رواية مريم من 12-20
هندم عليه أبدا . أرجوك بقي ماتتعبش نفسك و تتعبني معاك في الموضوع ده أكتر من كده.
قطب رفعت بيأس و هو يتبادل النظرات مع الطبيب في صمت ..
يبدو أن لا جدوي من الكلام
فقد قام صالح بحسم أمره و إنتهي ...
في قصر آل بحيري ... و مع غروب الشمس
يعود عثمان و يترجل من سيارته الفارهة بعد أن سلم المفتاح للبستاني لينزلها بالكراچ ..
يسأل عن أفراد عائلته ثم يسأل عن صديقه
ليتجه إليه مباشرة بعد أن علم أنه لم يبارح غرفته منذ الليلة الماضية ..
إدخل !
يدفع عثمان باب الغرفة بعد سماع هذا الأذن و يلج
ليري مراد جالسا في صالون الغرفة الصغير و قد وضع حاسوبه علي قدميه يتصفحه بتركيز حتي إنتبه لعثمان ..
من الصبح و أنا قاعد هنا لوحدي . حاسس إني خللت يا جدع !
عثمان و هو يجلس في كرسي قبالته
هو أنا سايبك مع أهل الكهف و بعدين حد يبقي قاعد في قصر البحيري و يضايق إنت عبيط ياض !
جنة منغير ناس ماتنداس يا صاحبي.
و إنت شايف البيت مهجور كنت بتعمل إيه طول النهار مانزلتش من أوضتك ليه قالولي تحت إنك فطرت و إتغديت هنا !
عثمان عابسا بإستغراب
أصوات إيه إللي صحيت عليها !
يا سيدي كنت نايم لا بيا و لا عليا . فجأة صحيت علي صوت راجل بيزعق بس مش أبوك أنا عارف صوت أبوك.
يبقي عمي . كان بيزعق ليه بقي
ماعرفش و الله . أنا ماركزتش كنت لسا صاحي و بقول يا هادي.
تعالالي بس الأول و ماتوهنيش . إيه أخبار الرهان يا حلو
بادله عثمان نفس الإبتسامة و هو يقول
إتك عالصبر يا صاحبي.
مراد بضحكة ساخرة
و الله يا صاحبي شكلك هتطلع بؤ في الأخر و هتخسر لأول مرة.
ليه يا بابا لسا فاضل يوم . و بعدين قولتلك عثمان البحيري عمره ما خسر.
بس شكلك هتخسر المرة دي . أصل البت مش النوع إللي سيادتك متعود عليه . مش عارف ليه مش عايز تقتنع !
زم عثمان شفتاه پغضب شديد و سرعان ما صدح هاتفهه برنينه الصاخب ليخرجه من جيب سترته
بحركة عصبية ثم ينظر إلي إسم المتصل ..
في ثانية إنفرجت ملامحه فأدار وجهه إلي صديقه و هو يبتسم بإنتصار ..
ليرفع عثمان هاتفهه في مستوي ناظري مراد حتي يستطيع رؤية إسم سمر الذي راح يضيئ شاشة الهاتف بلا توقف ...
يتبع ...
16
زائر !
كانت علي شفا النعاس .. بعد مجهود شاق بذلته لتصفي ذهنها من كل فكرة و هاجس أسود يهددها
ليأتي فادي فجأة و يفسد كل شئ ..
سمر ! .. قالها فادي بهتاف متوسط و هو يلج إلي الغرفة دون إستئذان
إنتي نمتي يا حبيبتي ! .. تساءل ببراءة لتبتسم سمر بخفة و هي تقول
لأ يا حبيبي . لسا . إيه كنت عايز حاجة
فادي و هو يمشي ناحيتها
لأ يا حبيبتي سلامتك مش عايز حاجة . أنا بس كنت جاي أرجعلك الموبايل . خلاص عملت المكالمة .. ثم أعطاها الهاتف مكملا بإبتسامة
شكرا.
العفو يا فادي .. ثم أردفت علي سبيل المزاح
كنت بتكلم مين بقي الحج عبد الموجود !
و ضحكت بمرح ليرد فادي بجدية
لأ كنت بكلم مديرك . عثمان بيه !
إرتعدت سمر بقوة و قد أبيض وجهها من الصدمة
إيه !! .. تمتمت بفم مفتوح ثم صاحت فيه پغضب
ليه ليه كلمته
أجفل فادي و هو يجيب بشئ من التوتر
كلمته عشان أخدلك إجازة يومين من الشغل . لاقيتك ماتصلتيش بيه إنتي فإتصلت أنا عشان مايفهمش غيابك غلط !
زمت سمر شفتيها و هي تقطب في ضيق شديد
ليرمقها فادي بنظرات حملت طابع التشكيك ثم يقول
في إيه سمر مالك إتعصبتي كده ليه لما عرفتي إني كلمته !
همهمت سمر بإنزعاج و قالت
لأ ماتعصبتش و لا حاجة . بس ماكنش في داعي يعني تكلمه في وقت زي ده و تزعجه .. أنا كنت هكلمه بكره الصبح.
فادي بنبرة موضوعية
بصراحة الراجل كان ذوق أوي و ماقالش حاجة . بالعكس قال سلامتها و تبقي تيجي علي مهلها مافيش مشكلة.
أومأت سمر قائلة بإقتضاب
طيب كتر خيره.
فادي بتعجب
إيه طيب كتر خيره دي !
عايزني أقول إيه يعني .. تساءلت بعصبية واضحة
ثم أخدت نفس عميق و أطلقته علي زفرات متتالية و قالت بإيجاز
بكره الصبح هبقي أتصل أشكره بنفسي.
عبس فادي و هو يرمقها بنظرات حائرة ليسألها بإلحاح
سمر .. مالك في حاجة حصلت
سمر بتآفف
قولتلك مافيش حاجة يا فادي . أنا تعبانة بس و مش مستحملة الكلام الكتير ده . عايزة أنام.
فادي بلطف
طيب طيب . خلاص أنا خارج أهو .. تصبحي علي خير يا حبيبتي.
سمر بهدوء مرهق
و إنت من أهله !
تنهد فادي و هو يهز رأسه بعدم إرتياح لكنه تركها و خرج بالنهاية ..
ليطير النعاس من عينيها فورا و تظل واعية تفكر في بالموقف المخزي الذي وضعها فيه أخيها بدون قصد
ماذا سيقول الآن هل سيعتبر ذلك تصريحا بالموافقة منها هل سيفهم مما حدث أنها أعطته الضوء الأخضر و أعلنت إستسلامها لعرضه
لأ .. غمغمت سمر پغضب و أردفت
يفهم إللي يفهمه . الحيوان ده . أنا مش هاوريله وشي تاني . يروح في ستين داهية . فادي كان عنده حق !
و هنا دخلت سمر في صراع مع نفسها ..
نفسها
طب و مشاكلك ده هو الوحيد إللي في إيده الحل لكل المشاكل إللي إنتي فيها !
سمر پغضب
يغور في داهية هو و حلوله . أنا مش ممكن أركعله أبدا . ده مش بني آدم.
نفسها
إنتي مش كنتي بتشكري فيه و كمان كنتي بتدافعي عنه !!
سمر
أه ده كان قبل ما يظهر علي حقيقته . و بعدين أنا إللي كنت غبية . صدقت أنه كان بيعمل معايا كل ده لوجه الله .. بس فادي
كان صح . لما كان بيقولي مش مرتاحله و هو أصلا عمره ما شافه !
نفسها
كل ده مايغيرش إنك محتجاله يا سمر.
سمر بعصبية
لأ مش محتجاله . ده أخر إنسان في الدنيا ممكن أحتاجله.
نفسها
متأكده
سمر بثقة
طبعا.
نفسها
طيب بالنسبة لملك ! .. هتقدري توفرلها مصاريف المستشفي و العلاج يا سمر معاكي المبلغ الضخم ده عشان تقدري تعالجي أختك بيه !
سمر و قد صعقټ من هذه الفكرة
هو ممكن يبطل يدفع المصاريف
نفسها
أكيد . إنتي لسا قايلاها بلسانك . هو ماكنش بيعمل معاكي كل ده لوجه الله .. المقابل الحقيقي لكل إللي عمله ده هو إنتي يا سمر.
سمر بوهن ممزوج بالقهر
بس أنا مش ممكن أوافق علي كده . مش ممكن أوافق علي إللي هو عايزه ده . أبيعله نفسي لأ . مستحيييل.
نفسها
يبقي حياة أختك هتكون التمن !
عند عثمان ... يخرج عابس الوجه من الشرفة الملحقة بغرفة مراد
ينهي سريعا بعض الأشياء بهاتفهه ثم يرجعه إلي