رواية جامدة جدا رهيبة القصول 8-9-10
سابقه خطواته إليها وبالفعل بمجرد خروجه إلى الحديقه الملحقه بالمشفى لمحها تجلس فوق أحد المقاعد الخشبية الخاصه بالمشفى ماذا تفعل تلك الحمقاء فى ذلك الوقت المتأخر من الليل مع برودة الجو تلك ! هذا ما فكر به بأستغراب وخطواته الواسعه تشق طريقها إليها حتى توقف أمامها وتتفاجئ بها جالسه بسكون عجيب ورأسها منكس للأسفل بأنكسار مما جعل شعرها الذهبى ينسدل أمامها كستار من الشمس مانعا عينيه من رؤيتها فوجد نفسه يقاوم أغراء غريب فى تحريك يده وأزاحه تلك الخصلات الناعمة عن ذلك الوجهه ليستبين ملامحه وبدلا عن ذلك هتف أسمها بأستنكار
سلطت أنظارها فوق أقدامه الواقفه أمامها لوهله ثم رفعت رأسها تنظر إليه بحزن وعيونها منتفخة من أثر البكاء ثم عادت ونكست رأسها للأسفل مرة أخرى مخفيه عنه دموعها أنحنى بجسده لجلس قبالتها مستندا بثقل جسده كاملا على كلتا ركبتيه ثم رفع أحدى ذراعيه وأزاح بأصابعه بعضا من خصلات شعرها للخلف قبل أن سألها بهدوء وهو يلتقط كفوف يدها الباردة بين يديه ويبدء فى فركهما ببطء لبث الدفء إليهما
ضغطت فوق شفتيها بقوة لمنع دموعها من الأنهمار أمامه ثم حركت رأسها ببطء رافضة التحدث وعينيها مسلطه فوق الحشائش الخضراء متحاشية بذلك النظر إليه هل كل ذلك من أجل عقابه لها ! لم يكن يعلم أن عقابه لها سيحزنها بذلك القدر اللعنه أن ضميره الأن يؤلمه لرؤيتها على تلك الحالة فالأن دون عصبيتها المعتادة تبدو إليه أقرب لطفله صغيرة وحيدة نطق أسمها مرة اخرى ولكن تلك المرة برقه بالغه جعلتها وبمجرد سماعها تجهش فى البكاء دون سابق أنذار تفاجئ بشهقاتها التى أخذت ترتفع دون مقدمات فتحرك بجسده ويده لازالت محتجزه كفيها ليجلس جوارها ثم جذبها داخل أحضانه وأخذ يهدهدها قائلا بحنو
ظلت تنتحب بقوة ورأسها مستند على صدره ثم قالت من بين شهقاتها المتقطعة
أول مريض ېموت قدامى .. م مع رفتش الحقه .. م ..مااات وأنا لسه لسه بسعفه .. معرفتش أقول لمراته حاجه ..
أنهت جملتها وعادت تجهش فى البكاء من جديد وبقوة شدد كرم من أحتضان ذراعيه حولها وظل يمسح فوق شعرها حتى هدءت شهقاتها وبدءت تقل رويدا رويدا أنتظر حتى هدئت تماما ثم قام برفع رأسها التى كانت تخفيها فى صدره حتى تبلل قميصه وأخذ يمسح بقايا دموعها المعلقه فوق جفونها وعلى وجنتها ثم قال وهو يتحرك بها
سألته بأستنكار وعينيها الحمراء مسلطة فوق وجهه
هروح فين !..
أجابها وهو يسير بها نحو الداخل
تعالى نقعد فى المكتب .. أكيد مش هسيبك هنا فى البرد ده ..
كانت تشعر بخواء داخل روحها لدرجة أنها لم تقوى على معارضته لم يكن جسدها هو المنهك بل قلبها روحها التى تعانى منذ أكثر من سبعه سنوات فى صمت روحها الممزقه منذ سنوات عديدة ما بين كرامتها التى تأبى نسيان رفضه لها وما بين قلبها الذى يرفض هو الاخر أى محاولة منها لنسيانه أما عقلها فيخشى أن تمر ما تبقى من سنواتها وهى لازالت تسعى لنسيانه .