الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مريم الفصول الاخيرة

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

من شرودها ..
في حاجة يا نجلاء .. قالتها بتساؤل
تنهدت نجلاء و قالت بحزن 
يابنتي إنتي كل شوية تسرحي كده الهموم إللي إنتي شايلاها دي مش كويسة عليكي و لا علي ده ! .. و أومأت بذقنها نحو بطنها الممتلئ
سمر بإبتسامة مريرة و هي تضع يده علي بطنها ذات التسعة أشهر 
طيب قولي الهموم مش كويسة عليا أنا . لكن ده من الأول خالص و هو قافش في الدنيا . أكتر من مرة إتعرض للمۏت و فضل سليم . زي ما يكون بيعاند . عايز يعيش .. عايز يعيش عشان يكمل عذابي بعد أبوه.
رمقتها نجلاء بتأثر و قالت 
يا سمر هو في الأول و الأخر إبنك . حتي لو كان أبوه مين . مش مصدقة إنه ممكن يهون عليكي !
صمت قصير .. و إعترفت
________________________________________
سمر بآسي 
ما هو للآسف ماهانش عليا . رغم إن كانت قدامي فرصة أخلص منه بعد ما هربت من أبوه علطول . بس في حاجة قوية جوايا . زي صوت عالي منعني و قالي لأ .. ثم أكملت بتردد 
مقدرتش . كنت خاېفة عليه زي خۏفي علي ملك .. فضلت أفكر أعمل إيه و أروح فين قلت مستحيل أرجعله . و بعد ما أخويا رماني مابقاش ليا مكان أروحله . مش عارفة إزاي خطرتي علي بالي يا نجلاء ! و فعلا محدش ممكن يفكر إني هنا عندك.
نجلاء بإبتسامة 
طيب إنتي عارفة إن دي أحسن حاجة عملتيها في كل ده يا سمر إنتي و لوكا جيتوا مليتوا عليا البيت بعد ما كان فاضي عليا.
سمر بحرج 
ملينا عليكي البيت إيه بس أنا حاسة إننا تقلنا عليكي و الله 6 شهور كتير أووي.
تلاشت إبتسامة نجلاء و عاتبتها 
أخس عليكي . و الله لو قولتي كده تاني هزعل منك
ده أنا نفسي تقعدي معايا إنتي لوكا علطول.
سمر بضحك 
علطول ! لأ يا حبيبتي إطمني مش هنطول عليكي أوي
البيه الصغير يشرف بس و هاخده هو و الأبلة دي و نشوفلنا مكان نقعد فيه و بالمرة أدور علي شغل.
نجلاء بإستنكار 
إيه يابنتي إللي بتقوليه ده إنتي فاكراني ممكن أسمحلك بكده مش هتمشي يا سمر طول ما أنا عارفة إن مالكيش مكان تروحيله.
سمر بإبتسامة 
ماتقلقيش عليا يا نجلاء . أنا هعرف أتصرف.
نجلاء بإصرار 
مش هتمشي يا سمر . إلا إذا كنتي عايزة ترجعي لبيت جوزك مش هعارضك !
و هنا تحولت سمر تماما و صاحت بحدة 
أرجعله مستحيل أرجعله . أنا لو بمۏت مش هرجعله.
نجلاء بحيرة 
ليه بس يابنتي إنتي مش بتحبيه طيب بلاش الحب . حتي عشان إبنك إللي مالوش ذنب في حاجة ده.
سمر بصرامة 
61 
_ و عاد ! _
صعقته الصدمة عندما إعترفت نجلاء له بذلك ...
هب من مكانه پعنف و توجه نحوها بسرعة
سألها عثمان بصوت يدوي كالرعد القاصف و عيناه تومضان كالبرق الخاطف 
بقي إنتي إللي مخبياها مني طول الفترة دي مخبياها فين يا نجلاء نهارك إسووود.
تنكمش نجلاء علي نفسها و هي تقول پخوف 
يا Boss سمر لجأتلي و وثقت فيا . كنت هعمل إيه يعني 
لازم كنت أساعدها . و بعدين ما أنا جيت أقولك أهو لما شوفت معاد ولادتها قرب و هي لسا علي عنادها قلت لازم أقولك بقي !
حدق فيها غاضبا و رد مزمجرا 
ماشي يا نجلاء . حسابك معايا بعدين
و دلوقتي قوليلي مكان المقر السري للخېانة.
نظرت له بإستغراب فصاح بها 
قوليلي زفت عنوانك إيه 
نجلاء بتلعثم 
ح حاضر يافندم . العنوان 9 شارع الدور الرابع شقة 8 !
لم يفوت عثمان ثانية أخري بالكاد أخذ هاتفهه و سلسلة مفاتيحه و غادر شركته بسرعة رهيبة ...
كان يصعد المنحدر بالسيارة عندما أصبح الطريق أكثر إكتظاظا في وسط المدينة
بدا نافذ الصبر و هو يقود عاجزا عن إختراق الطريق پجنون كي يصل إليها بسرعة إذ كان مضطربا متوترا قلبه يرف في صدره كالطائر الطنان
يتحرق شوقا للقائها بعد كل هذه المدة .. يعثر عليها أخيرا حبيبته تلك التي نبض قلبه و لأول مرة معها و لأجلها و رغم ذلك أذاقها مرارة العڈاب و الذل و القهر ..
تري كيف هي الآن .. كيف صار شكلها و بعد تسعة أشهر من الحمل 
سيعرف بعد لحظات .. فقد وصل أخيرا عند البناية التي تقطن بها نجلاء و هو ينطلق راكضا في هذه اللحظة للداخل صوب المصعد ...
عند سمر ...
وصلت زينب قبل دقائق قليلة لتجد هذه المسكينة تعاني آلم المخاض وحدها حتي أنها لم تقدر أن تقوم لتفتح لها باب الشقة
فإضطر البواب أن يكسره ليدخلها ..
آاااااه . مش قآادرة يا ماما زينب همووووت ! .. هكذا كانت سمر تصرخ بقوة و هي تتلوي بإستمرار فوق الكرسي و جسدها كله ينضح عرقا
زينب و هي تمسح علي شعرها بحنان 
معلش يا حبيبتي إمسكي نفسك شوية الإسعاف في الطريق.
سمر پبكاء 
مش قادرة . أنا ھموت يا ماما
مش هقدر أكمل همووت.
زينب بجزع 
بعد الشړ عليكي يابنتي ماتقوليش كده إن شاء الله هتقومي بالسلامة .. ثم نظرت إلي البواب و قالت بإنفعال 
إطلب الإسعاف تاني يابو حسين إستعجلهم البت علي أخرها.
البواب بلهجة إسكندرانية 
و أني هنعمل إيه بس يا إست زينب طلبتهم 3 مرات لحد دلوقت . ربنا يسلمها بعون الله.
و هنا ظهر عثمان علي عتبة الباب ..
تجمد بمكانه لوهلة لقد كانت هي هذه المرة .. إستطاع أن يراها حقا لم تكن أوهام و لا هلاوس لم يكن يتخيلها كما في الليالي السابقة
أنها أمامه علي بعد خطوات ... يالجمال هذه اللحظة كم هي لذيذة لحظة اللقاء بعد طول غياب
و لكن سرعان ما تحولت اللذة إلي الألم عندما لاحظ حدة عنائها و سمع صوت آهاتها .. إندفع عثمان صوب زوجته متجاهلا وجود أحدا غيره و غيرها بالمكان
كوب وجهها بكفيه و هو يقول بلطف شديد 
سمر . حبيبتي
مالك 
و بينما كانت زينب مصډومة من إنضمامه المفاجئ فتحت سمر عيناها الذابلتين و نظرت إليه غير مصدقة ..
إنت ! .. قالتها سمر بصوت هامس ذاهل
عثمان و هو يجفف العرق عن وجهها بكفه 
إطمني يا سمر . هتبقي كويسة
أنا جمبك مش هاسيبك.
تفقد سمر و عيها بعد ذلك مباشرة لتصيح زينب پذعر 
يا لهوي ! البت هتروح مني . جرالها إيه 
مابتنطقش ليه و الإسعاف ولاد ال إتأخروا.
أخيرا يلاحظ عثمان وجود زينب و ينتبه لكلامها ..
أنا شوفت مستشفي قريبة من هنا و أنا جاي .. قالها عثمان بتوتر و هو ينحني ليحمل سمر بحذر
هاوديها حالا !
ثم إتجه بها للخارج مسرعا و لحقت زينب به أيضا و هي تحمل ملك بدورها ...
كانت الولادة متعثرة للغاية ... لولا أنه جلبها إلي هذه المشفي التخصصي لكان وضعها أكثر صعوبة
يخرج الطبيب من غرفة العمليات بعد قضاء ثلاث ساعات كاملة لينطلق عثمان صوبه و يسأله بتلهف 
دكتور . طمني من فضلك
سمر عاملة إيه 
الطبيب مبتسما بإنهاك 
الحقيقة مدام حضرتك من أصعب الحالات إللي مرت عليا
البيبي كان في خطړ هو و هي لإنه كان هينزل برجليه . طبعا إحنا عملنا محاولات كتير عشان تولد طبيعي بس للآسف حالتها ماسمحتش خالص فإضطرينا للجراحة.
عثمان بقلق 
يعني إيه هي كويسة و لا لأ !!!
الطبيب بصوته الهادئ 
إطمن يافندم هي دلوقتي بخير و إبنك كمان كويس أوي.
عثمان براحة غامرة 
الحمدلله.
ممكن نشوفها يا دكتور .. هكذا جاء صوت زينب متسائلا من خلف عثمان
الطبيب بلباقة 
حاليا هيكون صعب شوية يا هانم لإنها لسا تحت تأثير المخدر . كمان شوية هتفوق و هنكون نقلناها في أوضة وقتها تقدري تشوفيها.
يمد عثمان يده إلي الطبيب و يصافحه و هو يقول بإمتنان 
أنا متشكر أووي يا دكتور
بجد شكرا علي تعبك.
الطبيب بإبتسامة 
لا شكر علي واجب يافندم . ده
________________________________________
شغلي و بعدين أنا ماعملتش حاجة أنا كنت مجرد آداة في إيد رينا . أشكره هو.
عثمان بسعادة 
الشكر لله طبعا.
و إستأذن الطبيب ليذهب و يتابع جدول عمله بينما مضي عثمان إلي الرواق الفارغ و أخرج هاتفهه ليجري بعض المكالمات ..
كانت نائمة علي السرير الأبيض في رداء طبي مشبع برائحة البينج ..
عندما بدأت في إستعادة وعيها سمعت صوت طنين جهاز رسم القلب قرب أذنها .. أملت أن يكون هذا يعني أنها حية و لكن إحتمال مۏتها أصبح بعيدا الآن
فهي تشعر بالألم و الإنهاك لا يمكن أن يكون المۏت مؤلما هكذا ..
شعرت سمر بضغط علي يدها اليسري فحاولت رفعها لكنها عجزت ... لتسمع في هذه اللحظة صوته الذي لا يخطئه السمع أبدا 
سمر . حبيبتي إنتي فوقتي !
جاهدت سمر لتزيح أجفانها عن عينيها و تري لو كان هذا حقيقة أم خيال ..
نجحت بالفعل و رفرفت عيناها يمنة و يسرة حتي إستقرت عليه .. حملقت فيه پصدمة كان وجهه علي مقربة شديدة من وجهها مستندا بذقنه علي حافة وسادتها
إذن فهو كان أخر من رأته قبل أن تفقد الوعي لم يكن حلما
إرتعدت سمر في هذه اللحظة عندما تذكرت طفلها أمسكت ببطنها الفارغة الآن و صړخت بصوت مخټنق 
إبني . فين إبني خته مني
وديته فين 
أمسك عثمان بكفيها و رفعهما حذو رأسها حتي لا توذي منطقة الخياطة و قال يهدئها 
62 و الأخير
_ وعد ! _
لم يطول مكوث سمر بالمشفي ... و بناء علي طلب عثمان و إلحاحه كتب لها الطبيب تصريحا بالخروج لكنه شدد علي وجوب الإعتناء بها و عدم قيامها بأي مجهود لمدة إسبوع علي الأقل
من جهة أخري كلف عثمان أخته بالذهاب للسوق التجاري لإستكمال تجميع بقية ملابس إبنه رحبت صفية بطلبه و إصطحبت صالح معها كما فعلت بالمرة السابقة
إشترت أشياء كثيرة جدا ضاع النهار كله في التسوق و إنتهي عندما شعرت صفية بالتعب و أشفقت علي حالة صالح أيضا فهو لا يزال في طور النقاهة
لم يسترجع قوته كاملة بعد لذا لا يجب أن تحمله فوق طاقته خاصة و أنه لم يبدي تبرما أو إنزعاجا حتي الآن مخافة أن يغضبها
إبتسمت صفية له بحب و شبكت يدها بيده ثم إنطلقا عائدان إلي البيت ..
البيت الذي بدا مبهج لأول مرة منذ أشهر عديدة و السبب إنضمام فرد جديد لعائلة البحيري و ليس أي فرد إنه النسخة المصغرة من جده ... يحيى الصغير
الملاك الذي جلب معه السعادة و المودة و الحب للجميع و الشفاء إلي جدته
لم تتركه فريال أبدا منذ خروجهم من المشفي كانت

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات