الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية داليا القصل 1-2-3

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

المقدمة .. 
رسالة هامة ..
إلي كل من يريد انجاب الابناء اذا لم تكن علي قدر المسؤلية ففكر مرة اخري 
الفصل الأول من أنا...
ترتبط أزمة هوية الأنا من وجهة نظر اريكسون بمرحلة المراهقة وبدايات الشباب حيث تمثل المطلب الأساسي للنمو في خلال هذه المرحلة حيث تعبرعن نقطة تحول نحو الاستقلالية الضرورية للنمو السلوكى في مرحلة الرشد وتنمو الأنا من وجهة نظره من خلال ثمان مراحل متتابعة يواجه الفرد في كل مرحلة منهم ازمة معينة ويتحدد مسار نموه تبعا لطبيعة حلها ايجابا أو سلبا متأثرا بعدة عوامل اجتماعية وثقافية وشخصية ...لذلك فإن ارتباط المتغيرات النفسية كالنمو النفسي التوافقى باضطراب هوية الأنا خلال مرحلة المراهقة بدرجة تؤدى بهم في نهاية المطاف إلى تأكيد ذواتهم بأسلوب سلبي يتمثل في اضطراب وتشتيت الهوية أو تبنى هوية سلبية والإناث اكثر ميولا للوقوع في رتبة انغلاق الهوية مقارنة بالذكور ...

جيمس مارشا 
العقل البشري معجزة الهية بكل المقاييس وعلي الرغم من حجمه الصغير إلا أنه المتحكم الرئيسى في الجسد كله .. حركاته وسكونه .. استجابته للمؤثرات أو لا .. ملايين الخلايا العصبية الدقيقة تتناغم سويا في ابداع يحتاج إلي التأمل .. والأهم يتحكم في التصرفات الارادية المبنية علي سطحية التفكير أو تفاهته .. قد تجد فتاة ضئيلة حجمها نصف حجم رجل بالغ لكنها تتصرف برشد وعقلانية لا يتحلي بهما مطلقا وتتفاوت ردود الافعال علي المؤثرات
ما قد تعتبره بعض العقول تحررا وتحضر يكون في الحقيقة فسق وفجور .. وما قد يسمح به بعض الأباء لابنائهم قد يدخل تحت مسمى الافساد .. ولكن حينما يكون العقل هو الرقيب فدائما يكون هناك أمل ..
الهوية النفسية وهوية الأنا !! أحيانا القراءة المتعمقة تضر ولا تفيد .. ليتها سطحية لتنعم بالهدوء.. اغلقت كتاب الهوية النفسية لجيمس مارشا واغمضت عينيها پألم .... يا الله أين هويتى.... من أنا ضياع ضياع ...
ماذا ستفعلين اليوم أيتها المچنونة .. عودى لعقلك .. 
اكملت حديثها البائس لنفسها ومرارة العلقم تملىء حلقها ..
مبارك عليك الزواج يا أمى ومبارك عليك سارة الجديدة أيضا 
انها علي وشك فقدان تام لعقلها المسكين .. الصراع الذى يعتمل في داخلها اقوى من تحملها .. 
الرحمة .. أنا لم يعد في امكانى التحمل...كفى يا عقلي اصمت...لسنوات وأنت ترهقنى... لتسعة عشر عاما وأنا اطيعك ولم اجنى سوى الهم .. ألا تري حال تالا انها تعيش بسعادة وراحة بال وطالما هى سعيدة اذا أنا أيضا سأكون.. أليس هذا حال التؤام  
ولأجل حسم صراعها المرهق مع عقلها .. التقطت هاتفها النقال واتصلت بوائل لتضع نفسها أمام الأمر الواقع ...الطريق الذى لطالما اعتبرته مظلما ومحرما قررت خوضه أخيرا فأهلا بالخطيئة التى تحرر النفس ...
جرس اثنان ثلاثة ستتراجع الآن ..رجاء لا تجيب أنا ..أنا .. لكن لخيبة أملها اجاب وسألها بدهشة بالغة عندما تعرف علي صوتها ... يالها من مفاجأة مذهلة .. القمر شخصيا قرر التنازل واسمعنى صوته الجميل.. هل أنت فعلا سارة أم أنا مت وانتقلت إلي الجنة .. 
تلعثمت وهى تجيبه .... وائل ... وائل أنت ..
أنا ماذا سارة ...
أنت... 
اعنى مازالت دعوتك لي بمرافقتك إلي الأسكندرية قائمة اعنى هل ما زلت ترغب في دعوتى ...
كاد يقفز من السعادة وعدم التصديق مع كلماتها ... سارة ..هل أنت جادة فعلا لا أستطيع التصديق ماذا حدث لشهور وأنا اعرض عليك فقط الخروج لسهرة في المدينة وأنت ترفضين وفجأة تقبلين دعوة كنت امزح وأنا اعرضها لابد وأن افهم
عادت لتسأله بتردد ... ستذهب تالا معكم أليس كذلك ...
اجابها موضحا ... تالا هناك بالفعل منذ أمس ..سافرت مع حازم ومعظم اصدقائنا ... قرروا أمس السفر والمبيت في الأسكندرية ... أنا فقط تبقيت حتى اجد أمى لتعطينى نفقات السفر .. اختفت تماما ولا اعلم أين هى ..
شقيقتها الوحيدة لم تقضى الليلة في المنزل وهى حتى لا تعلم .. فكرت في نفسها پألم.. يا الله تالا غير متواجدة في المنزل منذ البارحة وأنا لا اعلم ... أي علاقة غريبة مشتتة تربط بيننا... حسنا وائل ..أنا اوافق علي دعوتك ..
مازال متشككا .. التى تحدثه الآن لا تبدو كسارة المتزمتة التى يعرفها أبدا .. هل ستسمم أبدانهم بكلماتها القاټلة الخاصة بالعفة والاستقامة .. ستكون رحلة النكد اذا ..حذرها... سارة .. رحلتنا للمتعة والانبساط .. هناك ننسي من نحن .. حتى اسمائنا ننساها وبالتأكيد لا نريد مواعظ .. هل تفهمين ما اعنى .. 
ممنوعات....سهر ...شراب كله سيكون علي لائحتنا...أنا اخبرك بما ينتظرك هناك .. الفرصة مازالت أمامك لتغيير رأيك لكن هناك لا رجوع مطلقا .. حقيقة ما أقوله الآن لا يشبهنى علي الأطلاق وبه أضيع فرصتى لنيلك فالأخلاق الملائكية تلك لا تناسبنى لكن سارة أنت لا تشبهينا علي الأطلاق .. لمصلحتك فكري مجددا ..
نعم قرارها متسرع عنيد لكنها مصرة .. ستخوض تلك الدنيا.. اصرت بعناد ... وائل أنا فكرت جيدا ولا اريد تغيير رأيي.. 
جميلة للغاية .. وزهرة بريئة لم تمس .. وتبدو عاقدة العزم علي امتاع نفسها في ملذاتهم .. اذا فلتفعل ..هتف بسعادة غامرة .. حسنا اتفقنا ..سأمر عليك قرابة السادسة مساء.. أين تقيمين حاليا .. ليضيف ساخرا مامى أم دادى.. 
لتجيبه بكل ما في الدنيا من مرارة... اقيم حاليا عند أمى 
اذا انتظرينى هناك.. إلي اللقاء الأن لأواصل البحث عن أمى .. ثم ليتذمر پغضب وهو يضيف .. قد تختفي بالأسابيع وتسافر لخارج مصر دون حتى تكليف نفسها بعناء اخباري ..
انهت المكالمة وعينيها ممتلئة بالدموع ... هنئت نفسها بسخرية ... مبارك يا سارة ...وصلتى أخيرا للطريق الذى تجنبتيه لسنوات من اليوم سترافق شلة من المهوسيين ومدمنى الممنوعات...
كل افراد الشلة يعانون من الاهمال ...أموال بدون رقيب أو حسيب والدليل الحى والدة وائل التى حتى لا يعرف أين هى أو ماذا تفعل .. أي حياة تلك 
طرقات رقيقة علي الباب قطعت افكارها ..
تجاهلت الطرقات بعناد ...لكن الطرقات لم تتوقف بل استمرت بنفس الخفة وأيضا استمرت في تجاهلها لكن في النهاية فتح الباب برفق ودخلت منه سيدة رائعة الجمال والتى قالت في اهتمام واضح ...
سارة... أنا اعلم أنك في الغرفة... لماذا أنت متشددة هكذا ولا مرونة لديك مطلقا أنت صغيرة علي هذه التكشيرة التجاعيد يا حبيبتى ألا تخشيها .. ستظهر علي وجهك الجميل مبكرا ... 
انظرى إلي جمالي ..أنا احتفظ به إلي الآن لأننى لا احمل أي هم واستمتع بحياتى... في الحقيقة أنت وتالا تتمتعان بجمال مذهل لدرجة الحسد .. تالا جمالها واضح وصريح مغرية وجذابة.. مشرقة واجتماعية ولها حياة لكن أنت حبيبتى منعزلة وكئيبة ..
اجابتها پألم ... أمى ... يكفى هذا من فضلك 
لتكمل راجية تأنيبها ... كما تريدين أنا اعلم أنك عنيدة وكئيبة وتضعين نفسك مع العجائز وتفكرين مثلهم ...انظري إلي تا...
ستحدثها عن تالا مجددا .. دائما تالا ... فاض بها الكيل فقاطعتها
 
... حسنا أمى .. سأسافر إلي الأسكندرية مع تالا وأصدقائها .. هل أنت راضية الآن 
ok honey ..have fun 
ما فكرة والدتها بالضبط عن المرح والمتعة البريئة .. هل تعلم ما تفعله تالا واصدقائها بالتحديد أم انها حتى لا تشغل بالها بالسؤال .. والدتها علي الرغم من حنيتها إلا أنها سطحية بصورة كبيرة ...
ثم لم تتمكن من كبح جماح سخريتها فعلقت بتهكم ... اتعجب حقا .. لماذا ما زلتى في المنزل حتى الآن .. اعتقدتك ستسافرين لرحلة شهر العسل اليوم مع زوجك رقم.. رقم .. اخبرينى ما رقمه فأنا توقفت عن العد بعد الثالث ..
المسكينة سعيدة بالزواج فعلا .. اجابتها بفرح وتجاهلت تعليقها اللاذع ... سأرحل حالا أنا اتيت لتوديعك ...سنتجه إلي باريس انها مثالية لشهرعسل رومانسي وابتسمت بلطف وهى تكمل .. ومن أجل التسوق أيضا .. التسوق هناك متعة .. ماذا احضر لك من هناك  
ملابس هدايا عطور .. لا لا اريد .. أنا اريد أما حقيقية هل تعلمين أين اجد واحدة ... 
هزت رأسها پألم ... لا شكرا لا اريد ... خزانتى اشتكت من ملابس لا استعملها .. حقا لم تلاحظى أننى لم استعمل يوما ما تهدينه اياه .. هذه الأشياء تناسب تالا أمى أما أنا فاختار ملابسي بنفسي .. 
لا وقت لديها لحملها علي تغيير رأيها الآن ... لكنها مټألمة من انعزالها الواضح .. ابنتها لا تستمتع مطلقا بحياتها وشعلتها في الحياة تخبو ... قالت باهتمام حقيقي... من الجيد حبيبتى أنك سترافقين تالا و تخرجين قليلا من قوقعتك أيضا كنت ستملين من البقاء بمفردك...ثم فجأة سألتها بفضول عجزت عن اخفائه ... 
كيف حال والدك مع عروسه الجديدة هل حقا عمرها عشرون عاما 
كلاهما يتنافس في الزواج مجددا .. هزت رأسها ببطء... نعم صحيح ... نرمين صديقة تالا ألا تعرفينها 
لكن منذ متى كانت والدتها تهتم بمعرفة اصدقائهما أو اهتمامتهما ... 
كل ما كان يشغلها هو مظهرها الخارجى وبهوس كبير زيجاتها المتعددة والانفاق ببذخ يصل لحد الاسراف الشديد... 
وعلي الرغم من يقينها التام بأنها تحبهما فعلا وعاطفتها شديدة وقوية وربما تسيبها معهما من شدة حبها الذى لا تعرف كيف تعبر عنه فتلبي كل رغباتهما حتى اللامنطقية منها رغبة في تدليلهما بزيادة لكن كان هناك دائما اهتمامها المرضى بأناقتها وجمالها اللذان شغلا كل وقتها وطغيا علي طبيعتها الفطرية كأم .. تصرفات جعلتها تفتقد وجود دور الأم في حياتها حتى أنها لا تلوم تالا علي تحررها 
وهاهى تثبت أن تواجدها مع ابنتها بحساب .. حسابات تفوق مقدرتها البسيطة علي الفهم .. الأم الطبيعية لا حساب لديها في العطاء وخصوصا ذلك المتعلق بالوقت .. نظرتها المتلهفة إلي ساعة يدها لخصت حالها وهى تقول ... لقد تأخرت كثيرا عاصى ينتظرنى للرحيل ...أنت تعلمين الرقم السرى لخزنتى في حال احتياجك للأموال ... 
لا لن تبكى وخصوصا بعد قرارها اليوم الذى سيجعلها أقوى وأكثر تحررا ... حبست دموعها التى تهددها بالتساقط كحالها دائما بعد زيجاتها المتعددة... واجهت نفسها .. لا.. لن ابكى مجددا أنا لا احتاج لأى منهما ... ليتنى كنت مثل تالا لربما كنت أفضل حالا...
شريط حياتها مر في رأسها منذ يوم طلاق والدها المليونيرالشهير من والدتها سيدة المجتمع...وزواج كل منهما عدة مرات وانتقالها المتكرر بين منزليهما... 
كفي يا سارة اثارة للماء الراكد ..اذا كانت تالا هى المثال في نظرهما ..اذا سوف اكون مثلها تماما ... سأتمرد علي قوانينى أنا .. بدأت في اعداد حقيبة سفرها وتعمدت ملؤها بملابس كانت ترفض سابقا استعمالهم ..
من الآن أنا سارة الجديدة والغير كئيبة كما اسمتنى ماما فلربما اجد

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات