رواية شيماء الفصول الاولي
ومش مستنية الناس تتفرج عليك
عادت إليه مرة أخرى و ردت بابتسامة ماكرة
طيب هفرض معاك إني بجحة و المفروض أخد بالي في وقت أزمة زي دا و أسيب الناس تضيع و كدا أنت بقا كنت فين مش أنا ركبت معاك العربية و جيت لحد هنا بنفس المنظر !
ضيق عينيه پغضب و صمت لكنها أكملت غير مبالية
ولا أنت قولت محدش شافها بيبقا عادي لكن أول ما حد عينه فارغة يبص يبقا المشكلة مني لوحدي مش كدا !
مش كدا ياجماعة إحنا سايبين بابا تعبان ولازم نمشي دلوقت بيه الصبح طلع علينا !
ليهمس يوسف له
جبهة ابن عمك في ذمة الله دلوقت تلاقيه هينفجر !
و قاطع حديثهم أمجد الذي قال بإرهاق
مين دا اللي تعبان أنا تمام أوي و همشي مع سديم قصادكم و اسيبكم هنا لوحدكم !
ثم اتجه إليها يحيط كتفيها و يسير معها إلي الخارج قائلا بأسف
ابتسمت له و أجابت بهدوء
آه اكيد فهماك المهم إنك بخير حمدلله على سلامتك !
ربت فوق كتفها و أجاب
الله يسلمك !
ثم واصلا السير بصمت إلى السيارات ليقف آسر قائلا
تحب تركب معانا يا عمي ولا مع يوسف و سليم !
معانا دي اللي هما مين !
أجاب ساخرا هيكون مين يعني أكيد أنا وحضرتك !
هزت كتفيها و أجابت بهدوء
آهاا !
ثم نظرت إلى سليم مبتسمة بلطف و قالت
هو أنت مكسوف مني ياسليم يعني من لبسي أو شكلي !
رفع حاجبه بدهشة و أجاب بعفوية
لا طبعا !
ابتسمت له و أعادت السؤال على يوسف
نظر إلي سليم ثم قال مندهشا
اكيد لأ ياسديم ليه بتقولي كدا
أجابته بفتور
بقول كدا عشان مش هركب مع الكابتن ياهركب معاكم يا هتصرف وأروح لوحدي أنا مبمشيش مع حد بيتكسف مني !
رد آسر پغضب و أشار إلى حاله پصدمة
أنا قولت كدا !!!
أجابت بسخرية
أنت قولت الأسوأ من كدا و اتدخلت في حاجات متخصكش !
خلاص كفاية كدا ياولاد سديم هتركب معايا أنا و سليم و أنت ياآسر معاك يوسف و يلا بقا خلونا نروح الشمس طلعت !
و قد كان و عاد الجميع إلى المنزل بسلام إلا ذاك المارد المشتعل بنيران الڠضب من کاړثة متحركة وضعها بنفسه بين آل بيته !!!!!
الفصل الثالث خبايا !
دلف إلى منزله ينزع قميصه پغضب و ألقاه جانبا ثم اتجه إلى المرحاض و هو يفرغ محتويات بنطاله لكنه جز على أسنانه حين وجد ساعتها الذكية التي وضعتها ل أمجد زفر بملل و همس
أنهى جلسة استحمامه و ارتدى ملابسه يخرج إلى الحديقة ليجد عاصم قادما باتجاهه يركض قائلا بهلع
آسر مشوفتش سديم !!
عقد حاجبيه و أجاب بدهشة
هي مش في اوضتها !
أجاب پخوف
لا مش في الأوضة و عمال اتصل مش بترد !
عقد حاجبيه و اخرج هاتفه و كاد يعبث به لكنهما استمعا إلى ضحكاتها وهي تهبط الدرج الصغير داخل الحديقة بجانب يوسف الذي امسك يدها يشير إلى شيء داخلها و هو مبتسم اسرع عاصم تجاههم يحتضنها بقوة و هو يقول بعتاب
كنت فين ياسديم خضتيني !
اتسعت عينيها من فرط لهفته و قالت بدهشة
كنت مع سليم فوق عند مامته بنحكيلها اللي حصل و قعدت معايا شوية توريني الصور بتاعة العيلة و بعدها نزلت !
تدخل يوسف قائلا
وأنا قابلتها وأنا نازل ياعمو !
اخرجها عاصم من أحضانه و قال بأعين دامعة
افتكرتك مشيتي !
نظرت إليه بحزن و أجابت بلطف
همشي فين بس أنا حاجتى كلها جوا ياحبيبي متقلقش !
قاطعهم يوسف يقول بمداعبة
تمشي فين ياعمي دا حتى هي وعمى أمجد مع بعض للصبح و اتصاحبوا أوي على بعض استهدى بالله كدا و متبقاش عاطفي اومااال !
ابتسم عاصم وقال
وهو أمجد قاعد لحد الصبح ليه
صمتت سديم و رد الصامت الذي لم يفارقها بنظراته
تعب شوية بليل ودلوقت بقا أحسن متقلقش !
اتسعت عيني عاصم وقال
تعب إزاي و مقولتوش ليه في وقتها !!
رد يوسف بهدوء
متقلقش على العموم هو نازل دلوقت و بابا كمان لسه معرفش احنا محبناش نخضكم و كمان بنتك سديم قامت بالواجب بصراحة !
هز عاصم رأسه بالسلب و قال بقلق
لا أنا هطلع أشوفه بنفسي لسه هستنى ينزل !
لاحظ يوسف توتر الأجواء و نظرات أخيه الغاضبة ليقول بلطف
طيب إحنا نطلع كلنا بقا بالمرة !
أجابت سديم
أنا هشوف فوني فين و بعدها هحصلكم اطلعوا انتوا !
تركتهم و سارت إلى غرفتها و مشهد لهفة عاصم و خوفه من فقدانها يتكرر داخل عقلها دون توقف تشعر بالألم تجاهه و لأول مرة منذ أعوام تعود إليها تلك المشاعر بقوة كانت تظن أن ليلة ۏفاة والدها هي ذاتها ليلة ۏفاة مشاعرها بل هي كانت تواشي حالها أن قلبها ډفن بجانب والدها داخل مقبرته لكن هذا الرجل الخمسيني منذ أمس يثير شفقتها و تتألم كلما نظرت إليه !
اتجهت إلى الداخل و جلست فوق الأريكة تضع رأسها بين يديها و تتنفس بصوت مسموع و كأنها تحاول السيطرة على ازدحام أفكارها دون جدوى لكن توقف ضجيج عقلها فجأة حين دلف إليها و قال بنبرة ساخرة
براڤوا حقيقي عجبني الأداء جدا بعد ما تخلصي معايا لازم تشوفي مستقبلك في التمثيل !
ابتسمت و داخلها ېصرخ به أنها بالفعل تتعاطف مع ذلك الرجل و أن ذكرى والدها تلاحقها منذ رأت دموع عينيه لكنها أجابت بهدوء خارجي معاكس لتلك الحروب داخلها
آه أنا ابهرك جدا !
ثم عادت بجسدها إلي الخلف و وضعت ساق فوق الأخرى و قالت بسخرية
أما قصة التمثيل دي لأ محبهاش أصل أنا متعودة على تقدر تقول بيجري في دمي كدا حوار سهل و مش محتاج مجهود يجي واحد شاطر زيك كدا و يعمل ملاك و يأجر واحدة شريرة زيي عشان تمثل دور صغير و تمشي الشريرة بمقابل شغلها و يرجع الملاك اللي مبيعرفش يمثل خالص لعيلته و خلصت الحكاية !
أثارت غضبه للغاية و أشعلت الفتيل مرة أخرى فجذبها بقوة من ذراعها لتستقيم واقفة بمواجهته عاقدة حاجبيها تراقبه وهو يهدر پغضب
بت أنت اتعدلي معايا عايزة تساويني أنا بيك يانصابة !!
حلت عقدة حاجبيها وعاد الفتور يحتل ملامحها تراقب عروق وجهه و حديثه المليئ بالإزدراء
فوقي لنفسك واعرفي بتتعاملي وتتكلمي مع ميننن !