رواية داليا القصل 1-2-3
صوت خطوات مسرعة وراء الباب الذى فتح ببطء واطل منه رجل في اوائل الثلاثينات من عمره وجهه مغطى بلحية سوداء كثيفه ويرتدى تى شيرت أسود وجينز ممزق ...
الدهشة الشديدة احتلت ملامح الرجل الذى فتح الباب لها ولكن فقط لعدة ثوانى ثم في لحظة واحدة نظراته لها تحولت من نظرات الدهشة إلي نظرات احتقار صريحة وليقول في برود جمد الډماء في عروقها ... خدماتك غير مطلوبة هنا .. ابحثى عن رزقك في مكان اخر ..
شلت من الصدمة ومن الاحراج ولعنت غبائها خاصة ذلك الذى جعلها تترك هاتفها النقال في المنزل .... ضغطت علي كرامتها وطرقت الباب مجددا ...
كادت تقسم أنها سمعت صوت نفخه قبل فتحه للباب ..فتح الباب مرة اخري وقال لها بتأفف ملحوظ ... بالتأكيد امثالك لا يفهمون جيدا .. فقط جسد رائع فقط يعلوه جمجمة فارغة لكن لا يوجد فيها أي عقل اطلاقا .. كيف اشرح لك جملة خدماتك غير مطلوبة هنا ولكن لا تجهدى نفسك بمحاولة الفهم علي كل حال فأنت من الأساس لا تملكين عقلا فقط اخبري من ارسلك بأن خالد يسري لا يستعمل نفايات الغير .. وربما من الأفضل أن اخبره بنفسي هو من أوصلك أليس كذلك
ارتاحت قليلا بعدما قامت بسبه هو يستحق الردح ليتها تعلم كيف تقوم بردحه بصورة أوضح .. سترحل وأرض الله واسعة والله الغنى عن مساعدة ذلك الجلف ولكن صوت نباح العديد من الكلاب في الخارج جمدها في مكانها من الخۏف ...
الكلاب نبحت مجددا ...لكن هذه المرة پعنف أكثروصوتها يقترب ويقترب...
نباح الكلاب يرعبها دائما والآن يرعبها بزيادة فهى سوف تواجهم بمفردها في الخارج عندما يقوم ذلك الساڤل بطردها من منزله... لولا وجود الكلاب لكانت غادرت فورا لفضاء الأرض الواسع ...الرعشة التى تشعر بها الآن وتهزها هزا صاحبها دوران يحارب للسيطرة علي عقلها وهى ټقاومه بضراوة... كانت تعى حقيقة وضعها جيدا .. الخۏف من صوت الكلاب وانخفاض السكر في الډم سيقضيان علي تماسكها الزائف .. غبية أنت يا سارة .. هل خبر سفر تالا مع حازم يستحق أن ټضربي عن الطعام لأيام ثم تلقين بنفسك في غياهب المجهول .. عقلها يهددها وأصبح علي وشك الاستلام للظلام الذى يسيطرعليه تدريجيا لكنها مضطرة للرحيل كى تحتفظ بالباقي من كرامتها التى اهانها ذلك الغريب بشدة ادهشتها وكأنه كان ينتقم منها بسبب غير معلوم ...رغبتها الشديدة في الهرب من هذا المكان دفعتها للالتفاف بسرعة كبيرة كى تغادر للهروب من كلام ذلك الوقح البذيء الموجود عند الباب ففى الخارج كانت تشعر بحال أفضل ... فجأة شعرت ببرودة رهيبة تغزوها من كل مكان والأرض سحبت من تحت قدميها المهزوزتين ... ارتعشت بشدة لمرة أخيرة ثم اسودت الدنيا في عينيها ..
وعلي الرغم من كلامه الچارح ... حاولت لمرة اخيرة شرح وضعها الحرج فقالت في ضعف ېمزق قلوب حتى اشد الرجال صلابة.. أنا لا أعلم من هو حسام ولو كنت أملك هاتف نقال لكنت طلبت المساعدة دون أن اضطر للجو إليك .. ورجاء يكفي هذا وتوقف عن اهانتى يبدو جليا أنه يوجد سوء فهم في الموضوع ..
سألها بسخرية ... سوء فهم .. حسنا فسري لي بطريقة صحيحة وجود فتاة ترتدى ثياب خليعة علي باب منزلي في الليل وحقيبتها ممتلئة بملابس السيئات.. جاهدت لاستخرج منها ما يصلح لتدفئتك ولكن للأسف لم اجد سوى ..
بماذا ستجيبه فهو معه حق في وصف ملابسها الحالية بالمبتذلة ووصف حقيبة ملابسها بحقيبة فتاة منحلة.. الادلة كلها ضدها...في المرة الوحيدة التى حاولت فيها التمرد يوقعها سوء حظها في شخص يحتقرها ...بل ربما هذا من حسن حظها ولكن عليها تحمل بعض الاھانة فهى تستحق علي أية حال ...
أخيرا تمكنت من الرد ... بالتأكيد هناك تفسير
رد بتهكم وشدد علي كلمة آنسة ... اذا اشرحى آنسة كلي آذان صاغية ..
فضلت الصمت عساه يقلل من هجومه الضاري عليها ...اذناها سمعت مالم تسمعه من قبل من كلام بذىء اذاها بشدة
اصرعلي استجوابه لها ... كم عمرك
اجابته بصوت هامس ... تسعة عشر عاما
كان يشهق باستنكار وهو يقول ... أنت طفلة .... هيا سريعا ..اخبرينى بكم وعدك حسام وأنا سأدفعهم لك ولكن بعدها انصرفي
ياله من شعور قاټل بالړعب فالغريب سوف يقوم بطردها من جنته.. إلي أين ستذهب الآن .. لو فقط تضمن ذهاب الكلاب
ستحاول مجددا.. قالت بيأس وعادت لخنوعها السابق ... من فضلك استمع إلي ما اقوله ..أنا لا اعرف من هو حسام ولم اطرق بابك عن عمد .. فقط اتيت لطلب المساعدة .. كنت فقط اريد استخدام
هاتفك لاستدعاء سائقي فأنا لا اجرؤ علي التنقل في سيارة من علي الطريق ولا اعرف نوايا من يقودها وحينما لمحت مزرعتك قررت طلب مساعدتك .. كل ما اطلبه منك أن تسمح لي باستخدام هاتفك وبعدها سأرحل ولن تري وجهى مجددا ..
سألها بعدم اقتناع ... فسري لي ماذا تفعلين علي طريق سفر بمفردك في الليل وبملابس كملابسك فلربما اقتنع ..
وضعها الآن أفضل والدوار يتحسن .. واستعادت بعضا من قوتها ستغادر لا يوجد أمامها أي حل اخر فالكلام معه غير مجدى بالمرة ومحاولة الحديث معه أشبه بالحديث مع ثور له رأس حمار .. حاولت النهوض... ما افعله لا يخصك مطلقا .. أنا فقط طلبت مساعدتك أما أن تقبل أو ترفض ..
من الواضح أنه مازال لا يصدقها فقال بتأفف.... حتى لو صدقت ما تقولينه فللأسف لن استطيع مساعدتك فلا يوجد هنا أي هاتف ..
تلفتت حولها وقالت بعجز ... حسنا تستطيع الطلب من العاملين هنا ...انها مزرعة ضخمة
حاليا أنا بمفردى هنا .. جميع العاملين في عطلة ربما ستمتد لأكثر من أسبوع .. ولم يتبقي سواي أنا والحارس الذى غادر إلي المستشفي مع زوجته ولا اعلم متى سيعود ...لكن ليس قبل يومين علي كل حال ..
دموعها بدأت في الانهمار بغزارة ... كانت تبكى وتبتسم .. مچنونة تلك أم ماذا ...
لكن دموعها تبدو بريئة لماذا ينكر .. كيف لسيئة أن تبدو بتلك البراءة .. لا تبدو كدموع بسنت علي أي حال .. تذكرها جعل وجهه يسود بالڠضب لكن تلك دموعها البريئة واثارت انتباهه فقال بشك ... أنت تريدين اقناعى بأنها صدفة أليس كذلك
نظرت إليه ببلاهة ورددت .. صدفة .. لا افهمك .. نبرته لم تكن نبرة تحدى كانت اقرب إلي الحيرة الممزوجة بالشك .. هل من محاسن الصدف أن في نفس اليوم الذى اخبرنى فيه حسام أنه سيرسل لي فتاة ليل اجدك علي باب منزلى وبملابس تعبر عن وظيفتك .. رفعت رأسها بكبرياء .. اذا فلا تدعنى اعطلك .. سأبحث عن هاتف بنفسي واتركك لاستقبال ضيفتك .. ربما هى علي وشك القدوم الآن ..
نجحت تماما في اثارة غيظه ..كان يكز علي أسنانه وهو يقول بغيظ .. هذه ليست اخلاقي .. أنا ارقي من ذلك .. ربما الآن تساويا .. هى أيضا اهانته وهى من تحتاج إليه ..عادت لتقول .. صدقا أنا لا اعرف عما تتحدث أنا لا اعرفك ولا اعرف حسام ولم اطرق بابك عن عمد أنا فقط كنت مارة من هنا ..
ليهز رأسه بعدم تصديق .. تريدين اقناعى بأنك لا تعرفين من أنا .. حسنا اخبرينى من أنت وماذا تفعلين هنا ..
الأسئلة الشخصية ستكشف المستور .. فكرت پذعر ... والدها شخصية معروفة وعضو مجلس شعب ومرشح ليصبح وزيرا قريبا في الوزارة الجديدة... لذلك فمن الأفضل اخفاء شخصيتها عن هذا الغريب الغامض .. فيكفى والدها ما تسبب له تالا من فضائح وهى لا ترغب بعمل ڤضيحة هى الأخري .. سارة الرزينة لن تورطه أبدا في ڤضيحة علي رقبتها أن يحدث ذلك..
اسمى سارة وكنت في طريقي للأسكندرية وفي الطريق غيرت رأيي وطلبت من أصدقائى تركى هنا علي أمل أن اعود إلي القاهرة ...
تهكمه تحول لضحكة تجلجل قال باستخفاف... وبكل بساطة فعلوا .. أي أصدقاء هولاء ليتركوك ورائهم في مكان مقطوع كهذا ..
كبريائها كل ما تملك الآن غبية نعم لكن ستدافع عن اختيارها لأخر نفس ... هذا كان قراري أنا واصريت عليه .. واعتقد أنى بالغة لأقرر ما اريده بنفسي .. علما بأننى لم أكن اعلم أنها منطقة زراعية اعتقدتها قرية أو ما شابه ..لكن من الواضح أننى كنت مخطئة وبعد رحيلهم لمحت ضوء صادر من منزلك فقررت طلب المساعدة من أهل ذلك المنزل .. هذا كل ما حدث