرا لعقلك حاجة !
سيبك من عقلي وخلينا في الست هانم اللي مقوية قلبها عليا دي !
قررت حياة أن تلعب لعبتها لتعرف كيف علم بذهابها مع كارما جلست جواره و قالت بجدية مصطنعة
بصراح ومن غير زعل يا فيصل أنت اللي قويت قلبك عليها بقى فريدة فيصل اللي البنات كلها بتحسدها على حبك ليها تضربها قدام الناس كدا لالا غلطان بردو يا فيصل 
اعمل إيه أنا شفت البت بنت أيمن وركبني مېت عفريت مبقتش عارف اعمل إيه 
بردو يا فيصل متضربهاش قدام الدكتور ولا كارما دي مهما كان بنتك بردو
تابعت بمكر قائلة
دا تلاقي شيطان اللي دخل بينكم دا
رد بنبرة مغتاظة وقال
قصدك شيطانة منها لله 
مين دي ! 
البت بنت سامي اخويا 
مين فيهم !
هي في غيرها اللي خاطة نقرها من نقر بنتك 
قصدك مين قصدك سميرة ! 
هي بعينها
تابع بنبرة مغتاظة و قال 
أنا بردو اقول ياخويا البت اللي مبتتصلش غير في المصاېب قال بسلمك عليك ياعمي وبطمن على فريدة هي في المعمل ليه هي و كارما بنت عم أيمن
استطرد بنبرة اهدأ من ذي قبل
بس بردو أنا اللي غلطان كان المفروض طولت بالي عليها قدام الدكتور بس اعمل إيه أنا شفتها مع اللي اسمها كارما دي و معرفتش امسك نفسي و كمان اللي غاظني منها أكتر إنها كدبت عليا يا خياة بنتي اللي عمرها ما كدبت أبدا تكدب عليا و تروح مع بنت أيمن !!
ردت حياة بجدية قائلة
بص بقي احتصارا للحوارات اللي بنت اخوك بتعملها كل يوم و التاني دي احنا منردش عليها تاني في التليفون
و أنا عارفة و أنت عارف إنها بتغير من بنتك عشان بتطلع الأولى على الكلية و بتاخد تكريمات من الدكاترة بتوعها و لا أنت نسيت لما مقالتلهاش علي معاد الامتحان وبنتك عرفت صدفة و كانت هتسقط فيها .
بعد الشړ على بنتي من الفشل بنتي اشطر واحدة وبكرا تتخرج و تبقى اكبر محامية و افتح لها أكبر مكتب في مصر كلها
سألته بنبرة ذات مغزى 
و أيوب و فريد يا فيصل هتعمل معاهم إيه !
أجابها بنبرة مغتاظة و قال
هعمل معاهم إيه يعني الكبير فضلت ماشي معاه في التعليم لحد ما جه في الثانوية العامة و مجموعه بالعافية ډخله معهد سنتين و الباشا التاني في كلية الشرطة هعمل معاه تاني افتح قسم على حسابي !
ردت حياة قائلة بنبرة مغتاظة
أنا عارفة إني مش هعرف اخد منك لا حق ولا باطل أصلا 
وقف عن حافة فراشه و قال 
بلا تاخدي حق و لا باطل أنا هروح اشوف البت اللي هتنام من غير أكل و لا شرب دي
بعد مرور دقيقة
طرق الباب بخفة ثم ولج ما إن أمرت للطارق بالدخول شاحت بوجهها بعيدا عنه رفع بصره للمبرد الهوائي و قال بعتاب
قلت مليون مرة التكييف يبقى على أربعة وعشرين و تتغطي و لا أنت عاوزة تبردي
القت بالدثار بعيدا عن جسدها و قالت بحزن طفولي 
لا عاوزة أموت عشان ترتاح وابعد البطانية بعيد عني بقى كدا
رد بنبرة معاتبة و قال
اخس عليكي يا ديدا و قدرتي نقولي هان عليكي تسمعي صوت قلبي وهو بيتوجع
ردت بنبرة المعاتبة قائلة بحزن طفولي 
يا سلام يا خويا ما أنت هان عليك تضربني قدام الدكتور و قدام كارما
تابعت وهي تمد له وجهها ثم قالت
بص ايدك عملت إيه في وشي اهو دا عشان يروح عاوزة كريم مخصوص بجيبه ب 500 جنيه
دس يده داخل جيبه وقال بخفوت 
خدي هاتي اللي نفسك في بس اوعي تقولي لأمك دي قوية ومفترية و ممكن تقتلنا فيها
تناولت منها النقود و قالت بتساؤل
ايوة بس أنا بردو لسه زعلانة منك يا فيصل هان عليك تضربني 
خلاص بقي ميبقاش قلبك قاسې كدا و بعدين ما هو أنا كمان هونت عليكي ورحتي تكلمي بنت أيمن عادي
ردت فريدة بكذب قائلة
أنت لو كنت سألتني وقتها كنت رديت عليك. لكن أنت دخلت ضړبتني و مشيت 
طب أنا بسألك اهو إيه اللي خلاكي تروحي معاها ! 
ها ! اه أصل أنا كنت رايحة لمدير المعمل عشان استلم منه قضية مهمة و شفتها هناك
رد بتساؤل قائلا 
تستلمي قضية منه و أنت لسه طالبة في سنة تانية !
ردت بكذب و قالت هي تداعب ياقة قميصه و قالت بغنج
مش أنا يا بابتي يا حلو أنت بتدرب في مكتب أستاذ خيري العميري المحامي 
اه 
طب هو بقى قالي يا كارما روحي عند معمل الجولف عشان في ورق مهم مدير المعمل هايدوهالك و رحت هناك لاقيت كارما هناك و المدير ولا يعرفني و لا يعرفها هقوله إيه اطردها عشان بابا مبيحبش أبوها ! 
يعني أنا ظلمتك ! 
شفتك بقى 
لا حقك عليا متزعليش قومي بقى عشان تأكلي دا اللقمة من غيرك ملهاش طعم
ردت بعناد طفولي قائلة
لا أنا لسه زعلانة 
و لو قلت عشان خاطري ! 
بردو زعلانة
رد بتساؤل و هو يقول
طب لو قلت هنفذلك أي طلب تطلبي 
أي طلب أي طلب ! 
أي طلب 
خلي أيوب يتعشى معانا و نودي عشا كمان ل كارما
رد بعصبية و قال
لا لا كارما و لا أيوب 
خلاص اكسفني قدام كارما و طلعني عيلة صغيرة بعد ما قلت لها هجيب لك عشا و كمان لو أيوب مأكلش معايا مش هأكل 
بت أنت متحاولي تأثري عليا 
عشان خاطري يا بابتي 
و بعدين بقى ! 
عشان خاطري عشان خاطري
تنهد بعمق و هو ينظر لها باستسلام ثم قال
عشان خاطرك خلي أيوب يطلع يتعشى معانا انما كارما لا ملناش دعوة بيها دي دي 
دي إيه ! 
ستر الله من ستر ملناش دعوة بيها و خلاص
ابتسمت لأبيها بعد أن تستر
على تلك المسكينة رغم معرفتها بشتى تفاصيل الأمر إلا إنها في وجهة نظره لا تعلم شئ تنحنحت ثم قالت بنبرتها الهادئة
يعني خلينا كارما دي جارتنا و مش بنت عمو أيمن الله يرحمه مش كنت أنت أول واحد هتقف جنبها يا فيصل 
لو بقى 
كدا تكسفني قدامها يا بابا !
تابعت بحزن 
دي يتيمة و ملهاش حد و مامتها ولا أخوها معاها وكمان الشقة أكيد فاضية مافيهاش حاجة حرام يا بابا 
أنا عارف أنا اللي بجيبه لنفسي يوم ما بزعلك و اصالحك بنفسي اتفضلي روحي ودي لها لقمة
تابع بنبرة تحذيرية و قال
بس من على الباب إياكي تتدخلي جوا و لا تطولي في كلامك معاها 
حاضر يا أحلى فيصل في الدنيا
بعد مرور ساعة
وقفت عن الأريكة متجهة حيث باب الشقة فتحت الباب وجدت أخيها ووالدتها خرجت في نفس الوقت فريدة من المطبخ حاملة قدحان من الشاي الساخن قامت بتعزية والدة كارما ثم كارم الذي ضغط بقوة على كفها 
حاولت فك يده
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 28 صفحات