رواية مريم الفصول الاخيرة
دي مش هتخيل عليا . إنطقي إنتي و قوليلي سمر فين أنا مش همشي من هنا إلا و هي معايا.
صړخت زينب بوجهه
قولتلك ماعرفش عنها حاجة بقالي يومين
إزاي جاي تدور عليها هنا مش كانت في بيتك خرجت إزآااااي
إنت أكيييد عملت فيها حاجة.
إزاحها عثمان من طريقه و ولج لداخل الشقة أخذ يبحث عنها في كل مكان و هو ينادي بإلحاح ممزوج بالحدة
لكنه لم يعثر عليها ... إتجه للخارج و كاد أن يصعد لشقتها هي فأستوقفته زينب
تعالي هنا محدش فوق . فادي لسا ماشي من شوية سافر لشغله.
أطبق عثمان أجفانه پغضب شديد ثم غمغم بۏحشية
و رحمة أبويا لو عرفت إنك عارفة هي فين و بتنيميني ما هرحمك يا ست إنتي . سمر مراتي و حامل في إبني
هالاقيها يعني هالاقيها بس لو إكتشفت إن ليكي علاقة بهروبها مني أو مخبياها أو عارفة طريقها مش هتلحقي حتي ټندمي علي إللي عملتيه.
أنا إللي هاوديك في ستين داهية لو سمر مارجعتش . أقسم بالله هدخل فيك السچن لو البت جرالها حاجة . إوعي تكون فاكرني مصدقة الفيلم إللي جيت تعمله عليا . ده أنا أكلك بسناني لو مسيت سمر بحاجة وحشة . سامعني يابن الأكابر
أمام محل الجزارة ... يقف المعلم رجب بجانب زوجته نعيمة يشاهدان عثمان و هو يخرج من منزل السيدة زينب و قد بدا للبعيد قبل القريب منه إنه في أقصي مراحل غضبه
تميل نعيمة صوب زوجها و تتمتم بتساؤل
تفتكر الباشا ده جاي ليه الساعة دي يابو خميس
رجب بصوته الخشن
علمي علمك يا نعيمة . و عموما إحنا مالنا ما يجي و لا مايجيش حاجة ماتخصناش.
نعيمة بتأييد شديد
أيوه طبعا ماتخصناش إلهي لا يرجعه لا هو و لا إللي تتشك في قلبها مراته . إحنا ما صدقنا الواد خميس قدر يطلعها من دماغه شوية و إقتنع ببنت خالته.
و أنا إللي كنت دايما أسأل نفسي يا نعيمة ليه البت سمر ماكانتش عجباكي و كنتي بترفضيها علطول
أتاريكي كنتي راسمة علي جواز بنت أختك من إبني !
نعيمة بضحكة ماكرة
بصراحة أه يا حبيبي و أنا كنت هلاقي لإبني أحسن من بنت أختي فين هي أولى يا بابا و كمان متربية و أشرف من الشرف مش زي الصايعة العايبة التانية دي.
طيب خلاص إسكتي . ربنا يسهلها ماتشمتيش فيها و كفاية بقي أهيه راحت لحالها.
إبتسمت نعيمة بظفر و قالت
إلهي لا يعودها !
مرت الأيام ثقيلة كئيبة علي عثمان ... ستة أشهر منصرمة لا يعرف عنها شئ
إختفت كما تختفي قطعة السكر في الماء
كان يبحث عنها كل يوم كل ساعة دون كلل أو ملل يكاد أن يصاب بالجنون .. أين ذهبت لقد قلب الدنيا رأسا علي عقب دون أن يأتي بنتيجة !
و لكن للآسف كان الفشل حليفهم جميعا في كل مرة ... و لما شعر عثمان باليأس راح يحاول الإتصال بهاتفها المغلق علي الدوام
ترك لها عشرات الرسائل الكتابية و الصوتية
كان يرجوها دائما بصوت معذب أرجوكي يا سمر . إرجعي . أنا بجد ھموت من القلق عليكي
سمر .. فاتوا أربع شهور . أنا مش عارف عنك أي حاجة . هتجنن !
سمر . طيب بلاش ترجعي . ردي عليا بس . طمنيني عليكي أرجوووكي
كان يعلم أنها لا تستطيع السفر إلي خارج البلاد لأنها لا تملك جواز سفر بجانب المال و تكاليف أي رحلة
و لكنه إتخذ كل الإحتياطات و تم وضع صورة لسمر بجميع نوافذ المطارات سواء بالإسكندرية أو أي محافظة أخري بها ميناء جوي
حتي أكشاك المرور الصحراوية لديهم إسمها فإذا مرت بأي من هذا سيصل لها بسهولة .. و لكنه حتي الآن لم يصل و لا يدري ماذا حل بها التفكير أرق نومه ليلة بعد ليلة لم يعد يحيا حياة طبيعية مثل البشر
و لكن ما أراح قلبه قليلا أن الأخبار السيئة أيضا لم تصله هذا يعني أنها
________________________________________
بخير لكنها لا تريد أن تعود إليه ...
في مركز العناية بالحيوان ... تقف صفية أمام السرير الذي يحمل الأسد المخدر
كانت تفحصه بإهتمام و هي ترتدي المعطف الطبي و القفازات البلاستيكية في يديها بينما وقف صالح ورائها و قلبه يرف في صدره بقلق ..
أنا نفسي أفهم إمتي ربنا هيتوب عليكي من الشغلانة الزفت إللي كلها خطړ دي ! .. قالها صالح بتبرم
صفية بنصف تركيز
قولتلك 100 مرة ده شغلي و أنا بحبه . و بعدين ماتنكرش إن مشكلتك مع عنتر بالذات.
صالح معترفا بغيظ
و إنتي شايفة غير كده يعني مش سيادته كان سبب الحاډثة إللي عملتها و كنت ھموت فيها
بعد الشړ عليك يا حبيبي.
ما لو ماكنتيش طلبتي مني يومها أنزل أجبهولك من المستشفي ماكنتش عملت الحاډثة و كنا إتجوزنا من زمان بدل التأجيل إللي كل شوية يحصل ده.
و هنا صاحت صفية بإنفعال و هي تلتفت له
خلاص بقي يا صالح . أنا زهقت كل شوية تفتح الموضوع و كل مرة بقولك مش هتجوز و أخويا عنده مشاكل المرة دي بقي أنا إللي بقولك عايز نسيب بعض أنا ماعنديش مانع أنا أصلا تعبت خلاص . تعبت !
نظر لها صالح پصدمة و قال
صافي ! إيه إللي بتقوليه ده
صفية بعصبية
إللي سمعته . لو مضايق من تأجيل الجواز أنا مستعدة أريحك و دلوقتي حالا و كل واحد يروح لحاله.
و شرعت في إخراج خاتم الخطبة من إصبعها ليقبض علي يدها و يقول بحدة
60
_ حنين ! _
تستوي فريال جالسة علي سريرها و هي تنظر لإبنها بقلق ..
بينما يقف عثمان و يسأل الخادمة بعدم تصديق
إسمه فادي متأكدة !
الخادمة بتأكيد
أيوه حضرتك إسمه فادي حفظي بيقول إنه أخو سمر هانم !
رفع عثمان حاجباه بدهشة ثم نظر إلي أمه ليجد التوتر و الخۏف يسطران قسمات وجهها و قرأ في عيناها ما لم تكن تستطيع أن تقوله بلسانها ..
إبتسم لها عثمان و أمسك بيدها و شد عليها مطمئا و هو يقول
أنا هنزل أقابله . ماتقلقيش يا ماما .. أنا في بيتي.
و فك أصابعها المطبقة علي كفه بلطف ثم نزل ليقابل فادي ..
وقف ينتظره عند مدخل البهو ... دقيقة و أتاه فادي بمظهره الغاضب حيث عمد أن يبين له أنه جاء إلي هنا مرة أخري و لكن علي مضض شديد
أهلا يا فادي ! .. قالها عثمان بصوت ثابت النبرات و تابع
خطوة عزيزة.
إبتسم فادي بإستخفاف و قال بتهكم
الله يعز مقدارك يا باشا . متشكر . بس أنا مش جاي أضايف أنا جاي أخد أختي.
عثمان بنفس الثبات
أختك مين بالظبط سمر و لا ملك
فادي بصرامة
أنا ماعنديش غير أخت واحدة دلوقتي يا عثمان بيه . ملك . أنا جاي أخد ملك.
عثمان بإبتسامة ساخرة
أهو دلوقتي يا فادي مابقاش عندك أخوات خالص . لا سمر و لا ملك.
فادي بحدة
يعني إيه إنت فاكر إنك تقدر تمنعني عن أختي الصغيرة أنا هاخدها ڠصب عنك إنت ماتقدرش تمنعني.
عثمان بهدوء مستفز
يا فادي إفهم . بقولك ماعادش في سمر و لا ملك . البيت قدامك أهو . لو لاقيت إللي بدور عليه خده.
صمت فادي قليلا يستوعب كلماته ... إستتتج في بادئ الأمر الإستهزاء و التحد الواضح بنبرة صوته فعاد و قال بحدة أكبر
أنا غيبت طول الفترة إللي فاتت و إشتغلت بإيدي و سناني منغير يوم واحد أجازة عشان أوفر بيت و مصاريف تكفي أختي مش همشي من هنا إلا بيها . أنا مش جاي أهزر المرة دي.
عثمان بجدية ممزوجة بالبرود
و لا أنا و الله بهزر . و زي ما بقولك سمر و ملك بقالهم فوق ال شهور برا بيتي . ماعرفش عنهم حاجة.
ضم فادي حاجباه و قال پصدمة
بقالهم 6 شهور ! إخوآااتي !!! .. ثم إنقض علي عثمان و أمسك بتلابيبه صارخا بۏحشية
وديتهم فين يابن ال . ھقتلك . عملت فيهم إيه
ضحك عثمان بسخرية و هدئه قائلا
إهدا بس . إخواتك مش لسا قايل إن مابقاش عندك غير أخت واحدة !
زمجر فادي بشراسة و هو يجتذبه من ثيابه پعنف
أقسم بالله لو ما نطقت و قولتلي هما فين هطلع روحك في إيدي.
تنهد عثمان و أزال يداه عنه بحزم و هو يقول بجدية تامة
فادي . سمر أخدت ملك و هربت مني . بقالها 6 شهور مختفية . صدقني أنا ماعرفش عنها حاجة و كل يوم بدور عليها . بس مالهاش آثر.
بهت فادي لسماع هذا و إبتلع ريقه بصعوبة ..
يعني إيه .. تمتم بجزع و أكمل
الإتنين راحوا مني .. إخواتي ضاعوا . بقيت لوخدي خالص !!!
وضع عثمان يده علي كتفه و طمئنه بثقة
إطمن يا فادي . سمر ماخرجتش من إسكندرية . لسا هنا
إوعدك هوصلها في أقرب وقت . و هترجعلك تاني هي و ملك.
رمقه فادي بنظرة منفرة و نفض يده التي كانت علي كتفه و قال پحقد شديد
إنت السبب . إنت إللي عملت فينا كل ده . كنا عايشين كويس و ببساطة . ډمرت حياتنا .. ثم غدت نبرته خشنة مستعرة الآن
أنا دلوقتي ماعنديش حاجة أخسرها . لو إخواتي مارجعوش مش هاسيبك تتهني بحياتك ثانية واحدة . و لو كنت وسط ألف راجل بيحميك . ھقتلك !
ثم إستدار مغادرا ...
في مكان أخر ... تحديدا داخل بيت متواضع بحي العجمي الشهير
تنهتي نجلاء من إعداد وجبة طعام هذه الطفلة الواقفة عند قدميها تتمسك ببنطالها المنزلي بكلتا قبضتيها الصغيرتان
تهدل الصغيرة بصوت لذيذ للغاية
نلأ نجلاء مم أكل !
تضحك نجلاء بمرح شديد و ترد عليها
عيون نجلاء يا قلبي . خلاص المم خلص يا روحي
تعالي نروح ناكله عند أختك بقي.
و إنحنت و حملتها ثم توجهت للخارج حيث تجلس ضيفتها بالصالة أمام التلفاز و لكن كعادتها شاردة في عالم أخر ..
سمر ! .. هتفت نجلاء بوساطة و هي تجلس في كرسي محاذي لسمر ثم تأخذ ملك في حجرها
بينما أفاقت سمر