الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مريم من 12-20

انت في الصفحة 10 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

. سيبك من كل ده دلوقتي و يلا معايا علي تحت عشان تتعشي معانا.
صفية بضيق 
لأ يا عثمآاان . بجد مش في المود خالص.
هو إيه إللي مش في المود ! أنا بقولك تعالي أفسحك يلا يا بت مابحبش الرغي الكتير.
و شدها من يدها لتقف بسهولة ..
يا عثمآااان ! .. تمتمت بضيق أشد ليقول بصرامة و هو يجرها خلفه 
يلآاااا . أنا راجل شقيان و جعان يا حبيبتي و مش فاضي خالص لدلع البنات ده !
صباح يوم جديد ... تستيقظ سمر من النوم باكرا ثم تقوم و تذهب لغرفة فادي
لديه إمتحان اليوم و لا تريد أن يتأخر فليس هناك من يوقظه غيرها ..
و لكنه لم تجده
يبدو أنه إستيقظ من نفسه لأول مرة و ذهب لجامعته
تنهدت سمر تنهيدة مطولة ثم إلتفتت حتي تعود إلي غرفتها
لكنها ما لبثت أن سمعت صوت جرس الباب يرن بتواصل ..
أكيد فادي نسي حاجة .. تمتمت لنفسها ثم ذهبت لتفتح الباب
و كانت رؤية ذاك الزائر الآن أبعد ما تكون عن خيالها
نظرت إليه پصدمة و قد شلتها المفاجأة عن الكلام و الحركة بينما شملها بنظرات متفحصة و هو يبتسم بخبث شديد و عيناه تلتمعان بوميضه الشيطاني !!!
يتبع .
17 
منومة مغناطيسيا !
لحسن حظها أنها كانت تضع الحچاب علي رأسها تحسبا لجميع الإحتمالات ... لكنها وجدت نفسها تصفع الباب پعنف في وجهه ثم تستند إليه بظهرها و هي تلهث بشدة
إيه إللي جابه هنا الحيوان ده .. تمتمت سمر لنفسها و جسدها ينتفض بقوة و أكملت بحيرة 
عايز إيه .. طيب أفتحله و لا لأ !
أخذت نفسا عميق و زفرته ببطء ثم تشجعت و إستعدت لمواجهته و هي تقول ببأس و قوة 
ماتخافيش يا سمر . إنتي في بيتك و وسط جيرانك مش هيقدر يعمل حاجة . شوفيه جاي ليه و خليكي شجاعة إوعي تباني ضعيفة قدامه !
ثم إلتفتت ... و مدت يدها إلي مقبض الباب لتفتحه ثانية ..
كان عثمان لا يزال واقفا بمكانه لم يتحرك قيد أنملة حتي إبتسامته اللعوبة لم تفارق ثغره الدقيق
حدجها
بنظرات مبهمة و هو يقول بنعومة 
إيه يا سمر ! ينفع كده تقفلي الباب وشي ده أنا ضيفك بردو !
سمر بحدة 
أفندم يا عثمان بيه خير إيه سبب زيارة حضرتك إللي علي غفلة دي !
عثمان و هو يبتسم بجاذبية 
طيب مش تقوليلي إتفضل الأول و لا إنتوا هنا متعودين تكلموا ضيوفكوا علي الباب !
تنهدت سمر بنفاذ صبر و لكنها لم تجد حلا أخر
تنحت جانبا مفسحة له الطريق ليتقدم هو بخطواته المختالة المغرورة ..
إجتاز المدخل القصير و هو يعاين الشقة بنظراته الفاترة
كانت بسيطة جدا و مرتبة و نظيفة إنما من وجهة نظره هو كانت حقېرة جدا و أشبه بجحر الفئران
لكن بخلاف كل هذه الأمور أي بيت عادي مثل هذا يساوي لا شئ بالمقارنة بقصر آل بحيري الذي نشأ و ترعرع فيه حتي بلغ الثلاثين من عمره ..
بيتك حلو أوي يا سمر .. قالها عثمان بمجاملة زائفة لترد سمر التي وقفت بجانب باب الشقة المفتوح 
شكرا . ده من ذوقك.
إلتفت عثمان نحوها و هو يقول بدهشة 
إنتي واقفة كده ليه ما تقفلي الباب ده و تعالي عشان نتكلم !
سمر بصلابة 
أنا كده كويسة . و حضرتك تقدر تقول كل إللي إنت عايزه عادي . أنا سمعاك.
رمقها عثمان و هو يرمقها بنصف إبتسامة ثم تقدم صوبها و أمسك بمسند الباب قائلا بهدوء 
سمر .. مټخافيش أنا مش هاكلك . أنا جاي أتكلم معاكي و بس.
سمر و هي تنظر إليه بجرأة واهية 
أنا مش خاېفة !
عثمان بإبتسامة 
طيب إثبتي .. تعالي نقعد لو سمحتي . أنا مش هطول عليكي . هقولك إللي عندي و همشي علطول .. ثم قال و هو يحاول سحب الباب من يدها 
بعد أذنك !
نظرت له بتردد للحظات ... ثم تنهدت و أنزلت يدها
ليغلق الباب بروية ثم يدير وجهه إليها متسائلا 
هنقعد فين 
إتفضل .. قالتها بخفوت و هي تشير إلي الصالة الصغيرة ذات الأثاث الرث
جلسا قبالة بعضهما و لكنهما كانا متباعدين
إذ كانت تفصل بينهما طاولة متوسطة تحدها آريكة وقع علي جانبيها مقعدها و مقعده ..
إتفضل . أنا سمعاك ! .. تمتمت سمر بإقتضاب متجنبة النظر إليه حتي لا يتلف غشاء الثقة اللين الذي صنعته لتحتمي من نظراته الثاقبة
أولا أنا آسف إني جيت منغير ميعاد .. قالها عثمان بلباقة لا تليق به أبدا و تابع 
بس لما أخوكي كلمني و قالي إنك تعبانة صممت أجي أطمن عليكي بنفسي.
سمر بسخرية 
كتر خير حضرتك !
تذرع عثمان بالصبر جراء معاملتها الجافة ليقول بخبث مهذب 
و لو إني مش عارف إنتي تعبتي فجأة ليه حوارنا الأخير ماكنش جامد أوي عشان تتعبي بعده علطول كده !
و هنا نظرت إليه سمر و قالت پغضب 
عثمان بيه . يا ريت من فضلك تقول إللي جيت عشانه و تتفضل تمشي بسرعة . أنا مش هقدر أستقبلك كتير و أخويا مش موجود.
إبتسم عثمان و هو يومئ بتفهم ..
طيب يا سمر .. ندخل في الموضوع علطول .. و حملق فيها بتركيز ثم قال 
أنا جيت لحد عندك المرة دي عشان أجدد عرضي.
و قاطعها بسرعة و حزم حين حاولت الرد 
مش عايزك تردي منغير ما تفكري . فكري كويس قبل ما تقولي أه أو لأ .. ثم أكمل بجدية 
قرارك مش متعلق بيكي لوحدك . إخواتك شركا معاكي .. يعني لو وافقتي هتحلي مشاكلك و مشاكلهم . مش هتلاقي نفسك محتاجة
لحاجة . أنا هتكفل بيكي و بيهم.
هزت سمر رأسها و هي تنظر إليه غير مصدقة ثم قالت بإنفعال و قد خرجت عن شعورها 
إنت مچنون صح أي شرع أو أي قانون بيقول كده قانونك إنت إزاي متخيل إني ممكن أقبل بحاجة زي دي إللي يسمعك بتقول كده يفتكر إن نواياك شريفة و إنك مش عايزني في الحړام . جايز إنت متعود علي الحاجات دي و الشرف مش بيفرق معاك بس أحب أعرفك إن شرفي غالي أوي عليا و أنا مش ممكن أفرط فيه عشان واحد إنتهازي و إستغلالي زيك !
أنا إنتهازي و إستغلالي ! .. قالها عثمان بتساؤل رافعا أحد حاجبيه پغضب لترد سمر بتأكيد 
طبعا . أومال تسمي تصرفاتك بإيه إنت شفت وضعي الصعب و أد إيه أنا كنت محتاجة للفلوس عشان أختي مش عشاني . عشان أعالجها و ماسبهاش ټموت . بس إنت إستغليت النقط دي كويس و قلت تضغط عليا في الوقت المناسب .. ثم أكملت بإشمئزاز مرير 
كنت فكراك إنسان كويس و كنت بشكر فيك و بدعيلك . حسستني إن الدنيا لسا بخير .. لكن طلعت عكس ما توقعت . ورتني أبشع صورة ليك و هي صورتك الحقيقية . خلتني أصدق كلام الناس . إن مافيش حد بيساعد حد دلوقتي لوجه الله !
حدجها عثمان ببرود و لم يؤثر كلامها فيه قيد شعرة
بل تنهد بسأم ثم قال 
بصي يا سمر . سيبك كل الكلام إللي قولتيه دلوقتي ده و ركزي معايا أحسنلك . أنا
10  11 

انت في الصفحة 10 من 14 صفحات