رواية مريم من 12-20
جيبه مجددا ..
ليستقبله صديقه فورا بتساؤل و فضول
إيه يا عم ! إيه إللي حصل كانت عايزة منك إيه
تنفس عثمان بعمق ثم أجابه بفتور
و لا حاجة . ماكانتش عايزة حاجة.
مراد بإستهجان
نعم ياخويا ماكانتش عايزة حاجة إزاي أومال إتصلت بيك ليه !
عثمان ببرود
مالكش فيه يا مراد.
بقي كده
أه . إنت ليك نتيجة الرهان إللي بينا لو حصل هبقي كسبت لو ماحصلش مفتاح العربية كده كده جاهز.
عثمان بإبتسامة متهكمة
طيب يلا ياخويا . يلا عشان ننزل نتعشي تحت.
في منزل المعلم رجب الجزار ... يجلس خميس بالصالون المذهب الرخيص قبالة والده
مضت ساعة حتي الآن و هو يحاول إقناعه بما يريد ..
خميس بلطف
يابا عشان خاطري !
المعلم رجب بصوته الغليظ
خميس مواصلا إلحاحه
يابا صدقني المرة دي مش هيرفضوا . طاوعني المرة دي بس.
وضع المعلم رجب مبسم النارجلية بفمه و راح يسحب من خلاله نفسا عميق زفره بشكل عموديفي وجه إبنه و هو يقول بسخرية
و إنت إيه إللي مخليك متوكد أوي كده بقي بعد ما ست الحسن رفضتك من أول مرة هتيجي توافق عليك في التانية إنت أهبل ياض !!
و هو يعني عشان جنابك عملتلي فيها فريد شوقي وحش الشاشة و جريت علي الصنيورة و شيلتها لحد البيت ده كده بقي إعلان خطوبة مثلا !
خميس و قد إنتابه الڠضب
أنا ماقولتش كده يابا . بس هي و إخواتها كل يوم الحال بيسوء بيهم أكتر و إللي حصلها إنهاردة علامة بتبين إنهم خلاص جابوا أخرهم . و المثل بيقول أضرب الحديد و هو سخن و إحنا لو روحنا نتكلم معاهم هايوافقوا و الله هايوافقوا.
و مش موافقة ليه ياما إنتي كمان .. تساءل خميس بضيق شديد لترد الأم بلهجة سوقية للغاية
دي واحدة طمعانة فيك و في فلوس أبوك يا حبيبي و أنا لو إنطبقت السما علي الأرض مش هوافق تخش عيلتنا.
هي مين دي إللي طمعانة فيا و في فلوس أبويا إنتي شايفاها رامية نفسها عليا
الأم و هي تقسم بحرارة
و المرسي أبو
العباس ماهتجوزها يا خميس و حياة أبوك إللي قاعد ده يانا يا الجوازة دي.
المعلم رجب و هو يزيد من غلظة صوته
خلاص بقي يا ولية . إنتي بتتحشري ليه أصلا و أنا بتكلم مع الواد مالكيش دعوة إنتي بالمواضيع دي.
المعلم رجب بحدة
لما أكون أنا بتكلم إنتي تخرسي خالص.
الأم و هي ټضرب فمها بكفها
حاضر ياخويا . أهو . إنخرست خالص أهو.
حدجها زوجها بملل شديد ثم أشاح عنها و عاد لحديثه مع إبنه ..
المعلم رجب بإيجاز
شوف يابني أنا مش موافق علي البت دي . النسب مش لادد عليا خالص الصراحة . سيبك منها و أنا أوعدك هجوزك أحلي بت في إسكندرية كلها.
خميس پغضب
أنا مش عايز أحلي بت في إسكندرية كلها . أنا عايز سمر يابا .. أنا بحبها !
المعلم رجب بإنفعال
بتحبها إيه و زفت إيه يا عبيط أنت ياض إفهم بقي و خلي عندك كرامة . البت مش عايزاك و أخوها لسا كان ماسك في خناقك إمبارح . إيه كل ده مش حاطه في إعتبارك ماعندكش ډم خالص !
رمقه خميس بنظرات محتقنة إثر هذا ..
لكنه تمالك نفسه و سأله بهدو للمرة الأخيرة
يعني مش هتروح تخطبهالي يابا
لأ .. قالها المعلم رجب بقرار قطعي يختتم النقاش إلي هنا أخيرا
ليقوم خميس من مكانه پعنف ثم يلتفت و يغادر المنزل كله و هو في فورة غضبه و عصبيته ...
في قصر آل بحيري ... بداخل حجرة الطعام
يدخل كلا من عثمان و مراد
و بعد تبادل التحيات القصيرة يسحب مراد كرسي لنفسه و يجلس بجانب هالة
بينما يتجه عثمان نحو أمه الجذابة و المتبرجة بالكامل ..
يتناول يدها الناعمة برفق ثم ينحني ليقبلها برقي شديد
إبتسمت فريال بحب و هي تمسح علي شعره بحنان ليرفع وجهه إليها في اللحظة التالية و يقول بجاملة مهذبة ليدخل علي قلبها السرور
مساء الجمال يا فريال هانم . أنا كنت نازل و أنا حاسس إني مېت من الجوع . شفتك بس حسيت إني واكل و شارب و شبعان علي الأخر . مابقتش محتاج حاجة من الدنيا خلاص.
قهقهت فريال برقة ثم قالت و هي تداعب لحيته البنية
آه منك و من بكشك إللي مش بيخلص ده . بس بمۏت فيك بردو أعمل إيه !
و قربت وجهه منها لتقبله من وجنته ..
و أنا قرطاس لب قاعد وسطكوا !! .. قالها يحيى بغيظ لتلتفت فريال نحوه و تمسك بيده قائلة
ده إنت حبيبي الأول و الأخير . بس ده مايمنعش إن عثمان حاجة تانية بالنسبة لي.
يحيى بتهكم ممزوج بالغيظ
ربنا يخليهولك.
فريال بضحك
أمين ياااا رب.
لوي عثمان فمه بإبتسامة جانبية ثم تساءل عندما لمح الكرسي الذي تجلس عليه صفية فارغ
هي فين صافي يا ماما بقالي كام يوم ماشوفتهاش !
تنهدت فريال و قالت بحزن
صافي فوق في أوضتها . مش راضية تنزل تتعشي معانا.
ليه !
فريال و هي ترمقه بنظرة ذات مغزي
مش عارفة . لو قادر أطلع هاتها إنت كلنا هنا غلبنا معاها.
أومأ عثمان برأسه ثم إتجه إلي غرفة شقيقته ..
بينما شغل يحيى الأجواء بفتح حديث جديد مع مراد
و إنت عامل إيه يا مراد
مراد بإبتسامة
الحمدلله يا أنكل كويس.
و أبوك أخباره إيه مش ناوي ينزل هو كمان !
لا هو ماما مبسوطين أوي هناك . أنا إللي زهقت و قررت أرجع و هما ماعترضوش
.. سابوني براحتي !
في غرفة صفية ... يدق عثمان الباب ثم يدخل ليجدها جالسة فوق سريرها تشاهد التلفاز بشرود
ممكن أدخل ! .. قالها عثمان بلهجة إنسيابية لترد صفية بتكلف
إنت دخلت خلاص.
ضحك عثمان بخفة و تقدم صوبها و هو يقول
أنا قلت أجي أبص عليكي . بقالي يومين ماشوفتكيش.
صفية بسخرية
علي أساس إن حد بيشوفك إنت ما إنت مختفي علطول.
جلس عثمان بجوارها ثم سألها بجدية
مالك يا صافي شكلك عامل كده ليه !
شكلي ماله مش فاهمة !
يعني .. خاسة . قاعدة في أوضتك دايما . مش بتنزلي تاكلي معانا تحت !
صفية و هي تبتسم بكآبة
أنا كويسة يا عثمان ماتقلقش عليا . بس حبيت أقعد مع نفسي شوية.
قصدك حبيتي ټحبسي نفسك ! .. بتعملي كده ليه في مشكلة إحكيلي يا صافي لو عندك مشكلة مهما كانت حجمها هحلهالك.
تنهدت صفية و قالت
صدقني يا عثمان . مافيش حاجة . أنا و صالح زعلانين مع بعض شوية .. بس أكيد هنتصالح بسرعة.
عثمان بإهتمام
طيب ممكن أعرف زعلانين من بعض ليه !
صفية بإختصار
هو مضايق من حالته و بقي عصبي . بس أنا مقدره إللي هو فيه عشان كده سايباه براحته لحد ما يتكلم من نفسه.
همهم عثمان بتفهم ثم قال و هو يقف علي قدماه
طيب ياستي