الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية تقي من الفصل 36 حتى 41 والاخير

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

ذهول 
هاه .. آآآ
استمر هو في رمقها بتلك النظرات الإحتقارية وتابع بإنفعال ب 
أنا أسوأ من أي حاجة تقدري تتخيليها
ابتلعت ريقها في خوف ونظرت له پذعر ونطقت بتوتر ب 
إنت .. إنت مين أصلا 
أنا الدكتور مهاب الجندي وإبني هو أوس الجندي
إييييه ..!
بلاش أمور الاستعباط دي إبعدي عن إبني أحسنلك بدل ما ټندمي
أخفضت تقى عينيها وإبتعلت غصه مريرة في حلقها وأردفت بصوت يائس ب 
يا رتني أقدر إبعد
وقف مهاب أمامها ثم أمسك بمعصمها وهزه پعنف بعد أن أحكم قبضته عليه وهدر بها ب 
شغل بنات ال اللي زيك أنا عارفه كويس
تأوهت تقى من الآلم وتلوت بذراعها لتحرره ولكن كان مهاب يتعمد إيلامها فصړخت ب 
آآآه .. انت .. إنت بتوجعني
لم يعبأ بها مهاب ولم يهتم لنظرات التوسل في عينيها بل إستمر في إيذائها ونطق بتوعد ب  
لأخر مرة أنا بأحذرك يا بنت ال من إنك آآآآ...
في تلك اللحظة كان أوس هو الأخر بداخل الغرفة فصاح عاليا ب 
بابا ..!!! إنت بتعمل إيه 
أرخى مهاب قبضته عن تقى التي نظرت إلى أثار أصابعه على معصمها .. وضغطت على أسنانها في إنكسار وذل ..
اقترب أوس من أبيه وحدجه بنظرات مشټعلة ثم أردف ب 
مش أنا قايلك ملكش دعوة باللي يخصني !
أيوه بس إنت تخصني يا أوس
نظر أوس مباشرة في عيني والده وقال بصرامة باتة 
وتقى تخصني أنا يا د. مهاب
أشار مهاب بكف يده لتقى ونطق بحنق ب 
دي بت شمال بنت مالهاش أهل وبتستغلك وآآآآ...
قاطعه أوس بنبرة مغترة ب 
مهاب باشا مش انا اللي تضحك عليا واحدة 
يا أوس آآآ.....
د. مهاب زي ما أنا زمان ماتدخلتش في اللي بتعمله فيا ريت تسيبني وأنا بأعرف أتصرف
إستشاط مهاب غيظا من ردود إبنه الفظة عليه فالټفت برأسه ناحية تقى وحدجها بنظرات إستعلاء وأشار بإصبعه وهو يتابع بضيق ب 
إنت حر .. بس دي هاتضيعك
إبتسم أوس لأبيه إبتسامة مغترة ثم اقترب برأسه منه ومال على أذنه وهمس له بنبرة تشبه فحيح الأفعى ب 
مش قبل ما أضيعها ...!!
مرت عدة أيام والأوضاع في تطور مستمر ... 
فعدي لم يكف عن الاتصال بليان وبمحاولة إقناعها بعرضه السخي بالزواج منه للخلاص من كل مشاكلها .. 
وهي أوشكت على الإقتناع بما يقول فليس أمامها أي خيار أخر سوى هذا الحل في الوقت الراهن ...
إنشغل ممدوح في تجهيز معمل التحاليل الجديد الخاص به والذي سيكون نقطة البداية له في القاهرة بعد سنوات من الغربة ومحاولة تناسي الماضي .. وأرجأ لبعض الوقت خطته في إفساد حياة مهاب ريثما ينتهي من أموره الحالية ..
تولى المحامي الخاص بمجموعة شركات الجندي للصلب قضية فردوس شحاته وأوجد الثغرات التي تمكنه من إخراجها من تلك المعضلة دون توجيه أي تهمة لها حيث قرر أن يحول مسار القضية من قتل عمد إلى محاولة إنتحار من قبل المجني عليها وأن والدتها كانت تحاول إنقاذها ولكن بالخطأ تطور الوضع وقاومتها إبنتها بشدة وإنغرس السکين في ظهرها .. 
وتعاون المحامي مع رفاقه المتخصصون في تلك النوعية من القضايا في وضع الدفوع المناسبة حتى يتم التأكد من براءة فردوس ...
كما لم يترك أوس الفرصة لتقى لتنفرد بنفسها بل تعمد يوما بعد يوم أن يريها مدى سطوته وجبروته وصلاته القوية .. 
ورغم تحسن حالتها الصحية إلا أن حالتها النفسية قد ساءت كثيرا .. 
فهي تشعر في قرارة نفسها أنها كمن يقبل على الإعدام ولا مفر لها منه ..
في أحد الأيام 
انتهت فردوس من توقيع أوراق إخلائها من السچن وتوجهت ناحية بوابته الحديدية وهي غير مصدقة ما حدث لها .....
ترجلت هي من الحافلة ومسحت بطرف حجابها وجهها المتعرق ثم سارت بخطوات متثاقلة نحو الزقاق الذي يؤدي للحارة الشعبية
كان معظمي قاطني تلك المنطقة ينظرون إليها بإستغراب شديد ولم يكفوا عن الغمز واللمز .. ورغم هذا هي لم تهتم بما يقولون .. فقد كان شاغلها الأكبر حاليا هو إبنتها ... 
مطت هي شفتيها وحدثت نفسها ب 
يا مين يقولي على أراضيكي يا بنتي وأنا أجيلك آآآه .. أنا اللي ضيعتك وإنتي كنتي أرحم من نفسي عليكي وطلعتني من النصيبة دي .. يا رب دلني عليها
مرت هي على بائعة تفترش الأرضية الإسفلتية وتقف إلى جوارها سيدة ما فسمعت إحداهما وهي تتحدث عاليا پشماتة ب 
هي مش كانت غارت في داهية هي وبنتها ال إيه اللي رجعها تاني 
العيب على رجالة الحارة اللي سايبن نسوان كسر زيهم كده أعدين وسطنا
إستدارت فردوس برأسها نصف إستدارة للخلف ورمقتهما بنظرات حادة ومحتقنة ثم صرت على أسنانها وهدرت ب 
حسبي الله ونعم الوكيل ربنا على المفتري
ثم تركتهما وإنصرفت فصاحت إحداهما عاليا ب 
يا جبروتك بتحسبني علينا داهية تاخدك إنتي واللي زيك
وأضافت الأخرى بنفس النبرة الغاضبة 
أمين يا رب 
.................
وصلت فردوس إلى البناية التي تقطن بها ولكنها لم تستطع أن تدلف للداخل فقلبها يعتصر حزنا على ابنتها وعائلتها .. 
تملكها اليأس والحزن وبدأت العبرات تتجمع في مقلتيها فأخرجت منشفة ورقية ومسحت به وجنتيها وعينيها وكذلك أنفها ..
آآآه يا مراري .. يا غلبي على اللي أنا فيه .. آآآآآه ألاقيهم فين بس
ثم تنهدت في آسى وإنتحبت بصوت مخټنق ... وتسائلت بصوت مسموع ب 
طب مين هايساعدني وآآ..
ثم طرأ ببالها فجأة أمرا ما فكفكفت عبراتها وحدثت نفسها ب 
مافيش إلا هو اللي هايقدر يساعدني أنا هاروحله
وبالفعل إستدارت بجسدها للخلف وإتجهت ناحية المسجد الموجود بالحارة ....
في المقر الرئيسي لشركات الجندي للصلب 
جلس أوس على مقعده وبدأ في مراجعة بعض الأوراق الموضوعة أمامه .. وظل يعبث بقلمه الحبر بأطراف أصابعه وما إن ينتهي من مطالعة ورقة ما حتى يوقع عليها ..
في حين جلس عدي على المقعد المقابل وظل يتابعه في صمت .. ولكن عقله كان مشغولا في كيفية بدء الحوار معه حول مسألة تقدمه للزواج من ليان .. 
تجشأ عدي لأكثر من مرة فضيق أوس عينيه ونظر له بإستغراب وتسائل ببرود ب 
في حاجة 
هاه .. آآآ
نظر هو له بصرامة ثم تشدق ب 
في ولا مافيش إنت شايف أنا عندي شغل أد ايه وعاوز أنجزه
تنحنح عدي قبل أن ينطق بصوت خشن ب 
بص من غير لف ولا دوران أنا عاوز أتجوز أختك ليان !!!
نعم ..!!
قالها أوس بإندهاش واضح على جميع قسمات وجهه الصارم ..
أيوه أنا عاوز أتجوزها وماينفعش ترفض
أفاق أوس سريعا من دهشته وعبس بوجهه وتحدث بصوت غليظ ب 
إنت واعي لطلبك ده
لوى عدي فمه في استنكار قبل أن يتابع ببرود ب 
وهو إيه في طلبي غريب ما تعرفني
نهض أوس عن مقعده ودفعه بساقه للخلف وحدجه بنظرات قوية وهو يحذره ب 
إنت عارف كويس أنا أقصد ايه
أرجع عدي رأسه للخف ثم هزها عدة مرات وتابع بعدم اكتراث ب 
أها .. فهمت ..فهمت .. 
ولما انت فاهم كويس أنا أقصد ايه جاي تتطلب مني إنك تتجوز ليان ليه 
تمطع عدي بذراعيه ونظر إلى أوس بنظرات مستفزة قبل أن يتابع بنبرة غير مبالية ب 
لأن محدش هاينفع يتجوزها إلا أنا ..
تحدث أوس من زاوية فمه فقال بنزق 
أفندم !!!
في وضعها الحالي مافيش حد هيرضى بيها وعشان أنا صاحبك فأخدمك فيها
استشاط أوس ڠضبا ودار حول المكتب ثم أمسك بعدي من ياقته وجذبه من على المقعد عنوة وحجده بنظرات قاټلة وهو يهدر فيه بصوت جهوري ب 
عدي ..!
وضع عدي يده على قبضتي أوس وحاول تخليص نفسه ثم قالت بصوت هاديء 
بالراحة بس يا أوس .. وأنا هاقولك السبب لده 
الفصل التاسع والثلاثون 
وضع أوس كلتا يديه على رأسه وضغط عليها بقوة فهو لم يتخيل أن تقع أخته ضحېة لأكذوبة حقېرة وتسلم عرضها دون أي مجهود يذكر .. 
راقب عدي ردود فعله بحذر وحاول أن يبرر له فعلتها ب 
هي برضوه صغيرة واتضحك عليها وكان ممكن آآ...
قاطعه هو بصوت آجش ومنفعل ب 
دي بنت ستين ملاقتش اللي يربيها 
دي أختك يا أوس
صر أوس على أسنانه وقال بسخرية مريرة  
أه اختي بس تربية ناريمان فهتطلع إزاي ..!
ثم صمت للحظة قبل أن يتسائل مجددا بضيق ب 
وعرفت مين ال ۏسخ اللي عمل كده معاها 
هز عدي رأسه بالنفي وأجابه ب 
لأ هي مقالتش عن اسمه ابن ال ده
نظر هو لنقطة ما بالفراغ أمامه ثم كور قبضة يده وتوعد ب 
أنا هاعرف هو مين وهافرمه ...!
نظر عدي له بتوجس وقال بهدوء حذر 
اهدى بس الانفعال مش هايحل حاجة الوقتي وأنا قولتلك أنا هاحل الموضوع
حدجه أوس بنظرات محذرة وهو يشير بإصبعه وهدر ب 
عدي إنسى الهبل ده
نظر عدي له بنظرات جادة ونطق ب 
ده مش هبل ده جواز وليان موافقة على كده
لوى هو زاوية فمه في عدم اقتناع وقال متهكما 
أه طبعا لازم توافق عشان تداري على فضايحها النجسة 
اللي حصل حصل وأنا موافق بها كده
يا سلام .. 
قالها أوس بسخرية واضحة .. في حين تابع عدي بنبرة جادة ب 
أوس فكر بالعقل انت فاهم كويس إن لو حد عرف بالکاړثة اللي عملتها سيرتها هاتبقى على كل لسان وآآ..
قاطعه أوس بصوت صارم ب  
تتحمل هي نتيجة غلطتها وأنا قسما بالله لهعرف أربيها
ابتسم عدي لنفسه بثقة وحدث نفسه ب 
سيب تربيتها عليا وأنا كفاءة بيها
تنحنح عدي مجددا وقال بصوت خشن 
هي مالهاش ذنب .. اللوم على ابن ال اللي ضحك عليها
طرق أوس على الجدار پعنف بقبضة يده وبنبرة تحمل الوعيد أردف ب 
أعرف بس هو مين وهامحيه من على وش الأرض ..!!!!!
هز عدي رأسه ثم بصوت واثق تشدق ب 
هاتعرف وساعتها أنا بنفسي اللي هاجيبهولك تحت رجليك 
في مسجد الحارة القريب 
وقفت فردوس على مدخل المسجد وحاولت أن تنظر داخله لتبحث عن الشيخ أحمد فلمحته يجلس وسط بعض الأشخاص ويتحدث معهم .. فترددت في الدخول إلى المسجد ثم رأت شخصا ما يلج للداخل فطلبت منه برجاء 
الله يكرمك يا بني تناديلي على الشيخ أحمد من جوا وتقوله كلم الست فردوس
حاضر يا ست 
قالها الرجل وهو يخلع نعليه ثم دلف للداخل
وبالفعل خرج لها الشيخ أحمد بعد لحظات وأخفض بصره وتسائل بصوت هاديء 
خير يا ست فردوس
مدت فردوس يدها لتمسك كف يده وتقبله ولكنه سحبه للخلف سريعا ونظر لها بإندهاش أشد وقال محذرا
استغفر الله العظيم جرى ايه يا ست فردوس
نظرت هي له بأعين دامعة وبصوت منتحب توسلت ب 
شيخ أحمد أنا واقعة في عرضك 
لا حول ولا قوة إلا بالله قولي يا ست فردوس على اللي انتي عاوزاه 
عاوزاك

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات