الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ادم الفصول من السادس عشر لعشرين

انت في الصفحة 3 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

الا والدك لكنه رحل رغما عنه ورغما عنك أستستطيعين مواجهة تلك الحياة بمفردك ! قاطع دخول دادة حليمة شرود أفكارها ابتسمت لها حليمة بحنان قائله 
أجيبلك تتعشى يا بنتى
هزت آيات رأسها نفيا وقالت بأسى 
ومين له نفس للأكل يا دادة
نظرت الى القمر مرة أخرى وشردت فى حالها من جديد وهى تقول 
المفروض أسيب الفيلا بكرة ومش عارفه أروح فين
ثم التفتت الى حليمة قائله وهى ترمقها بنظرات حزينة 
هيعز عليا فراقك أوى يا دادة
ابتسمت حليمة بحنان فقالت آيات بصوت باكى 
بجد هتوحشيني أوى لو كنت عارفه انا راحيه لفين كنت خدت معايا بس أنا حتى مش عارفه هعيش ازاى
عانقتها حليمة وأخذت تمسح على شعرها بحنان أجهشت آيات فى البكاء علها تريح صدرها مما يقاسيه من أحزان قالت حليمة بطيبة 
بس أنا باه مش هسيبك يا آيات
نظرت اليها آيات قالئه وهى تمسح عبراتها 
مش هينفع يا دادة أخدك معايا . .أنا أصلا لسه معرفش هعيش فين
ابتسمت حليمة وحى تتأملها قائله 
هتعيشي معايا
نظرت اليها آيات بدهشة فأكملت حليمة 
بيتي القديم لسه موجود مبعتوش سبحان من خلانى ما أحتجش أبيعه وأهو الزمن لف ودار واحتجتله وكمان أن محوشه قرشين من مرتبى اللى كنت باخده من والدك الله يرحمه هتيجي تعيشي معايا ورزقى ورزقك على الله
اغرورقت عينا آيات بالعبرات وهى تنظر اليها لم تتمالك نفسها فأجهشت فى البكاء مرة أخرى وهى تقول بتأثر شديد 
بجد يا دادة مش عارفه أقولك ايه
قالت حليمة بأعين دامعة 
متقويش حاجة أبوكى كان راجل طيب زرع فى حياته الخير وانتى بتحصديه دلوقتى عمره ما عامل حد من اللى شغالين عنده بطريقة وحشة كان بيعامل الناس بطيبة وعمره ما قصر مع حد ولا عمره أذى حد ولما سألته فى مرة عن سر معاملته الحنينة للخدم وللناس اللى شغاله عنده قالى ان النبي صلى اله عليه وسلم قال إخوانكم خولكم أى خدمكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم كان راجل طيب ويعرف ربنا والناس كانت بتحبه ربنا يرحمه هو وأمك
ابتسمت آيات وهى تقول 
يارب يارب ارحمهم
ربتت حليمة على كفتها وقالت مبتسمة 
متشغليش بالك لينا رب وهو أرحم بينا من عباده
ثم قالت 
أما أروح أتمم على الحاجة اللى هناخدها
نظرت آيات الى السماء وقد لاحت ابتسام على وهى تقول بتأثر 
الحمد لله انت كريم اوى يارب
استيقظ آدم من نومه فوجد والدتها فى مطبخ الشاليه تعد الطعام فنظر لها قائلا 
صباح الخير يا ماما
نظرت اليه أمه قائله 
صباح النور يا آدم
قال آدم وهو يقترب منها 
ماما بتعملى ايه روحى ارتاحى وأنا خلاص اتفقت مع واحدة هتيجي تنضف وتطبخ
قالت أمه بحزم 
لا مليش أنا فى الحاجت دى أنا مبحبش واحدة غريبة تنضف بيتي ولا تحط ايديها فى أكلى
قال آدم 
يا ماما انتى تعبانه مينفعش الىل بتعمليه ده الدكتور قال ترتاحى
قالت أمه بعناد 
أنا الحمد لله بقيت كويسة أوى وأقدر أقف على رجلى وأعملى شغل البيت
قال آدم مستسلما 
طيب براحتك
ثم قال يحذرها 
بس لو تعبتى ارتاحى على طول اتفقنا
ابتسمت له قائله 
ربنا يخليك ليا يا ابنى ولا حيرمنى منك
أخذها فى ه قائلا 
ولا يحرمنى منك يا ماما
نظرت اليه والدته بعتاب قائله 
انت لسه مبتصليش
ارتبك آدم وشعر بالحرج فقالت بحزن 
ربنا يهديك يا آدم
نظر اليها آدم قائلا 
أيوة ادعيلى الدعوة دى انتى دعوتك مستجابة
قالت أمه 
بدعيلك يا حبيبى بس مش كفاية دعائي لوحده ربنا بيقول فى سورة الرعد إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم لازم تبدأ بتغيير نفسك بنفسك يا آدم
تنهد آدم قائلا 
ان شاء الله
ثم توجه الى باب المطبخ وقال 
هروح أغير عشان متأخرش على الشغل
قالت له أمه بإهتمام 
مش هتفطر
قال آدم بعبوس 
لا مليش نفس
ارتدى آدم ملابسه وخرج من الشاليه متوجها الى مكتبه كان العبوس بادى على ملامح وجهه كان يشعر بالضيق والحنق لا يدرى السبب لكنه غير مرتاح غير سعيد يشعر بان شئ بداخله مفقود شئ لم يستطع ان يملأه بملذاته ونزواته وسهراته وأمواله وقريته السياحية على الرغم من النجاح الذى حققه حتى الآن الا أنه لم يشعر بالفخر لهذا النجاح بل يشعر بالفشل ! زفر بضيق وهو يجلس الى مكتبه تحدث الى نفسه قائلا لماذا هذا الشعور البغيض ! لماذا لا تفرح يا آدم بإنجازاتك ونجاحك ! لماذا تشعر بأنك لم تنجز شيئا ولم تربح شيئا لماذا هذه المرارة التى تشعر بها داخل حلقك ما الذى ينقصك يا آدم ! عما تبحث لتكون سعيدا ! علم الإجابة لكنه لم يجرؤ على الإفصح بها لنفسه شعوره بالذنب ألجمه وقيده وجعله كالعاجز كالعطشان الذى يتمنى قطرة ماء وأمامه نهر من الماء العذب لكنه بدلا من أن يشرب منه توجه الى البحر المالح لكنه كلما حاول أن يروى ظمأه ازداد عطشا لا عطشه ارتوى ولا جسده ارتاح !
فى صباح اليوم التالى خرجت آيات من الفيلا مع حليمة وهى تتأمل الفيلا وتودعها بعينيها الممتلأه بالعبرات أسرع الحارس بحمل الحقائب فى السيارة الأجرة التى توقفت أمام باب الفيلا نظر الى آيات بأسى قائلا 
آنسة آيات مش محتاجه اى حاجة 
نظرت اليه آيات قائله 
شكرا
قال الحارس وهو متأثرا بما حل بها 
انتى زى أختى الصغيرة أنا عندى أخت فى سنك أنا هنا مش همشى الساكن الجديد الحمد لله هخلاني فى شغلى لو احتجتى أى حاجة أنا موجود هنا
نظرت اليه آيات وقد اغرورقت عيناها بالعبرات وهى تقول 
متشكرة أوى
تابعها بعيناه الحزينتين وهى تركب السيارة بجوار حليمة لتنطلق بهما الى سكنها الجديد 
فى أحد الأحياء الشعبية توقفت السيارة ساعد السائق فى انزال الحقائب وايصالها الى باب الشقة صعدت آيات البناية القديمة والدرجات المتهالكة وتأملت الجدران المزرية والتى تنبعث منها رائحة غريبة أسرعت حليمة بفتح الباب ثم توجهت الى الشباك ففتحته لينير البيت بنور الصباح تأملت آيات الشقة الصغيرة المكونة من غرفتين صغيرتين بكل منهما فراش وبصالة صغيرة بها صالون متهالك ومطبخ وحمام كان البيت الصغير فى حالة مزرية وقد غطى التراب الأثاث بالكامل قالت حليمة بتفائل 
متقلقيش هينضف ويبقى زى الفل
ابتسمت آيات بوهن والتفتت لتدخل الحقائب الى الداخل فساعدتها حليمة ثم قالت بمرح 
تحبي تختارى أنهى أوضة
نظرت آيات الى الغرفتين فكلاهما فى حالة رثة قالت بخفوت 
أى واحدة مش هتفرق
توجهت حليمة الى احدى الغرف وقالت وهى تفتح شباكها 
تعالى هنا دى شرحه عن التانية
بدأت حليمة بتنظيف غرفة آيات التى مدت يد المساعدة الى حليمة رغم اعتراضها كان العمل شاقا فأكوام التراب كانت تغطى كل شئ بعد أكثر من ساعة من العمل المتواصل فى الغرفة أصبحت صالحة للإستهلاك الآدمى ألقت آيات بجسدها المرهق على الفراش فلم تعتاد العمل فى البيت ولا تحمل مشاق التنظيف استسلمت الى النوم و حليمة تغلق باب غرفتها وهى تبتسم فى اشفاق
جلس آدم على الشط يتأمل البحر أمامه كان شاردا فلم يرى تلك الفتاة التى ترتدى البكيني والتى اقتربت من مكان جلوسه انتبه اليها عندما قالت 
حضرتك دكتور آدم مدير القرية مش كدة 
ابتسم آدم مجاملا وقال 
أيوة أنا
جلست الفتاة دون دعوة على المقعد المجاور له وهى تقول بمرح 
بجد القرية تحفة أول مرة أحس ان مصر فيها أماكن حلوة طول عمرى بقضى الأجازة بره بس لما شوفت اعلنا قريتكوا قولت أجرب وبجد انبهرت
ابتسم آدم قائلا 
الحمد لله ان قريتنا عجبتك
قالت الفتاة وهى تمديدها اليه 
أنا بسنت
أمسك يدها فى راحته قائلا 
تشرفنا يا آنسه بسنت
ضحكت قائله 
لا مبحبش آنسة وأستاذ والجو ده أنا بسنت وصحابي بيقولولى بوسى
ذكره الإسم ب بوسى تلك المراة التى أمضى معها ما يقرب من العام يعيش معها وفى بيتها ويصرف من مالها تلك المرأة التى عاش معها عيشة تغضب رب السماوات والأرض عقد حاجبيه بضيق وهو يتذكر أيامه ولياليه معها شعر بنفور شديد من نفسه تذكر آخر لقاء جمعه بها تذكر افسادها لزواجه من آيات آيات تلك الفتاة التى يأبى عقله أن ينساها لماذا يتذكرها دائما لماذا لا يستطيع نسيانها لماذا تقفز الى عقله بين الحين والآخر قال لنفسه افق يا آدم آيات ضاعت من بين يديك للأبد لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب قالت بسنت التى كانت تراقب تعبيرات وجهة 
انت شكلك مش معايا خالص
نظر اليها آدم وكأنه نسى وجودها ثم نهض قائلا 
بعد اذنك عندى شغل
ابتعد وهى ترمقه بنظراتها المغتاظه كانت الفتاة جميلة و متحررة وترمقه بنظرات الإعجاب ويعلم أنه اذا أراد علاقة معها فسيلقى ترحيبا منها لكنه لم يفعل سأل نفسه لماذا ! فأتاه الجواب من داخله سئمت الحړام !
استيقظت آيات على رائحة الطعام الشهى شعرت پألم حاد فى بطنها وهى تتذكر أنها لم تتناول شيئا منذ الأمس فتحت الباب لتجد البيت مقلوبا رأسا على عقب تلمست الطريق الى المطبخ لتجد حليمة واقفة تعد الطعام لتفتت تنظر اليها مبتسمه وقالت 
صباح الخير يا ست البنات ثوانى والأكل يكون جاهز
قالت آيات مبتمة بضعف 
قصدك مساء الخير يا دادة
ثم قالت 
هى الساعة كام 
قالت حليمة وهى تنظر الى هاتفها 
المغرب هيأذن
صاحت آيات قائله 
كده يا دادة تسيبيني نايمة أنا مصلتش الضهر ولا العصر
أسرعت آيات وتوجهت الى الحمام لتتوضأ جمعت الظهر والعصر وبمجرد أن انتهت سمعت آذان المغرب يتردد من المسجد القريب نادتها حليمة قائله 
يلا يا بنتى الأكل جهز
قالت آيات وهى تقف 
هصلى المغرب الأول يا دادة
ابتسمت حليمة وقالت 
طيب تعالى نصلى جماعة بدل ما كل واحدة تصلى لوحدها
ابتسمت آيات ووقفت بجوار حليمة التى أمتها فى الصلاة تناولت آيات طعامها بنهم شديد على الرغم من بساطته وتواضعه راقبتها حليمة بإشفاق والابتسامة على ثغرها أسرعت آيات بالرد على الهاتف قائله 
السلام عليكم ازيك يا سمر
قالت سمر بلهفة 
وعليكم السلام اخص عليكي يا آيات بأه ده كله يحصل وأنا معرفش
قالت آيات بخفوت 
حصل

انت في الصفحة 3 من 16 صفحات