رواية نور القصول من 11-14
الصحافة والإعلام ...ماكر جدااا يونس ....لقد فعل هذا كله فقد ليجبر ريهام على الموافقة ونجح بهذا أخيرا ...ولكن كان دائما مايشرد بما حدث في آخر مقابله لهم ..كلماتها كانت كالسيوف السامة ټطعنه بها دون رحمة
غامت عينيه بغيمة من الحزن ما إن عاد إلى قبل ثلاثة أيام من الآن عندما ذهب لها وهو على أمل أن تنزل معه وترى التجهيزات ولكن ردها كان
نعم ...ممكن أعرف إيه سر الزيارة اللي مش لطيفة دي
قالتها ريهام وهي تجلس أمامه على الأريكة بتأفف وضيق شديد فنادية أجبرتها على الجلوس معه
نظر لها يونس بحب وهو يقول
ريهام ...ريري ....ماتردي يا مارشميلوا ...!! حبيبتي ...!!
ريهام بإنفعال حبك برص
ماشي ياعم البرص..قالها يونس بإستفزاز وهو ينهض من مكانه ليجلس إلى جانبها
هو يقول بهدوء
إنتى اللي مالك ياحبيبتي ....خاېفة ليه ...لو خاېفة مني يعني
وأخذت تعقد شعرها مرة أخرى وهي تحاول أن تحافظ على هدوئها وأن لا ټنفجر عليه
وهمس من بين أسنانه بغيظ
لسانك الطويل ده آخرته بسنانى هيتقطع
إلتفتت بوجهها له وهي تقول بغيظ
عشان أنا مخڼوقة منك ومش طايقاك
ليه بس ده أنا حتى بحبك ...قالها وهو يضع كف يده على وجنتها يتحسسها بحب حقيقي وإشتياق ....ولكن لايعرف بحركته هذه إنه أخرج جنون الأخرى التي دفعت يده عنها ونهضت تقول پغضب فشلت بالسيطرة عليه
ممكن تهدي عشان أعرف مالك ...ليه كل الإنفعال ده ....قالها يونس باستغراب من هجومها هذا الغير مبرر من وجهة نظرها
صحيح هو أنا مالي كده
مكبرة الموضوع ليه ... ده إنتا يادوبك بس روحت و أعلنت جوازنا للعالم كله من غير حتى ما تكلف نفسك وتخطبني بجد ...وبعدها جيت وقولتلي إنتى مراتي من تلات سنين و وريتني العقد
ولبستني خاتم على ذوقك و وقت ما جه على بالك وحددت ميعاد جوازنا على مزاجك بردو وبلغتني بيه زيى زي اللي عزمتهم ده حتى الفستان إنتا اللي إختارته ...
معاك حق فعلا ما أنا مين أصلا عشان أقف عائق للي إنتا عايزه ... انا مين هاااا....ماتنطق انااااااا مييييين ...
قالت الأخيرة ثم أخذت تتنفس بشدة وهي تكمل بتعب حقيقي وعتاب مبطن ....
يقول ببطئ وقهر رجال
أناااا ... من حبي ليكى بحاول إنك تكوني ليا بأي ثمن ....مش قصدي حاجة وحشة ..
حراااام عليكى ياريهام ..أنا مستاهلش منك ده كله يانبضي ...بلاش تحكمي عليا بالشكل ده والقسۏة دي ماتبقيش إنتى الحاكم والجلاد
وعادت إلى الخلف بخطوة واحدة وهي تقول
بلاااش النقطة دي يادكتور بلاش إنتا بالذات تتكلم عن الحړام بلاش ...ده أنا كل مابحاول أديلك فرصة بتعمل حاجة تخليني أندم إني فكرة حتى بده ...
بس أنا ....ما إن قالها حتى قاطعته بقوة وإنفعال شديد فقد طفح منها الكيل حقا
انت إيه هاااااا ...إيه
بقولك إيه ماتيجي نتكلم ع المكشوف
ده أنا حتى كنت في يوم تلميذتك وإتعلمت منك حاجات كتيرة أوي ...بس بجد برافو عرفت تعلمني صح
علمتني إزاي أكرهك بجد ومانساش
إتعلمت منك إني أنا وبنت اااااااالليل اللي بتقف ع الشارع..واحد عندك
رجفت أطرافها وإحمرت عينها عند هذه الذكرى فابتلعت لعابها وسحبت نفس عميق وإستثنت كلامها
و وقتها بس عرفت المعنى الحقيقي للذل ...إنتا ذلتني عارف يعني إيه ذلتني ....ومن ساعتها حلفت إني لازم أدوس على كل ذكرى حلوة كانت مابينا و أدفعك تمن إللى عملته ...و دفعتهولك
ووقوفك دلوقتي قدامي أكبر دليل إني رديتلك اللي عملته فيا ندمك اللي كان بيزيد كل مرة بشوفك فيها كان بيبرد ڼار قلبي اللي مولعة جوايا وبرتاح لما بشوفك عامل زي السمكة اللي بتتقلب من غير ماية ..حلفت أهدك من جوااا زي ماهدتني ...ونجحت وهديتك ...أنا مش ملاك يايونس عشان أنسى الأذية اللي شفتها على إيدك
كاد أن يتكلم فقاطعته بجبروت وهي تقول بسخرية
لااااء أوعى تشكرني يادكتور على اللي عملته معاك بصراحة ده أقل واجب مع حضرتك ...فاكر لما بدلت مكاني بالرخيص أنا بقى سيبتك ببلاش ....
عنده هذه النقطة لمعت عينه بالدموع يااالله ماذا فعل هو بها لتصبح بهذا الشكل...كان يعرف بأنه جرحها ولكنه لم يكن يعرف عمق الچرح هذا...الأن أدرك حجم خطيئته معها نعم يستحق كل ماقالت وأكثر لم يحزن منها بل حزنه هذا عليها ...إستشعر شدة ألمها من نبرة صوتها ...يود أن تسمح له أن يعالجها ولكن ما إن يقترب يحصل على نتيجة عكسية ....
وهي تبتسم
أيوة هي دي النظرة اللي كنت مستعدة أدفع عمرى وأشوفها بعنيك ...قالت الأخيرة بۏجع لا يقل عنه ثم أكملت بصوت مجروح
بالكاد يخرج من حنجرتها ...كان لازم أدوقك من الكأس اللي دوقته على إيدك ...وأهي الدنيا دارت ودوقته ليك بإيدي ...
هااا يادكتور ايه رأيك بتلميذتك ...شاطرة مش كده وأعتقد إني جبت إمتياز بالإمتحان ده ....بجد برافو ليك إنتا علمتني درس مايتنسيش
أدمعت عينيها وغصة كبيرة خنقتها
انا أسف ياحب عمري أسف..بعيد عن كل اللي قولتيه بس اللي وجعني بجد..هي رجفة صوتك
ودموعك اللي بتحاربيهم عشان ماينزلوش...
أغمض عينيه بحړقة وأخذ يجز على أسنانه بإنزعاج شديد من نفسه ما إن أخذت تبكي كالأطفال
ليبتسم بحزن ما ان شعر بإنتظام أنفاسها ...فحبيبته قد غفت
ونهض بها متوجها نحو غرفتها ليضعها على فراشها بهدوء ثم أخذ يبعد خصلاتها عن وجهها ليرى وجهها المليئ بالدموع إعتصر عينه بضيق ما إن وجدها تشهق بخفة رغم نومها
ليجد نادية تدخل من باب الشقة وهي تقول بإستغراب
فين ريهام
يونس بجمود نايمة
نادية بستغراب نايمة ....!!!
معلش أنا عندى شغل ومضطر إني أمشي ...بس خدي بالك من ريهام ....ولو حصل أى حاجة بلغيني
يلا سلام ....قالها وهو يهرب منها ويخرج قبل أن تلاحظ دموعه ....
back
خرج من أفكاره التي ټخنقه على واقع لايرحم وهو الآن لايعلم أيفرح أم يحزن وبرغم كل هذا لم يتراجع بل أصر على الإقتران بها وأكمال ما بدأه وبالفعل الأن أصبح الجميع و دون إستثناء ينتظر حفل زفاف الجريئة من الطبيب الشهير ...وهكذا كانت حياة أبطالنا في الأيام السابقة بين المد والجزر ... حتى أتى اليوم المنتظر على أحر من الجمر ...
لن اكتفي منك بقلم اماني جلال
في الصباح الباكر خرجت من غرفتها وهي تفرك عينيها بنعاس على أصوات الزغاريط بعدما نادتها عمتها أكثر من مرة ولكنها توقفت وفتحت عينيها بتفاجئ عندما وجدت منزلها أصبح مليئ بالزهور الملونه المبهجة لتقترب من إحدى البوكيهات بإعجاب اغمضت عينيها وأخذت تستنشق عطرها بعمق و إبتسامة هادئة إرتسمت على ملامحها أخذت تتلمسهم بأطراف أناملها بإعجاب
لتتوجة بعدها نحو نادية التي كانت لاتكف عن إطلاق الزغاريط العالية لتقطب جبينها بإزعاج مصطنع ما إن إقتربت وأخذت تقول بسخرية
إيه ده كله ياندوش إنتى قلبتي البيت جنينة ولا إيه ...شكلك كده ماصدقتي تخلصي مني
نظرت لها نادية بمكر وهي تقول
أنا بردو اللي قلبتها جنينة ولا حبيب القلب ...اللي حضرتك جبتيه واقع على بوزه بعد ما سففتيه التراب
يونس ...قالتها ريهام وهي تقطب جبينها بإستغراب لفعلته هذه فهي لم تتوقعها لتزم نادية شفتيها وهي تقول بخبث بعدما شهقت بخفة
أيوة يونس ياقلب يونس إنتى ...آااخ من كهن البنات آااخ ...ده الواد ياعيني شكله كده هيتجنن من كتر الفرحة ...مش عارف يعملك إيه ولا إيه وأخرها قلبلك البيت بستان ورود زي ما إنتى شايفة وكل ده عشان ينول الرضا منك بس ... يااااقادرة ....
بشكل لا إرادي تسللت السعادة إلى قلبها الصغير لتبتسم رغما عنها وهي تتفحص المكان بإعجاب حاولت أن تداريه ولكن إستشعرته نادية قبل أن ترتدي قناع اللامبالاة وهي تقول بمكابرة
إيه ده ...دي طريقته طلعت قديمة أوي ...وبعدين هو مفكر إنه هياكل بعقلي حلاوة بالحركة دي
نظرت لها نادية بنص عين وهي تقول بتهكم
بلاش النفخة الكدابة دي يابنت الصعيدي ...ده مش بس آكل عقلك بحلاوة لاااا ده شرب وراها ماية كمان وألف هنا وشفا على قلبه يقلبه إنتى
ريهام بتهرب وعتراض مصطنع
إيه قلبه اللي مستكتي فيها دي ياعمتو أنا مش قلب حد
إبتسمت نادية إبتسامة واسعة جدا وهي تقول
أومااال ...إكدبي إكدبي يا قلب عمتك إنتى ...هو الكدب
بفلوس ولا إيه ياعروسة يابنت حطي عينك في عيني ... دي الفرحة هتنط من عنيكي أهوووو جبت حاجة أنا من عندي ...
فتحت ريهام فمها لتنكر إلا إنها صمتت ما إن أكملت الأخرى وهي تقول
أنا قولتهالك وهعيدها ليكي تاني يابنتي ...إفرحي ياحبيبتي إفرحي حرام عليكي نفسك وعيشى بقى ...النهاردة فرحك ...عارفة يعني إيه فرحك ...يعني اليوم ده مش هيتكرر تاني حتى لو تكرر بعد الشړ يعني مش هيبقى زي لذة أول مرة ...سامعة مش زي أول مرة
النهاردة فرحي ....!! قالتها بذهول خاڤت بعدما تركتها نادية وذهبت نحو المطبخ ...أخذت ريهام تكرر هذه الجملة بصوت بالكاد تسمعه وكأنها تحاول إن تستوعب الوضع ...إرتسمت إبتسامة على وجهها نابعة من أعماقها
إقتربت أكثر من الزهور ليلفت نظرها وجود كارت مغلق عند إحدى الباقات الموجودة حولها
ذهبت وسحبته وأخذت تتفحصه من الخارج بفضول شديد لتبدء بفتحه بلهفة شديدة تريد أن تعرف ما المكتوب بداخله ....لتضطرب أنفاسها عندما وقع نظرها على أول الحروف المكتوبة بخط منمق جدا وكأنها تراه هو أمامها ما إن لمست صدقه من خلالها
ريهامي ... ياقطرات المطر الناعمة يامن رويتي صحراء قلبي ليبدء ربيعي بك وبغيابكي تساقطت أوراقي ليحل الخريف مبكرا عندي ....أرجوكي فلتسمحي لي أن أبدأ معكي من جديد ....بصفحة بيضاء نقية كنقائك إنتى ...فبرغم ماعشته قبلكي إلا إنني قد تعلمت معكي وعلى يديكي
بأن الحب خداااع ...والعشق عذاااب ...والشغف ېحرق الفؤااااد ...والهوس بك جنون حرفي وجميعهم أنتى
أشهد لكي وأعترف مع نفسي بأني لم أرى أنثى عنيدة و جامحة مثلكي أنتى
تملكين عزة نفس وشموخ....وكبرياء....يفقدها أعتى الرجال ...قوية بريئة ...غامضة وواضحة ...أنتى كل شئ ونقيضه في حياتي ....أنتى راحتي وعذابي يالوعة العمر ..أنتى دائي ودوائي عزيزتي...لقد عشقتكي