الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية سهام كاملة

انت في الصفحة 34 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز

طمعها اما زهره ضعفها حسن نيتها! 
تركها يومان تعاني من مرارة الوحده وكأنه يعاقبها ببعده
فتكأت برأسها علي الاريكه التي اصبحت تتخذها فراشها منذ ان سافر لتسمع صوت الباب يفتح
فشعرت بالخۏف ونهضت وهي تتمني ان يكون هو 
فرأته يدخل ومعه حقيبه صغيره قد القاها جانبا
وصار امامها دون رد فعل
 وكأنه لا يراها
فسقطت دموعها وهي لا تصدق بأن ذلك هو عقابه 
ولملمت شتاتها وتذكرت بأنها هي المذنبه فهي قبل ان تفهم منه شئ رمته بعبارات غاضبه 
وأتجهت نحو غرفتهما التي أصبحت تتخيل فيها مشهد أغواء جيداء له رغم انها تعلم لم يحصل شئ
ووجدته يفك أزرار قميصه بفتور فأقتربت منه پخوف 
ولكن شوقها اليه جعلها تركض نحوه وتضم خصره بذراعيها هامسة بضعف متسبنيش تاني ياشريف 
وألتفت نحوه ليكون وجهها نحو وجهه وتأملته قائله 
بس متسبنيش وتمشي 
وعندما وجدته يبعدها عنه تشبثت فيه كالطفله الصغيره
وكأنها طفلته 
فتنهد بقوه وهو يراها ضعيفه بمثل هذا الشكل اليه قائلا بتشكي فحبي ليكي يازهره
فحركت رأسها بضعف تخبره غبيه صدقني
ومسحت دموعها كالأطفال بكلتا أيديها قائله بهدوء 
انت طيب ياشريف وهتسمحني مش كده
فأبتسم اليها وهو يتنهد علي حديثها وتأمل ملامحها التي توهجت من جديد بعد أن ضمھا اليه 
ثم همس بأرهاق طب انا تعبان دلوقتي ياغبيه هانم وعايز انام 
فضحكت بسعاده وهي تراه قد سامحها وهتفت قائله
اعملك عشا 
فأمسك بيدها وهو يتثاوب بقولك جعان نوم 
فابتسمت وهي تسير معه نحو فراشهما سعيده بأنها استطاعت أن تراضيه
أرتدت أجمل فستان لديها فهو قد طلب منها ان تتأنق
في ذلك الحفل الذي دعاه له أحد اصدقائه 
ودلفت الي الحفل وهي تشاهد فخامه ما تري  
وظلت تبحث عنه بعينيها لتجده يقف مع بعض الرجال يضحك فلمعت عيناها وهي تتمني ان يخبرها الليله بأمر خطبتهما او حتي يصرح لها بمشاعره 
وعندما رأها تقف علي مقربه منه استأذن ممن كان يقف معهم وذهب اليها وعلي وجهه ابتسامه هادئه 
وتأملها بعينيه قائلا بأعجاب قد رأته فيهم ايه الجمال ده كله ياجميله
لتبتسم جميله وكادت ان تتحدث فوجدت رجلا وامرأه يقتربون منهما فيبدوا أنهم أزواج
فأبتسم لصديقه قائلا احمد صديقي ياجميله ومدام رنا مراته والحفله ديه هي حفلة عيد جوازهم  
ليبتسم احمد اليها وتصافحها رنا بحراره 
وأقترب احمد من أذنه يسأله بهمس 
هي ديه بقي اللي ناوي تتجوزها يادنجوان  
فسمعت جميله همساتهم فقد كان الصوت واضح بعض الشئ
فأطرقت برأسها بسعاده ليتأملها هشام للحظات 
ثم أقتربت منها رنا تحادثها قليلا 
لتجد فجأه هشام يهتف بعلو وهو يمد يده تعالي ياحببتي
فرفعت جميله بعينيها نحوه فهو لماذا يناديها وهي أمامه
وكادت ان تبتسم اليه وتقترب منه الا انه وجدته يقترب هو بل تخطاها 
ليسحب أحدهن من الي قائلا 
احب أعرفكم منه خطيبتي وقريب اووي هتكون مراتي !!
ألجمت عباراته وجف حلقها وهو تراه يضم صديقتها بذراعيه بتملك ويخبر رفيقه وزوجته بأن تلك هي من أخبرهم عنها 
فظنت جميله بأنها غافيه وستفيق حتما كي تقتلع ذلك الکابوس الذي لم يكن الا حقيقه
وعندما
استمعت الي ضحكاته التي كان يختصها بها ظنا منها بأن هذه الضحكات اليها وحدها وهتف بهدوء وهو يطالع منه غير عابئ بتلك الواقفه والتي لا تقوي علي الحركه اتأخرتي ليه ياحياتي!
فأبتلعت منه ريقها فكل مافعله هشام اليوم قد فقد صوابها
فهي لم تصدق يوم سفرها عندما جاء الي بيتها في زياره لم تتوقعها يخبرها بأنه يريد ان يتزوجها 
فالأول مره تشعر بأنها أمرأه مرغوبه رغم انها جميله بعض الشئ وخاصة عندما تضع بمساحيق التجميل وملابسها الضيقه التي قررت التخلي عنهم وعن كل شئ يجعلها 
ولكن كان دوما شعورها بأن الممتلئ لن يجعل رجلا  
وعندما وجدته يمسك يدها امام صديقه ليمدحها ويحدق في جميله التي وقفت كالخرساء تذكرت بأنه كان يحادثها 
وهتفت بهدوء وهي مسلطه أنظارها علي جميله ولأول مره تكون نظرات أشفاق وليست كرهه جميله أزيك !
لتطالعهم جميله بنظرات واهنه وهي تريد ان يقظها أحد من ذلك الحلم الذي قضي علي جزء كبير بداخلها 
وبعدما سمعت صوت رنا وهي تتسأل بود مالك ياجميله فيكي حاجه ولا ايه ياحببتي
ثم طالعت منه وهشام قائله أكيد اتفاجأتي زينا من الخبر ده وواضح ان انتي ومنه معرفه شكلي انا اللي هكون غريبه وسطكم 
ليضحك هشام من حديث زوجه صديقه ويقف يتأمل جميله بنظره ضائقه يتخللها الندم من فعلته هذه  
ولكن عزائه الوحيد كان بأنها تستحق ذلك 
الي ان وجدها تمشي بترنح غير عابئه بنداء رنا ولا نظراتهم نحوهم  
لتقف منه قبالته قائله انت ليه عملت فيها كده انت قولتلي انك مش هتجرحها 
ليتنهد هشام بقوه ليخبرها بجمود ممكن يامنه منتكلمش في الموضوع ده !
تهاوت أرضا بعد ان غادرت الحفل وشعرت بأن قدميها لن تتحملها لتشعر لأول مره بالمهانه في حياتها
فهي دوما من كانت تهين هي من كانت تظن ان ليس عيبا 
ان تتبع قاعده 
قول للأعور انت اعور في عينك 
وقد نسيت ان كل القلوب التي أجرمت بحقها لها خالق رحيم
لتسقط دموعها أخيرا وهي تتمتم انا اكيد بحلم
وظل شريط الاشهر الماضيه يسير أمام عينيها وهي لا تصدق بأنها كانت غافيه كل ذلك الوقت خلف شيطانها
فتحت عيناها بتكاسل وهي تتثاوب في الفراش متأمله هيئه شريف المنمقه امام المرئه ورائحه عطره التي تسلب عقلها دوما 
وابتسمت بسعاده بعد ان سامحها صباح الخير ياحبيبي
ليقترب منها شريف فجأه ولثم ثم تأملها بحب وحشني شعرك المنكوش وانتي صاحيه من النوم
فوضعت بيدها علي شعرها لتهندمه سريعا فضحك هو بعلو صوته وهو يري فعلتها 
ووجدها تعاتبه بدلال ورقه اخص عليك ياشريف انا منكوشه
فحرك رأسه بالايجاب وهو يرتدي ساعته الانيقه قائلا بمشاكسه أكدب يعني 
وتابع بدعابه تخيلي بقي لو كنت اتجوزت فرنسيه ياسلام
وقبل ان يكمل باقي عباراته وجدها تنهض من فوق الفراش سريعا منقضه عليه بشړ وتضع بكلتا يديها علي خصرها قائله بحنق بتقول ايه ياسي شريف
فضحك شريف بقوه وهو لا يصدق بأن تلك المخلوقه الضيعفه تسلبه عقله رغم جموده وجديته
وكأنها الجزء المرفه بحياته الذي جاء لينعشه 
وتفاجئ بفعلتها الجريئه عندما وجدها تقف علي أطراف أقدامها تقترب من بحب 
وأبتعدت عنه فوجدته مسلط أنظاره علي عينيها الخجله وانفاسها الضائعه مع أنفاسه ليهمس بشوق 
مش عايز بعد كده أسمع الكلام اللي سمعته منك وانتي مش حاسه بنفسك
لتخفض زهره رأسها بخجل وهي تتذكر ما تفوهت به عندما أستمعت لكلام جيداء فرفع وجهها بأنامله قائلا بهدوء
ارفعي عينك يازهره واوعي تبصي في الارض ابدا طول ما أنا عايش انتي قويه سامعه 
فطالعته زهره ببتسامه هادئه وهي لا تصدق بأنها زوجة رجلا كهذا وضمھا اليه بحب قائلا 
انا عارف انك مكنتيش تقصدي كلامك ده وعارف اي حاجه بتعمليها بتعمليها بحس نيه وهو ده اللي بيشفعلك صدقيني
فأبتعدت عنه قليلا لتنظر في عينيه وهي عاشقه متيمه به 
وتنهدت بندم وهي تقرر بأنها يجب ان تخبره عن هوية حبيبها السابق الذي أكتشفت بعد زوجها منه انه لم يكن حب بل مجرد احتياج لبعض الاهتمام ليس أكثر 
ويربت هو
علي وجهها بنعومه قائلا بمشاكسه هتأخريني عن الاجتماع ياهانم
نظر
اليها حاتم بعد ان انتهت من جلستها النفسيه فطالعته بنظره ممتنه رغم معرفتها بأنه سينفصل عنها بعد ان يساعدها وتأملها بملامح هادئه وهو يسألها 
حاسه انك مرتاحه يامريم!
فحركت مريم رأسها له باالإيجاب وهمست انت طيب اوي ياحاتم 
فأبتسم حاتم علي نظرتها اليه التي ليست في محلها فهو ليست من سماته الطيبه ولكن معها لا يعلم لما هو كذلك
ثم امتقع وجهه عندما وجدها تتذكر زوجها قائله ويمكن اشرف كمان كان طيب 
وعندما وجدت ملامحه قد اكتاسها الڠضب تابعة بفتور
اكتر غلطه ممكن يرتكبها الواحد في حق نفسه ان يبيع مشاعره وحياته عشان الفلوس 
وتذكرت جملة والدتها دوما اليها عندما كانت مراهقه
الراجل اللي معاه فلوس هو
ده اللي ينفع الواحده تتجوزه
غير كده تبقي الواحده خيبه وفقريه 
وضحكت بسخريه وهي تتذكر نفسها كيف كانت حياتها مع زوجها الاول 
ليشعر بها حاتم لأول مره قائلا بهدوء انتي من اهم اسباب ضياع نفسك يامريم !
جلست جميله علي فراشها بعينين تحاوطها الهالات فهي حتي الأن تظن نفسها في حلم ېخنقها
ليعيد عقلها كل ماحدث للمره الألف ودموعها تنحدر فقد قټلها هشام وهي كالغبيه كانت تصدقه كالمغيبه 
فقد لعب بها وهدمها ووسم في حياتها حبه الكاذب 
فتدلف اليها والدتها بقلق قائله مالك ياجميله حالك من امبارح مش عجبني يابنتي
وعندما لم تجد رد منها تنهدت بفتور حد زعلك طيب في الحفله يابنتي
فتمتمت جميله پقهر ارجوكي ياماما سبيني لوحدي وعشان ترتاحي مشاكل في الشغل ياستي
لتنظر اليها والدتها نظره أسي وقبل ان تغادر همست كلمتي زهره أختك تطمني عليها
ليقع اسم زهره علي أذنيها وهي تتذكر تحذيرها لها منه 
ولم تصدقها 
وأمسكت بهاتفها وهي تري والدتها تخرج من الغرفه تاركة اياها 
لتقابل زوجها الذي كان يهم بالخروج وهتفت بحزن 
جميله مش عجباني يامنصور
ليلتف اليها هو قائلا ولا عجباني انا كمان اظاهر ده أخرة دلعنا فيها ونفخنا ليها في السما 
وتذكر زهره التي لم تحظي بحنانهم مثل جميله  
وأنصرف من أمامها وهو كف بكف علي احوال ابنته
لمعت عينين زهره بالدموع وهي تري نتيجه الفحص فهي قد نسيت امر الفحص تمام بسبب ما مرت به ولحسن حظها كان اختبار الحمل لديها لتبتسم بسعاده وهي تتحسس بطنها الذي يضم طفل شريف وتذكرت اخر ليله كانت بينهم في مصر قبل ان يغادر هو بمفرده  
وفجأه رن هاتفها لتجد رقم أختها جميله وهتفت بقلق جميله !
ليعلو صوت جميله الڠضب طلع بيضحك عليا يازهره طلع كداب خطب صاحبتي وهيتجوزها 
انا ازاي كنت غبيه كده 
وقبل ان تنطق زهره بكلمه وجدت جميله تخبرها بتوعد 
انا هقول لشريف كل حاجه وهقلب كل حاجه عليه خليه يعرف أن أخوه المحترم كان علي معرفه بمراته
لتشهق زهره فزعا وتمتمت برجاء حرام عليكي ياجميله انا ذنبي ايه ليه تخربي حياتي 
فهتفت بها جميله بجمود ذنبك اني كنتي حبيبته زمان يازهره
وأغلقت الهاتف بوجهها لتنظر زهره لهاتفها وهي لا تصدق بأن اليوم الذي فرحت فيه بخبرحملها قد ضاع
لتعاود الاتصال بها ولكن لا رد 
وتجمدت عينيها لا تري أمامها إلا صورة هشام الذي كان سبب لكل مايحدث لها
فوجوده اذاها في الماضي ومازال ېؤذيها حتي في مستقبلها 
يتبع 
بقلم سهام صادق
الفصل الأخير
أخذ يدور بمقعده وهو شارد فيما فعله بجميله ليلة أمس  
ليتذكر منه وأمرها فهو حتي لو تزوجها سيتزوجها كي يثبت لأخيه بأن زهره ليست في حياته فهو يكمل حياته دوما دون اي حنين لأمرأه كانت علي معرفه به سابقا
ورغم انه يعلم بنتائج ما سيفعله بنفسه إلا انه هو الحل الذي امامه الان حينما يواجه اخيه فأخيه كان لا بد ان يعرف من البدايه بكل شئ 
ليسمع رنين هاتفه فيتوقف من دوران مقعده ولمعت
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 37 صفحات