الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مراد الخاتمة

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

أقرب منك .. أو الأصح يعنى كنت بخاف من نفسى .. بخاف أسيبها تفكر فيك وتتعامل معاك عشان كنت خاېفة أقع فى حبك .. وكان أسهلى أقنع نفسى أنى بحب فرات على أنى أسيب عقلى وقلبى ليك .. كنت بخاف أوى لما تيجى على بالى حتى ولو للحظة ويقعد عقلى يبرر سبب تفكيرى ده فيك .. بس اللى أكتشفته أن الهروب ده أصلا كان حب .. مراد أنا أول مرة أقولك كدة .. بس انا عمرى ما حبيت فرات .. انا كنت بهرب منك ليه .. بس مكنتش عارفة أن هروبى ده هيوصلنى ليك .. يعنى بالمختصر أنا كنت بهرب منك ليك ..
تنهد مراد بأنتشاء وهو يستمع إلى أعترافها ذلك بطرب شديد لمعرفته أن قلبها لم يكن يوما سوى له كما أن قلبه لم ينبض يوما ألا لأجلها ثم همس قائلا بهيام وهو يقترب منها 
بحبك يا نبض القلب والروح ..
همس أسيا مرددة 
وأنا بحبك يا شمس عمرى ونورها اللى منور دنيتى وطريقى ..
فى ذلك الكوخ المتهالك المعډوم والأيل للسقوط فى أية لحظة خطى علي بخطوات واثقه إلى الداخل بعدما دفع بابه العتيق بيده مصدرا أزيز قوى أثناء انفتاحه جعل سميرة الجالسة فوق أرضيته الخشبية بقلة حيلة ترفع عينيها ببطء شديد لترى من الزائر لوى علي فمه يتقزز شديد وهو يخطو نحوها حتى توقف أمامها ونظر إليها من عليائه ثم قال پشماتة 
رجعتى لأصلك يا سميرة .. لا ياريت حتى لأصلك .. أنتى رجعتى لكوخ أختك اللى رميتيها فيه هى وأبنك بعد ما الكل تخلى عنك حتى ولادك وأخوكى وعيلتك .. فى الأخر ملقتيش مكان يأويكى .. غير هنا ..
أخفضت سميرة رأسها بأنكسار فعاد علي يتسائل مستفسرا بتعجب ممزوج بالكره 
كان مستاهل كل ده !!.. فى حاجة فى الدنيا مستاهلة أنك تخسرى ولادك ال٣ بالشكل ده .. حتى بنتك اخدت صف أخواتها بعد ما عرفت باللى عملتيه !!..
لم تعقب هى على حديثه بل أستمعت إليه بحسرة دون تعليق فأنحنى علي بجذعه وجلس على ركبتيه حتى أصبح فى نفس مستواها ثم قال بغل 
شفتى ازاى علي زى ما عطاكى كل حاجه فى لحظة واحدة قدر أزاى ياخد منك كل حاجة !..
رفعت سميرة رأسها پذعر وتوجس فحرك علي رأسه مؤكدا بشراسة ثم قال بحدة 
أيوة أنا اللى خليتهم يسرقوا شنطة الفلوس اللى جربتى ع البنك تسحبيها تانى يوم عشان تأمنى نفسك بيها .. ماهى أصلها كلها فلوسى .. وكل واحد أولى بحقه .. وأنتى ده حقك .. حتى اللقمة مستنية اللى يعطف عليكى بيها .. شفتى أزاى زى ما طلعتك سابع سما نزلتك سابع أرض !!..
صمت علي للحظة كى يعاود الأعتدال فى وقفته ثم قال وهو يعيد هندام سترته مستعدا للخروج 
أنا وعدتك يومها .. حياتك هتكون دمار .. وعلي السويدى هيفضل يوفى بوعده لأخر يوم فى عمره ..
انهى على جملته وأنصرف تاركها خلفه وقد توالت عليها الصدمات والانكسارات لتسقط بعد خروجه مغشيا عليها بعدما حاولت عدة مرات الأستنجاد به أو بأى شخص دون جدوى فلسانها أصبح ثقيلا فى الحركة إلى الدرجة التى فقدت بها قدرتها على تحريكه أو التحدث به .
بعد مرور خمسة أعوام ..
تملمت أسيا ثم فتحت عينيها على مضض قبل أن تقول بخجل وهى تتأمل نظراته العاشقة لها 
صباح الخير ..
أخفض مراد جسده حتى أصبح فى نفس مستواها ثم

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات