الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مريم من 12-20

انت في الصفحة 7 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

الغرف كلها و خرج باقي أفراد العائلة بثياب النوم و قد إجتذبهم صوت رفعت المجلجل ..
في إيه رفعت .. قالها يحيى البحيري بتساؤل و هو يتقدم صوب أخيه بتباطؤ
بينما أهمله رفعت ليصيح بإبنه في نفس اللحظة 
إنت يا متخلف . عامل مشاكل ليه .. يعني إيه مش عايز تتعالج إنت إتجننت .. يعني إيه إنت حر .. أقسم بالله يا صالح لو ما إتعدلت لهعرف شغلي معاك . تخرج طب إبقي وريني كده هتخرج إزاي . وديني لأربيك من أول و جديد !
و أغلق الخط بوجهه و هو يسب كل شئ پغضب شديد ليعاود يحيى سؤاله مجددا و قد صار علي مقربة منه 
في إيه يا رفعت إيه إللي حصل ماله صالح !
رفعت بعصبية 
البيه قال مش عايز يتعالج . محدش في المستشفي عارف يلمسه و الدكتور بيقولي أنا خليت مسؤوليتي !
في هذه اللحظة برز صوت بكاء صفية التي لم تحتمل سماع المزيد فهربت إلي غرفتها مسرعة ..
بينما زم يحيى شفتاه بأسف ثم قال 
طيب هتعمل معاه إيه لازم نعقله بسرعة الولد ده مش هينفع كده !
رفعت بضيق 
أنا رايحله دلوقتي و هشوف هعمل إيه معاه.
خدني معاك يا بابي .. قالتها هالة بتلهف و هي تركض نحو والدها ليرد رفعت بقسۏة 
أنا مش فاضي أجر و أسحب ورايا . خليكي هنا لحد ما أشوفلي صرفة معاه !
أنهي عبارته بصرامة لا تقبل الجدل ثم رحل
ليلتفت يحيى إلي هالة التي راحت تبكي في صمت ..
ضمھا إلي صدره و هو يمسح علي شعرها بحنان قائلا 
بس يا حبيبتي . إهدي . ماتقلقيش أخوكي هيبقي كويس إن شاء الله . هو بس حالته النفسية مش مظبوطة و مش فاهم وضعه أوي .. ثم تنهد تنهيدة طويلة و أردف 
بصي إحنا هننزل نفطر دلوقتي و بعدين هاخدك و نروح علي المستشفي سوا . ماشي 
أومأت هالة و رأسها لا يزال علي صدره بينما إبتسم يحيى و هو يربت علي كتفها ثم يقبل شعرها بعاطفة أبوية ..
و من علي بعد كانت أعين فريال تراقب هذا المنظر المبهج بسعادة
لتلتقي عيناها فجأة بعيني زوجها الذي أخذ يرمقها بنظرات ولهة لا تنتهي أبدا و لا يقل منها الشغف مهما نهل و شبع من حبها ...
في منزل سمر .. كانت راقدة بإستسلام في فراشها
عندما فتحت عيناها بتثاقل و هي تتمتم أشياء غير مفهومة ليسرع فادي إليها و هو يقول بلهفة 
سمر ! سلامتك يا حبيبتي . ألف سلامة عليكي . ماتخافيش إنتي كويسة مافكيش حاجة.
سمر بنبرة خاملة متداخلة الأحرف 
ف ف ا دي ! .. إ إ ي ه إ لل ي ح
حص ل !
ماحصلش حاجة يا حبيبتي . ضغطك وطي شوية و أغم عليكي . بس دكتور حسين الصيدلي جه شافك و قال إنك كويسة أوي لكن ناقصة غذا .. ثم أردف بنبرة معذبة 
أنا السبب . أنا السبب في كل حاجة بتحصلنا . و لو ماكنتش ضايقتك إمبارح بكلامي ماكنش جرالك كده .. أنا آسف يا سمر . حقك عليا.
سمر و هي تهز رأسها للجانبين 
إنت مالكش ذنب يا فادي . إنت ماعملتش حاجة يا حبيبي ماتتآسفش .. و حتي لو عملت إيه . أنا مسمحاك.
فادي بإبتسامة حزينة 
أنا بحبك يا سمر . إنتي أختي و أنا بحبك و بخاف عليكي . ماقصدش أزعلك و الله.
سمر بإبتسامة مماثلة 
و أنا كمان بحبك و بخاف عليك يا حبيبي . و بحب ملك و بخاف عليها بردو و مستعدة أرمي نفسي في الڼار عشانكوا إنتوا الإتنين.
ماتقوليش كده .. إحنا هنبقي كويسين و قريب أوي مش هنحتاج لحد . مش ده كلامك و لا إيه 
سمر بمرارة 
أيوه .. إن شاء الله !
لاحظ فادي تقلص قسمات وجهها فتساءل بقلق 
مالك يا سمر إنتي كويسة !
كانت ذاكرتها قد إستعادت أحداث صباح اليوم و رغم الآلم الجسيم الذي شعرت به في هذه اللحظة إبتسمت و هي تجيبه 
أنا كويسة يا حبيبي . إطمن . حاسة بشوية دوخة بس !
و لا يهمك ياستي . ماما زينب كانت هنا من شوية و أصرت تنزل تعملك غدا بنفسها . شوية كده و هتطلع تآكلك بإيديها كمان.
سمر بضيق 
طب ليه يا فادي ليه تتعبها كنت خد فلوس من شنطتي و أنزل إنت هات أكل . ليه تخليها تعمل كده !
و الله فكرت في كده و إتحايلت عليها كمان بس هي إللي أصرت . ماعرفتش أقنعها و الله صدقيني !
تنهدت سمر بسأم ثم قالت 
خلاص .. إللي حصل حصل . و كتر خيرها بردو .. بس ماقولتليش أنا وصلت لهنا إزاي !
فادي پغضب دفين 
خميس هو إللي جابك . شافك و إنتي بتقعي من طولك في أخر الشارع فجري عليكي و جابك علي هنا.
لم تعلق سمر بعد هذا و آثرت الصمت حتي لا يزداد ڠضب أخيها
ليسألها فادي بإهتمام 
صحيح إنتي إيه إللي رجعك بدري إنهاردة !
سمر و هي تجيب بشئ من الإرتباك 
و لا حاجة . أنا بس حسيت إني تعبت فجأة و مابقتش مش مركزة في الشغل . فإستأذنت و رجعت بدري !
أومأ فادي بتفهم ثم قال ملقيا اللوم علي نفسه ثانية 
هرجع و أقول أنا السبب بردو . يعني لو كان أغم عليكي في مكان تاني كان إيه إللي ممكن يحصلك !
خلاص بقي يا فادي .. بطل تعاتب نفسك . و صدقني أنا بقيت كويسة دلوقتي.
و أمسكت بيده و هي تضغط بقوة لتبرهن له كلامها ..
إبتسم فادي و هو يقول بلطف 
طيب . بما إنك فوقتي و بقيتي كويسة أنزل أنا بقي أجبلك شوية فاكهة و عصير . لازم تتغذي كويس زي ما دكتور حسين قال.
و إنحني ليقبل جبينها ثم قال 
مش هتأخر عليكي !
في المشفي عند صالح ... يقف رفعت أمام سرير إبنه و نظرات الڠضب تتقافز من عينيه بينما ينظر صالح للجهة الأخري غير آبه بكلمة واحدة مما تفوه بها سواء الطبيب أو والده
يعني إنت مش همك .. قالها رفعت و هو يضغط علي أسنانه بقوة
ليجيب صالح ببرود و دون أن يغير من وضعيته 
أه.
رفعت بعصبية 
جاك هوا يا قليل الآدب . طب إيه رأيك هتتعالج ڠصب عنك !
هنا نظر صالح إلي والده و قال بهدوء 
مش هتعالج يا بابا . أنا حر .. ثم أكمل و هو يرمق الطبيب بنظرات ذات مغزي 
و إللي هيحاول يلمسني أو يجي جمبي تاني إزاز نضارته هيدخل في عينه المرة الجاية.
زم الطبيب الشاب شفتاه بحنق و هو يرفع يده و يتحسس بأنامله تلك الکدمة الزرقاء أسفل عينه اليسري ما زالت حديثة و ما زالت تؤلمه أيضا منذ الصباح
و كل هذا لأنه حاول بدء أولي جلسات العلاج مع صالح .. الأثرياء يا لهم من همج !!
يابني إنت بالطريقة بتعاند نفسك مش حد تاني ! .. قالها رفعت رافعا إصبعه السبابة في حركة إنذارية
صدقني هتندم.
صالح بإبتسامة باهتة 
لا ماتقلقش يا بابا .. أنا خدت القرار ده و أنا متأكد إني مش

انت في الصفحة 7 من 14 صفحات