رواية آدم الفصول من 4-7
جذبت الطبق من يدها قائله
وبعدين كده كتير أوى .. حرام عليكي نفسك
قالت إيمان بحدة وهى تستعيد طبقها مرة أخرى
يا ستى انتى مالك ومالى .. أنا جعانه .. ايه أموت من الجوع يعني
قالت سمر بحزم
ده مش جوع يا إيمان ده هروب .. بتهربي من مشاكلك بالأكل .. بتهربي من خنقتك بالأكل
قالت إيمان بتحكم
كنت فاكراكى دكتورة أطفال مكنتش أعرف انك دكتورة نفسيه
مش لازم أكون دكتورة نفسية عشان أقدر أفهم صحبتى .. أقرب صاحبة ليا
تنهدت إيمان وأطرقت صامته .. قالت سمر
انتى ليه بتعمل فى نفسك كده .. مش اتفقنا هتعملى رجيم وقولتيلى الاسبوع اللى فات انك هتبتدى فيه
هتفت إيمان پحده
وأعمل رجيم ليه .. عشان مين .. عشان أعجب راجل وييوافق انه يتجوزنى .. لا مش عايزة أنا عجبنى نفسي كده
لا مش عشان تعجبى راجل .. وأعتقد ان المفروض ان انتى واحدة ملتزمة وعارفه كويس انك ميتفعش تجذبي راجل ليكي لا بشكلك ولا بجسمك .. انتى هتعملى رجيم عشانك انتى عشان إيمان
قالت إيمان بعناد
سمر اقفلى على الموضوع .. أنا مش عايزة أعمل رجيم .. أنا كده مبسوطة بنفسي .. ومبسوطة أوى كمان
صاحت سمر بحنق
قالت إيمان لتغير الموضوع
أخبار شغلك فى المستشفى ايه
قالت سمر
كويس
قالت إيمان
مفيش جديد
تذكرت سمر .. المرأة التى كانت تريدها لأخوها .. تنهدت وقالت حزن
لا مفيش جديد
دخلت آيات المدرج متأنقة كعادتها .. لكن هذه المرة قلبها يخفق من السعادة .. اليوم سترى آدم .. ليس فى المحاضرة فحسب بل فى بيتها .. اليوم سيأتى آدم ليتقدم لها رسميا .. كانت عيناها تلمعان وابتسامتها لا تفارق وجهها .. رأته وهو يدخل من الباب .. ودت لو قامت وصړخت وسط الطلاب .. هذا الرجل فارسى .. هذا الرجل حبيبى .. هذا الرجل خطيبي .. هو لى وحدى .. وأنا له وحده .. صعد المنصة وحياهم ثم أدار عينيه حتى وصل اليها .. وجدها مبتسمة تنظر له بلهفه .. رأى على وجهها علامات الموافقة .. فعلم أن زيارة اليوم نتيجتها محسومة .. قال بصوته الرخيم
ابتسمت آيات فى سعادة وهى تنظر حولها وتتأمل ملامح الصدمة على وجوه الطلاب .. أما هى فظلت محتفظة بإبتسامتها .. فحبيبها خصها وحدها بمعرفة أمر هذا الإمتحان المفاجئ .. ألقى عليها آدم نظرة فتلاقت عيناهما .. واتسعت ابتسامتها وهى تمسك بقلمها وتستعد لكتابة الأسئلة
ايه الشياكة دى كلها .. اللى يشوف كده يقول عريس
ابتسم آدم قائلا
ومن امتى يعني مبهتمش بلبسي
قالت بوسي بقلق
بس النهاردة حسه انك مهتم زيادة عن اللزوم .. خير ان شاء الله
قال آدم بلامبالاة وهى يعيد ربط ربطة عنقه
اقتربت منه بوسي وحاولت عناقه من الخلف فابتعد عنها فورا وقال
بوسي البدلة مكوية .. وكمان البرفيوم بتاعك مش عايزه ييجى عليها
قالت بوسي بضيق
طيب هتتأخر
قال آدم بلامبالاة وهو يتوجه الى الخارج
احتمال أبات عند ماما النهاردة
قالت بوسي بحنق شديد
وليه متبتش هنا
قال آدم بنفاذ صبر
ماما لوحدها
قالت بوسي بحزن
بس يا آدم أنا مبحبش أبات لوحدى وانت عارف كده
قال آدم وهو يقبل وجنتيها
حاضر هحاول أبات معاكى النهاردة .. سلام
خرج وأغلق الباب خلفه .. توجهت بوسي الى الشرفة تشاهده وهو متوجه الى السيارة ثم تنهدت فى حسرة وعلامات الحزن على وجهها
وقفت آيات أمام المرأة تتمم على فستانها ومكياجها ولفة حجابها .. قالت دادة حليمة بسعادة
بسم الله الله أكبر .. زى القمر يا آيات
الټفت اليها آيات قائله بلهفه
بجد يا دادة شكلى حلو
هتفت حليمة بحنان
حلو بس ده انتى زى القمر يا بنتى
ابتسمت آيات بسعادة ثم قفزت من مكانها عندما سمعت صوت سياره تتوقف تحت نافذتها .. أسرعت بفتح الشرفة ثم قالت بلهفه
جه يا دادة جه
تقدمت حليمة لتنظر من الشرفة ثم صاحت فى سعادة
بسم الله ما شاء الله .. عريسك حلو أوى يا آيات وباين عليه راجل ملو هدومه .. ربنا يسعدك يا حبيبتى ويوفقك يارب
قالت آيات بسعادة ولهفه
دادة حلو الميك آب ولفة الطرحة كدة ولا أعدل فيهم حاجه
قالت حليمة بحنان
يا حبيبتى انتى زى القمر من غير حاجة
قالت مبتسمه
نفسيى النهاردة يشوفنى أحلى واحدة فى الدنيا
عانقتها حليمة قائله
ربنا يسعدك يارب ويتمملك بخير
دخلت أسماء الغرفة مسرعة وهى تقول
جه يا آيات انتى فين
خرجت آيات من الشرفة وهى تقول
آه شوفته يا أسماء انتى اللى كنتى فين
قالت أسماء بمرح
كنت فى المطبخ ما انتى مجوعانى من الصبح
قالت آيات ضاحكة
المقابلة تعدى على خير وأنا أخدك ونروح أرقى وأحسن مطعم فيكي يا كايرو وأعزمك عزومة محصلتش
ضحكت أسماء قائله
ماشى خليكي شاهده يا دادة .. عشان مترجعش فى كلامها بعد كده
فى الأسفل دخل آدم بعدما أدخلته الخادمة وجلس فى انتظار والد آيات .. نظر حوله يتأمل الفيلا الراقية بمفروشاتها الثمينة وعيناه تشعان كرها وحقدا وتساءل فى نفسه بسخرية
يا ترى فلوسك حرام زى أخوك يا عبد العزيز بيه ! ..
لحظات وحضر والد آيات يرحب به قائلا
اهلا وسهلا يا دكتور
قام آدم وسلم عليه قائلا
أهلا بيك يا فندم
قال له عبد العزيز وهو يجلس فى المقعد المقابل له
اتفضل يا دكتور .. تشرب ايه
قال آدم
قهوة مظبوط ياريت
طلب عبد العزيز من الخادمة احضار ما أراد .. ثم نظر اليه قائلا
برده لسه مفتكرتش اتقابلنا فيه
ابتسم آدم قائلا
بصراحة لأ .. بس فعلا عندى نفس احساس حضرتك .. اننا اتقابلنا قبل كده
ابتسم عبد العزيز وهو يقول بمرح
خلصا اللى يفتكر الأول يفكر التانى
.. ظلا يتحدثان لنصف ساعة .. اخبره خلالها آدم بأنه وحيد أمه و أبوه .. وبأن والده متوفى منذ أعوام .. ووالدته على سفر حاليا لأحد أقاربهم فى محافظة أخرى .. وأن لديه شقة مفروشة حديثا فى أحد الأحياء الراقية .. أخبره عن مشواره العلمى وعن كفاحه ونضاله ليصل الى ما هو عليه .. أعجب عبد العزيز بما سمع منه .. لم يكن كل ما قاله آدم كڈبا .. كان الجزء المتعلق بكفاحه وبمعاناته حتى حصل على الدكتوراة صدقا .. تجبر أى أب على أن يشعر تجاهه بالفخر والإحترام .. أمر عبد العزيز الخادمة لتطلب من آيات النزول .. شعرت وكأن قدماها ترفضان حملها .. ابتسمت تلقائيا عندما وقع نظرها عليه اختفت حمرة الخجل خلف الباودر الذى تضعه على وجهها .. قام ومد يده قائلا
أهلا بيك يا آنسة آيات
مدت يدها قائله بصوت منخفض والإبتسامه تزين وجهها
أهلا بيك يا دكتور
أفاق من شروده على صوت عبد العزيز وهو يقول
منور يا دكتور
ابتسم آدم قائلا
ده نور حضرتك يا فندم
قام عبد العزيز وقال
أسيبكوا تتكلموا مع بعض .. بعد اذنكوا
نظر آدم الى آيات المبتسمه ثم رسم على شفتيه ابتسامه قائلا
عملتى ايه فى امتحان النهاردة
ضحكت قائله
الإمتحان المفاجئ
ضحك قائلا
أيوة بالظبط كده
ابتسمت وهى تقول
حليت الأسئلة كلها .. حضرتك طبعا لسه مصححتش الورق
ابتسم آدم وهو يخرج ورقة من جيبه قائلا
صححت ورقتك
نظرت الى الورقة التى فى يده ثم نظرت اليه لتقابل عيناه التى ترسل آشعة اختراق قوية فاڼهارت حصونها أمام نظراته وابتسم قائلا
فول مارك
ابتسمت وهى تقول بمرح
قولتلك .. لو عملت امتحان مفاجئ هتلاقيني جاهزة
قال بخبث وهو يعيد الورقة لجيبه
شكلك بتحبي ادارة الأعمال أوى
صمتت .. ودت لو قالت له بل أحبك أنت .. قالت له آيات بإهتمام
ممكن أسأل حضرتك سؤال
اتفضلى طبعا
قالت آياتوهى تنظر اليه مبتسمه
ليه اتقدمتلى .. اشمعنى أنا
صمت آدم قليلا ثم قال
تفتكرى ليه
قالت
أنا اللى بسأل
أخذ رشفة من العصير الموضوع أمامه ثم قال
بكرة تعرفى
نظرت اليه .. تحاول أن تعرف فيما يفكر .. ماذا يشعر .. ابتسم لها تلك الإبتسامه الساحرة الذى تذيب الجليد .. فخفق قلبها .. واتسعت ابتسامتها وهى تقول فى نفسها
بحبك .. بحبك يا آدم
بعد يومين .. كانت آيات جالسه فى شرفة غرفتها تتأمل القمر الذى اكتمل وصار بدرا .. تأملت ضوئه الفضى وهو يخترق ظلام السماء .. شعرت بأنه كقلبها .. يشع ضوءا وفرحا .. ويبث فى جسدها شعورا لذيذا .. تذكرت حلمها .. الزرع .. الخضرة .. وفارسها على جواده الأصيل .. مقبل نحوها .. والشمس تزين الأفق .. يقف أمامها ويمد يده .. فتبتسم وتصعد خلفه .. أفاقت من أحلامها على صوت طرقات الباب .. وقفت وفتحت الباب وابتسمت قائله
بابا .. انت لسه صاحى
ابتسم وهو يدخل قائلا
أيوة حبيبتى .. وشوفتك وأنا فى الجنينة قولت آجى عشان أتكلم معاكى شوية
قالت له
اتفضل يا بابا
وقفا متجاورين فى الشرفة .. استنشق عبد العزيز عبير المساء .. ثم الټفت الى ابنته يمسح بيده على شعرها وينظر لها فى حنان .. ابتسمت آيات واقتربت منه تلقى برأسها على صدره .. قبل شعرها قائلا
صعب عليا أوى فراقك .. بس كان لازم ييجى اليوم ده .. عارف لو يرضى .. كنت خليتكوا تعيشوا انتوا الاتنين معايا هنا فى الفيلا
ابتسمت آيات وقد رفعت رأسها لتنزر اليه فأكمل قائلا
قوليلى الأولى .. ايه ردك .. المفروض أبقى عارف ردك عشان لما يتصل بيا بكرة
نظرت آيات الى يديها بخجل وهى تعبث بهما بتوتر .. فقال والدها ضاحكا
أفهم يعني ان السكوت علامة الرضا
ضحكت قائله
يعني
قبل رأسها قائلا وقد اغرورقت عيناه بالعبرات
مبروك يا حبيبتى .. مبورك
نظرت اليه وقد اغرورقت عيناها بالعبرات هى الأخرى وقالت
ليه بأه كده يا بابا