رواية شيماء الفصول الاولي
أنا ابن ناس و عيلتي معروفة
قطع حديثه تلك الصڤعة المدوية و قست ملامحها فجأة تركله أسفل معدته لتحل يده عن ذراعها وتتحرك مبتعدة عنه تنظر إليه وهو يستقيم واقفا يعقد حاجبيه و قد برزت عروق وجهه وعنقه من فرط غضبه و اتجه إليها بخطوات صغيرة و عينيه تجوب ملامحها الثابتة و قد تعمدت رفع عنقها بشموخ و لامبالاة و كأنها تخبره أنها غير آسفة على تلك الإهانة المتعمدة منها وقف أمامها يقول بخشونة و صوت آمر
ابتسمت ببرود و همست بخفوت
يظهر إنك محتاج قلم تاني عشان تلم لسانك عن أهلي !
ثم عادت إلي الخلف تقول ساخرة
اللي كان بيتكلم عن الابتزاز من دقيقة واحدة دلوقت بيمارسه على بنت !!!
عقدت ذراعيها أسفل صدرها و تعمدت النظر إليه باشمئزاز و هي تكمل
سديم أنت هنا
استدارت تنظر إلى الباب ثم تنفست و أجابت بهدوء
آه تعالى ياسليم !
شعرت أنه انسحب من الغرفة من جهة الحديقة ودلف سليم يقول مبتسما بلطف
ابتسمت له سديم و هزت رأسها بالإيجاب قائلة
تمام يلا بينا أنا كدا كدا ملقتش الفون !
عقد حاجبيه و قال بدهشة
هو ضاع منك
رفعت كتفيها بلامبالاة وقالت
مش عارفة ممكن وقع في مكان أو حاجه مش مهم يلا أنا جاية معاك !
شكلك عاوز تقول حاجه !
ضحك بخفة و رفع يده اليسرى يعبث بخصلاته الخلفية قائلا بحرج
هو باين عليا أوي كدا ! ولا دي فراسة زيادة عندك وعارفة يعني إيه فراسة ولا إيه حكايتك بس !
ابتسمت و أجابت بعبث وتعمدت تجاهل نص السؤال
توترك فضحك بصراحة ! قول اللي عايزه عادي !
متزعليش من آسر هو أكيد عمل كدا من قلقه على بابا دي أول مرة يحصل كدا و من الضغط اتصرف بالشكل دا و بصراحة يعني آسر مبيتعاملش مع الچنس الآخر كتير حتى في الشغل بيخليني أنا أو يوسف نتعامل عشان كدا تحسيه دبش شوية .
رفعت حاجبها الأيسر و قالت متسائلة
شوية ! و الچنس الآخر !!
حمحم و قال مبتسما
دبش أوي بصراحة ! و آه هو مش معقد لأ هو بس شايف هو تعامله ناشف شوية عشان كدا بيتجنب التعاملات وكدا .
ضحكت و قالت بهدوء
أنا مزعلتش منه أصلا و شايفه إن ردي عليه نهى الحوار كله بس أنت مهتم أوي بصورة آسر عندي كدا ليه أنا مؤمنة إن كل واحد مسؤول عن تصرفاته سيبك منه و قولي انتوا بتفطروا ايه هنا عشان أنا جعانة و مكلتش حلو امبارح !
ابتسم لها ثم أشار لها بيده لمواصلة السير وهو يقول
لا دي تيتة أشرفت على الفطار بنفسها النهاردة هنبهرك متقلقيش !
وصلت إلى المائدة المستطيلة المجهزة بإسلوب لطيف مميز لكن عينيها بحثت عن شخص واحد ولم تحصل على مرادها لم يحضر الإفطار و استمعت إلى أحد المعاونين بالمنزل يقول أنه انصرف سريعا و أبلغهم هاتفيا أنه لن يحضر طعام الفطور الجماعي بسبب بعض أعماله و حين شعرت أنها المتسببه بذلك همست لحالها
يستاهل القلم مكنش لازم يتكلم عنهم بالشكل دا !
قطع حديثها الداخلي عاصم الذي قال فجأة
نورهان و أميرة راجعين النهاردة ياسديم بليل .
عقدت حاجبيها و سألت بدهشة
نورهان وأميرة مين
توترت نظراته قليلا وقال بتوجس
هو مش أنت بليل قولتيلي إنك عارفة عن آآ
قاطعته حين استوعبت أنه يقصد زوجته الأخرى وابنته و قالت بلطف
آآه سوري مكنتش أعرف الاسماء !
ظهرت معالم الارتياح على وجهه و قال بحماس
ولا يهمك ياحبيبتي كنت هقولك إيه رأيك اخدك جولة كدا في المجموعة والمصنع و ممكن نتغدا برا سوا لو تحبي !
ابتسمت له وقالت
تمام زي ماتحب !
تحدثت الجدة أخيرا وقالت بلطف
اقتراح حلو أوي ياعاصم و سديم محتاجة تعرف أكتر عن عيلتنا وبالمناسبة ياحبيبتي أنا قولت ليوسف أنه مسؤول عن اختيارك لعربيتك هيروح معاك المعرض اللي بتتعامل معاه تختاري اللي يعجبك !
أجابت بالرفض قائلة بتهذيب
لا بلاش موضوع العربية دا !
عقدت حاجبيها و قال رأفت
لو حابه نشوف حد يعلمك السواقة متتكسفيش ياحبيبتي !
اجابته بهدوء
لا لأ أنا بعرف اسوق أنا مش حابة بصراحة الفكرة يعني أنا كمان مش متعودة أوي على الشوارع دلوقت و لو محتاجة مكان مش ممكن اخد السواق و لا ايه
أجاب عاصم على الفور بترحيب
طبعا ياحبيبتي كل حاجه ملكي تحت أمرك !
ثم استقام قائلا
يلا ياشباب خلصوا فطاركم وحصلونا أنا هاخد حبيبتي و اسبقكم !
داخل مجموعة آل الجندي
غلطان من الأول ياآسر لما دخلت ڼصابين زي دول عيلتك ! أنت متخيل البنت دي هددتك بإيه دي شيطانة ! ازاي أصلا تسمحلها تضربك
قالها رائف صديق آسر المقرب بإنفعال واضح و هو يرمقه بنظرات غاضبة لوامة حين استمع إلى ما دار بينهما بالصباح ثم أنار عقله فجأة و قال پصدمة
وسيبتها مع عيلتك وجيت !!! واحدة بالدماغ دي تأمنلها إزاي كدا
طرق آسر بقوة فوق المكتب و صاح غاضبا
كنت عايزني اعمل ايييه يعني اقعد قصادها نضحك سوا بعد اللي هببته معايا ولا اخرج اقولهم معلش ياجماعة الڼصابة اللي جت امبارح دي كانت ترتيبي أنا و لا اخرج اقول لعمي عاصم أنا عملت كدا لما لقيتك كاتب نص ثروتك دا عايش حياته كلها بيتمنى يبص في عينها مرة واحدة أنت مشوفتش منظره من امبارح كأنه امتلك الدنيا كلها والنهاردة لما لقاها مش موجودة الصبح كان قلبه هيقف عايزني اسيب يضيع نفسه و فلوسه عشان