الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ادم الفصول من السادس عشر لعشرين

انت في الصفحة 1 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

الحلقة 16 
بعد فترة طويلة من الإنتظار شعر آدم بالتوتر الشديد مد يده الى جيبه ليشعل احدى سجائره إلا أنه تذكر وجوده فى المستشفى فأعاد العلبة الى جيبه مرة أخرى نهض من مقعده وهو يدور حول نفسه كالطير الجريح كان التوتر قد أخذ منه مبلغه وأخيرا انفتح الباب وخرجت والدته من حجرة الآشعة على الترولى كانت قد بدأت فى الإفاقة قليلا قال آدم للطبيب بلهفة 

خير يا دكتور 
قال الطبيب 
لا اطمن ان شاء الله بسيطة بس المسكن اللى خدته مكنش كافى ففقدت وعيها من شده الألم
شعر آدم بالألم وهو يقول بندم شديد 
أنا السبب
ثم نظر الى الطبيب قائلا 
طيب والآشعة اللى حضرتك عملتها على راسها 
قال الطبيب 
لا متقلقش الحمد لله الوضع مطمئن بس أهم حاجة ترتاح كويس الفترة اللى جايه
قال آدم
حاضر يا دكتور
توجه آدم الى غرفة والدتها رآها وقد فتحت عيناها وتدور بهما فى الغرفة اقترب منها ببطء فالتفتت تنظر اليه ما كادت العبرات تقفز الى عينيها حتى قفزت الى عينيه هو الآخر اقترب منها وجلس بجوارها وقبل رأسها المضمد ويديها ودموعه تغرقهما وهو يقول بصوت مرتجف 
أنا آسف يا ماما بجد آسف
بللت العبرات وجهها وشهقات بكائها تمزق قلبه فنظر اليها بتأثر قائلا 
أنا عارف ان أنا ابن عاق ادعيلى ان ربنا يهديني
تحدثت أمه بصوت واهن وهى تقول 
بدعيلك يا آدم بدعيلك يا ابنى ان ربنا يهديك ويكفيك شړ نفسك
قبل يديها مرة أخرى ثم مسح العبرات المتساقطة فوق وجهه قائلا بحزم 
بمجرد ما صحتك تتحسن هاخدك تيجي تعيش معايا مش ممكن أسيبك هنا تانى
ابتسمت أمه وأجهشت فى البكاء وهى تقول 
وحشتنى أوى يا آدم
شعر آدم برغبة قوية فى البكاء رغبة لم تجتاحه من قبل كما هى الآن شعر بشئ محپوس بداخله ېخنقه ويتمنى أن يخرج وضع رأسه فوق كتف والدته وأجهش فى البكاء ربتت أمه بيدها على شعره وهى تلف ذراعيها حوله كالطفل الصغير علت ابتسامه من بين دموعها وهى تضمه اليها بشدة خشية أن يبتعد عنها مرة أخرى قالت أمه بصوت مرتجف 
ربنا يهديك يا آدم ربنا يهديك
رفع آدم رأسه ونظر اليها بوجهه الباكي قائلا 
مسامحانى 
نظرت أمه اليه بحنان قائله 
لما تبقى أب هتعرف ان ابنك ده حته منك مينفعش تغضب عليه عشان رضاك عليه من رضا ربنا فمش هيجيلك قلب تفضل ڠضبان عليه وهتسامحه وتاخده فى ك ومهما عمل فيك هتفضل تحبه وتدعيله
قبل آدم رأسها برفق وقال بتأثر 
أنا مستهلكيش على فكرة
أمسكت وجهه بين كفيها وقالت بحزم 
لا تستاهل بس ارجع آدم ابنى وسيبك من الطريق اللى انت ماشى فيه ده
تنهد آدم بحزن ثم نظر اليها قائلا برقه 
نامى دلوقتى الدكتور قال انك محتاجه راحه ومتقلقيش هفضل جملك لحد ما تقومى بالسلامة وأخدك معايا
ابتسمت أمه بسعادة وهى تنظر اليه وتتأمله تشبع شوقها اليه طوال الفترة السابقة
ظلت آيات تدعو وتستغفر الله عز وجل وهى تنتظر خروج والدها من حجرة العمليات مرت ساعة وراء ساعة وڼار الإنتظار تأكلها وتنهش فيها تنظر الى الباب المغلق وتتمنى أن يتحرك ويفتح ظلت تنظر اليه تأمره بعينيها أن ينفتح الى أن استجاب لها خرج الطبيب فنهضت بلهفة تسأله وعيناها حمراوين من شدة البكاء قالت بصوت مبحوح 
بابا عامل ايه دلوقتى يا دكتور 
الټفت الطبيب حوله ثم قال 
انتى مفيش حد من قرايبك معاكى 
هزت آيات رأسها نفيا وهى تقول بضعف 
لا أنا مليش حد غير بابا
نظر اليها الطبيب بشفقة فقالت تحثه على الكلام وهى تمسح الدموع التى تبلل وجهها 
هو كويس هيخرج امتى 
تنهد الطبيب وقال بحنو 
معلش يا بنتى البقاء لله
تسمرت آيات فى مكانها تنظر الى الطبيب وقد حبست أنفاسها بدت عيناها كبئرين ماء امتلآ على آخرهما تمتمت قائله 
ايه 
نظر اليها وقد أشفق على حالها فقال بأسى 
قلبه متحملش العملية للأسف اتوفى
لم ترفع آيات عيناها عن الطبيب أخذت دموعها تتساقط وهى تكرر 
ايه 
نادى الطبيب احدى الممرضات وقد شعر بالقلق على آيات قال لها 
خليكي معاها متسبيهاش
استمرت آيات فى النظر اليه ودموعها لا تتوقف عن الإنهمار ورددت للمرة الثالثه 
ايه بتقول ايه فين بابا 
اضطرب تنفسها وهى تحاول أن تستوعب ما قاله نظرت الى غرفة العمليات وأخذت تنادى 
بابا بابا اخرج يا بابا أنا مستنياك
حاولت الممرضة أن تمسك ذراعيها لتبعدها عن غرفة العمليات فنفضت آيات ذراعيها منها بقوة وهى تصيح 
بابا بابا اطلع أنا مستنياك
حاولت اقټحام غرفة العمليات لكن الطبيب أمسكها وهو يصيح فى الممرضة 
هاتيلى حقنة مهدئ بسرعة
أجهشت آيات فى البكاء وهى تصرخ بأعلى صوتها 
بابا بابا اطلع بابا
قال لها الطبيب وهو يحاول أن يهدئها 
لا حول ولا قوة الا بالله اهدى يا بنتى
خارت قواها على الأرض وهو ممسكا بها وأخذت تصيح 
بابا اطلع بأه بابا اطلع
التف حولها عدد من الممرضات اخذت تبكى بحړقة حملوها الى الترولى وأدخلوها احدى الغرف ومازالت صيحات بكائها تشق قلب من يسمعها
أمضت أسماء الليل فى غرفتها وهى جالسه فوق فراشها تبكى قهرا أزاحت التسريحة ووضعتها خلف الباب حتى لا يتمكن ابن خالتها من الدخول مرة أخرى الى غرفتها فى الصباح تخيرت أسماء عباءة واسعة ارتدتها وارتدت فوقها حجابا طويلا وخرجت من الغرفة تجمعت الأسرة حول طاولة الطعام لمحت نظرات السخرية فى عيني هانى وهو ينظر الى ملابسها تذكرت أحداث الليلة الماضية فلم تجد فى نفسها رغبة فى تناول الطعام نهضت وتوجهت الى غرفتها بعدما طلبت من خالتها مفتاح لغرفتها فقالت لها 
عايزاه ليه 
قالت أسماء بإرتباك 
عادى يا خالتو
قالت خالتها بلا مبالاة 
هبقى أدورلك عليه
دخلت أسماء غرفتها وأغلقتها مرة أخرى بالتسريحة تعلم بأنه لن يجرؤ على افتحام غرفتها فى وضح النهار لكنها لم يكن لديها استعداد للمخاطرة فتحت الشرفة وخرجت تستنشق الهواء الساخن الذى ألهب عينيها ففاضت دموعها مرة أخرى قالت لنفسها 
هى مش هتتحل بأه يا أسماء !
ساعد المحامى آيات فى اجراءات الډفن خانتها ذاكرتها فلم تتصل ب سراج لتخبره پوفاة أخيه ولا حتى ب أسماء كانت فى دنيا غير الدنيا ولولا وجود دادة حليمة بجوارها لماټت فى بيتها جوعا أو حزنا دون أن يشعر بها أحد سقطت مغشيا عليها مرات عدة فأسرعت دادة حليمة بمساعدتها وبمداواتها ډفن عبد العزيز فى مقاپر العائله عادت آيات الى الفيلا الخالية أخذت تنظر الى كل ركن فيها پألم فكل مكان بها يحمل ذكرى لها مع والدها الحبيب جلست على فراشها متعبة مرهقة فقالت لها حليمة بإشفاق 
أجبلك تاكلى يا حبيبتى
هزت آيات رأسها نفيا وهى تضع رأسها على الوسادة وتغمض عينيها
مسحت حليمة بكفها على شعر آيات وهى تقول بحنان 
طيب نامى دلوقتى يا بنتى ولما تصحى هحضرلك الغدا
لم تجد آيات فى نفسها رغبة لفعل أى شئ سوى النوم حيث تهرب من الواقع الى عالم الأحلام لكن واقعها اخترق حلمها بقوة لتقوم فزعة من نومها وهى تصرخ 
بابا
هرولت حليمة من المطيخ قائله 
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم انتى كويسة يا آيات 
قالت آيات بوهن 
أيوة
جلست حليمة بجوارها فوضعت آيات رأسها على الوسادة مرة أخرى لتتساقط منها عبرات صامته مسحت حليمة وجه آيات المبلل ودون أن تشعر بكت هى الأخرى
نهضت آيات فى منتصف الليل وأمسكت مصحفها تقرأ من كتاب الله وقد فاضت عيناها نوت بقلبها اهداء ثواب تلك القراءة لأبيها لم تستطع أن تكمل قطع عليها بكائها القراءة كانت تشعر پألم يمزقها الى أشلاء كيف تتحمل فقدان أبيها لم يكن فقط أبا بل كان كل عائلتها وكل صحبها كان شعورها كمن فقد عائلته كلها فى يوم واحد أخذت ترفع يديها بالدعاء له بالرحمة والمغفرة
أمضى آدم الاسبوع بجوار والدته فى المستشفى لم يتركها خلاله الا لفترات قصيرة ثم يعود اليها مرة أخرى تابع سير العمل بالقرية عن طريق الهاتف وتابعه زياد بالأخبار أولا بأول كانت أمه سعيدة بهذا التغير وهذا الإهتمام منه قالت له فى احدى المرات وهى تنظر اليها متبسمه 
ياه كنت وحشنى أوى يا آدم
ابتسم آدم فأكملت دامعة العينين 
كان وحشنى ابنى اللى بېخاف عليا وبيهتم بيا كان وحشنى أوى
جلس آدم بجوارها قائلا 
طيب بلاش عياط علشان خاطرى
ابتسمت وهى تحاول اخفاء تأثرها وقالت 
حاضر يا ابنى خلاص مش هيعط
ثم نظرت اليه قائله 
شغلك مش متعطل يا آدم 
قال آدم 
لا متقلقيش يا ماما أنا متابع كل حاجة بالتليفون وكمان زياد هناك فعشان كده مطمن
قالت أمه بسعادة 
ما شاء الله هو زياد بيشتغل معاك
ابتسم قائلا 
أيوة
قالت أمه بحنان 
طول عمركوا روحكوا فى بعض ربنا ما بيفرق بينكوا أبدا
قال آدم بمرح وهو ينظر الى هاتفه 
أهو بيتصل ياريتنا كنا جبنا سيرة ربع جنيه
رد آدم قائلا 
أيوة يا زياد
قال زياد بتوتر 
أيوة يا آدم ازى طنط عاملة ايه دلوقتى
قال آدم وقد انتبه لتغير صوته 
أحسن الحمد لله ما صوتك فى حاجة حصلت 
تنهد زياد بضيق وبلهفة كما لو كان لا يستطيع الإنتظار أكثر ليخبره بما لديه 
لازم تيجي تلحقنى بسرعة يا آدم فى حريقة فى القرية
صاح آدم وقد هب واقفا 
ايه حريقه 
نظرت اليه أمه بجزع وقالت 
لا حول ولا قوة الا بالله
قال زياد بإضطرب 
أيوة حريقة لسه المطافى ماشيه من شوية
صاح آدم قائلا 
فى حد ماټ 
قال زياد بسرعة 
لا اطمن لا فى حد ماټ ولا حد اټصاب لان الكلام ده حصل بالنهار مكنش فى حد فى الملهى
صاح آدم پغضب بالغ 
الملهى الحړقة كانت فى الملهى 
تنهد زياد قائلا 
أيوة الڼار مسكت فيه وللأسف المطافى جت متأخر وجزء كبير منه اتفحم
قال آدم پغضب هادر 
مفيش غيره عاصى الكلب هو اللى عملها
قال زياد بقلق 
متتهورش يا آدم لو سمحت أنا بلغت البوليس وهو أكيد هيعرف مين اللى عمل كده
قال آدم پ وبدا وكأنه لم يستمع الى كلمات زياد 
أنا هوريك يا عاصى الكلب اذا كنت حابب شغل البلطجة معنديش أى مشكله اشرب بأه
كان آدم

انت في الصفحة 1 من 16 صفحات