رواية تقي من الفصل 36 حتى 41 والاخير
حاجة ولو سمحتي يا عفاف تناديلي ليان
قالها عدي بصوت قاتم وهو يرمقها بنظرات دقيقة
قطبت عفاف جبينها ورفعت حاجبيها في إندهاش وقالت بإستغراب
ليان هانم ..!
ايوه ويا ريت تبلغيها إن المسألة ضرورية جدا وماينفعش تتأجل
بس هي ممكن ترفض وآآآ..
مافيش بس قوليلها الموضوع خاص بصور مهمة
هزت عفاف كتفيها في عدم فهم وقالت بهدوء
انصرفت هي مبتعدة عنه واتجهت نحو الدرج وتابعها هو بعينيه وحدث نفسه بصوت هامس ب
الموضوع ممكن يوصل للدم يا ليان لو أنا ملحقتش أتصرف....!
غابت عفاف لبضعة دقائق ثم عادت إليه مجددا وقالت له بنبرة شبه يائسة
للأسف رافضة تقابل حضرتك وبتقول إنها تعبانة
ماينفعش ترفض تقابلي
قالها عدي بنبرة حادة تقريبا فتعجبت عفاف من طريقته ورمقته بنظرات غريبة فأشار هو لها بيده وقال بضيق
جحظت عفاف بمقلتيها وفرغت شفتيها في ذهول وهي تنطق ب
اييييه !!
زي ما سمعتي يا عفاف !!
مممم.. مش عارفة أقول لحضرتك إيه
أقولك على حاجة خدي وريها دي
عبث عدي في الصور الموجودة بالمظروف دون أن يخرجها وإنتقى صورة ما ل ليان ثم شطرها إلى نصفين ومد يده بالجزء الذي لا يظهر وجهها بعد أن طواه إلى عفاف وقال بنزق
أومأت عفاف برأسها موافقة ثم تحركت نحو الدرج وصعدت عليه ..
ظل عدي في مكانه يجوب الغرفة ذهابا وإيابا وعلامات التوتر جلية على تعابيره العامة أما في رأسه كانت ألاف وألاف الأسئلة تدور فيها حول ماهية تلك الصور الڤاضحة وأسبابها ولكن كان بباله فكرة ما ظن أنها ستناسبه هو وهي إلى حد ما .. وربما ستريح كلاهما من المشاكل والفضائح ولكن عليها أن تقتنع بها أولا قبل أن يجعلها في حيز التنفيذ
في مشفى الجندي الخاص
برقت عيني تقى في ذهول تام بعدما سمعت العرض البغيض الذي اقترحه أوس عليها ..
لم تعرف بماذا تجبه فظلت فقط صامتة محدقة في نقطة ما في الفراغ أمامها وإزداد شحوب وجهها وهي ترى نظراته الوضيعة المسلطة عليها ..
قاطع هو شرودها بنبرة ماكرة ب
مش محتاجة تفكري كتير يا تقي حريتك مقابل حرية أمك .. ده لو إنتي بتحبيها فعلا
إنت .. آآ..
أنا ايه قولي ! ها مستني أسمع منك !!!
تجمدت الكلمات على شفتيها وعجزت عن إكمال عبارتها .. فابتسم هو لها إبتسامة ساخرة ثم قال لها بغرور
القدر بيلعب لعبته معاكي دايما بتيجي الظروف في طريقي ..!
ثم صمت لوهلة قبل أن يتابع بنبرة تحمل التحدي والوعيد
قاطعته هي بصوت مبحوح ب
ماشي أنا موافقة على عرضك بس بشرط
مط شفتيه في استغراب وضيق عينيه ثم بنبرة استهزاء تسأل ب
وكمان في شرط !
أيوه
سألها أوس بفضول وهو محدق بها
ممممم... شرط ايه
تتجوزني !
أتجوزك ..!
قالها أوس بطريقة متهكمة قبل أن ينفجر ضاحكا بطريقة هيسترية فإشتعلت ڠضبا وهدرت فيه ب
قولت إيه غلط عشان تضحك بالشكل ده
ههههههههه ... أصل انا مش بتاع جواز يا حلوة
عبست هي بملامح وجهها وأردفت بنبرة إصرار ب
ولا أنا بتاعة حرام يا باشا
زم هو فمه للأمام ووضع يده على رأسه ومررها في خصلات شعره ثم نظر لها بنظراته الفارغة مطولا قبل أن يباغتها بصوت واثق ب
ماشي أنا موافق بس هاتستحملي اللي هاعمله معاكي
مش هتفرق المهم مش هاغضب ربنا عشان واحد زيك
قالتها تقى وهي ترمقه بنظرات مهينة جعلت عيناه تشتعلان من الڠضب الممزوج بالحنق ..
في قصر عائلة الجندي
ركضت ليان هبوطا على الدرج وهي تحمل في قبضة يدها الصورة الممزقة ونظرت حولها بريبة ثم توجهت لغرفة الصالون فرأت عدي بداخلها فإبتلعت ريقها في إرتباك جلي ..
ثم تسألت بصوت متلعثم ب
إنت .. جبت الصورة دي منين !
إلتفت عدي بجسده ناحيتهأ ثم تحرك خطوة ليقف قبالتها وتحدث بلؤم ب
جبتها من مطرح ماجبتها المهم إنها انتي يا ليان
أنا .. آآ.. أنا آآ..
إنتي عارفة لو كانت الصور دي وصلت لأوس كان ممكن يحصلك
اتسعت مقلتيها في خوف وظهر الړعب على قسمات وجهها وجف حلقها وهي تتوسل له ب
بليز عدي مش تقوله أنا ..آآآ..
لو كنت عاوز أقوله مكونتش جيت على هنا الأول عشان أعرفك بموضوع الصور دي ..!
إنهارت ليان باكية أمامه وجلست على الأريكة ودفنت وجهها الباكي في راحتي يدها وأجهشت أكثر بالبكاء وتعالت شهقاتها ..
تنهد هو في ضيق واقترب منها وأسند كف يده على كتفها وضغط عليه قليلا وتحدث بهدوء ب
خلاص اهدي .. أنا عندي الحل لمشكلتك دي بس لازم أعرف الأول إيه اللي حصل بالظبط ومين عمل كده ..
أبعدت هي كفي يدها عن وجهها ورفعت عينيها للأعلى لتنظر لها بإمتنان وهي تنطق بصوت مخټنق ب
اوكي .. بس مش هاينفع أحكي هنا تعالى نخرج برا
ماشي
ثم نهضت عن الأريكة ومسحت بأطراف أصابعها العبرات المنهمرة على وجنتيها وتابعت بخفوت ب
هاطلع بس أغير هدومي واحصلك على النادي
أوكي وأنا هستناكي هناك
deal متفقين
ثم تركته وإنصرفت من الغرفة في حين جمع هو باقي الصور الفوتغرافية في المظروف وأحكم قبضته عليه وإنحنى بجذعه للأسفل ليمسك بفنجان القهوة وإرتشف القليل منه وحدث نفسه بمكر ب
لو طلع اللي في دماغي يبقى أنا اللي كسبت مش هي ..!!!
أسند عدي الفنجان على الطاولة ثم مشى بخطوات هادئة نحو باب القصر ...
...................................
في مشفى الجندي الخاص
مسح أوس بلسانه على أسنانه وتجشأ قائلا
يبقى تجهزي نفسك ليا وأنا عند كلمتي
نظرت هي له بتحدي وقالت بإصرار
مش هاعمل حاجة غير لما أمي تطلع براءة
ابتسم هو لها بثقة ورفع حاجبه في غرور وبنبرة متكبرة أردف ب
متقلقيش .. أنا أد كلامي وهاتشوفي يا تقى ..
ثم تحرك هو في اتجاه باب الغرفة وقبل أن يخرج منها سلط بصره عليها وأمرها ب
وكملي أكلك لأني عاوزك تبقي بصحتك عشان اللي جاي يا .. يا عروسة
ثم ضحك عاليا بطريقة مستفزة وأغلق الباب من خلفه فحدجته هي بنظرات ساخطة وبصقت عليه وقالت بإشمئزاز
ربنا ينتقم منك وياخدك .. يا قادر يا كريم إنت عالم باللي أنا فيه ...!
في أحد النوادي الشهيرة
سردت ليان لعدي الفخ الحقېر الذي وقعت فيه وكيف أسلمت نفسها لفارس تحت إسم الحب ..
أنصت هو إليها بإهتمام واضح ولم يعقب حتى انتهت تماما من الحديث فسألته بتوتر ب
هاتقول لأوس على اللي حصل
صمت عدي لبرهة من الزمن فإزداد توترها واضطربت أكثر وجف حلقها فأمسكت بكوب المشروب البارد الذي أمامها بيد مرتعشة ووضعته على شفتيها وتجرعته مرة واحدة ...
راقبها هو بتمعن ثم أخذ نفسا مطولا وزفره على مهل قبل أن يجيبها ب
لأ .. بس بشرط
شرط ايه
نظر عدي مباشرة في عينيها وصمت للحظة قبل أن ينفرج ثغره لينطق ب
نتجوز
فغرت شفتيها في ذهول واتسعت عينيها في إندهاش عقب عبارته الأخيرة وقالت بتلعثم
هاه ..ن.. نتجوز !!!
أيوه .. ده الحل الوحيد لمشكلتك
بس آآ..
مد عدي يده ووضعها على كفها المسنود على الطاولة فنظرت هي له بإندهاش فإبتسم لها في هدوء ورمقها بنظرات مليئة بالحنو ثم بنبرة رخيمة تابع ب
أنا عارف إن كلامي مفاجأة بالنسبالك بس أنا عاوزك تفكري في اللي بأقوله بعقلك الموضوع مش سهل خالص ولو حد من عيلتك عرف باللي حصل صدقيني انتي اللي هتتلامي مش ابن ال اللي عمل كده ...!!!!
لم تعرف ليان بماذا تجبه فقد باغتها هو بعرضه المغري والذي ربما يكون من الناحية العقلية طوق النجاة بالنسبة لها من تلك الکاړثة التي وقعت ضحيتها .....
في قصر عائلة الجندي
عاد أوس إلى القصر وعلى وجهه ابتسامة إنتصار واضحة ..
لم يعبأ هو بالخدم الذين رمقوه بنظرات إندهاش .. ولا بوالده الذي لم يكف عن حدجه بالنظرات الساخطة ..
ولج هو إلى داخل غرفته ثم نظر نحو خزانة الملابس وفتح ضلفتها وأخرج حقيبة سفر صغيرة ثم بدأ يضع بداخلها ثيابه الخاصة ..
وما إن انتهى حتى إندفع ناحية المرحاض ليغتسل ويبدل ملابسه ..
كان شعور بالإنتصار يغمره فها قد وقعت تلك البائسة في قبضة يده وحان الوقت لتلقينها أسوأ دروس حياتها ..
تأكد أوس من هيئته المهندمة أمام المرآة ثم أمسك بهاتفه المحمول وضغط على عدة أزرار قبل أن يضع الهاتف على أذنه ..
انتظر هو لثوان قبل أن ينطق بصوته الأجش القوي ب
عاوزك تروح قسم ....... وتشوفلي قضية اللي اسمها فردوس شحاته وصلت لفين ... أها .. حاجة تخصني !
ثم صمت ليستمع إلى ما يقال على الجانب الأخر ووضع يده الأخرى في جيب بنطاله وتحرك خطوة للأمام قبل أن يتابع بصوت جاف ب
اعرفلي كل حاجة عنها وخلصلي الموضوع ده نهائي
صمت مجددا لأقل من دقيقة ثم مط فمه للأمام وتحدث ب
التفاصيل ..! طيب أنا هاقولك بالظبط على اللي حصل قدامي !
في مشفى الجندي الخاص
لم يتوقف عقل تقى عن التفكير للحظة فيما حدث لها منذ أن إلتقت بهذا الھمجي فحياتها إنقلبت رأسا على عقب وتحولت إلى چحيم مستمر ..
لم تمنع عينيها من ذرف الدموع فهي المنفس الوحيد لها الآن ..
رفضت أن تتناول طعامها وتركته كما هو أمامها وحدثت نفسها بصوت مخټنق ب
أنا عملت إيه في دنيتي عشان يحصلي ده كله وليه واحد زي ده يتساب كده من غير ما يتحاسب
ثم رفعت عينيها المتورمتين من البكاء إلى الاعلى وتابع بمرارة ب
يا رب إنت اللي عالم باللي بيا انتقم منه يا رب وريحني يا رب فك ضيقة أمي هي مالهاش ذنب في اللي حصل أه هي صدقته بس قلبها طيب وبتحبني وپتخاف عليا .. يا رب خد البني آدم ده ونجيني من شره يا رب
ثم مدت يدها لتأخذ منشفة ورقية من العبوة الموضوعة على الطاولة ومسحت بها عبراتها وأنفها المنتفخ ..
سلطت هي بصرها فجأة على باب الغرفة حينما وجدته ينفتح على مصرعيه ويدلف من شخص ما هيئته مهيبة وطاعن في السن .. ورغم هذا فيبدو عليه الصرامة والحدة
ابتلعت هي ريقها في توجس ونظرت إليه بحذر ..
اقترب منها مهاب وحدجها بنظرات مهينة قبل أن يصيح فيها ب
لو إنتي مفكرة إن واحدة زيك هاتقدر تضحك على إبني تبقي غلطانة ومتعرفيش هو مين ولا إبن مين !!!
لم تفهم تقى ما الذي يعنه هذا الرجل بكلامه الچارح والصاډم هذا ففغرت شفتيها الذابلتين في