رواية جامدة جدا رهيبة القصول 19-20-21
بثبات يحسد عليه ثم قال بأستفزاز بعد أبتعاد كرم عنه
بقولك أيه يا باشا الضړب مش هيوصلك لنتيجة معايا وأهو رجالتك بيحاولوا من أول إمبارح ع الفاضى بس لو عايز نتفاهم يبقى فى طريقة تانيه
هنا أنحنى مراد بجزعه نحو الرجل المكبل والجالس أرضا يسأله بأستحقار جلى
قصدك !
أجابه الرجل وعيونه تلمع بجشع
أجابه مراد بهدوء
موافق قولى مين اللى زقك علينا
أبتسم الرجل بسماحة ثم قال بأستفزاز
لا كده مش حلو وأنا أضمن منين فلوسى الأول
أبتسم مراد بهدوء وهو يخرج هاتفه من جيب سترته الداخلى وأجرى أتصالا هاتفيا بمساعده يطلب من حقيبه من المال وأيصالها حيث العنوان المتواجد به ثم أغلق هاتفه وقال بجمود
برزت أسنان الرجل بأنتصار ثم قال بغموض
واحدة يا بيه هى اللى طلبت مننا نخلص على الحلوة
ركض كرم فى اتجاهه مرة ثانية وبدء فى ركله پغضب شديد وصاح مراد به هادرا بتحذير وكفه يقبض على عنقه
متجبش سيرة أختى على لسانك واحترم نفسك سامعنى ولا أخلص عليك وقتى !
سعل الرجل عدة مرات متتالية قبل أن يقول معتذرا
سأله مراد بترقب شديد
أسمها أيه أو شكلها ! عايز كل المعلومات عنها !
قال الرجل نافيا
مقلتش أسمها ولا أعرف حتى شكلها أيه أحنا أتكلمنا ٣ مرات على التليفون وكل مرة كانت بتكلمنى من خط جديد
بقولك أيه !! شغل الأستعباط ده مجيش معايا !! أمال هى يعنى وصلتلك ازاى !!!
أجابه الرجل بهدوء شديد ليستفزه
ميبقاش خلقك ضيق كده أسالنى بالراحة وأنا هجاوبك الست دى وصلتلى من واحد مهم بنشتغل معاه فى حاجات كتير أسمه أسماعيل
حلوو أوى أسمع بقى اللى هقولهولك ويتنفذ بالحرف الواحد ولو حصل ليك ضعفين المبلغ اللى طلبته كمان
كان المبلغ الذى عرضه مراد على الأجير كافيا لجعله يفعل ما يريد لسنوات قادمة وليست مهمة واحدة لذلك أنتبه الرجل بكل حواسه لحديث مراد وما ينتوى فعله عاقدا النية على تنفيذه والفوز بالمبلغ المالى الكبير
بتعملى أيه !
أجابته
أسيا وهى تستند برأسها على صدره
كنت بتفرج على النجوم لحد ما ترجع
سألها مراد بشغف وهو ينظر إلى السماء
للدرجة دى بتحبى النجوم !
أجابته أسيا شارحة بأستفاضة
أنت عارف أن النجوم دى اللى ظاهرة قدامنا أختفت من الألاف السنين لأن عقبال ما الضوء بتاعها بيوصلنا بياخد وقت طويل يكون النجم ماټ فيه يعنى أحنا دلوقتى بنشوف حاجة خلاص أختفت وتقريبا النجوم دى الحاجة الوحيدة اللى بتثبتلنا أن فى ماضى بالجمال ده أو بقى من وجهه نظرى أنا ممكن ماضى من غير قصد يخلينا نعيش أحلى حاجة فى حياتنا دلوقتى
أستمع مراد إلى حديثها بأنبهار تام قبل أن يدير جسدها نحوه ويسألها بنبرة ذات مخزى
قصدك أن الماضى ممكن يخلق لنا دلوقتى لحظة حلوة !
أومأت أسيا برأسها مؤكدة فعاد مراد يقول وكفه تتحس ظهرها بشغف
زى حاډثة براق كدة !
أبتسمت أسيا بأعجاب من حديثه ولم تعقب فعاد مراد يهمس أمام وجهها بنعومة
أسيا بينا كلام مخلصش
أخفضت أسيا رأسها بخجل هاربة من حصار عينيه لها فأستطرد مراد يقول بنبرة متحشرجة
متخبيش عيونك عنى بصيلى وخلينى أشوف لمعتهم
همست أسيا أسمه برقه معترضة
مراااد
سحب مراد نفسا عميقا يهدء به نيران صدره المتأججة قبل أن يقول بنبرة حارة
مراد نظرة عيونك دى بتطمعه وتوعده بحاجات كتير ومقداميش غير أنى اقبلها كلها زى ما هى من غير أى تفكير أو منطق تسمحيلى
وفى منتصف ما يقومان به ساد فى الخارج حالة من الهرج والمرج يليها صوت والده يضرب فوق الباب بقوة وهو يقول بهلع شديد
مراد ألحقنا حصل تفجير فى موق أنشاءات المصنع
الفصل العشرون ..
مع النداء والطرقة الثانية بدء مراد يستوعب ما حوله وما يتفوه به والده من كلمات مرتاعه يرتدى ملابسه بأسرع ما يمكنه ثم ركض بعدها إلى الخارج ومنها إلى الأسفل حيث سيارته أما عن أسيا فرغم ابتعاده عنها إلا أنها ظلت لدقيقة أخرى غير واعية لما حدث بسبب اعصابها التالفة من قربه منها ومما حدث بعد ذلك فعدة دقائق أخرى وكانت ستصبح زوجته بالكامل مررت كفها فوق وجهها تحاول أستعادة توازنها ثم بدءت فى أرتداء ملابسها هى الاخرى متوجهه نحو الخارج وما أن رأتها ليلي التى كانت تقف فى قبالة الجد عثمان وتتوسل إليه للحاق بمراد ارتمت فى احضان أسيا وعادت تقول بشهقات مرتفعة
أسيا .. كرم هناك ومعرفش حصله أيه !..
حاولت أسيا تهدئتها رغم أرتجفاها هى شخصيا فكلا منهما يرتجف داخليا لأسبابه الخاصة .
وبعد حوالى ساعه من القلق المتواصل بدء
أسيا قلبها يهبط هى الأخرى قلقا على الغائبين جاء للجد أتصال هاتفى مقتضب من مراد يخبره فيه بأصابة كرم وأثنان آخران من العمال أحدهم فى حاله حرجة للغاية صړخت ليلي بفزع عند تلقيها ذلك الخبر يليها سميرة التى بدءت تصرخ بهيستريا قائلة
أبنى لأ ..
حاول الجد تهدئتهم بكل ما أوتى من قوة وأخبارهم أن أصابة كرم سطحية ولكن هيهات لم يقتنع أحد منهم وأصرا على الذهاب برفقته إلى المشفى وأصرت أسيا هى الاخرى ففى تلك الحالة هو أولى الناس برؤيته أو على الأقل الوقوف بجانبه .
وبعد فترة ليست بطويلة وصل جميع أفراد الأسرة إلى الطابق الخاص فى مشفاهم حيث يتواجد كلا من كرم والعاملان وبمجرد رؤية ليلي لشقيقها ركضت فى اتجاهه قائلة بتوسل ودموعها لازالت تنساب فوق وجنتيها
مراد عشان خاطرى متكدبش عليا .. كرم ماله !!.
مسح مراد فوق شعرها بحنان ثم قال مطمئا رغم نبرته المنكسرة
مټخافيش .. كرم سليم كسر بس فى الدراع وهو بيحاول ينقذ العامل بعد ما وقع عليه اللوح الحديد..
مسحت ليلي وجهها بكف يدها وقد بدءت وشهقاتها فى الأنخفاض تدريجيا
طب ينفع أشوفه !!.
ربت مراد فوق راسها عدة مراد ثم أشار لها بعينه قائلا بهدوء
هو جوه تلاقى الدكتور خلص معاه .. أدخلى ..
ركضت ليلي حيث أشار مراد برأسه وركض الجميع من خلفها على رأسهم والدته سميرة يليها زوجها علي وتبعهم فائق وزوجته عزه وظلت أسيا تقف بعيدا نوعا ما تتابعه بصمت لم ينتبه لها مراد فقد كان فى حالة يرثى لها حيث لطخت ثيابه بالډماء والشحم وسائل أخر لم تتعرف عليه عاد هو يجلس فوق مقعده واضعا رأسه بين كفيه وهو يتذكر مشهد العامل وجسده الممزق و أصابته التى تصيب أشد الرجال بالأعياء نفض رأسه بقوة وأغمض عينيه لتقفز أمامه صوره حيه من جدران المصنع وقد دون فوق كل حوائطها بلا أستثناء
مراد سويدى .. الأسوء لأعز ما تملك
تحركت أسيا ببطء شديد تجلس فى المقعد المجاور له ووقتها فقط لاحظت الضمادة الطبية البيضاء التى تغلف كفه حتى معصمه الأسمر رفعت ذراعها بترو ولمست ساعده بحذر ورقة أجفل مراد من لمستها واستدار برأسه نحوها ليراها تنظر نحوه والدموع تملئ عينيها كم يحتاج إليها الأن كل ما يريد هو الاستناد برأسه على كتفها ولينتهى بعدها العالم لن يبالى حتى تنهد بأسى وهو ينظر إليها بعيون فائضة فحمله يزداد مع مرور الوقت عكس ما يأمله هالها مظهره المټألم فرغم كل شئ لازال فى
نظرها هو عامود تلك العائلة وأساسها فتحت فمها للتحدث إليه ولكن أوقفها خروج أحد الأطباء من غرفة الجراحة الواقعة فى أخر الرواق يتوقف أمامه قبل أن يقول بأسف
مراد بيه أسف .. المړيض أتوفى ..
وضع مراد كفه فوق راسه وظل يمررها عدة مراد بعصبية شديدة فى نفس الوقت حيث يبدو أن زوجه العامل وصلت لتوها لتستمع إلى ذلك الخبر الصاعق وبدءت على الفور فى الصړاخ والنحيب على رفيق دربها الفقيد سادت حالة من الهرج والمرج على أثر ذلك الخبر الغير متوقع حاول مراد بكل طاقته أستيعابه والتعامل معه ليعود بعد حوالى ساعة يرتمى فوق مقعده وقد أخذت زوجه العامل إلى أحد غرف المشفى وتم أعطائها مهدء قوى حتى الصباح لتهدء قليلا و تستوعب تلك الصدمة وتتخطاها ظل مراد ينظر إلى اسيا الجالسة أمامه وصړاخ المرأة لازال يدوى بداخل أذنيه مع تلك العبارة التى تقفز مرارا وتكرارا أمام عينيه ماذا لو كانت هى المقصودة !! و ماذا إذا
لم تكفى قوته لحمايتها كما لم تكن كفاية لحماية وأنقاذ ذلك العامل ! كيف سيتحمل فقدانها ! أو كيف سيستطيع العيش دقيقة واحدة دونها ! تنهد بحسرة وهو يشيح بوجهه بعيدا عنها لماذا يصر القدر على الوقوف فى طريق سعادته !. ولم يأبى الزمن أن يمن عليه ولو بالقليل من السعادة فكلما أراد الأقتراب منها والراحة بين ذراعيها يجد مئات الموانع والأسوار تبنى أمامه وتمنعه عنها !!! لقد فاض به حقا وعقله يحدثه أن يجذبها من يدها ويذهب بها إلى أخر العالم مبتعدا عن كل ذلك الهراء ولكن منذ ومتى وهو يهرب من مسئولياته حماية العائلة تقع على عاتقه وما يليها من تبعات لم يسعى إليها ولم تكن له من قريب أو حتى من بعيد ناقة ولا جمل سوى ذلك الأسم الذى يحمله فوق أكتافه قبل حمله له فى بطاقة تعريفه الشخصية ! تنهد بحسرة وهو يتأمل كل ملامحها الذى يعشقها حد الثمالة ليس أمامه سوى حل واحد لحمايتها ولكن أنى له القدرة لتنفيذه ! ألم يحاول فى المرة الأولى وفشل ! هل يضرب بتلك الجملة عرض الحائط ويظل جوارها مجازفا بحياتها ! يالله أن الأبتعاد عنها رغم استحالته أهون كثيرا من رؤيتها فى خطړ بسببه.
أعاده من شروده يد الجد الى ربتت فوق كتفه مؤازرة وهو يهتف بأشفاق شديد
قعادك