الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ادم الفصول من 12-15

انت في الصفحة 7 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

أنا محتاجك معايا يا زياد
قال زياد بإستغراب 
محتاجنى معاك ازاى يعني 
قال آدم بجدية 
بص يا زياد انا محتاج معايا حد ثق فيه .. ومش هلاقى أحسن منك .. أنا عارف سراج و عاصى كويس جدا وعارف تفكيرهم .. زمانهم دلوقتى عرفوا انى مدير القرية الجديدة وانى اخترت المكان ده بالذات عشان أحاربهم.. وأكيد هيحاولوا يدمرونى بكل الطرق .. أنا محتاج معايا حد أثق فيه لان كل اللى شغالين هنا لسه جداد ولسه محطوطين تحت الاختبار .. عارف ان هيكون منهم جواسيس وناس هيقدر عاصى انه يرشيها عشان يوصلها .. عشان كده لازم يكون فى حد جمبي لو أنا مش موجود يكون هو عيني اللى بشوف بيها .. فاهمنى يا زياد 
قال زياد بعد تفكير 
طيب وشغلى يا آدم
قال آدم على الفور 
أصلا القرية اللى انت ماسكها دلوقتى قرية تعبانه لشركة صغيره .. يعني الفرصة اللى أنا بعرضها عليك أحسن مليون مرة من ادارتك للقرية التعبانه دى .. وكمان المرتب هيكون زى ما انت عايز .. ده غير ان شغلك هيكون معايا أنا يعني لا صاحب القرية يقرفك ولا يطلع عينك لانى أنا المسؤل الأول والأخير عن كل حاجة فى القرية لانى شريك فيها بمجهودى
صمت زياد يفكر في عرض آدم فحثه آدم قائلا 
مش هقبل رفض يا زياد .. بجد محتاجك جمبي .. وفعلا دى فرصة بالنسبة لك .. وانت عارف كويس ان الشركة اللى انت شغال معاها شوية وهتلاقيهم صفوا أعمالهم لأن الشركات الصغيرة اللى زى دى بتظهر بسرعة وتختفى بسرعة .. قولت ايه 
قال زياد مفكرا 
هى فعلا فرصة زى ما بتقول .. خاصة فعلا ان الشغل بأه زفت وانا فعلا متوقع انهم هيقفلوا الشركة قريب
قال آدم لهفه 
طب ايه 
قال زياد مبتمسما 
شكلى مش هعرف أخلص منك أبدا
ضحك آدم قائلا 
أهو هو ده الكلام .. بجد فرحتينى يا زياد
ثم قال 
بص بأه يا باشا تلم عزالك كده وتجيلى فى أقرب وقت .. فى بلاوى متلتله لازم تخلص قبل الإفتتاح .. قشطة يا معلم
ضحك زياد قائلا 
قشطة يا دكتور
ما كادت ساندى تعلم بأن افتتاح القرية السياحية الخاصة بشركة والدها سيكون خلال شهر حتى قالت لوالدها بلهفه 
بابا أنا عايزة أشتغل فى القرية السياحية الجديدة
قال والدها مستغربا 
بس احنا متفقين من زمان ان شغلك هيكون معايا فى الشركة يا ساندى
قالت بدلال 
بس أنا حابه أشتغل فى القرية يا بابا .. عشان خاطرى يا بابا واقف .. وبعدين أكيد هستفاد كتير جدا من خبرة دكتور آدم
فكر والدها قليلا ثم قال 
طيب يا ساندى زى ما تحبي
عانقته ساندى قائلا بمرح 
ميرسي يا بابا
ابتسمت فى سعادة وهى تشعر بالحماس واللهفة لى العمل فى القرية السياحية .. بجوار آدم
لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك
أخذ والد آيات يلبى نداء العمرة بصوت مسموع وهو جالس بجوارها فى الطائرة .. قرر والدها القيام بأداء العمرة قبل الذهاب الى رحلتهما .. أراد أن يدعو الله عز وجل لابنته بالشفاء فى هذه البقعة المباركة .. وظن أن فى ذهابها خير كثير لها .. ود لو أدى معها مناسك الحج لولا أن الحج فى أشهر معلومات كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج أشهر معلومات شوال و ذو القعدة و ذو الحجة ليس لأحد أن يحج فيما سواهن .. أخذ عبد العزيز يردد .. لبيك اللهم لبيك .. دون كلل أو ملل .. نظرت اليه آيات وهى تستمع اليه وتشعر بشعور غريب .. ودت لو استطاعت النطق لتلبى مثله .. فعلت بقلبها .. حطت الطائرة ونزلت منها فى المدينة وهى تنظر الى حولها برهبة .. توجها الى الفندق لوضع حاجياتهما .. ثم توجها الى القپر النبي صلى الله عليه وسلم لزيارته والسلام عليه ثم توجها الى مكة
أمرها والدها أن تقول بقلبها بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك .. فعلت مثلما قال والدها .. بمجرد دخولها المسجد الحړام شعرت بشعور لذيذ يغمرها وتنبهت كل حواسها .. نظرت حولها الى المعتمرين لتشعر پسكينة وصفاء .. كانت تنظر حولها بدهشة ورهبة واستمتاع .. شعور غريب لم تألفه من قبل .. كان والدها مستمر فى التلبية وهى كذلك .. حتى وصلا الى الكعبة فأمرها بقطع التلبية .. يالله نظرت آيات الى الكعبة لتشعر وكأن الزمن توقف بها .. وكأن العالم كله ما هو إلا هذه البقعة المباركة ولا شئ سواها
لا تعرف آيات من أين أتتها تلك العبرات .. ولا لماذا أتت .. لكنها وجدتها تتساقط فوق وجنتيها بغزارة .. لم يكن الحزن سبب بكاءها .. بل كان التأثر الشديد .. شعرت وكأنها أمام شئ عظيم .. شئ لا تستحق الوقوف أمامه ولا التواجد حوله .. شعرت بنفسها صغيرة للغاية .. ضعيفة للغاية .. مليئة بالذنوب والخطايا .. توجها الى الحجر الأسود .. فإضطبع عبد العزيز أى كشف عن كتفه الأيمن من حظهما كان الزحام قد خف نوعا ما .. فاستطاعا الاقتراب منه .. أمرها والدها بلمسه بيدها اليمنى وتقبيله
تذكرت آيات كلام والدها قبل صعودهما الى الطائرة .. أخبرها أن فى تقبيل الحجر الأسود اتباع سنة .. ليس المقصود بها التبرك أو غير ذلك .. بل المقصود هو فعل شئ فعله النبي صلى الله عليه وسلم .. تذكرت والدها حينما قال لها أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال حين قبل الحجر الأسود إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك .. وقال لها ايضا أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطا .. شعرت بقشعريرة تسرى فى جسدها وهى تتلمس الحجر الأسود بيدها لم تتمالك نفسها مرة أخرى ففاضت عيناها بالبكاء .. أمرها والدها قائلا 
قولى بسم الله والله أكبر عشان نبدأ الطواف
ففعلت آيات .. تذكرت كلام والدها أنهما سيطوفان 7 أشواط تبدأ من الحجر الأسود وتنتهى عنده .. وخلال ذلك تستطيع قراءة القرآن أو الدعاء أو الاستغفار ..
مسحت بيدها هى ووالدها على الركن اليمانى بدون تقبيل وسمعت عبد العزيز يقول 
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عڈاب الڼار
ففعلت مثله
طافت آيات وهى تستغفر الله عز وجل وتبكى بحړقة .. مازالت تجهل أسباب بكائها لكن كل ما حولها يجعلها تبكى .. شعرت وكأن البكاء يطهرها .. ويزيل ما في قلبها وروحها من آثام .. استشعرت بأن الله عز وجل يراها الآن .. تفعل ما أمر به .. وتستغفره .. فإزدادت حدة بكائها .. كان عبد العزيز قد سبقها فى أول ثلاث أشواط حيث الرمل أى الاسراع فى السير أما باقى الأربع أشواط فمشى مشيا عاديا استطاع أن يكون قريبا منها فيستمع الى بكائها .. نظر اليها فى حنان وأكمل دعائه واستغفاره وتضرعه الى الله عز وجل لشفاء ابنته وحفظها من كل سوء ..
بعدما انتهيا من الطواف قام عبد العزيز بتغطية كتفه الأيمن واتجها الى مقام ابراهيم .. هو الحجر الذي كان إبراهيم عليه السلام يقف عليه عند بناء الكعبة .. وفي هذا الحجر أثر قدمي إبراهيم عليه السلام
تذكرت كلام والدها أن عمر رضي الله عنه قال وافقت ربي في ثلاث فقلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى
ذكرها والدها قائلا 
آيات يا بنتى .. هتقرى فى الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة قل يا أيها الكافرون .. وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة قل هو الله أحد
أومأت برأسها ايجابا وبدأت فى الصلاة .. بعدما انتهيت من صلاتها أخذها والدها حيث ماء زمزم .. ذلك الماء المبارك الذى قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له 
شربه عبد العزيز بنية أن يقيه من عطش يوم القيامة ثم الټفت الى آيات قائلا 
اشربيه يا بنتى بنية ان ربنا يشفيكي
شربت آيات ذلك الماء المبارك وهى تدعو الله عز وجل أن يشفيها ويفرج كربها ويزيل همها وينير بصيرتها .. شعرت بألن للماء مذاق خاص فى فمها .. لم تشعر من قبل بان للماء طعما .. لكن هذه شعرت وهى تشرب من زمزم بأن له طعما مميزا تمنت أن يبقى فى فمها للأبد .. بعد ذلك عادا الى استيلام الحجر الأسود مرة أخرى بالتقبيل .. ثم توجها الى المسعى وعندما اقتربا من الصفا تلا عبد العزيز قول الله تعالى إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم وكذلك فعلت آيات ..
بعدما صعدا الى الصفا نظرا الى الكعبة واستقبلا القبلة وردد عبد العزيز ثلاث مرات ومعه آيات 
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده
بدأ هو و آيات فى السعى وقراءة القرآن والدعاء والاستغفار حتى وصلا الى المروة .. رددا ثلاث مرات مع النظر الى الكعبه 
الله أكبر الله أكبر الله أكبرلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده
ظلا يسعيان بين الصفا والمروة .. وبعدما أتما الشوط السابع عند المروة قام عبد العزيز بحلق جميع شعر رأسه .. وقص ل آيات مقدار عقلة الاصبع من شعرها .. بدل عبد العزيز ملابس الإحرام بملابسه العادية .. أما آيات فظلت فى الملابس الفضفاضة التى ارتدتها لأداء العمرة .. مكثا فى مكة بعض الوقت وحملا معهما الهدايا وماء زمزم .. وتوجها الى الكعبة وطافا بها طواف الوداع قبل أن يغادرا مكة .. شعرت آيات وهى تطوف طواف الوداع وكأنها تودع شخصا عزيزا .. شعرت بأنها

انت في الصفحة 7 من 15 صفحات