الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جامدة جدا رهيبة القصول 19-20-21

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

هنا مش هيفيد بحاجة .. يلا بينا والصبح فى كلام تانى ..
سحب مراد نفسا عميقا يحاول أدخاله عنوة إلى رئتيه ثم تحرك بخطوات متباطئه للأطمئنان على زوجة العامل أولا قبل العودة إلى القصر حيث ينتظره غدا يوم حافل للغاية .
فى داخل أحدى الغرف نطق كرم أسمها بحنان شديد 
حبيبى ممكن تبطلى عياط .. أنا قدامك كويس أهو .. وسبينى أخرج أشوف مراد لوحده بره ..
تنهد كرم بقلة حيلة قبل أن يستطرد حديثه مضيفا بهدوء 
طب أنا مش فاهم أنتى عاملة كده ليه .. مكنش كسر ده .. ليلي عشان خاطرى بطلى عياط عشان أعرف أفكر وأعرف هنعمل أيه .. مش حابب أشوفك زعلانة ..
رفعت ليلي رأسها تنظر نحوه بعيون دامعة ثم أجابته قائلة بحزن شديد 
أنت متعرفش خفت عليك ازاى .. وبعدين مفيش خروج كفايه أوى اللى حصلك لحد كدة .. أنا کرهت المصنع ده والشغل كله ..
رفع كرم ذراعه
أنتى مش مصدقة أنى سليم يعنى !..
صمت قليلا ليحدق بها ثم أردف يقول بنبرة مشاكسة وهو يغمز لها بأحدى عينيه 
طب تعالى أكشفى عليا عشان تصدقى ..
كرررم ..
دنية كرم .. بقولك أيه مفيش أى حاجة كدة عشان قومت بالسلامة ..
أتسعت أبتسامة ليلي من طريقته المازحة فى الحوار وعندما أوشكت على أجابته أندفعت والدته سميرة إلى الداخل تقول دون أستئذان 
كرم .. حبيبى جدك بيسأل تقدر تروح معانا ولا حابب تقعد النهاردة للأمان !..
أجابها كرم بجدية وهو يتحرك من فوق الفراش أستعدادا للذهاب 
لا طبعا أنا أصلا كنت مستنى مراد يخلص يلا بينا ..
انهى جملته وهو يشير بكفه لليلي حتى تتمسك به وسط نظرات سميرة الحاقدة فلم يكفى فشل مخططها بل أنقلب الحال ليصاب ولدها الغالى وتنجو
تلك الشقراء شبيهه والدتها .
وفى داخل حديقة المنزل عاود مراد ما قام به ثانية حتى عبر بها بوابة المنزل الداخلية وتأكد من وجودها داخل المنزل بأمان وقتها فقط أبتعد عنها ليختفى بعدها داخل مكتبه مغلقا بابه خلفه جيدا طالبا من الجميع عدم أزعاجه وقفت أسيا فى المنتصف بتردد شديد لا تدرى ما عليها فعله هل تتبعه رغما عنه فهى على علم تام بما يمر به أو تتركه يختلى بنفسه كما أراد ! ربت الجد عثمان فوق كتفها مشجعا عند رؤيته حيرتها تلك ثم قال بهدوئه المعتاد 
سبيه شوية يستجمع نفسه .. صدقينى كده أحسنله ..
أومأت أسيا برأسها موافقة عن عدم أقتناع ثم تحركت معه على مضض إلى حيث غرفتها .
وفى الأعلى ظلت أسيا جالسة فوق الفراش منتظرة عودته إلى ما بعد الفجر حتى غالبها النعاس رغم مقاومتها الشديدة له لتسقط بعدها غافية حتى انها لم تشعر بعودته .
أما عن مراد فقد دلف الغرفة بحذر شديد يسير على أطراف أصابعه حتى لا يوقظها فقد تجاوزت الساعه الرابعة فجرا وبالطبع لا يتوقع أن تظل مستيقظة حتى ذلك الوقت المتأخر لذلك سار على الضوء الخاڤت القادم من الشرفة حتى وصل إلى الحمام لأخذ حماما باردا يعيد إليه نشاطه ويزيل عنه أحباط اليوم وبعد عدة دقائق خرج متجها إلى خزانه ملابسه وقام بأرتداء ملابسه وتسلل جوارها فوق الفراش يستلقى فوقه بأرهاق كان أرهاقه الذهنى هو ما يؤلمه والأسوء ما يشعر به فى ولكن ماباليد حيلة فالله وحده يعلم أنه سيفعل ذلك فقط من أجل حمايتها ولكن حتى فعل ما ينتوى 
فى الصباح الباكر وقفت سميرة أمام درج ذلك الكوخ القديم تنظر نحوه پغضب قبل أن تعتلى 
قلتلك أبنى لأ .. نبهتك وحذرتك بدل المرة ألف .. كله الأ كرم .. سامع كله الأ كرم .. أنا مبعملش كل ده عشان تيجى أنت تأذيه بتهورك .. فهمت !!..
محدش قاله يقرب من المصنع ..
صړخت سميرة بصياح هادر 
قلتلك متعملش حاجة غير لما تبلغنى .. بتتصرف من مزاجك ليه !!.. أقسم بالله يا أسماعيل لو اتكررت لهتشوف من سميرة اللى عمرك ما شفته قبل كدة .. وأنت الجانى
صاح أسماعيل فى وجهها بتحذير قوى 
أنا مبتهددش .. وأفتكرى لو وقعت مش هقع لوحدى يا سميرة هانم ..
مش سميرة اللى تقع .. هطلع منها وأنت عارف ده كويس .. بس قبلها خليك فاكر أنت هنا كل ده عشان أنا وراك .. متنساش ده كويس .. ولأخر مرة بقول .. الأ كرم .. متحطش نفسك فى أختيار عمره ما هيكون فى صالحك ..
أجابها أسماعيل بلا مبالاة مستوقفا خطواتها التى كانت تتجه نحو الخارج 
لو سميرة مش بتقع .. فأسماعيل مش بيتهدد ولا عنده حاجه يبكى عليها .. يا خالتى ..
أنقضى اليوم ولم تلمح أسيا طيفه حتى ولو من بعيد بررت ذلك بأنشغاله الشديد بحاډث المصنع وأمر عائلة ذلك العامل الذى توفى أثر أختراق الشظايا كامل جسده وبالأخص قلبه ورئتيه قبل أنهيار لوح حديد فوقه ليقع بعدها صريعا رغم محاولة كرم ومن بعدها مراد لانقاذه .
وفى صباح اليوم التالى وبعد تناول الفطور والعودة إلى غرفتها تفاجئت به يدلف الغرفة بملامح وجهه واجمه ثم قال بنبرة خالية موجها لها الحديث وهو يقف بعيدا فى مدخل الغرفة 
فى مؤتمر كان المفروض كرم يحضره .. بس طبعا مش هيقدر يسافر بعد اللى حصل فى دراعه فهروح بداله .. والمفروض ليلي كانت هتطلع معاه بس برضه بعد الظروف اللى جدت دى رفضت تسيب كرم وتسافر عشان كده أعملى حسابك هنسافر بكره بدرى نحضره ونرجع .. ومټخافيش الموضوع مش مرهق هى ليله واحدة وهنرجع تانى يوم ..
لم تشعر بجفاء فى تعامله معها ! فقد ظنت بعد تقاربهم الليلة التى سبقت البارحة أن أحد الحواجز قد أزيل بينهم دون رجعه إذا لم قلبها يحدثها أن هناك أخر بنى بينهم بشكل أقوى وأصلب وربما هى مخطئة ففى الأخير ما مر به بصفته المسئول الأول عن العاملين ليس بالأمر الهين بالنسبة لشخص كمراد يشعر وكأنه مسئول مسئوليتك تامة عن الجميع دون أستثناء تنهدت بحيرة قبل أن تجيبه بهدوء 
مفيش مشكلة ..
حرك مراد رأسه مستحسنا بأرتباك تلاحظه عليه ربما للمرة الأولى فى حياتها قبل أن يردف قائلا بنبرة خالية 
طب تمام أجهزى عشان نروح المستشفى نرتب هناك المفروض نعمل أيه ..
أجابته أسيا موافقة بفتور فهناك شئ غريب به لا
تعرف ماهيته فقط تشعر به 
أنا جاهزه مفيش مشكلة نقدر نتحرك دلوقتى ..
ضيقت أسيا عينيها فوقه تراقبه وهو يفتح فمه ويغلقه عده مرات بتردد واضح قبل أن يقول فجأة ودون مقدمات كأنه حسم أمره ويخشى التراجع 
مش شايفة أن المفروض نعلن للكل خبر أنفصالنا .. يعنى بما أننا متفقين على ده قبل كدة مفيش داع نتأخر .. خلينا نتكلم معاهم وبعدها القرية تعرف قرارنا ده .. ولو حبيتى بعدها تتنقلى للمدينة وتكملى مع دكتور طارق مفيش مشكلة بس بشرط .. يكون معاكى مرافق دايم هناك ..
أغمضت أسيا عينيه بقوة وقد وقع حديثه عليها كالصاعقة فتلك هى المرة الثانية التى يلفظها فيها !! لم تدرى مين أتت بكل ذلك الثبات لتجيبه رغم دقات قلبها التى تكاد تتوقف عن العمل والأرتجافة الداخلية التى أصابت جسدها كاملا دون أستثناء وجدت نفسها تقول بنبرة حاولت قدر المستطاع أخراجها طبيعية 
عندك حق .. لازم الكل يعرف .. جوه البلد وبراها كمان ..
تلك هى أجابتها !.. وقف مراد مشدوها لعدة ثوان غير مستوعب هدوئها ذاك ليقول بعدها بثبات 
مستنيكى تحت ..
أومأت أسيا بعينها موافقة ورأسها
مرفوع بكبرياء شديد وهى تحاول سحب أكبر
قدر من الهواء لأيقاف دموعها من الانهمار أمامه فكرامتها لم تعد تتحمل رفضه لها ولن تذل نفسها تحت قدمه تلك المرة مهما كلفها الأمر لقد كلفها ذلك الحب كل ما تملك وفى الأخير يجب عليها العودة إلى نفسها الأصلية أسيا التى لا تعرف الانحناء !.
في المشفى وقف كرم بجوار مراد يراقب كلا منهما زوجته وهى تتحرك بجانب الأخرى إلى حيث غرفة الأطباء وفى المنتصف أوقفت أحدى الممرضات أسيا تستفسر منها عن مريض ما أما عن ليلي فقد أستأنفت طريقها نحو الأعلى تاركة أسيا بمفردها تتحدث مع الممرضة قبل ظهور دكتور وحيد فى الصورة لينضم إليهم منصتا بشدة إلى حديث أسيا الموجه لممرضة بأبتسامة سمجة حرك كرم رأسه جانبا يتفحص بطرف عينيه مراد الذى كان ينظر نحوهم شرزا وهو يرى ضغطه فوق فكه يزداد قوة مع كل ثانية تمر ووحيد برفقتها بعد عدة ثوان أنسحبت الممرضة من جانبهم وتبقى وحيد فى صحبة اسيا يتحدث معها ومن خلال زاوية وقوف مراد لم يتسنى له سوى رؤية جانب وجهها والذى كان أكتر من كافيا ليكشف له عن غمزتها كعلامة على أبتسامتها له راقب كرم ردات فعل مراد وملامحه التى أزدات وجوما عن ذى قبل بأستمتاع شديد خاصة يده والتى من شدة الضغط فوقها أبيضت مفاصلها ليطلق بعدها بنبرة خفيضه سبه خارجة وصلت لأذان كرم فلم يستطيع الأخير تمالك نفسه فسارع يقول پشماتة واضحة كاتما أبتسامته 
لو احنا بنزعل .. غيرنا بيعرف يراضى ..
هنا سارع مراد يسأله بلهفه واضحة لم يحاول حتى أخفائها 
قالت ل ليلي حاجة !..
أجابه كرم وقد عاد ينظر للامام ويتابع بتركيز ما يحدث بين وحيد وأسيا 
أنت عارف ليلي شبهك فى كل حاجه .. يعنى حتى لو حكتلها مش هتيجى تقولى ..
صمت كرم لوهلة ثم أردف يضيف بتمعن 
وبعدين مش محتاجه تقول بص لعينيها المنفوخة وأنت تفهم ..
أعتصر قلب مراد ألما من جملة كرم الاخيرة وشعر بغصة داخل حلقه تمنعه عن الحديث وفى تلك اللحظة تهادى إليهم صوت ضحكة أسيا العالية استدار كلا من كرم ومراد برأسيها ينظران إلى بعضهم البعض بأستنكار قبل أن يقول كرم هاربا خصوصا بعد رؤيه عينى مراد تشعان ڠضبا
انا رايح مكتبى سلام ..
هرول كرم مسرعا إلى الطابق العلوى وتحرك مراد بخطوات متشنجة حتى وصل إليها ثم قال بنبرة جامدة لا تحمل معنى للمزاح 
عن أذنك يا دكتور وحيد عايز مراتى .. وبعدين أظن فى الوقت ده بالذات أكيد عندك حاجة تعملها فى المستشفى الكبيرة دى أحسن من الكلام ..
شدد بقوة على لفظ مراتى وهو يتفوه بها بنبرة ذات مغزى جعلت وحيد يجيبه بأرتباك جلى 
طب عن اذنكم وشكرا يا دكتورة أسيا ..
راقب مراد خطواته حتى أختفى من أمامه ثم عاد بنظره نحوها يقول مستفسرا بنبرة حادة رغم أنخفاضها 
أنا مش قلت مفيش كلام معاه !..
رفعت أسيا أحدى حاجبيها بتحدى قبل أن تجيبه قائله يأستفزاز 
تصحيحا لمعلوماتك .. أنا مكلمتهوش .. هو اللى جه كلمنى فى فرق كبير .. وبعدين مش من حقك من دلوقتى

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات