رواية مريم من 12-20
بت هزر !
عثمان و قد إتسمت ملامحه و نبرة صوته بالجدية الشديدة
لأ خالص . أنا مابهزرش و عارف أنا بقول إيه كويس أوي .. إنتي بقالك مدة شغلاني و إكتشفت أخيرا إني عايزك .. ثم أكمل بشرط
بس لعلمك أنا مش بتاع جواز . هي كانت مرة و خلاص .. شطبت.
في هذه اللحظة هبت سمر من مكانها و فورا بحثت عن الباب
تريد أن تخرج بل تريد أن تهرب خاصة بعد سماع هذا ..
عديني حضرتك لو سمحت ! .. قالتها بلهجة مرتجفة و هي علي وشك أن تبكي
بينما هز رأسه بالرفض و هو يقول بعتاب
و بعدين معاكي . إحنا مش قولنا نبقي كويسين مع بعض و بلاش كلمة حضرتك دي .. ثم تابع بهدوء نموذجي
إسمعيني كويس . كل واحد فينا عايز حاجة من التاني . أنا عن نفسي هديكي كل إللي أنتي عايزاه .. بس لازم بردو أخد منك كل إللي أنا عايزه.
أنا حبيتك علي فكرة . و عارف إنك إنتي كمان ممكن تكوني بتحبيني مختلفناش .. قولتيلي مش ممكن تفرطي في شرفك . تمام .. أنا مش هآذيكي .
إنهمرت الدموع من عينيها بالفعل و هي تحاول الفكاك منه لكنه لف ذراعيه حولها بإحكام ثم قال
إستمرت سمر في التملص منه و هي تصرخ
إوووعي . سيبنيييي . أنا مش عايزة منك حاجة !
و هنا أفلتها عثمان و هو يقول ضاحكا
بتهزري يا سمر . إنتي محتاجالي . و مافيش قدامك حل تاني .. إقبلي عرضي دلوقتي أحسن بدل ما تيجي تطلبيه مني بعدين.
لوي ذراعها خلف ظهرها بقوة
بينما قال بصوت أجش
هدي أعصابك بقي و حاولي تفهمي .. مافيش قدامك إلا الحل ده . أنا الوحيد إللي في إيدي أخلصك من كل مشاكلك . بس طبعا بالمقابل إللي قولتلك عليه !
أومال إنتي فاكرة أنا جبتك تشتغلي عندي هنا ليه إنتي و لا تعرفي أي حاجة عن الشغل إللي إنتي فيه . أنا جبتك هنا بس عشان تفضلي تحت عنيا .. عشان وقت ما أعوزك ألاقيكي !
سرت موجة من القرف و الخۏف في أوصالها و تقلصت
أحشاءها پألم
بدأت ټصارع بهياج لكنه لم يقم بأي جهد ليحتجزها ثانية أخري ..
ركضت و هي لا تري أمامها بسبب كمية الدموع التي ملأت عيناها واصلت الركض بأقصي سرعة لديها حتي إبتعدت عن أرضه تماما
حينها فقط سمحت لساقيها بالتداعي و سقطت باكية تحت ظلال شجرة ضخمة ...
يتبع ...
15
الرهان !
في الثانية بعد الظهر .. يستيقظ فادي علي مهل و يقوم من سريره بتكاسل منافي لطبيعته
كان غير عابئا بعامل الوقت أيضا ..
فاليوم هو عطلة ما بين الإمتحانات و قد أعطي لنفسه فترة راحة مفتوحة طيلة النهار لكي يعوض مخزون نشاطه المستهلك علي مدي الثلاثة أيام الفائتة
بعد تأدية روتينه الصباحي ..
قام بتحضير وجبة فطور خفيفة تناولها و هو يحتسي فنجانا القهوة ثم ذهب بعدها ليدرس قليلا داخل الشرفة الظليلة المعبقة برائحة الزهور التي قامت سمر بزراعتها بنفسها ..
سمر ! .. تمتم فادي لنفسه حين جاء علي ذكر أخته
يعرف أنه بالغ في ردة فعله تجاهها البارحة و أفرط في إلقاء اللوم عليها فأولا و أخيرا هي ليست مذنبة و لم تفعل شيئا خاطئا ..
كانت ضعيفة و بمفردها و أرادت أن تنقذ ملك .. بالتأكيد أن التفكير لم يتسني لها وقتئذ بالتأكيد أنها لم تنظر للوضع من منظور الناس و الجيران من حولهم
أو بالأحري من منظور إبن الجزار تحديدا ..
الخۏف سد حواسها و ما إستطاعت التمييز نعم هو كذلك
سمر فتاة جيدة
بشهادة الجميع ..
سمر كريمة الأخلاق و مثالا يحتذي به في الآدب و حسن السلوك
بعمرها لم تفعل الخطأ و لن تفعله
هو واثق من ذلك ثقة عمياء مجردة .. أخته جيدة
رغم أنف الجميع
و من الآن فصاعدا لن يعير إهتمامه لأحاديث الناس و سوف يصم آذانه عن إدعاءاتهم الباطلة التي ما هي إلا حيلة تستهدف تشويه سمعتهم و تخريب علاقته الطيبة بشقيقته ..
يكفي أنه يعرفها و يثق بها لن يهمه شئ أخر بعد الآن
تنهد فادي براحة و هو يعتزم مراضاة سمر حالما تصل نعم .. يجب أن يعتذر منها و ينهي هذا الخلاف السخيف ..
و لكنه ما لبث أن سمع أصوات هرج و مرج منبعثة من أسفل الشرفة ليقفز من مكانه حين ميزت آذنه إسم شقيقته يردد وسط كل هذه الجلبة ..
إيه ده مش دي البت سمر !
أيوه هي ياختي.
خير يا رب . يا تري فيها إيه !
العلم عند الله !
بالراحة يا خميس . خد بالك يابني . علي مهلك .. هو إيه إللي حصل بالظبط !
ماعرفش و الله ياعم صابر . أنا كنت قاعد جوا المحل فجأة شفتها بتقع من طولها و هي في أخر الشارع !
جحظت عيناه بړعب عندما شاهد أخته هامدة تماما كالچثة و محمولة علي ذراعي خميس بينما يتجه هو بها إلي داخل المنزل و خلفه جماعة من الجيران ..
في غضون لمحه كان فادي أمام باب الشقة
هبط الدرج كالمچنون حتي قابلهم عند طابق السيدة زينب ..
غمغم پغضب و هو يتناول سمر من بين ذراعي خميس ليطمئنه الأخير بلطف
ماتخافش يا أستاذ فادي . سليمة إن شاء الله . أنا بعت للصيدلي يجي يشوف الأنسة سمر و زمانه علي وصول.
فادي و قد أحمر وجهه من الإنفعال
خلاص ياجماعة متشكرين كتر خيركوا لحد هنا . يلا بقي كل واحد يشوف حاله و أنا هعرف أخد بالي من أختي لوحدي.
ثم تركهم وصعد بأخته لتتجاهل السيدة
زينب كلمته و تصعد خلفه لتتطمئن علي سمر بنفسها ..
بينما رحل الباقون بناء علي رغبة فادي و من بينهم خميس الذي إبتسم بحبور شديد و هو يشعر بأن ما حدث للتو قد أحرز نقطة في صالحه
و حاليا لا يفكر سوي في كيف سيستغل الوضع برمته
في قصر آل بحيري .. تحديدا في الطابق الثاني حيث توجد الغرف
يخرج رفعت البحيري من غرفته و هو يكمل إرتداء سترته و يتحدث في الهاتف بنفس الوقت ..
رفعت بعصبية مفرطة
يعني إيه معاند و مش عايز يبتدي العلاج الكلام ده أنا ماعرفوش . لأ مابقولش حضرتك تكتفه و تعالجه ڠصب عنه .. طب إديهولي يا دكتور لو سمحت !
و هنا إنفتحت أبواب