رواية جامدة جدا رهيبة القصول 19-20-21
مرور نصف ساعة تأففت أسيا وهى تراقب ليلي الجالسة قبالتها فى أحد أركان الحديقة المنزوية قبل أن تهتف بأستنكار
فى أيه يا بنتى أنطقى بقالك نص ساعة مقعدانى فى الحتة الغريبة دى تحت الشجرة ومش بتتكلمى
أجابتها ليلي وهى تحرك ساقيها مدعية عدم الفهم
مالها يعنى الشجرة ماهى جميلة أهى
حدقتها أسيا بعدة نظرات مستنكرة قبل أن تقول بأستهجان واضح
تمام خليكى انتى قاعدة تحت الشجرة كده وأنا هروح أشوف مراد
خلاص والله أقعدى عايزة أقولك حاجه مهمة
نظرت أسيا إليها بتشكك قبل أن تعاود الجلوس أمامها مرة أخرى بتأهب واضح فتحدثت ليلي تقول بخجل شديد وهى تبتسم بحرج
أسيا أنا وكرم أتصالحنا إمبارح
تركتها ليلي على مضض ثم أجابتها وعيونها تلمع بدموع السعادة
ولا أنا أسيا أنا مش مصدقة اللى حصل من إمبارح أنا وكرم !!
تنهدت بوله قبل أن تستطرد حديثها بهيام
أنا بحبه أوى أكتر من نفسى مشفتيش إمبارح كان بيدافع عنى پجنون إزاى فى اللحظه دى حسيت أن كل حاجة تهون بس أبقى معاه
وأنتى كمان على فكرة مشفتيش مراد كان هيتجنن عليكى لما عرف اللى حصل
رمقتها أسيا بعدة نظرات معاتبة ألتقطتها ليلي على الفور فعادت تقول بصدق
صدقينى والله دى الحقيقة أنتى بس مش عايزة تشوفى ده
قاطع حديثهم صوت مراد الذى أشرأب بقامته ينظر إليهم من فوق وهو يقول بحنق واضح
كانت أسيا هى أول من أعتدلت فى جلستها قبل نهوضها لتقف أمامه تلتها ليلي التى قالت بامتعاض وهى تدفع جسد
أسيا نحوه قبل تحركها مبتعدة
أنا غلطانة أنى سبتك براحتك أتفضل اهى عندك اهى وأنا هروح أشوف كرم
هو فى أيه ! ليلي مالها غريبة النهاردة
سيبك منها وتعالى معايا
أيه رأيك !
شهقت أسيا بعدم تصديق وهى تفتح فمها ببلاهة لا تصدق ما تراه أمامها فأمامها وتحديدا بداخل شرفتهم الخاصة كان هناك تليسكوب فلكى عملاق يقبع فى منتصفها بشكل واضح ومثير للحماس حركت أسيا رأسها عدة مراد غير مستوعبة لما تراه أمامها هل ما تراه أمامها حقيقة !! جائها صوته الحنون ليقاطع تفكيرها ذلك قائلا بنعومة
تابعت
أسيا ما يتفوه به قبل أن تقول بنبرة مخټنقه من كثرة السعادة والحماس
شكرا جدا دى أحلى هدية ممكن تجيلى فى حياتى مراد أنا مش مصدقة انك عملت كده عشانى
أفلتها مراد على مضض بعدما قام بطبع قبلتين فوق شعرها وجبهتها والأبتسامة تملئ وجهه هو الأخر لرؤية حماسها كطفلة صغيرة أمامه ثم قال
جربيه وقوليلى رأيك
أنحنت أسيا بجسدها تنظر به سريعا قبل أن تعاود الأعتدال فى وقفتها وبعد فترة حركت أسيا رأسها قليلا حتى تتسنى له رؤيته ثم هتفت أسمه بهمس ممزوج بترقب
مراد أنت عملت كدة عشان تشكرنى على إمبارح !
ششش أنا عملت كده عشان أنتى بتحبى ده وبس ملهوش علاقه بحد غير أنا وأنتى فهمانى !
أنفرجت أساريرها وتنهدت براحه شديدة على أثر حديثه هتفت أسيا أسمه بتوجس قاطعه سحر تلك اللحظات
مراد ممكن أقولك حاجة حصلت النهاردة !
حاوط مراد وجهها بكلتا كفيه ثم أجابها وإبهامه يمسد وجنتها برقة
قولى
أبتلعت أسيا لعابها بقوة ثم أندفعت تقول بترقب وشئ من الندم
فى زميل ليا طلب منى أخد فترة مروره بكرة الصبح عشان عنده حاجه ضرورية جدا محتاج يخلصها وأنا وافقت
تفوهت بكلماتها تلك بسرعة فائقه ثم تتهدت بعدها بأرتياح وكانها تخلصت من ذنب كبير أما عنه هو فلم يصدر منه أى رد فعل سوى أبهامه الذى توقف عن الحركة ثم تسائل بعدها بنبرة جامدة للغايه
ممكن اعرف بالظبط مين الزميل ده وأتعرفتى عليه أمتى عشان يطلب منك انتى بالذات حاجة زى كده !!
أنها حقا فى مأزق سارت إليه بكامل أرادتها والأن عليها تحمل عواقبه عاد مراد يهتف من جديد بتأهب عندما لم تصله أجابتها
أسيا !!!!
ضغطت فوق شفتيها وقالت هامسة بملامح يعتليها الندم
ده دكتور وحيد اللى كان بيعالجنى وقت الغيبوبة
وحيد!!!!
كرر مراد الكلمة بعدها بنبرة ناعمة كالحرير وهو يحرك رأسه عده مرات قبل أن يستأنف هاتفا بجمود
اللى أنا قلت متتعامليش معاه
!! صح ! والأهم أنى قايلك مفيش نزول اليومين دول لحد ما أأمن المستشفى من تانى بعد اللى حصل !! بس أنتى أتصرفتى من نفسك كأنك مش طرف فى هجوم إمبارح !! والأسوء ولا كأن رأسك دى لسه ملفوفة لدلوقتى !!
سارعت أسيا تهتف أسمه بتوسل ممزوج بالكثير من الندم
مراد أنا أسفة والله بس أتحرج
رفع مراد كفه أمام وجهها ليمنعها من الأستطراد ثم قال بنبرة جامدة قبل خروجه من الغرفة
لو سمحتى بما أنك قررتى مع نفسك يبقى ملهوش لازمة النقاش
راقبت أسيا خروجه بعد تفوهه بتلك الكلمات والدموع تلمع بعينها حزنا على ما حدث بينهم بسبب تهورها وأندفاعها الغير مقصود وفى تلك اللحظات تحديدا !!
وبعد حوالى ربع ساعة من تأنيب نفسها قررت البحث عنه وتصليح الموقف فهى تعلم انه لازال فى القصر حيث أنها لم تستمع لهديرمحرك سيارته تحركت أولا نحو غرفه مكتبه وعندما وجدتها مظلمة توجهت مباشرة نحو الأسطبلات فهذا هو مخبأه الأخر وبالفعل وبمجرد وصولها وجدته يقف أمام جوار براق ويمسح على عنقه بشرود تقدمت هى الأخرى منه حتى وقفت أمامه وجوار براق ثم رفعت ذراعها وبدءت تمسد شعر براق بأشتياق فمنذ تلك الحاډثة لم تراه ولو لمرة واحدة تجاهل مراد وجودها وتابع عمله بصمت فالڼار التى بداخله ليست بسبب عصيانها لأوامره بل لأمر أقوى وأقسى بكثير الأ وهو الغيرة نعم فهناك ڼار تستعر بداخله الأن لفكرة تحدث ذلك الاحمق لها وأقترابه منها وتعاملها هى معه غير مدركة لنظرات الإعجاب التى يرمقها بها فى كل مرة يراها قطعت أسيا أفكاره المتأججة بالڠصب عندما همست أسمه بترقب تسترضيه
طب ممكن نتكلم !
تنهد بعمق دون رد فعاودت الحديث بنبرة يائسة
طب لو سمحت بصلى تمام أنا أتسرعت ووافقت بس والله عملت كدة عشان هو أتحايل عليا كتير وأنا اتحرجت منه وبعدها ندمت وعشان كده لجأتلك عشان تتصرف كالعادة فعشان خاطرى متبقاش قاسى عليا وكلمنى
أه من حمقائه الصغيرة !! أسية قلبه وعقله !! كيف يستطيع البقاء غاضبا منها وهى تعترف بحاجتها إليه !! أو كيف يقسو عليها وهى أمامه تتوسل إليه !! أغمض عينيه لوهلة ثم فتحهما ببطء وقد تبدلت نظراته فى الحال ثم ودون مقدمات نطق مستفهما بذلك السؤال الذى يضرب رأسه منذ تلك الحاډثة
ليه براق !
رمشت أسيا بعينها عدة مرات غير مستوعبة قبل أن تقول مستفسرة بعدم فهم
أفندم !
عاد مراد سؤاله مرة أخرى بنبرة شبهه متوسلة وهو يتحرك بخطواته قاطعا المسافة بينهم
أسيا ليه براق بالذات ! ليه ركبتى براق وأنتى مبتعرفيش فى الخيل وليه الليلة دى بالذات جيتى الأسطبل هنا !
سألته أسيا هاربة بعدما أبتلعت لعابها بتوتر
وأنت عرفت منين أنى مكنتش باجى الأسطبلات كل يوم
اسيا متجاوبيش سؤالى بسؤال تانى ردى عليا بوضوح
أسيا بصيلى وجاوبى
رفعت أسيا رأسه نحوه ببطء شديد ثم أجابته هامسة بنبره بالكادت وصلت إلى مسامعه
عشان بحبه
أخفض مراد رأسه أكثر نحوها ثم سأل مستفسرا بنفس
النبرة الحريرية الهامسة
عشان بتحبيه بس !
حركت أسيا رأسها نافية ببطء ثم قالت
عشان بيفكرنى بيك
تنهد مراد ب أبتعد مراد عنها مجبرا وتحرك للخارج متسائلا بقلق
حصل إيه يا مسعود !
أجابه الرجل
ألحق يا مراد بيه البيه الكبير عثمان وقع من طوله من شويه وهما بيدوروا عليك وعلى الهانم
لم ينتظر مراد سماع ما تبقى من أجابته بل نظر پذعر إلى أسيا التى أحتلت المكان بجواره ثم بدء بالركض بعدما جذب يدها لتتمسك بكفه متجهين نحو القصر لرؤيه ما أصاب الجد
وصلا كلا من مراد وأسيا إلى غرفه الجد عثمان بأنفاس لاهثه فوجدا الجميع ملتف حوله بقلق بالغ وهو ممدد فوق الفراش بوهن توجهه مراد مباشرة نحوه يسأله بقلق
حاسس بأيه يا جدو !
ضغط الجد عثمان فوق كفه مطمئنا وسارع فائق يقول بضيق
متخفش ضغطه كان عالى شويه وليلى أتصرفت بس طبعا محتاج راحة
سارعت أسيا بالركض نحوه وأحتضانه فبالنسبة إليها عثمان هو والدها الثانى ومصدر أمانها طوال الأعوام المنصرمة مسح عثمان فوق شعرها مطمئنا وهو يقول بحنو
مټخافيش يا حبيبه جدو أنا كويس وزى الفل بس العيال دول غلبونى شويه وانتوا يلا كل واحد فيكم على أوضته مش عايز لمة حواليا
بعد فترة من المناقشه والأعتراض تحرك الجميع مجبرا إلى غرفته عدا أسيا التى أصرت بعد أستئذان مراد فى البقاء جوار الجد لمراقبة ضغط دمه والتأكد من هبوطه طوال الليل لتتركه يعود بمفرده إلى جناحهم بعدما همس فى أذنها مستغلا حديث الجد مع كرم
خليكى فاكرة بينا كلام مخلصش
تذكرت أسيا ما حدث منذ قليل فعضت فوق شفتيها بحرج ثم تمتمت بخجل شديد
نتكلم بعدين
فى الصباح فتحت عينيها بأبتسامة خافته ثم قالت مازحة
هتعود على كده على فكرة وبعدين مش عيب عليك وجدو
تعبان
أجابها كرم
جدو إيه دلوقتى
ما أسيا جنبه مټخافيش وبعدين أنجزى قبل ما أخوكى المفترى ده يجى يقومنى
ابتعدت ليلي قليلا عنه كى تسأله مستفسرة بأهتمام
ليه حصل أيه !
أجابها كرم متصنعا اللامبالاة حتى لا يذكرها بما حدث
لا مفيش بس ورانا مشوار شغل مهم ومش هرجع بليل هطلع على المصنع
سألته ليلي بحزن وكفها يحاوط وجهه
يعنى أيه ! مش هشوفك غير بكرة !
أجابها كرم
مش بقولك أخوكى ده مفترى بس بصراحة عنده حق المصنع ده لو خلص هينقل أسمنا فى السوق نقله تانية
أجابته ليلي بأنقباضة صدر لم تعلم سببها
بس مش لازم أنتوا بالذات تكونوا موجودين وأنت عارف أن فى حد بيحاول يأذيكم كرم عشان خاطرى خلى بالك
أجابها كرم بقوة مستنكرا
محدش يقدر يعمل حاجة وبعدين أنتى شايفه أنى معرفش أحمى نفسى ولا أيه !!
سارعت ليلي تجيبه نافيه
مش قصدى بس عشان خاطرى خد بالك
تحرك كرم
اه كررررم
فى أحد مخازن أل سويدى دلف مراد بتأهب يليه كرم بملامح وجهه متجهمة للغايه بمجرد وقوع عينيه على ذلك القذر تقدم مراد نحوه أولا يليه كرم الذى بمجرد وصوله إليه بدء فى لكمه بكل ما أوتى من قوة ومشاهد اقترابه من ليلي تعاود القفز أمامه وبالنسبة لمراد ورغم رزانته المعهود بها ألا أنه سمح لكرم بفعل ما يريده به فبالنسبة إليه لا تسامح فى حق
عائلته وخاصة النساء منها تلقى الرجل الملقب بسيدنا لكمات كرم