الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جامدة جدا رهيبة القصول من 1-4

انت في الصفحة 5 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

!! المفروض بباه ومامته كانوا يوصلوا من ساعه ولحد دلوقتى مفيش خبر عنهم او عنه ..
انهت جملتها وهى ټقتحم غرفه الطعام بعصبيه لتجد العائله بأكملها تجلس بملامح وجهه جامده تحرك الجد عثمان نحوها بمجرد رؤيته لها ثم قام بأحتضان يدها بين كفيه قبل ان يقول بنبره خاليه 
أسيا حبيبتى تعالى معايا عايز اقولك حاجه !..
نظرت أسيا إليه بقلق ثم مررت نظرها بتوجس على وجوه عائلتها المتجهمة سلطت نظرها فوق مراد بملامح وجهه الخاليه ثم عادت بنظرها إلى جدها الواقف امامها وهى تقول مستفسره بقلق 
جدو !!! فى حاجه حصلت !..
لم يجيبها الجد بل اخرج ورقه مطويه على شكل خطاب من احد جيوب بنطاله ثم رفعها امام وجهها بصمت التقطتها أسيا بأصابع مرتعشه وقد بدء القلق يتزايد بداخلها ثم فتحتها بلهفه لتقرء ما دون بداخلها مررت نظرها فوق كلمات الخطاب ودموعها تتجمع كلما تعمقت فى قرائته مستحيل !! فرات لا يفعل بها ذلك وخصوصا فى يوم كهذا يوم زفافهم الذى ظل يتحدث عنه بحماس طوال الاسبوع المنصرم !! لا لن يتركها الان بمفردها ويعتذر من خلال خطاب !! عده اسطر مختصره !! أسف !! لا أستطيع المضى قدما فى تلك الزيجه فانا لست مستعد بعد !!! بتلك البساطه !! تركها وهرب !! دون حتى مصارحتها او التحدث إليها وجها لوجهه صړخت بنبره صوت متشنجة 
مستحيل .. لا فرات ميعملش كده !! اكيد فى حاجه غلط !! ..
مد الجد يده ليمسح دموعها المنهمرة من فوق وجنتيها ثم قال بحزن 
اهدى يا بنتى .. انا بنفسى اتاكدت قبل ما ابلغك ..
صړخت بقوه اكبر قائله بحسره 
لا يا جدو .. على الاقل كان هيصارحنى .. ده اكيد مقلب وهو شويه وهيظهر ..
هنا ظهر كرم من خلف الجد عثمان ليقول بتأثر 
أسيا .. انا بنفسى روحت المطار وعرفت ان فرات سافر بطياره الصبح .. سافر لإسبانيا ..
لم تستطع الصمود لأكثر من ذلك بعد سماع تلك الكلمات فقد بدء الډم ينسحب من عروقها وأعصابها تتداعى ولم تشعر الا يرتطم بالارضيه الخشبيه كان مراد هو اول من تحرك نحوها وهو يهتف أسمها پذعر ثم قام بحملها بين ذراعيه والتوجهه بها نحو غرفه مكتبه وضعها فوق الاريكه الوثيره الموضوعه داخل الغرفه وطلب من ليلى التعامل معها وبالفعل بعد دقائق معدوده كانت قد استعادت وعيها وجلست فوق الاريكه تحدق إلى الفراغ والعائله بأكملها تقف حولها تحركت والدتها نحوها ثم چثت بركبتيها امامها وقامت بمسح دموعها المتساقطة فوق وجنتيها وهى تمتم بحنان مواسيه 
متزعليش .. مكنش يستاهل .. مادام اتخلى عنك يبقى ميستاهلكيش ..
لم تجيبها أسيا بل ظلت تحدق إلى الفراغ دون اصدار اى رد فعل يذكر تنحنح عمها علي متسائلا بحرج 
بابا ايه الحل دلوقتى !.. اخلى العمال بره يلغوا كل حاجه ولا هنتصرف ازاى !..
رفع الجد عثمان رأسه بشموخ ثم قال بنبره قويه ثابته 
مفيش حاجه هتتلغى والفرح هيمشى زى ما كان .. أسيا هتتجوز النهارده ..
رفعت أسيا رأسها ببطء تنظر نحو جدها بعدم فهم واستدارت والدتها تنظر نحوه بدهشه وعلت همهمات استغراب من باقى أفراد العائله قبل ان يهتف فايق متسائلا بنزق 
ازاى يا بابا !!! اذا كان العريس طلع بره البلد كلها !!! هتتجوز ازاى !...
هتف الجد پحده مجيبا على تساؤله 
انت ناسى ان البلد كلها عارفه ان فرح حفيدتى النهارده !!! تقدر تقولى هنقول ايه للناس اللى كلها كام ساعه ويوصلوا او حتى اهل البلد !!! عريس بنتنا سابها وهرب يوم فرحها !! تقدر تقولى هيفكروا ازاى ولا انتوا تعليمكم بره نساكم الناس هنا تفكيرها ايه !!! هيقولوا زهق منها ورماها !! فوق يا فايق احنا فى قريه ليها عاداتها وتفكيرها وحتى لو كان غلط .. انا مش هسمح لحد يجيب سيرتها بنص كلمه طول مانا عايش مهما كان التمن .. سامعين !!..
اطرقت جميله رأسها بخزى وتحركت ليلى تحتضن صديقتها بحنان لمواساتها بينما هتفت عزه التى كانت تتابع الموقف بتأثر وحزن شديد 
حضرتك تقصد ايه يا عمى !..
تحدث الجد عثمان بصرامه وهو ينظر إلى ملامح أسيا الباكيه 
الفرح فى ميعاده ..ومراد هو اللى هيتجوز أسيا ..
الفصل الثالث ..
المنتصب وكأن الجد يتحدث عن زواج شخص اخر غيره اما بالنسبه لباقى أفراد العائله فقد اخرستهم المفاجأه ولم يجرؤ احد منهم على التفوه بشئ سوى جميله والده أسيا التى اعتدلت فى جلستها وتحركت بخطوات مثقله حتى وقف امام الجد عثمان ثم قالت بثبات وكبرياء تحسد عليه 
انا مش موافقه .. أسيا معملتش حاجه غلط عشان تجبر حد انه يتجوزها حتى لو كان مراد مع احترامى ليه ..
هنا تدخل فايق والد مراد ليقول بهدوء 
أسيا بنتنا قبل ما تكون بنتك يا جميله ومصلحتها تهمنا زيك واكتر الا لو انتى شايفه ان جوازها من مراد مشكله ..
كانت عزه هى من تحدثت تلك المره تعقيبا على حديث فايق لتقول بتعقل 
أسيا زى ليلى بالظبط عندنا ومحدش ممكن يعترض على حاجه زى دى طبعا بس اسمحولى اقول ان القرار فى الاول والاخير بأيديهم هما الاتنين ..
عقب انتهاء جمله عزه صاح الجد عثمان بصوته الجمهورى ليقول بحسم 
ولا كلمه زياده .. اتفضلوا كلكم بره وسيبونى مع مراد وأسيا لوحدنا ..
انهى جملته وظل ينظر إلى أولاده وزوجاتهم وعندما رأى علامات التردد باديه على وجوههم عاد يهتف من جديد قائلا پحده 
انا قلت بره ..
أطاعه الجميع على الفور وشرعوا فى التحرك من حوله حتى خرج كرم اخر فرد فى الغرفه واغلق الباب خلفه تاركا عثمان فى مواجهه أسيا ومراد انتظر الجد حتى أغلق باب الغرفه جيدا ثم تحدث قائلا برجاء 
مراد ..
لم ينتظر مراد إنهاء جملته فقد قاطعه قائلا بتفهم شديد 
اللى انت عايزه هيتم يا جدى ..
هنا انتقضت أسيا من مقعدها قائله بقوه لم يعدها منها 
لا مفيش حاجه هتم !!! .. انا مش موافقه !!..
استدار مراد المتصلب ينظر إليها وقد بدءت ملامح الڠضب تكسو وجهه فعادت أسيا تقول بنبره اقل حده بعدما لاحظت نظراته القاتله نحوها 
انا معملتش حاجه غلط !!.. لما فرات جالى الاوضه كانت اول مره تحصل وكل ده حصل عشان كان شارب .. انا حاولت اطلعه بس معرفتش .. انا معملتش حاجه غلط عشان حد يتجوزنى شفقه ..
اغمض مراد عينيه ثم قال بهدوء دون ان يحيد بوجهه عنها 
جدو لو سمحت سيبنى مع أسيا لوحدنا ولما هنخرج هتعرف القرار النهائى ..
لدهشتها تحرك الجد على الفور دون التعليق بكلمه واحدة تاركا المجال كاملا لحفيده شعرت أسيا بالتوتر لفكره وجودها داخل غرفه مغلقه بمفردها معه بذلك الحضور الطاغى الذى يفرضه على الجميع حتى الرجال لذلك عادت تجلس فوق الاريكه بصمت سحب مراد احد المقاعد الموجودة داخل الغرفه ووضعه امامها ثم جلس قبالتها بهدوءه المعتاد اخفضت هى رأسها متحاشيه النظر إليه خوفا من نظراته ربما او لانها اختارت تمثيل دور المراه القويه الثابته ولا تريد لنظراتها المرتعبه ڤضح هشاشه موقفها ظل مراد يراقب توترها مطولا دون التفوه بكلمه واحده ورغم ابعاد نظرها عنه الا انها كانت تشعر بنظراته المسلطه عليها تخترق روحها وتفكيرها سويا بعد فتره ليست طويله من الصمت تحدث مراد بصوته الاجش هاتفا أسمها 
أسيا ..
رفعت أسيا رأسها تلقائيا تنظر نحوه بأستغراب فمنذ زمن بعيد لم ينطق حتى أسمها ودائما ما كان يتعامل معها كأنها شخص مجهول ومما اثار دهشتها اكثر هى لمحه اللين التى ظهرت لوهله داخل رماديتيه ثم عادت لجليدها بنفس السرعه حتى ظنت انها خيالات عقلها ولم تحدث حقيقه زفر مراد مطولا ثم بدء يقول بثبات ونبره خاليه 
انا مقدر اللى انتى فيه بصرف النظر هو صح ولا غلط .. ومقدر برضه انك لفتره طويله كنتى بعيده عن هنا ويمكن بعدك ده خلاكى تنسى موقف عيلتنا فى القريه .. من اجداد اجدادنا والحكم هنا لعيلتنا .. لا حد بيقدر يكسره ولا حد بيطلع عن طوعنا .. طبعا فى المقابل عندنا واجبات كتير بنقدمها وتقدرى تقولى معاها شويه تضحيات .. وانا وانتى جزء من العيله دى .. سواء وافقتى او رفضتى لما هيجى عليكى الدور هتضحى عشان الاسم اللى انتى شايلاه ..
صمت قليلا ليبتلع غصه اصابت قلبه ثم عاد يقول بنفس ثباته 
انا مكنتش عايز اتجوز والوقت ده بالذات .. بس الظروف حكمت بده وعشان الكل يفضل تحت طوعى مستعد اعمل اى حاجه حتى لو انى اتجوز واحده بتحب غيرى .. انا مش هجبرك على حاجه بس خلينا نعمل اتفاق .. زى ما قلتلك انا مش فى دماغى جواز دلوقتى عشان كده هنخلى جوازنا على ورق لمده مش كبيره تقدرى تقولى ٦ شهور .. اقل او اكتر على حسب الظروف هنا وبعدها هتكونى حره فى اختيار مصيرك .. اظن ده تمن بسيط جدا قدام الغلط اللى حصل حتى لو انتى مش شايفاه غلط .. بس على الاقل بتدفعى تمن اختيارك الغلط ..
انهى حديثه واستقام فى وقفته ثم تحرك دون انتظار اجابتها تاركها تشعر بالحيره والتخبط من حديثه .. تحرك حتى وصل إلى باب الغرفه ثم استدار ينظر إليها من فوق كتفه وقال بثقه 
هبلغهم بره بموافقتك وانتى استعدى .. كتب الكتاب كمان ٤ ساعات ..
فى المساء ورغم كل شئ كان حفل الزفاف اسطورى فجدها السيد عثمان لم يدخر جهدا لإخراجه فى أبهى صوره جعلت الجميع ينبهر به حتى أسيا شخصيا وبالطبع كان مراد متحكما فى كل شئ ومسيطرا عكسها التى كانت ترتجف كورقه فى مهبالريح كلما تقدم منها احد او تحدث معها احد ومما اثار دهشتها واستنكارها فى ان واحد ان معظم اهالى القريه وضيوف العائله لم تكن تعلم هويه العريس الا عند رؤيته وعندما اتاحت لها فرصه الانفراد بجدها وسؤاله عن ذلك الموقف المريب اجابها ببساطه شديده ان معظمهم لم يهتم بالسؤال عن هويته لذلك هو خطأهم وليس خطئه هو .
انتهى حفل الزفاف اخيرا فقد ملت أسيا من مواصله الابتسام والتظاهر بالسعاده طوال الوقت خصوصا وان مراد لم يوليها اى اهتمام خاص الا بعد عقد القران عندما قام بتقبيل جبهتها اوعندما يقترب رجلا ما منها فيأسر يدها بتملك بالطبع سيستمر فى تأديه دوره فى تلك التمثيليه الهزليه حتى اخر نفس هذا ما فكرت به بضيق وهى تتحرك

انت في الصفحة 5 من 10 صفحات