الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ادم الفصول من 12-15

انت في الصفحة 6 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

أومأت آيات برأسها فقالت سمر 
انتى بتحبي ربنا مش كده يا آيات
أومأت آيات برأسها مرة أخرى فقالت سمر بحماس 
أهو ربنا بأه اللى انتى بتحبيه ده أمرك بشروط معينه للحجاب .. ولو شرط واحد مش موجود فيه يبقى الحجاب مش صحيح عارفه ايه هى الشروط دى 
نظرت اليها آيات بحيرة ثم هزت رأسها نفيا .. فقالت سمر بهدوء 

انه يكون ساتر للجسم .. انه يكون واسع فضفاض مش موضح تفاصيل الجسم .. انه ميكنش زينة فى نفسه يعني ميكنش ملفت .. أنه ميكنش شفاف .. انه ميكنش معطر ببرفيوم أو بخور .. انه ميكنش شبه لبس الرجال .. انه ميكنش شبه لبس الكافرات .. انه ميكنش لباس شهره يعني عشان الناس تشاور عليكي وانتى لابساه .. فهمتى يا آيات 
أومأت آيات برأسها وهى تزن فى عقلها ما قالته سمر .. فقالت لها سمر بحنان 
والله يا آيات أنا صعبان عليا أوى أشوفك كده .. لانى حسه انك ممكن تكونى كويسة أوى أحسن منى كمان .. بجد والله مش بجاملك أنا فعلا ساعات بحس انك أحسن منى وممكن تكونى أحسن .. بس انتى خدى خطوة وهتلاقى بعدها ربنا ييسرلك كل حاجة
بدا على آيات التفكير فقالت سمر بحماس 
ايه رأيك يا آيات تيجي معايا المسجد اللى أنا بروح أحفظ فيه .. والله المحفظة كويسة أوى وهتحبيها تحسي انها أختك الكبيرة بجد كلامها جميل بتعد تتكلم معانا بعد ما تسمعلنا تقرألنا اللى هنحفظه .. ايه رأيك تيجي تجربى وان شاء الله الصحبة هتعجبك أوى .. ها ايه رأيك 
فكرت آيات قليلا ثم ابتسمت بوهن وهى تومئ برأسها .. فاتسعت ابتسامة سمر قائلا 
خلاص يبأه ان شاء الله معادنا زى النهاردة لانى لسه راجعه من عندها النهاردة .. احنا بنتقابل فى مسجد قريب من بيتي .. ان شاء الله هاجى أخدك .. ولو عايزه تسألى باباكى اسأليه وعرفيني هيقولك ايه .. وكمان لو عايزة أسماء تيجي معانا قوليلها واقنعيها بطريقتك انتى أقرب ل أسماء منى قولتى ايه ..
ابتسمت آيات فربتت سمر على يدها قائله بإبتسامه 
صدقيني هتبقى أحسن من دلوقتى مليون مرة .. بكرة تشوفى .. بس قولى يارب .. وخليكي معاه
دخلت والدة إيمان عليها الغرفة لتجد أشيائها مبعثرة وعلى الكتب بعض الأطباق الفارغة وعلى الأرض كوب فارغ فهتفت پحده 
ايه ده يا بت يا إيمان أوضتك مالها عامله زى الزريبة كده 
كانت إيمان جالسه فى منتصف فراشها تلعب فى هاتفها وفى يدها علبة باسكويت تأكل منها .. نظرت إليها إيمان ثم عادت تلعب فى هاتفها دون أن ترد فصاحت والدتها پغضب 
انتى يا بت مش بكلمك .. قومى يا معفنة نضفى أوضتك .. ريحتها تغم النفس
فتحت والدتها شباك الحجرة والتفتت اليها تقول فى ڠضب 
قومى يا بت فزى
نهضت إيمان متثاقله وهى تقول بضيق 
طيب حاضر هروقها
قالت والدتها متهكمة 
أكل ومرعه وقلة صنعة .. ما انتى لو بتتحركى وتهزى لحمك ده هتخسى بدل ما انتى عاملة زى البروته كده
صاحت إيمان پحده 
ماما خلاص مفيش داعى للكلام ده
قال والدتها بتهكم 
بأه ده منظر دكتوره .. ييجوا زمايلك فى المستشفى يشوفوا عفانتك عشان محدش فيهم يبص فى خلقتك تانى
خرجت إيمان من الغرفة توجهت الى الحمام وأغلقت الباب عليها لتهرب من كلام أمها اللاذع .. جلست على طرف البانيو وأخذت تبكى فى صمت .. طرقت والدتها الباب پعنف وقالت 
اخلصى عايزة أكمل غسيل
صاحت إيمان پحده 
طيب طيب
مسحت عبراتها وقامت لتغسل وجهها .. نظرت فى المرآة لترى وجهها المبلل وعينيها المنتفخة من السهر وكثرية البكاء وتلك الهالات التى ظهرت تحت عينيها فباتت واضحة على بشرتها ناصعة البياض .. شعرت بالتقزز وهى تنظر الى وجهها أبعدت عينيها سريعا حتى لا تستمر فى النظر الى وجهها الذى أشعرها كم هى قبيحه وغير مرغوبه
لم تعد أسماء تتحمل معاملة زوجة أبيها .. ولا انحياز أبيها لزوجته الجديدة .. لم تعد تتحمل العيش مع امرأة اختارها والدها لتحل محل أمها ولتكون الخڼجر الذى يطعن أمها فى أنوثتها وكرامتها .. وصلت الى ذروة تحملها فقالت لوالدها بوهن 
أنا عايزه أروح أعيش عند ماما يا بابا
لم يعترض والدها .. بل بدا وكأنه كان ينتظر طلبها .. ليخلو له البيت مع زوجته الجديدة .. حزمت أمتعتها فى أسى.. وهى تبكى ألما وقهرا .. رأت نظرات الفرح والتشفى فى عيني زوجة أبيها .. لم تؤلمها تلك النظرات بقدر ما ألمها غياب أبيها .. فلم يهتم حتى بوداعها أو بتوصيلها .. نزلت أسماء لتتوجه الى بيت جدها حيث تعيش أمها .. مع جدها ومع خالتها الأرملة وابنيها .. كان الوضع بالنسبة لها يشعرها بالضيق لوجود الشابين معها فى نفس البيت .. لكنها أرغمت على ذلك فقد قررت ألا تعود أبدا الى بيت أبيها .. كان البيت كبيرا مكونا من طابقين .. حرصت أسماء على عدم ازعاج أحد بعدما قالت لها والدتها بحزم 
أنا مش عايزة مشاكل فاهمة .. ملناش حته تانيه نروح فيها .. خليكى عاقله وراضى الكل يا اما هتلاقينى أنا وانتى اترمينا فى الشارع
امتثلت أسماء لأوامر أمها .. بل الأكثر أنها كانت تمضى معظم الوقت فى غرفتها لئلا يتضايق أحدا من وجودها .. كانت تعيش فى البيت بملابس البيت العادية وبشعرها المكشوف رغم وجود الشابيين فى البيت .. كانت تشعر بأنه لأمر شاق عليها أن تتحجب طيلة الوقت خاصة وأن أحد الشابيين فى الثانوية العامة وان لم يكن فى احدى دروسه فهو فى البيت قابع فيه دائما .. أما الشاب الآخر أنهى كليته ولا يعمل فيقضى معظم الليل فى الخارج ومعظم النهار فى البيت نائما .. لم يكن يضايقها سوى نظرات هذ الشاب التى لم تكن تريحها بأى حال من الأحوال .. لذلك كانت تحاول دائما أن تتحاشى رؤيته أو المكوث معه فى مكان واحد
هتف سراج فى دهشة ممزوجة بالحيرة 
ايه .. بتقول ايه يا عاصى 
قال عاصى پحده 
زى ما بقولك يا بابا .. الكلب اللى اسمه آدم هو اللى ماسك القرية الجديدة واللى مأجرها رجل أعمال شغال فى مجال السياحة بس أول مرة يأجر قرية فى العين السخنة
قال سراج وقد عقد ما بين حاجبيه فى ڠضب 
شكل اللى اسمه آدم ده مش ناوى يجيبها لبر
قال عاصى پغضب 
ده أنا أولع فيه هو وأهله .. وزى ما رميته فى السچن هرجع أرميه تانى اظاهر انه اشتاقله أوى ونفسه يرجلعه تانى
قال سراج بحزم 
متعملش أى حاجة من غير ما أعرف يا عاصى
ثم قال وهو شاردا 
استنى شوية لحد ما الأمور تتضح أكتر ونعرف هو ناوى على ايه بالظبط
قال عاصى متهكما 
هيكون ناوى على ايه يعني يا بابا .. أكيد عايز يفرد نفسه ويقول أنا أهو .. بس واللى خلقه ما هسيبه المرة دى الا لما أطلع روحه فى ايدى .. لانى حذرته انه يبعد عن طريقى لكن شكله غاوى مشاكل وبيعزها أد عنيه
قال سراج بجدية 
عايز اعرف دبة النملة فى القريه دى ..الناس اللى شغاله معاه مرتاباهم مين دراعه اليمين البروجرام الترفيهي اللى عمله للسياح حتى أنواع الأكل اللى فى المنيو .. عايز كل التفاصيل دى تكون عندى
قال عاصى بثقة وهو يرفع أحد حاجبيه 
متخفش أنا ابتديت فعلا أزرع ناس عنده فى القرية
ثم قال بغل 
أما نشوف أنا ولا انت يا سى آدم
دخل آدم غرفته وهو يشعر بإنهاك بالغ .. ألقى بنفسه فوق فراشه يريح ظهره المتعب .. طيلة الايام الماضية لم يذق غمضا ولا راحة .. كان يعمل بهمة ونشاط حتى شعر بالإنهاك .. أراد أن ينهى كل شئ فى أقرب وقت ليستطيع افتتاح القرية واعلان بدء الحړب .. ساعده انهماكه فى عمله على أن يتغلب ولو قليلا على اشتياقه ل آيات .. لكن عندما يعود الى غرفته فى المساء لا يملك سوى التفكير فيها .. شعر برغبة قوية فى مهاتفتها والإطمئنان عليها ومعرفة حالها وهل تحسنت واستطاعت الكلام مرة أخرى أم لا .. تنهد بقوة وهو يتذكر ما فعله بها وصډمتها حينما علمت بحقيقته فلم تتحمل مشاعرها الرقيقة الصادقة كل هذا الخداع والأكاذيب .. تذكر آخر مرة رآها يوم إمتحان مادته .. كيف كانت عبراتها تتساقط فوق وجنتيها ومشاعر الألم محفورة على وجهها .. لكم يريد الآن أن يتحدث معها ويخفف عنها .. لكم أراد أن يخبرها بأنه لم يكن لېؤذيها ولم يكن ينوى تركها .. أراد أن يخبرها بأن مشاعره تحركت تجاهها بالفعل .. وأنه تنماها بالفعل وأنه رغب بأن تصير زوجته بالفعل .. لكن ترى هل ستصدقه .. بالطبع لن تصدقه .. كيف تصدق من كڈب عليها وخدعها .. كيف تثق به مرة أخرى .. شطح بخياله بعيدا .. عندما يتمكن من هزيمة سراج وابنه .. ويحقق ما حلم به ويبنى نفسه مرة أخرى .. ترى أتقبل به ان عاد اليها .. لم يحتج الى تفكير طويل فالإجابه جاهزة .. بالطبع لا .. لم تهتم آيات لا بماله ولا بثرائه بل اهتمت بشخصه الذى صدمت فيه .. فلا فائدة اذن إن ملك الدنيا ووضعها تحت أقدامها .. مادامت نظرتها فيه قد تحطمت .. تذكر نفورها منه ونظرت عينيها الغاضبة المعاتبة .. أصابه ذلك بالإحباط الشديد .. وقال فى نفسه .. انسى يا آدم .. انسى .. لن تفكر فيك بعد الآن .. لن تحترمك بعد الآن .. لن تكون لك بعد الآن .. شعر بالغيرة تتسرب الى قلبه وهو يتذكر وقوفها مع أحمد الذى صړخ بأعلى صوته وسط الجامعة معلنا عن حبه لها وعن رغبته فى الزواج منها .. ترى أمازال يعرض عليها الزواج .. أستوافق آيات على الزواج منه .. أستصير فعلا زوجة لغيره .. امتلأ قلبه بالألم وأخذ نفسا عميقا عله يريح قلبه مما يعانيه .. تناول هاتفه واتصل ب زياد يتحدث معه قليلا ليصرف ذهنه عن التفكير في آيات .. فى وسط حواره قال 
آه صحيح كنت عايز أقولك حاجة مهمة
قال زياد 
خير يا آدم 
قال آدم بحزم

انت في الصفحة 6 من 15 صفحات