الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ادم الفصل 1-2-3

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

يخرج سېجاره ليشعله .. اقترب منه النادل قائلا بأدب 
ممنوع الټدخين يا فندم
نظر اليه آدم پحده ثم أطفها تحت أقدامه بعصبيه .. قال زياد وهو يرمقه بنظراته 
مردتش .. أخبارك ايه 
قال آدم ببرود 
زى ما أنا مفيش جديد
قال زياد 
وازى صحبتك 
قال آدم بإستغراب 
صحبتى مين 
قال زياد محاولا التذكر 
مش فاكر اسمها .. اللى كانت معاك فى آخر مرة نزلت فيها القاهرة .. كنتوا اتعرفتوا فى الديسكو باين
قال آدم بلا مبالاة 
لا سيبتها
قالت زياد بحماس 
أحسن .. أصلا مكنتش مظبوطة
قال آدم بسخريه 
وهو فى بنت مظبوطه .. كلهم تييييييييييييت
ثم قال بمرارة 
خاصة الى بيتولدوا وفى بقهم معلقة دهب
هم بأن يشغل سېجاره أخرى لولا أن تذكر بان ذلك ممنوع فزفر بضيق .. بدا واجما شاردا .. نظر اليه زياد ثم قال 
آدم أنا عارف انك اتظلمت أوى .. بس مش معنى كده انك تظلم
الټفت اليه آدم پحده قائلا 
يا ابنى احنا عايشين فى غابة .. الناس فيها عامله زى الكلاب المسعورة كل اللى بتقدر عليه لازم تاخده حتى لو من بق غيرها .. واللى يفوز هو اللى يقدر ياخد نصيب أكبر من التانى
نظر زياد الى آدم بنظرات مشفقة وهو يقول 
مش كل الناس وحشة .. عندك أنا أهو .. أنا وحش يا آدم 
قال آدم پحده 
انت متولدتش وفى بقك معلقة دهب يا زياد .. انت تعبت وشقيت واتمرمطت وطفحت الډم عشان توصل للى انت فيه دلوقتى .. وعشان كده انت لسه أبيض من جواك
قال زياد بثقه 
وانت كمان زيي يا آدم احنا الاتنين زى بعض وعشنا فى نفس الظروف ونفس المستوى وكافحنا سوا وتعبنا سوا .. يعني انت كمان من جواك أبيض
قال آدم بتهكم 
لا معدش يا صاحبى .. انا بقيت اسود .. وأسود من السواد كمان
لم يرد زياد أن يضغط على آدم فى الحديث أكثر .. فقال يحاول تغيير الجو 
متاخدنيش فى دوكه قولى ناوى تفسحنى فين
ابتسم آدم قائلا 
انت تأمر يا زياد .. شوف حابب تروح فين وأنا أوديك
قال زياد مازحا 
اعتبرنى سايح وفسحنى
قال آدم ضاحكا 
ماشى يا سايح .. نتغدى وبعدين هعملك بروجرام هيعجبك
ابتسمت زياد لصديقه وربت على كتفه شاكرا
عادت آيات من الخارج لتجد سيارة والدها فى الجراج فقد أتى مبكرا على غير العادة .. ركنت سيارتها بجوار سيارته ثم أخرجت من حقيبتها مناديل لإزالة المكياج وشرعت فى ازالة الأصباغ الصناعية التى تزين وجهها .. فبدت أكثر براءه .. خرجت من سيارتها وتوجهت الى داخل الفيلا .. رأت والدها وهو خارج من مكتبه فابتسمت له واقبلت عليه تعانقه وتقبل وجنته قائلا 
ازيك يا بابا .. جيت بدرى النهاردة يعني
ابتسم والدها قائلا 
تعبت شوية فقولت أريح
قال آيات بقلق وهى ترمقه بنظرات متفحصه 
تعبان مالك يا بابا .. حاسس بإيه 
قال عبد العزيز وهو يبتسم ويربط على ذراعها 
متقلقيش يا حبيبتى شوية ارهاق وهيروحوا لما أرتاح
قالت آيات وهى تنظر اليه بإهتمام 
بابا متتعبش نفسك فى الشغل عندك الشركة مليانه موظفين . .لو سمحت يا بابا صحتك اهم عندى من أى حاجة فى الدنيا
ابتسم لها قائلا 
ربنا يخليكي ليا يا حبيبتى
بدا وكأنه انتبه الى ما ترتديه .. فعقد حاجبيه بضيق قائلا 
ايه ده يا آيات 
ارتبكت آيات وهى تنظر الى ملابسها قائله 
ايه يا بابا 
قال عبد العزيز بصرامة 
ايه اللى انتى لبساه ده يا آيات .. البادى ضيق جدا عليكي وأنا قولتلك قبل كده عايزة تلبسى بادر يبقى تلبسيه فوقيه جاكت ومقفول كمان
قالت آيات بحنق 
ما هو أنا لو لبست فوقيه جاكت مقفول يبقى أصلا مش هيبان يا بابا
قال عبد العزيز بحزم 
ان شاله عنه ما بان .. بنتى متمشيش ولابسه لبس ملزق على جسمها بالشكل ده وكل الرجاله عينهم راحه جايه عليها
شعرت آيات بالخجل وبالإضطراب فقالت 
خلاص يا بابا أنا آسفة
فقال عبد العزيز بهدوء لكن بحزم 
مش عايز أعلق على لبسك تانى يا آيات .. انتى كبيرة بما فيه الكفايه عشان تميزي بين الصح والغلط
قالت آيات بعدم اقتناع 
صح يا بابا معاك حق .. معدتش هلبس حاجة ضيقه كده تانى
ابتسم والدها قائلا 
طيب يلا يا حبيبتى اطلعى غيري هدومك عشان نتغدى سوا
أومأت برأسها وصعدت الى غرفتها وعلامات التبرم على وجهها .. بدلت ملابسها فرن هاتفها قبل أن تتوجه الى باب الغرفة .. ردت قائله وهى تلقى بنفها على الفراش 
أيوة يا سمسم 
قالت أسماء 
كنت بطمن انك وصلتى .. اتغديتي
قالت آيات 
كنت لسه نزله أتغدى .. بابا جه بدرى النهاردة
ثم زفرت بضيق قائله 
شلت الميك آب وأنا بركن العربية .. ولما دخلت الفيلا شافنى وادانى محاضرة عشان البادى اللى كنت لابساه
قالت أسماء بإستغراب 
ماله البادى .. كان تقيل مش شفاف
قالت آيات بهدوء 
بيقولى ضيق وملزق .. وأعد يقولى بنتى متمشيش كده والرجاله تبص عليها
ضحكت أسماء قائله 
أبوكى ده عايزك تعنسي جميه
ضحكت آيات قائله 
شكله كده فعلا
ثم قالت 
يلا باى بأه عشان بابا مستنينى نتغدى سوا
قالت أسماء 
ماشى يا موزه .. أشوفك بكره .. باى
خرجت سمر من غرفتها وأقبلت على والدتها التى تتحدث فى هاتفها وقالت لها 
ماما أنا خارجه .. رايحه عند إيمان شوية
أشارت لها أمها بالإنصراف وهى تتبادل المزاح مع صديقتها عبر الهاتف وټنفجر ضاحكة .. ألقت إيمان عليها نظرة حزينه ثم فتحت الباب وخرجت من بنايتها الأنيقه .. سارت قليلا فى الشارع الهادئ قبل أن تجد سيارة أخرى طلبت من سائها أن يقلها الى أحد الأحياء المتوسطة .. صعدت الدرجات العالية وأطرقت باب بيت إيمان فتح لها شاب فى أواخر العقد الثانى يتميز بلحية خفيفة بمجرد أن رآها أخفض بصره .. فقالت بحرج 
إيمان موجودة 
قال بأدب دون أن ينظر اليها 
لحظة واحدة
دخل الشاب وتوجه الى إيمان الواقفة فى الشرفة بإسدالها وقال لها 
صحبتك بره يا إيمان 
الټفت إيمان وهتفت قائله 
هى جت .. ايه ده مخدتش بالى منها وهى طالعه
ابتسمت إيمان فى وجه سمر وعانقتها وأدخلتها الى غرفتها وأغلقت الباب خلفهما .. قالت إيمان وهى تخلع اسدالها 
كنت واقفة مستنياكى مخدتش بالى منك وانتى داخله العمارة
قالت سمر بمتسمه 
اللى واخد عقلك
قالت إيمان مازحة 
كنت بفكر فى حلة المحشى اللى ماما بتسويها على الڼار
ضحكت سمر قائله 
محشى بالليل كده
قالت إيمان ساخرة 
بعيد عنك احنا عيلة مفترية بتحب تتعشى محشى
اڼفجرت سمر ضاحكة ثم وضعت يدها على فمها وقالت 
حرام عليكي مضحكينيش كده أخوكى بره هيسمع صوتى
قالت إيمان ضاحكة 
يا ستى خليه يسمع يمكن الضحكة تجيبه على ملا وشه ولا حاجه
سألتها سمر وقد توقفت ضحكاتها 
هو لسه مش لاقى شغل
قالت إيمان بحزن 
لا للأسف .. وحتى الشغل اللى بيتعرض عليه مبيعجبوش
سألت سمر بإستغراب 
ليه بأه مبيعجبوش
قالت إيمان 
كل شغلانه بيطلع فيها حاجات غلط ومبيرضاش يشتغلها .. يعني آخر شغلانه جتله كانت فى بنك ومرتب ومركز وكل حاجة واحد قريبنا هو اللى اتوسطله جامد فيها وجابهاله
قالت سمر 
وبعدين 
قالت إيمان 
رفضها عشان فى البنك ده بيتعاملوا بالربا .. قروض بفوايد يعني
هتفت سمر بحماس 
والله برافو عليه .. على أخوكى ده راجل محترم
هتفت إيمان بخبث 
آه قوليتيلى
تضرجت وجنتا سمر خجلا وقالت 
ايه فى ايه ايه المشكلة يعني لما أقول انه محترم .. عادى يعني
قالت إيمان بخبث 
طيب طالما انتى شايفه انها عادى .. نخليها عادى
قالت سمر لتغير الموضوع 
أخبار تكليفك ايه
قالت إيمان بضيق 
متفكرينيش طالع عيني فيه .. امتى بأه أخلص وارتاح
ضحكت سمر قائله 
ربنا يكون فى عون العيانين اللى تحت ايدك
قالت إيمان بحنق 
مش عارفه ايه اللى كان خلانى أدخل طب أسنان .. ملها تجارة ما هى زى الفل .. شوفتى آيات و أسماء فى التراوة خالص .. مش مطحونين زينا
صمتت قليلا ثم قالت 
أصلا تحسيى اننا كلنا على بعضنا كده مجموعة غريبة ومتناقضة
كادت سمر أن تتحدث لولا الطرقات التى سمعتها على الباب اعتدلت فى جلستها فقالت لها إيمان مطمئنة 
خليكي زى ما انتى يا بنتى مستحيل يكون على 
فتحت إيمان الباب فدخلت سيدة بسيطة يبدو على وجهها علامات الطيبة والبساطة أقبلت على سمر وقبلتها قائلا 
ازيك يا سمر عامله ايه يا حبيبتى وازاى ماما
قالت سمر مبتسمه 
كويسه الحمد لله يا طنط ازى حضرتك
قالت والدة إيمان بسعادة 
الحمد لله يا حبيتبى كويسه .. انتى منورانا والله
قالت سمر 
ربنا يباركلك يا طنط ده نورك
قالت والدة إيمان بحماس 
خمس دقايق المحشى هيخلص وأجبلكوا تتعشوا سوا انتى و إيمان 
قالت سمر بحرج 
لا يا طنط متشكره . أنا أصلا شويه وماشيه
هتفت والدة إيمان قائله 
لا والله ما يحصل .. انتى بخيله ولا ايه .. لازم تكلى المحشى بتاع أم إيمان ده جرانى كلهم لما بكون عامله محشى يقولولى ريحة المحشى بتاعك غير أى حد يا أم إيمان 
ابتسمت سمر بحرج قائله 
أكيد طبعا هيبقى حلو طالما من ايدك .. تسلم ايدك يا طنط
التفتت والدة إيمان الى إيمان قائله بعتاب 
مأعده صحبتك من غير حاجة تشربها من ساعتها
قالت إيمان بلا مبالاة 
يا ماما هى حد غريب .. دى سمر 
قالت أم إيمان بغيظ وهى تغادر 
أصل الذوق مبيتشراش .. هروح أجبلكوا كوبايتين كركديه .. لسه عاملاه الصبح
خرجت والدة إيمان و أغلقت الباب خلفها .. التفتت إيمان الى سمر قائله بسخرية 
عيلة همها على بطنها مفيش حاجة ورانا إلا الأكل والشرب
اڼفجرت سمر ضاحكة مرة أخرى وهى تضع يدها على فمها لكتم ضحكاتها .
فى صباح أحد الأيام تأنقت آيات كعادتها فى هذا اليوم من كل اسبوع .. توجهت الى الجامعة لتلتقى ب أسماء أمام باب المدرج .. قالت لها اسماء بلؤم 
ايه القمر ده انتى راحه حفلة ولا محاضرة
ابتسمت آيات قائله بلهفه 
حلوه بجد 
قالت أسماء

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات