الجمعة 08 نوفمبر 2024

رواية ياسمين الفصول من 51-60

انت في الصفحة 2 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

المكان
ف أومأ برأسه وهو يعبر للداخل اصطدم ب إحداهن فلم يهتم كثيرا وعبر للداخل.. أحس وكأن المكان يطبق على أنفاسه ولا يطيق مكوثا فيه على غير السابق يرى الجميع گالدمى الراقصة من حوله.. ف أصيب بشعور التهب له صدره لينسحب من المكان على الفور بعدها.
قرر أن يعود  لمنزله ليعيش وحدته من جديد. وغاب في نوم طويل بدون أن يعبأ بأي شئ.
الساعة الواحدة ظهرا.
هذا التوقيت في فصل الصيف يكون ذروة الحرارة المرتفعة خاصة في الأماكن النائية من السكان إلا إذا حاوطها مساحة خضراء شاسعة.. لكنه لم يشعر بكل ذلك حيث كان مكيف الهواء الحائطي قد قام بمهمته وحافظ على درجة برودة المكان.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
لم يحس يونس ب هاتفه الذي رن عدة مرات متتالية وبدون توقف ولكنه انتفض فجأة وقد استشعرت آذانه الصوت أخيرا.. نظر حوله بتشتت قبل أن يعمل عقله بكفاءة ثم تناول الهاتف بعدما أدرك وجود شئ ما غير طبيعي وأجابه على الفور بصوت ناعس 
ألو
كانت نغم مضطربة كثيرا ومتوترة جراء عدم استطاعتها التوصل ل يزيد في هذا الوقت.. ف اضطرت أن تلجأ ل يونس وسط الجلبة التي حدثت في محيط الشركة نتيجة غيابه ل تطلعه على الأمر 
أيوة يامستر يونس العضو المنتدب اللي تبع الوفد الألماني وصل من شوية وقال إن في اجتماع بعد ساعة وهو جه يطمن على الأوضاع قبل وصول الوفد.. يزيد مش موجود وتليفونه مقفول ومحدش عارف يوصله أعمل إيه
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
كان يونس قد استجمع شتات رأسه في غصون لحظات وجيزة واستعاب جيدا ما قالته.. ف نفخ ب انزعاج وهو ينهض من فراشه قائلا 
أنا جاي حالا
أغلق المكالمة معها على هذا الأساس ونظر على ساعة الحائط وهو يقول مشدوها 
نمت ١٦ ساعة! معقول!!
نفض شعره وأوفض نحو دورة المياة كي يغسل وجهه ويفيق على الأقل.. ولكنه توقف هنيهه وقبض على جفونه بقوة كأنه تذكر أمرا كان ناسيه وغمغم ساخطا 
غبي!
خرج مسرعا كي يستخدم هاتفه مرة أخرى متابعا 
طبعا مش هلحق
وضع الهاتف على أذنه وتحدث فيه 
أيوة يانغم أنا في المزرعة مش هلحق آجي.. على الأقل ساعتين عقبال ما أوصل.. أسمعيني كويس خلي سيف يفتحلك مكتبي هتلاقي سلسلة مفاتيح في تاني درج ضمنهم نسخة من مفتاح شقة يزيد.. خلي سيف ييجي معاكي لهناك ومتنزلوش من غيره بالزوء بالعافية تخلوه يروح على الشركة فهمتي
فهمت
وبلغيني عملتي إيه.. سلام
أغلقت نغم المكالمة وهي محدقة في الفراغ كيف ستفعل ذلك مع رجل مثله لا يقوده سوى عقله!! خاصة وسط حالتة النفسية المستعصية التي واجهتها بالأمس.. الأمر جم صعب تسلل شعور بداخلها إنها لن تنجح في الأمر ولن تستطيع مجابهة شخصيته السيئة التي بزغت بوضوح بعد أزمته الأخيرة ولكنها مجبرة الآن على ذلك إن لم يكن لأجله ف لأجل العمل الذي وكلت به.. لأثبات جدارتها وإنها قادرة على أي تحدي من أي نوع حتى وإن التحدي هو يزيد.
.........................................................................
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
............................................................
الفصل الثاني والخمسون
وإن انطفأ فيك الضوء نيراني تضئ طريقك من جديد.
فتحت نغم الباب ببطء شديد وهي تتوقع أن تراه في أي لحظة أحست ب رجفة تتملك من قلبها من ردة الفعل الذي ستواجهها منه ولكنها مجبرة على ذلك.
دخلت وهي تتفقد الأجواء المحيطة بدقة حتى إنها ارتكزت بمسامعها ل تستكشف أين هو بالتحديد ولكن السكون المريب كان يغطي المكان كله.
التفتت ونظرت خلفها لتجد سيف ما زال بالخارج كأنه يأبى الدخول ف قطبت جبينها وهي تهمس مشيرة له 
ما تدخل ياسيف هو انا عزماك
ف خطة خطوتين ونظر ب الأرجاء وهو يتحدث بنفس الخفوت 
هتعملي إيه دلوقتي
ف ضاقت عيناها بعدنا انتزع نفسه من الأمر وقام بتوريطها وحدها 
هعمل إيه!! قصدك هنعمل إيه
ف هز رأسه ب ابتسامة سمجة لاحت على ثغره و 
لأ هتعملي لوحدك.. انتي عارفه دخولنا هنا بالشكل ده نتيجته إيه مستر يزيد لو شافني هنا معاكي هيمسحني من الشركة بأستيكة.. إنما انتي وضعك مختلف أنتي متعينة من رئيس مجلس الأدارة بنفسه.. يعني تحطي رجل على رجل وانتي داخله
ف اضطرب داخلها أكثر وبردت أطرافها وهي تقول 
سيف متسيبنيش لوحدي خصوصا دلوقتي وبعدين إحنا هنا بأوامر من مستر يونس بنفسه
أغلق سيف باب الشقة وعاد يتحدث إليها بعدما نظر لساعة اليد خاصته 
نغم مفيش قدامنا غير نص ساعة بس أنجزينا الله يكرمك وادخلي
ثم ربت على كتفها ل يحمسها قائلا 
يلا اتوكلي على الله وانا هنا
ثم أشار لأقصى اليمين 
متهيألي أوضته هتلاقيها آخر الطرقة دي يلا ادخلي
شدت للأمر مئزره وتأهبت للدخول متجاهلة مشاعر القلق التي ملأتها.. خطت بثبات ثم طرقت على الباب أولا انتظرت وكررت الكرة من جديد ولكن لا يوجد رد نهائيا ف تشجعت وفتحت الباب ببطء ودلفت لترى تلك الصورة. 
كانت حالته مزرية للغاية.. ليس ذلك ف حسب بل كل مكان من حوله مزريا أيضا وبشكل يصيب النظر بالإحباط والضيق زجاجة المياة الفارغة بدون غطاء والملقاه على الأرضية.. كؤوس الشراب على الطاولة بجانب أطباق بعضها يحمل صبابات الطعام والباقي متسخ وفارغ كم كبير من أعقاب السچائر التي استهلكها وأفسد بها صدره.
تثبطت عزيمتها وهي تراه هكذا ملقى بين كل ذلك على الفراش بقميصه الذي انفتحت أغلب أزراره ويغيب عن الواقع تماما. رمقته بنظرات محتقنة لم تخلو من الشفقة ثم خطت وبسرعة نحو دورة المياه الملحقية بالغرفة.. بضع ثوان وخرجت حاملة الدورق المخصص للثلج والذي ملأته بالماء ثم دنت منه وسكبته كله على رأسه وصدره كي يفيق من غيبوبته اللعېنة تلك التي ترك نفسه أسيرا بداخلها.. ف انتفض يزيد من نومته بفزع وقد تسلطت الصدمة على عقله للحظات يحاول إدراك ما يحدث من حوله.. نفض رأسه لتتبعثر قطرات الماء من رأسه ووقعت أبصاره المشوشة عليها.. ف جن جنونه وهو يهدر بصړاخ فيها 
أنتي مچنونة!!
فلم تتراجع عن الشجاعة التي تماثلت لها ولملمت مشاعرها التي تنتمي إليه كي تقذف بها بعيدا في هذه اللحظة الفاصلة واقتربت فجأة وانحنت عليه وهي تتحدث بنفس نبرته الصاړخة 
سايب أهم اجتماع في حياتك كلها ونايم هنا بكل برود أنت إيه معندكش ډم !
ف هب واقفا متحاملا على نفسه كي لا يسقط متأثرا بهذا الضعف والهذيان الجسدي وأطاح فيها بصوته بعدما أعماه غضبه 
وانتي مالك أنتي إيه دخلك في حياتي وبصفتك إيه
ثم نظر حوله وتسائل بفظاظة شديدة 
وډخلتي بيتي إزاي أساسا!
ف أشارت نغم ب المفتاح الذي امتلكته مؤخرا وابتسمت ب سماجة وهي تقول 
معايا المفتاح ودخلت ها.. إيه كمان 
قطب جبينه وقد استطر حاجبيه ب انفعال وهو يقبل عليها بخطوات مندفعة وقبل أن يسترق منها المفاتيح كانت تخفيهم من أمام ناظريه لخلف ظهرها 
جيبتي المفاتيح دي منين
ف لم تجد داعي لإخفاء الأمر وأبلغته على الفور لعل أسم يونس يجعله يتراجع عن أي نية معادية 
من مستر يونس بنفسه قالي آجي هنا عشان أصحيك وتلحق الإجتماع
ثم جابت أعلاه وأسفله بنظرة واحدة متفحصة و 
إزاي وصلت للحالة دي
ف لم ينخفض معدل غضبه أبدا بل إنه تزايد وهو يردف ب 
ملكيش فيه
ثم ابتعد عنها وهو يحك رأسه التي تدور پتألم مفرط وأردف ب 
أطلعي برا
ف اتسعت عيناها وهي تذكره من جديد بالعمل الذي بذل مجهود مضني كي يتممه والآن يتهاون فيه 
الوفد كله زمانه وصل الشركة مين هيستقبله غيرك! وده مشروعك وحلمك اللي بقالك شهور بتخطط له
ف نظر صوبها ب طرفه وهو يعيد كلمته الأخيرة بنبرة أكثر صرامة 
قولتلك أطلعي برا
ولكنه أضاف بعد لحظات 
عايز أغير هدومي
ف زفرت شهيقا عميقا وهي تستعد للخروج و 
مستنياك
وأغلفت الباب من خلفها. 
بدأ يزيد يستوعب تحديدا الهيئة التي عليها غرفته نظر حوله مشدوها من هذه الحالة التي لا يتذكر كيف حدثت.. انتقل نحو الخزانة وغمغم بسخط أثناء ذلك 
إزاي كنت ناسي موضوع الإجتماع ده! 
............................................................................. 
كان يونس أمام المرآة مباشرة يمشط شعره الغزير الأملس بفرشاة الشعر بحركات متعجلة كي يغادر المزرعة ويلحق بالشركة حتى وإن لم يلحق ب الإجتماع على الأقل يعلم بالتطورات حينما يتواجد هناك بنفسه.
نثر من عطره قبيل ارتداء سترته السوداء وأخيرا وضع ساعة اليد الفضية وفتح الباب أثناء إغلاقها على معصمه ف صدم برؤية ملك قبالته ممسكة ب كوب من مشروب الشاي بالحليب.. افتر ثغرها ب ابتسامة باهتة شيئا ما ثم قالت وهي تمد له بالكوب 
عملتلك شاي بلبن
ف انبعجت شفتيه ب ابتسامة واسعة وهو يتناوله منها ممتنا لتفكيرها بشأنه 
تسلم إيدك ياملك مكنش لازم تتعبي نفسك
متقولش كده
ثم أفسحت له الطريق و 
تعالي ننزل تحت وانا هوصلك لبرا
ف راقت له فكرتها وهم ليخرج من خلفها هبطا الدرج سويا حينما كانت تسأله 
نمت كويس امبارح
ف أومأ برأسه و 
نمت كويس أوي هتعملي إيه النهاردة 
ف لم تجد برأسها خطة محددة تمضي بها يومها وأعلنت ذلك له 
ولا حاجه يوم زي أي يوم
فتح الباب لها كي تعبر أولا ثم خرج من خلفها وما أن وقفت أسفل الشمس حتى ارتجفت جفونها وضاقت قليلا بينما كان يقول هو 
بكرة الصبح هبقى آخدك المقاپر زي ماانتي عايزة عشان النهاردة عندي حاجات مهمة في القاهرة مضطر انزل اخلصها الأول
ف أومأت رأسها بتفهم حينئذ رفع يده وظلل على رأسها وأصبح ظهره في مواجهة الشمس كي يمنع تسلل آشعتها عليها .. وبالتحديد أعلى عيناها كي يحجب عنها ضوء الشمس الذي يضايقها ف استطاعت أن تفتح عيناها بسهولة وتنظر إليه بنظرات اشتاقت للتمعن في وجهه وتفاصيله الوسيمة وسط ما مرت به الأيام السابقة حتى إنه ازداد وسامة بعدما ترك لحيته لأيام حتى بزغت بخفة.
أجفلت ملك جفونها شاعرة ب استحياء وقد خطړ على بالها شيئا لتقوله ولكنها ترددت.. في الأخير أفاضت ب 
دقنك حلوة كده بلاش تحلقها
ف ضحك وقد تذكر يزيد في الحال و 
أنتي كده مش هتعرفي تميزيني أنا ويزيد
ف نفت ذلك على الفور و 
أنا هعرف أميزك لو بين ١٠٠ واحد شبهك
اقشعر قشعريرة لطيفة وكأن نسمة ربيعية مرت ملامسة بدنه وارتكزت عيناه عليها وما زالت يداه تظلل فوق رأسها.. ف مدت يدها وسحبتها من أعلاها وأمسكت بأصابعه وهي تقول 
يلا عشان متتأخرش
ف ضم أصابعه على يدها التي اكتشف كم هي صغيرة بداخل قبضته التي تضاعفها

انت في الصفحة 2 من 14 صفحات