رواية تقي من الفصل 36 حتى 41 والاخير
آآ..
قاطعته تقى بصوت غاضب وهي تهدر فيه بإنفعال ب
إنت ايه .. خربت بيتي وضيعتنا .. عاوز ايه تاني ابعد بقى عننا .. آآآه
عضت هي على شفتيها من الآلم وأغمضت عينيها لتقاوم تلك العبرات التي تسللت إلى مقلتيها ...
أمسك أوس بمعصمها فإنتفضت هي فزعا وفتحت عينيها وتلوت به لتحرره ولكنه أحكم قبضته عليه وحدجها بنظرات مخيفة ثم تحدث وهو يضغط على أسنانه ب
........................................
في بناية ما حديثة الطراز بمنطقة مصر الجديدة
وضع ممدوح المفتاح الذي بحوزته في مقبض الباب ثم فتحه ودلف إلى داخل منزله .. ثم تحسس بكف يده في الظلام الدامس الذي يسود المكان الجدار المجاور للباب ليضغط على مفتاح الإنارة حتى يتمكن من الرؤية بوضوح ..
نورت مصر يا ممدوح بيه هتطول في الزيارة المرادي ولا آآ...
قاطعه ممدوح بصوت جاد ب
لأ خلاص أنا مش هسافر تاني أنا نويت أستقر هنا
بجد يا سعات البيه ده البلد هتنور بيك
أخرج هو حفنة من النقود من جيبه ثم مد يده بها ناحية الحارس الذي اندفع واللعاب يسيل من فمه نحوه وأخذ النقود ودسها في جيبه ثم قال بهدوء
ابتسم الحارس في سعادة واضحة وهي يجيبه بتلهف ب
حاضر يا بيه
تأمل ممدوح صالة منزله وجاب ببصره الأثاث الذي كان غالبيته مغطى بالشراشف البيضاء ..
ثم تنهد في إنهاك وقال بهدوء يحمل الوعيد
معدتش ورايا حاجة إلا إنت وعيلتك بس يا مهاب .............................................!!!
الفصل السابع والثلاثون
في قصر عائلة الجندي
رفضت ليان أن يقام أي حفل للاحتفال بيوم مولدها الذي إعتادت ناريمان إقامته في أبهى صوره بالإضافة إلى نشره في المجلات التي تهتم بسيدات المجتمع الراقي وأخبار المشاهير ..
ولم تتجادل ناريمان كثيرا معها فهي الأخرى لم تكن في حال جيدة .. فتسارع الأحداث وتعقدها جعلها غير مهيأة نفسيا لمواجهة أي أحد أو حتى للإجابة عن تساؤلات البعض .. لذا فضلت الخيار الأخير إلغاء الحفل تماما ..
في حين إكتفت ناريمان بتمضية وقتها ما بين الجلوس في حديقة القصر أو بمفردها في صالة الألعاب الملحقة بالنادي .. ولم ترد على غالبية اتصالات رفيقاتها أو حتى عضوات الجمعية .. وبررت هذا بإنشغالها بأحوال ابنتها ..
أما مهاب فكان وجهه كفيلا بالتعبير عما يجول في نفسه فهو دائم العبوس والتجهم ..
يهرب من قضاء وقته مع زوجته ناريمان ويحاول قدر الإمكان إلهاء نفسه في العمل ...
......................................
في المقر الرئيسي لشركات الجندي للصلب
وصل عدي إلى مقر الشركة وقابل معظم الموطفين بإبتسامة هادئة ثم عرج إلى مكتبه وجلس على مقعده وأرجع ظهره للخلف ثم أغمض عينيه وتنهد في إرتياح ثم أردف ب
ياه أخيرا الواحد رجع شغله تاني
فتح عينيه ثم اعتدل في جلسته ومد يده ليمسك بسماعة الهاتف الأرضي وضغط على زر ما به وتحدث بصوت آمر ب
تعاليلي بالبوسطة المتأخرة كلها والملفات اللي عاوزة مراجعة وتوقيع .. ممممم.. أيوه .. تمام ..!
ثم وضع السماعة في مكانها وعبث بمحتويات مكتبه ..
وما هي إلا لحظات حتى دلفت السكرتيرة إلى الداخل وهي تحمل في يدها مجموعة من الملفات والأوراق ..
ابتسمت السكرتيرة ابتسامة رقيقة وهي تمد يدها بالأوراق ناحيته ..
تمام هاتيلي مواعيد النهاردة
حاضر يا فندم
كانت السكرتيرة على وشك الانصراف تماما من المكتب حينما تذكرت أمر المظروف البريدي الخاص بأوس فإستدارت بجسدها نصف استدارة وأردفت ب
كان في ظرف جه لأوس باشا بقاله فترة بس هو مجاش الشركة يستلمه وآآ..
ضيق عدي عينيه وتسائل بفضول ب
ظرف ايه ده
مش عارفة بس في حد سلمه في الريسبشن تحت وقال إنه خاص بأوس باشا
تملكه الفضول ليعرف ما الذي يوجد بالطرد فأمرها بتلهف ب
طب هاتيه بسرعة
بس آآ..
من غير بس مش يمكن شغل متعطل ولا حاجة وأنا هنا مكان الباشا أوس .. يالا مش هاعيد وأزيد في كلامي كتير ..!
هزت السكرتيرة رأسها موافقة ورسمت على وجهها ابتسامة سخيفة ونطقت ب
حاضر يا عدي باشا
..................
بعد دقائق قليلة عادت السكرتيرة إلى المكتب وأسندت المظروف على سطح المكتب ومن ثم إنصرفت في هدوء وأغلقت الباب خلفها ..
أمسك عدي بالمظروف وقلبه بأصابع يده وظل ينظر إليه بفضول وهو يتسأل نفسه بحيرة ب
في ايه الظرف ده !
فتح هو المظروف من الجانب وأفرغ محتوياته ونظر في البداية إلى الصور الفوتغرافية بعدم اكتراث وحدث نفسه عاليا ب
إيه الصور دي
أمعن هو النظر جيدا في معظم الصور التي كانت تحتوي على مناظر عاړية ل ليان واتسعت مقلتيه في ذهول ممزوج بالصدمة وقلب صورة تلو الأخرى وهو يحدث نفسه بتلعثم ب
دي آآ... دي ليان .. أخت أوس .. مش ممكن
نهض عن مقعده ودفعه بقدمه للخلف وأعاد النظر بتفحص أكثر في الصور مجددا وتأكد من هويتها فهو يعرفها جيدا فإحتقن وجهه من الضيق وتشنج ب
إزاي تعمل كده إزاي ! ده لو أوس شم خبر ولا عرف مش .. مش بعيد إنه آآ.. لألأ .. استحالة الصور دي توصل لأوس ...!!!
ثم قام بجمعهم ودسهم في المظروف واندفع راكضا إلى خارج المكتب ..
نهضت السكرتيرة عن مقعدها حينما رأته يخرج ولمحت تعابيره المنزعجة فأسرعت خلفه وتسائلت ب
عدي باشا حضرتك رايح فين يا عدي باشا !!
لم يجبها هو بل إنطلق في اتجاه المصعد وضغط على زره بعصبية ثم طرق على الباب المعدني بقبضته المتكورة وصاح غاضبا ب
فين أم الأسانسير !!
إنفتح الباب المعدني فإندفع بسرعة داخله ورمق السكرتيرة بنظرات حادة قبل أن ينغلق الباب عليه ....
..........................
في مشفى الجندي الخاص
أرخى أوس قبضة يده عن تقى ثم نهض عن المقعد وتجول أمامها في الغرفة بثقة وغرور وتابعته هي بنظراتها المذعورة ..
صرت تقى على أسنانها في حنق وعاتبت نفسها بصوت هامس ب
أنا ايه بس اللي وقعني في سكته عملت ايه غلط في حياتي عشان ربنا يبليني بالمصېبة دي
راقبها هو بحذر من طرف عينه ولاحظ تحديقها به فإلتوى فمه في غرور أكثر ثم بنبرة متغطرسة أردف ب
بتفكري فيا .. صح
ضيقت هي عينيها في غيظ وبصوت مغلول أجابته ب
راحمني بقى سبني في حالي
في نفس التوقيت دلفت ممرضة ما إلى داخل غرفة العناية وهي تحمل في يدها صينية صغيرة بها أطباق صغيرة بلاستيكية مغلفة وترسم على وجهها إبتسامة زائفة .. وبنبرة هادئة بدأت حديثها ب
ميعاد الأكل بتاعك يا آنسة
هاتيه
قالها أوس بصوت آمر وهو يشير للممرضة بعينيه الصارمتين فنظرت هي له بتوجس ومدت يدها بها إليه وقالت بتردد
بس أنا هنا .. آآ.. عشان آآ..
حدجها هو بنظرات أكثر حدة ثم بصوت جاد آمرها مجددا ب
امشي برا .. يالا
هزت الممرضة رأسها موافقة ثم سارت في اتجاه باب الغرفة بخطوات متعثرة وأغلقت الباب خلفها
اقترب أوس من تقى وهو يحمل الصينية ثم أسندها على الطاولة الملتصقة بفراشها .. وأزال الأغلفة من على الصحون البلاستيكية وغرس الملعقة في الأرز الساخن ثم قربها من فم تقى وبصوت رخيم أمرها ب
افتحي بؤك
باغته هي بدفع يده بعيدا عن فمها فتناثر الأرز على الملاءة وكذلك على كف يده ..
لم تتغير تعابير وجهه على ردة فعلها المنفعلة تلك بل على العكس تماما تحدث ببرود
طب كلي عشان تعرفي تقاوميني كويس ..!
تشنجت تقى وهي تهدر بصوت مبحوح ب
إنت ايه يا أخي ابعد عني بقى خليني أعيش حياتي وأصلح اللي انت بوظته
مال أوس بجذعه على الفراش فتراجعت هي في ذعر للخلف فحاصرها بذراعيه وشعر بإرتجافتها الشديدة منه فابتسم ابتسامة شيطانية ورمقها بنظراته القوية وبصوت جاد حدثها ب
مش هتعرفي مهما عملتي لأني مش هاسيبك تبعدي عني لحظة إلا لما آآآ..
ثم صمت ولم يكمل عبارته وغمز لها بعينه اليسرى في لؤم ففهمت هي المغزى من نظراته الغير بريئة فإحتقن وجهها سريعا وضاقت عينيها وحدجته بنظراتها الساخطة وهدرت فيه ب
إنت حيوان مش بني آدم حتى ...!
صر هو على أسنانه وهو ينطق بعنجهية ب
بالظبط .. والحيوان ده هايفضل ملازمك لحد ما يزهق منك ويرميكي !
ثم اقترب برأسه أكثر منها فأبعدت وجهها للجانب لتتجنب لهيب أنفاسه التي ټخنقها وأغمضت عينيها في خوف وإزدادت إرتجافة جسدها فهمس هو في أذنها ب
وإنتي بإيدك تخلصي نفسك وتخلصي أمك من حبل المشنقة
فتحت هي عينيها فجأة وإستدارت برأسها ناحيته لتنظر إليه مباشرة في ذهول ..
هاه .. ح.. حبل المشنقة !!!!
ايوه .. والمباحث منتظرة مكالمة مني عشان ينهوا كل حاجة
ايه !!
كانت المسافة بين نظراتهما قصيرة للغاية ..
فإستطاعت أن ترى بوضوح بريق عينيه ورأت نيران الحقد تبرز من خلالهما وإزدادت يقينا أنها وقعت بين براثن ذئب لا يرحم ....
إتسعت إبتسامته المغترة على ثغره وتمعن هو فيها بنظرات مطولة .. ثم تابع ببرود قاسې ب
ايوه .. دي چريمة قتل وأنا أقدر أخلي أمك في لحظة تكون متعلقة على حبل المشنقة أو أطلعها براءة ..!
ب...براءة
قالتها هي بصوت متلعثم وهي تنظر إليه دون أن تطرف بعينيها للحظة ..
أها .. وزي ما قولتلك إنتي اللي بإيدك تختاري
توترت نظراتها وسألته بحيرة وتوجس ب
قصدك إيه
مط هو شفتيه للأمام وتراجع للخلف ليجلس مجددا على المقعد ثم وضع ساقا فوق الأخرى واخذ يهزها بحركة ثابتة قبل أن يكمل بقسۏة
تسلميلي نفسك يا تقى وانا هاطلع أمك من قضية القټل زي الشعرة من العجينة .....!!!!
في قصر عائلة الجندي
دلف عدي إلى داخل غرفة الصالون بعد أن استقبلته المدبرة عفاف ورحبت به ..
ظل هو واقفا في مكانه ولكن ملامح وجهه لا توحي بالخير مطلقا ..
كانت المدبرة عفاف على مقربة منه فتسائلت بنبرة هادئة ب
حضرتك تحب تشرب إيه لحد ما أبلغ ناريمان هانم بوجودك
أنا مش عاوز أشرب