رواية جامدة جدا رهيبة القصول من 1-4
معه للداخل ومنه حيث جناحه الذى لم تطأه قدمها منذ سنوات مضت .
كتمت أسيا شهقه إعجاب اوشكت على الخروج من فمها بمجرد رؤيتها لتلك الغرفه او الأدق لذلك الجناح الواسع المبهر بتفاصيله المتقنة والذى يعكس عن ذوق قاطنه المذهل ظلت عيونها تتحرك بشغف من قطعه إلى اخرى بدايه من ذلك الفراش الواسع الأنيق بقوائمه الخشبيه الداكنه إلى الاريكه الوثيره بنسيجها الحريرى الرائع ومن ثم إلى الطاوله الخشبيه العريضه الموضوعه بأناقه امامها نهايه إلى تلك السجاده الصوفيه الكثيفه وألوانها الناعمه والتى تناسبت تماما مع دهان الحوائط حركت رأسها تنظر إلى مراد الواقف خلفها واضعا كلتا يديه داخل جيوب بنطاله وقد قام بحل ربطه عنقه والزر العلوى لقميصه الابيض الحريرى فكشف عن عنقه الاسمر القوى بعروقه البارزه دون سبب او هكذا هيأ لها تنهدت بعمق وهى تواصل تأمله هو الاخر ان الغرفه أرستقراطية تماما كصاحبها وبوقوفه داخلها الان اكتملت صورتها مع اختلاف طفيف هو الشعور بالدفء الذى اجتاحها منذ وطأت قدمها بها عكس نظرات عينيه الجليديه التى تخترق أوصالها الان وتصيبها بالقشعريرة ثم انها تتذكر الغرفه كخيالات منذ سنوات عديده منصرمه لقد تغيرت ملامحها كليا لوت فمها بسخريه وهى تفكر بسذاجه بالطبع سيقوم بالتغيير وفقا لمسئولياته الجديده على كلا هزت كتفيها بعدم اهتمام وهى تتحرك للداخل عده خطوات قبل ان تقع عينيها على حقائب سفرها الموضوعه بجوار خزانه الملابس والتى كانت من المفترض وصولها إلى بيتها فى المدينه مع فرات تسمرت نظراتها فوقهم وقد بدءت الدموع الحبيسه منذ الصباح فى التحرر من داخل مقلتيها لاحظ مراد توقف سيرها ونظراتها المسلطه فوق حقائبهم فشعر بالڠضب يعود إليه مرة اخرى وبقوه لدلك زفر بضيق قبل تحركه لخارج الغرفه صافقا باب الغرفه خلفه پعنف جعل أركان الغرفه تهتز على اثره.
مراد !!! طمنى فى حاجه حصلت !..
الټفت مراد بكليته ليواجهه الجد ثم اجابه بجمود
لا مفيش !..
لانت ملامح الجد عثمان وعاد يساله بعدما تفرس ملامح حفيده الغاضبه
طب يا ابنى مادام مفيش .. ايه اللى يخليك تسيب عروستك وتنزل دلوقتى !!..
ايه يا جدى هو انا محتاج أبرر تصرفاتى فى البيت ولا ايه !!..
ابتسم الجد عثمان بتفهم ثم قال بهدوء عجيب وهو يربت فوق ساعد حفيده بحنان
انت بالذات مش محتاج تبرر حاجه لحد لا ليا ولا لغيرى .. انا بس حبيت افكرك بكلامنا زمان .. أسيا مش ليلى يا مراد ..
اللعنه على جده وحديثه !! ويكأنه يحتاج لتذكره !!! هذا ما فكر به بحنق وهو ينظر إلى الجد پضياع ثم قال بشرود
اومأ الجد برأسه لها موافقا دون اضافه ثم بدء فى الانسحاب من امام حفيده ومتوجها إلى غرفته بعد إلقاء تحيه المساء عليه
بعد حوالى ساعه حاول فيها مراد قدر الامكان السيطره على غضبه دلف غرفه نومه فوجدها جالسه فوق الاريكه الوثيره وقد قامت بتبديل ثيابها وارتداء منامه قطنيه خفيفه مكونه من بنطال قصير وتيشرت ذو حملات رفيعه زفر بهدوء ثم توجهه مباشرة نحو خزانه ملابسه ومنها إلى الحمام لتبديل ملابسه ظلت أسيا تراقب حركاته بصمت وهى تفكر بضيق هل سيستمر فى لعب دور الصامت حتى النهايه !.. نعم هى تعلم برود شخصيته ولكنه منذ حديثهم الصباحى لم يتفوه بكلمه واحده فقط نظراته الثاقبه الصامته والتى تصيبها بالجنون اغمضت عينيها بأرهاق وقد قررت التحرك نحو الفراش لإنهاء ذلك اليوم الغريب وبعد فتره ليست بطويله شعرت به يتحرك داخل الغرفه وخطواته تقترب شيئا فشئ من الفراش فتحت عينيها بقلق بعد شعورها بثقل جوارها ثم انتفضت من نومتها تسأله بتأهب
نظر مراد إليها مطولا بنظرات خاليه ثم اجابها قائلا ببرود
تفتكرى فى الوقت ده هعمل ايه !!. اكيد هنام !!..
بلعت لعابها بتوتر ثم قالت بتوجس
هتنام هنا !.. قصدى على السرير يعنى !..
اجابها مراد بلا مبالاه ويده تعبث بالوسادة الموضوعه خلفه لتهيأتها لراحته
انتى شايفه مكان تانى ينفع انام عليه !..
بس احنا اتفقنا .. الجواز ده مش حقيقى ..
لوى مراد فمه بتهكم ثم قال بفظاظته المعتاده معها
اطمنى .. معنديش النيه انى اقرب من واحده بتحب حد تانى لا دلوقتى ولا بعدين .. وبرضه معنديش استعداد انى اتنازل وانام على الكنبه طول فتره جوازنا الصورى عشان تكونى مرتاحه .. انا اتنازلت لحد دلوقتى بما فيه الكفايه ..
استمع مراد إلى شهقاتها الخافته وهو ممزق ما بين قلبه الذى يحثه على مواساتها وأخذها بين وما بين عقل يأمره بتركها حتى تهدء من تلقاء نفسها ظل يجاهد ذلك الصراع الذى يدور بداخله حتى انتصر الاخير وبدءت شهقاتها تهدء رويدا رويدا قبل استماعه لانتظام انفاسها فى دلاله على ذهابها فى النوم تنهد بضيق وهو يمسح على وجهه بباطن كفه لقد مر أسبوع كامل على تلك الحاډثه ومازالت الڼار تستعر بداخله كلما تذكرها يجاهد ويجاهد ويحاول التظاهر بالامبالاة ووضع قناع الصلابه والبرود فوق ملامح وداخله ممزق إلى اشلاء صغيره شعور مضنى بالڠضب والعجز والألم تزايد عندما رأها تبكى على ذلك الفرات صديقه !! الذى تركها بمفردها لمواجهه عائله بل قريه بأكملها !! تنهد مره اخرى مفكرا بحسره ماذا فعل لها ليستحق ذلك الحب منها وماذا عنه هو !.. من كان ينتظر حتى تكتمل شخصيتها الهشه وتصبح قويه كفايه لاختيار شريكها !! حتى تصبح حرة فى اختياره !! نعم اختياره لقد احبها منذ تلك اللحظه التى استدعاه الجد لمناقشه امر هام معه كان ذلك بعد وفاه عمه جلال ووالدها بعده ايام قليله فى ذلك اليوم اغلق الجد غرفه المكتب على كليهما وأجلسه امامه ولم يكن تجاوز الخامسه عشر بعد ثم قال بهدوء
مراد .. انت عارف ان عمك ماټ .. وأسيا وحيده معندهاش اخ ولا اخت .. عايزك دايما فى ضهرها وتحميها من غير ما تطلب ومن غير ما تحس .. فاهمنى !..
حرك مراد رأسه عدة مرات متفهما بحماس ثم قال بصوته المتباين ما بين مرحله انتهاء الطفوله وبدايه الخشونه
حاضر يا جدو .. أسيا زى ليلى اختى بالظبط ..
قاطعه الجد عثمان قائلا بصرامه
لا يا مراد .. أسيا مش اختك .. أسيا بنت عمك .. فاهم يعنى ايه بنت عمك !.. يعنى تحميها من اى حد وتقف جنبها لحد ما يجى الاوان .. اتفقنا !..
وكأن وصايه الجد تلك هى بذره الاهتمام التى زرعها داخل قلب حفيده بنفسه وتركها تكبر شيئا فشئ برعايه مراد حتى ترعرعت وازدهرت واصبح ذلك الاهتمام حب كبير أخفاه داخل صدره منتظرا الوقت المناسب للبوح به وها قد أتت الرياح بما لا تشتهى السفن لتتسبب هى نفسها أسية قلبه بچرح عميق لا يستطيع غفرانه لها .
اتكأ على جانبه بعدما تأكد من ذهابها فى النوم ليتأمل ملامحها الغافيه بشغف ثم اقترب منها ببطء وهو يمد أنامله بحذر ويتلمس بسبابته وجنتها لمسح تلك الدموع العالقه بحفنها المغلق ثم وبترو شديد استلقى جوارها ډافنا رأسه داخل خصلات شعرها مستنشقا عبيره وقد قرر استراق ساعات قليله بقربها تروى ظمأ روحه وشوقه لها والذى استمر لسنوات متناسيا غضبه منها فقط حتى الصباح .
فى الصباح تملمت أسيا داخل فراشها ثم فتحت عينيها ببطء متذكره احداث البارحه اغمضت عينيها مرة اخرى وهى تزفر بحزن مقاومه وخز الدموع الذى بدء يعلن عن نفسه بداخل مقلتيها الناعسه من جديد تخبط شديد تشعر به حزن وڠضب وسخط نعم حزن على تسليم قلبها لمن لا يستحقه وڠضب من نفسها على وهم عايشته سراب ظنته حقيقه وتبعته حتى اخر المطاف سخط على كل من حولها على عاداتهم العقيمه !! على اسم حملته دون رغبه منها ! على تلك القريه التى أجبرتها على الزواج من شخص يبغضها وتخافه !! شخص فعل ذلك رغما عنه مثلها تماما فقط من اجل انقاذها وانقاذ اسم لم تختاره فتحت جفونها وقامت بمسح دمعه وحيده سقطت عنوه من داخل عينيها لن تذرف دمعه اخرى عليه ستتعايش وتلملم جراح قلبها خلال المده المتفق عليها مع مراد وبعدها ستصبح حره لفعل ما تشاء وقتما تشاء نعم هذا ما قررته وهى تنهض من فوق الفراش استعدادا لمواجهه يوم جديد أصبحت تحمل فيه لقب متزوجه زوجه !!! لقد ذكرها ذلك بمراد زوجها ترى اين هو ! بالطبع فى الخارج لوت فمها بسخريه هل توقعت ان تستيقظ من نومها لتجده يحتضنها من الخلف ويحتويها بين ذراعيه !! او ان يدفن رأسه داخل تجويف عنقها ويستنشق عبير شعرها المنسدل !! حركت رأسها بأستهزاء ثم تحركت نحو الحمام استعدادا بعدها للنزول لمواجهه واقعها الجديد .
تعمدت أسيا التأخر فى النزول حتى يفوتها موعد تجمع العائله للفطور نعم لقد فعلت ذلك عن قصد هروبا من مواجهه الجميع واولهم مراد بوضعهم الجديد ولم تدرى انه هو الاخر فعل نفس الشئ واختفى داخل غرقه مكتبه متحججا بأنهاء اعمال المزرعه المتراكمة اما عنها هى فقد نظرت فى ساعه يدها لتجدها قد تجاوزت التاسعه اذا يمكنها التحرك براحه وعليه فقد تركت غرفتها متجهه نحو الدرج لتتفاجئ بصوت زوجه عمها علي تستوقف والدتها جميله لتسألها بسخريه ونبره ذات مغزى
الا صحيح أسيا منزلتش تفطر معانا ليه !.. اه معلش نسيت انها عروسه واكيد محتاجه ترتاح بعد امبارح ..
توقفت أسيا عن التقدم وتراجعت للخلف تنتظر مرور زوجه عمها والتى كانت تتجنب رؤيتها هى بالذات بسبب تعليقاتها التى دائما ما تكون لاذعة زفرت جميله بضيق وحركت