الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية داليا القصل 1-2-3

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

بالتحديد ..وأنا اعتذر علي إزعاجك .. سأرحل وانتظر أنت ساقطتك في هدوء .. 
كبريائها اللعېن ذلك جعلها تغادر ..فليذهب ذلك الجلف إلي الچحيم بغبائه ورأس الحمار الذى يملك .. فتحت باب المنزل الخشبي الكبير وعندما هبطت السلالم الصغيرة المؤدية إلي الحديقة شعرت بالبرد الممتزج بالخۏف.. ارتعشت بشدة عندما تذكرت الخلطة الجهنمية التى كتب لها مواجهتها...لكنه كان اختيارها الحر وهى من ارتدت ملابس لا تصلح حتى للجلوس في المنزل ناهيك عن الخروج بها فى مثل هذا الطقس البارد ....رفعت رأسها بكبرياء مازالت تحافظ عليه علي الرغم من ظروفها السيئة واكملت طريقها
سمعت الغريب يناديها من خلفها قائلا .. حقيبتك يا آنسة 
استدارت لمواجهته ورأسها مازالت مرفوعة بكبريائها الذى لحسن حظها صمد حتى الآن ... فتحت حقيبتها التى وضعها بجوارها علي الأرض وتناولت منها شال صغير لفته جيدا حول كتفيها المرتعشتين واغلقت الحقيبة ...ثم وكأنها تريد أن تغسل عارها قالت له بقرف... اصنع لي معروفا واحرقها أوادفنها.... 
واكملت طريقها للخروج من مزرعته بدون اضافة أي حرف اخر... شجعت نفسها لمواصلة طريقها ... تشجعى يا فتاة لا يوجد ما يخيف بالخارج 
كانت قد وصلت حتى البوابة الخارجية للمزرعة والتى تؤدى إلي الأراضى الخضراء حيث تركها وائل ..عندما سمعت صوت خطوات مسرعة خلفها ...خطوات تسعى جاهدة للتقدم عليها لكنها تجاهلتها ولم تلتفت... فوجئت بالغريب يتخطاها ويغلق البوابة التى كانت مازالت مفتوحة كحالتها عندما دخلت منها قبل قليل ... 
وضع حقيبة سفرها التى كان يحملها علي الأرض ومنعها من الخروج من المزرعة بلطف ومد يدا لها بغرض اعلان الهدنة مؤقتا بينهما وقال ... سنبدأ من جديد أنا خالد يسري ... ثم نظر إليها بترقب كأنه يلاحظ ردة فعلها علي اسمه وعندما لم تبدى أي ردة فعل قال .. وأنت سارة....
تعمدت اخفاء لقب عائلتها وقالت بلهجة حاولت أن تبدو عادية ... سارة منصور
قال بجديه .... لن استطيع تركك تغادرين الآن وفى ظل حقيقة عدم وجود سيارة أو هاتف فسيكون عليك قضاء الليل هنا علي أمل عودة عطية في الصباح ..أنا اعطيته سيارتى ليقل بها زوجته التى كانت علي وشك الوضع إلي المستشفي في بنها واتعشم أن يعود غدا ويقلك بسيارتى .. بصراحة لم اكن اتوقع أنى سأحتاج السيارة فأنا قدمت هنا للهروب من القاهرة ومشاكلها.. 
عرضه المفاجىء صدمها پعنف ...تقضى الليلة في منزل رجل غريب.. وهما بمفردهما تماما كل ما دار في خاطرها كان فقط استخدام هاتفه وانتظار سائقها ...أما قضاء الليلة هنا فأمر مختلف تماما لم تجرؤ حتى علي التفكير فيه ..
حقېر !! 
قال بسخرية عندما شعر بترددها ... لا داعى لخۏفك منى مطلقا.. أولا أنا اكتفيت من صنف الحريم إلي الأبد ثانيا أنت لست نوعى المفضل أبدا وضعى في حساباتك أننى رفضتك وأنا اعتقد أنك تعرضين نفسك علي .. اعدك ستكونين في امان تام حتى يأتى الڤرج...
برغم خۏفها وقلقها لم تجد أمامها أي حل اخر ..فأين عساها ستذهب الآن ... وكيف ستتصرف بدونه... بالاضافة لاقتناعها بالمنطق في كلامه فهو لم يرغب في وجودها منذ أن وقعت
 
عيناه عليها اذا كيف سيكون مصدر ټهديد لها .... سئلت نفسها ببلاهة لماذا لا أشعر بالخۏف منه ...  
وقبل أن تجد اجابة منطقية حمل حقيبتها مجددا واستدار للعودة إلي منزله بصمت وكأنه كان أكيدا من أنها سوف تتبعه ... وهى تبعته باستسلام نحو المجهول ....
تفضلي ... 
لكن هذه المرة بدعوة من الملك شخصيا دخلت مجددا إلى المنزل بخطوات مترددة مرتعشة ...لا تدري ماذا داهاها وجعلها بمثل هذا الاستسلام لمصيرها ولكن شيء ما لا تدري كنهه يربطها بهذا الغريب.. بهذه الأرض ...تسألت مجددا عن سبب عدم خۏفها من الغريب فقط كانت تشعر بالخجل والرهبة من تجربة جديدة لأول مرة تواجه مثلها في حياتها ....
بالتأكيد أنت جائعة .. ابحثى عن شيئا ما يصلح للأكل ...أنا لم اتناول الطعام منذ أيام .. سأقترح اقتراح جيد .. ربما تستطعين أن تكونى مفيدة وتعدى لنا بعض الطعام ... الخبر الجيد أن شهيتى عادت وشعرت بالجوع فجأة ...
وباشارة من يده علمت اتجاه المطبخ وحملتها إليه خطوات مرتبكة كخطوات طفل يتعلم المشى ...الدموع كانت محپوسة في مقلتيها...لا تدري ما اذا كانت تصرفت بشكل صحيح عندما قبلت البقاء معه بمفردها .... فهى لأول مره في حياتها تحتك برجل حقيقى ... رجل حقيقي لا يشبه في شيء الشباب المائع من شلة تالا التافهة والتى لم تكن تحتك بهم أيضا فقط كانت تتجنبهم كالطاعون لكنها من نظرة واحدة لتفاهة تفكيرهم كانت تقيمهم جيدا...
لكنها كلما فكرت في الخطړ الرابض في الخارج عادت وصبرت نفسها ... الخطړ في الخارج أكبر.. ربما يوجد قټله ... وكلاب خصوصا الكلاب صوت نباح الكلاب رن في آذانها.... الظروف وضعتها في مأزق لكنها ستناضل من أجل البقاء ..علي الأقل هو رفضها وهو يعتقد أنها فتاة سيئة ... فإن كان يرغب بها بتلك الطريقة لم يكن ليطردها .. 
ومع اقتناعها أكثر بنواياه البريئة شعرت بالراحة...التفكير الايجابي اعطاها دفعة وحاولت أن تتذكر كيف كانت داده عزيزة تقوم بتحضير العشاء لهم ... لطالما جلست معها في المطبخ تراقبها وطالما حاولت أن تساعدها لكن الداده كانت دائما ما ترفض وتجعلها فقط تراقبها .. 
بكل الهمة والعزيمة المتواجدتين في الدنيا فكت الشال من علي كتفيها وربطت به شعرها .. هكذا كانت تفعل الداده .. الدرس الأول .. لا شعر حر أثناء الطهو ..
بدأت رحلتها في البحث عما تستطيع استخدامه لاعداد العشاء وصورة داده في عينيها وهى تعمل في المطبخ مسيطرة علي المشهد في رأسها .. شكرا داده سأقلدك كظلك ...
لفصل الثانى والثالث 
ارادة الله غالبة ومهما قرر العبد وخطط واعد العدة ودبر في النهاية مصيره مكتوب وقدره محتوم خطوات نخطوها خطوة تلو الاخري 
لأول مرة في حياتها كانت تتولي اعداد الطعام حتى لنفسها وهاهى الآن تشعر بلذة لا تعرف سببها وهى تطهو لغريب وقح وبذىء 
وقلبها كاد يتوقف من السعادة الخالصة عندما شمت رائحة الطعام فهى لم تكن تتوقع أبدا أنها تستطيع اعداد وجبة حقيقية هنئت نفسها رائعة أنت يا فتاة العشاء يبدو مثل الطعام الحقيقي  
بامكانيات بسيطة جدا كانت هى كل ما استاطعت ايجاده وسط خزائن المطبخ الشبه خاوية تمكنت من تحضير وجبة مقبولة افرغت فيها كل قلقها وتوترها أين أنت يا داده عزيزه لن تصدقينى حينما اخبرك أننى طهوت عشاء لفردين علي طاولة صغيرة في المطبخ بدأت تنظم الصحون وتضع فيها الطعام الذى اعدته بكل فخر 
تفضل العشاء جاهز  
كان مغمض العينين ويداه متشابكتين خلف رأسه في استرخاء عندما سمع صوتها فتح عينيه ونظر إليها بكسل ليقول أخيرا اصبحتى مفيدة بالنسبة إلي اكمل بخبث لكن بالطبع ليس علي طريقة حسام
لا تدري لماذا لكنها ابتلعت اهانته في صمت تام وعاودت التفكير تدريجيا اعتادت علي تهكمه خصوصا انها روادها شك قوى وتظن أنه يلاعبها يلعب معها لعبة غامضة وتبدو مسلية في نفس الوقت  
ولا تدري لماذا أيضا لكن قلبها يخبرها أنه غير نظرته لها وفقط يستفزها ليتسلي ڠضبها يسليه في منفاه مزاجها المتفجر عندما صړخت فيه كهرة متشردة ربما اعجبه  
ليس أمرا واردا كل يوم أن تجد أمامك فتاة تشعر باليأس لأنها لم تتعلم الردح في المدارس الأجنبية التى كانت تذهب إليها ربما كانت اسعفتها اللغة الانجليزية وقتها وردحته بشكل أفضل 
كان يصفر بلحن مشهور عندما نهض وتبعها هل النظرات تكون محسوسة أحيانا كانت تعلم أنه يتفحصها من الخلف شعرت بنظراته تخترق ظهرها وسببت لها القشعريرة بارد وقح لكنه يعجبها علي الرغم من ذلك 
فجأة جذب شعرها بلطف وحينما استدارت وهى تنظر إليه بذهول جعلها فاغرة لفاها ببلاهة هل حقا شد شعرها !! قال بخبث اتأكد من أنك من لحم ودم ولست من صنع خيالي وأتأكد أيضا من أن شعرك حقيقي وليس شعر مستعار كثافته المذهلة لا تتماشي مع حجمك مطلقا اكمل وهو يهز رأسه لكن تلك الرائحة تبدو حقيقية فعلا في الحقيقة لم أكن اعتقد أنك ستجدين ما يصلح للطهو لذلك لم اصدق نفسي حينما تسللت رائحة الطعام إلي أنفي اعتقدت أنى اهلوس من شدة الجوع 
لم تستطع منع نفسها من الضحك بصراحة تفوق صراحتك وجدت بصعوبة المطبخ ممسوح وكأنك تعيش في مجاعة استخدمت كل تموينك تقريبا ومجاعتك اضطرتنى للاستغناء عن مكونات كثيرة فقط وجدت وفرة من الخضروات لذلك أعتقد انك تنتمى لفصيلة الأرانب ولست من البشر نظرا لطبيعة أكلك 
أرنب!! خالد يسري شخصيا تلك الجنية تشبهه بالأرنب مميزة لطيفة متوهجة ضعيفة وثائرة مزيج عجيب كيف يجتمع في أنثى واحدة 
نظر إليها مطولا كان يتفحصها بدهشة وكأنه يعيد اكتشافها من جديد الأكل اخر اهتماماتى هذه الأيام لكن هل تعلمين أنت مٹيرة للاهتمام هناك مثل شعبي ينطبق عليك تماما الشاطرة تغزل برجل حمار  
ابتسامتها تحولت لقهقهة علي الرغم من أنها لأول مرة تسمع ذلك المثل بحكم تربيتها الارستقراطية لكنها فهمته علي الفور كيف تستطيع الضحك في مثل تلك الظروف 
تفادت نظراته المتفحصة وتظاهرت بالانشغال في تقديم الطعام له قدمت طبق البيكاتا مع حساء فورية وجدتها في الخزانة وسلطة سيزر اعدتها ببراعة لأنها تقريبا لا تأكل غيرهاعلي العشاء يوميا ومرارا شاهدت عزيزه وهى تحضرها  
ولحسن حظها وجدت بعد البحث المضنى بعض شرائح الدجاج وبعض شرائح اللحم في طرف خفي من المجمد الضخم الذى يتسع لذبيحة كاملة وربما تعديا فترة الصلاحية لكن الجوع كافر 
راقبته باهتمام وهو يأكل بنهم حقيقي يثبت لها نظرية المجاعة لكن جسده القوى يخالف تلك النظرية تماما الخضروات لا تبنى مثل تلك العضلات ربما يأكل في الخارج أو يأكل الاسمنت لا اختيار ثالث 
التهم الطعام بشهية شديدة كان يبدوعليه الاستمتاع والرضا وهو يأكل أكبر فاتح للشهية أن تأكل مع شخص يتلذذ بما يأكله 
اجهزعلي طبقه بالكامل وطلب المزيد سلمت يداك في الواقع لم أتذوق الطعام لأكثر من اسبوع الآن كنت فاقد للشهية بالكامل واستعدتها اليوم أنت طباخة ماهرة  
بالطبع لن تخبره أنها لأول مره تطبخ في حياتها فهزت رأسها واكملت اكلها هى أيضا لم تأكل منذ أكثر من ست وثلاثين ساعة منذ 
سألها بفضول هل تدرسين 
اجابته وهى تتجنب النظر إليه الأكل الهاء جيدا يبعدها عن سحر عينيه همست نعم
ماذا تدرسين 
علم النفس
ردد في دهشة علم نفس  
نعم أنا طالبة في الفرقة الثالثة بكلية الاداب 
هى تبدو هشة للغاية لاختيار ذلك التخصص الصعب ولماذا اختارتى دراسة علم النفس 
اجابته بصدق دائما احببته واردت فهم أسباب اضطرابات السلوك لدى

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات