رواية ياسمين الفصول من 51-60
مرت بأيام صعبة يدوب بدأت النهاردة بس تتعايش معاها
فسأله بشأن الأمر الذي اتفق عليه كلاهما
وعملت إيه في الموضوع اللي اتكلمنا عنه
كل حاجه اتحلت اللي فاضل بس تقبلها للوضع اللي هتلاقي نفسها فيه
ثم تأفف منزعجا من مشاركته في لعبة كتلك وتابع
بسبب ماضي قديم اضطريت أكذب وأعمل حاجات مكنش ليها أي لزوم عشان أداري على الکاړثة اللي حصلت زمان
ف ابتسم يزيد بدون أن يعبأ بأي شئ و
أنت اللي أصريت على ده أنت وعمي لو كانت عرفت الحقيقة بدري مكنش زماننا هنا دلوقتي
ف استنكر يونس تحدثه بهذه السهولة و
وهي دي حقيقة تتقال يايزيد!!
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
عادي إحنا عيلة اتكتب على رجالتها إنهم يتخانوا
ونهض بعد أن أتم كلمته الأخيرة تلك والتي أصابت يونس بالذهول ثم جلس قبالته وتابع
الموضوع كله كان هياخد يومين اكتئاب وتعديهم
وقف يونس عن جلسته مقررا الإنصراف بدون أن يترك أي تعقيب من خلفه.. ولكن يزيد استوقفه بسؤاله المباغت
حبيتها أوي كده يعني لدرجة إنك مش هتتحمل تشوفها بتتألم !
ف نظر يونس بطرفه و
حبيتها أنا ممتن ليك انت وعمي على الأمانة اللي كلفتوني بيها.. لولا كده كان زمان كل حاجه دلوقتي متغيرة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
خرجت نغم وهي تحمل حقيبتها الصغيرة كي تغادر مقر الشركة.. كلماته الأخيرة ما زالت تتراقص گالأقراط المتدلية في آذانها والحيرة قد تمكنت من عقلها تمكنا شرسا.. ماذا عساها تفعل هل تستمر محاولاتها البائسة من أجله أم تعتزل تلك المهمة الشاقة التي تحس أحيانا إنها أكبر من قدرتها.
وقفت نغم لتخرج هاتفها من الحقيبة قبل الخروج من الشركة ف شاء القدر أن تسمع الحديث القصير جدا بين موظفتي تعملن بالشركة.. حيث شرحت إحداهن للأخرى عن الحالة التي رأت فيها رب عملها ب الجراچ الخلفي للشركة
زي ما بقولك يزيد بيه قاعد جوا عربيته وقافل على نفسه وكأنه بيعيط.. أول مرة أشوفه كده!
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
عبرت نغم وقد استمعت ما يكفيها ويزيد هل تقلق بشأنه الآن أم تتضايق لأنه يحشر نفسه في زاوية الندم والحزن هذه أصبحت مترددة بين كلا الخيارين.. حتى وجدت نفسها تسأل أحد أفراد الأمن عن مكان الجراچ الخلفي واتجهت نحوه منتوية وب إصرار شديد إخراجه من هناك وبأي ثمن.
بحثت بعيناها عن سيارته بين الكثير من السيارات حتى وجدتها على مرمى البصر.. ف أوفضت نحوها وهو تدعو سرا أن لا تجده في حالة مزرية على الأقل حتى رأته بنفسها وهو في حالة من الهدوء المريب.. تنفست بعمق قبيل أن تتجرأ وتفتح الباب الجانبي للسيارة وتستقل المقعد الأمامي بجواره لمحت نظرات الإستنكار المحفوفة ب نية في توبيخها.. ولكنه استبقته قائلة
ندمان ولا لسه بتحبها
زفر بسأم وهو يشيخ بصره عنها وقال
مش هتحبي تسمعي الأجابة أنتي آخر واحدة المفروض تسألي سؤال زي ده
ف سلطت عيناها عليه وهي تقول ب فتور مصطنع
يزيد أنا عايزة أساعدك
ف ابتسم مستخفا بها و
مش هتعرفي
ف تحدت إيمانه الشديد بفشلها قائلة
أنت مجربتش عشان تقول كده
ف نظر يزيد حيالها وصاح قائلأ
عايزة إيه يانغم!! هه
ف صرحت فورا
عايزاك تتنازل عن شعور الذنب اللي مش هيفيدك بأي حاجه.. خلاص اللي حصل حصل
أنتي متعرفيش حاجه
أنا عارفه كل حاجه من أول قصة حبكم لحد ما معتصم دخل بينكم وخدها منك.. بس اقولك حاجه
ف نظر نحوها من جديد كي تتابع هي
مفيش حد يقدر ياخد حد من أيد حد يايزيد.. اللي عاشته رغدة كان نتيجة طبيعية لخيارها وهي نفسها اختارت تكفر عن غلطها في آخر وقت ومش بقول انها تستاهل ده بالعكس.. دي صعبانة عليا جدا
وضعت يدها على مرفقه وضغطت قليلا ل تنتقل أنظاره على موضع اليد بينما كانت تقول هي
أنت غلطت بس متقدرش ترجع الوقت عشان تصلح غلطتك
أطبق يزيد جفونه واستند برأسه للخلف وهو يتحدث ب استفاضة لعل ما بداخله يهدأ قليلا
ده مش مجرد غلط أنا ضحيت بيها وحطيتها في وش المدفع وانا مش حاسس.. كان كل همي أثبتله إني لو عايز أرجعها ليا هرجعها كنت عايزها ټندم إنها شكت فيا وصدقت كلام حد غيري مش كده وبس.. دي اتجوزت صاحبي الوحيد
ثم ابتسم بسخرية وهو يصحح خطئه الأخير
أو زي ما كنت فاكره كده
استدارت رأسه قليلا لينظر إليها من طرفه متابعا
في حاجات كتير جوايا الكلام ميكفيش عشان يوصفها يانغم
تنهد بضيق شديد وفتح باب السيارة.. ترجل منها ووقف بالخارج محاولا التنفس براحة ولكن ثمة ضيق يجثم على قلبه يمنعه من ذلك.. ترجلت نغم أيضا وسارت نحوه حزينة من أجله وقبل أن تتفوه بأي كلمة تآزره بها كان يبادر هو رافضا أي دعم
مش عايز أسمع أو اتكلم عن أي حاجه يانغم مجرد الكلام بيوجعني أكتر
ف أجفلت ب إيماءه صغيرة جدا ووقفت ل جواره مستندة على السيارة قائلة
عندك حق
مرت لحظات طويلة ربنا دقائق والوضع كما هو عليه.. صمت يصيب المكان حتى بتره هو متسائلا
أنتي كنتي هتروحي
ف أومأت برأسها و
آه
ف تحرك من مكانه وفتح الباب كي يستقل سيارته وأردف إينذاك
طيب يلا عشان أوصلك
أرادت ذلك بكل جوارحها ولكنها عارضت في البداية گنوع من حفظ ماء الوجه أمامه و
آ.. مش لازم أنا هاخد أي تاكس يخرجني للشارع العمومي وهركب من هناك
لم ينظر لها حتى وأصر عليها قائلا
أركبي يانغم أنا معنديش خلق عشان أتناقش
ف أسرعت نحو الباب الآخر كي تجلس بجواره من جديد بعدما أدار السيارة.. متمنية أن يدور بينهم أي حوار على الأقل لتطفئ به لوعتها التي لا تنتهي.
...........................................................................
لم يستطع يونس الصبر لأكثر من ذلك يريد وبشدة أن ينهي هذا الأمر كي يتفرغ لما هو أهم.. يتفرغ لها.
أحضر يونس محي إلى المزرعة كي يتمم هذا الحوار ويقوم بتسليم المستندات الهامة ل ملك وبعدما تركه في غرفة الإستقبال خرج كي يخبر ملك بحضوره.. فوجدها بالفعل قد ارتدت ملابسها وهبطت كي تتحدث إليه.. انتظرها بالأسفل وهو يراها تهبط بثبات مرتدية ثيابها السوداء ثم استقبلها متسائلا
هتفضلي لابسه أسود كتير
ف لم ترغب بالتحدث عن هذا الأمر و
سيبني على راحتي يايونس أنا فلت من نينة بأعجوبة وكانت مصممة تخليني أغيره
ف ترك الأمر لها كما رغبت و
اللي يريحك
ثم أشار لها كي تستبقه للداخل.. وعندما رآها محي نهض على الفور وأحنى بصره بتهذيب وهو يردف
البقاء لله ياست ملك
ونعم بالله شكرا
جلست ملك أولا وبجوارها يونس ثم سألت بفضول
هو بابا قالك حاجه قبل ما ېموت ياأستاذ محي
ف أومأ محي برأسه وتناول المظروف الأبيض وهو يقول
الحج إبراهيم كتب المحل بأسمك قبل ما يقابل وجه كريم ووصاني أبلغك إن في حساب بأسمك في البنك
ناولها الظرف وتابع
الحساب ده اتحط فيه شقى عمر الحج الله يرحمه وكمان تمن بيع البيت القديم و......
ف استوقفته ملك وقد شحب وجهها فجأة من تلك المعلومة التي لم تسمع بها من قبل
ثانية واحدة بيت إيه اللي اتباع!!
كان يونس ملتزم بالصمت لم يتدخل في أي شئ بقى يراقب ردود فعلها التي توقعها من قبل خاصة عندما تعلم بشأن بيع منزلهم القديم الذي بقى فيه ذكريات أمها وأبيها القديمة.
بهت محي وهو يجيبها
البيت القديم بتاع الحج باعه كله
ف التفتت ملك ونظرت ل يونس بشدوه وهي تسأله مصډومة
أنت كنت عارف يايونس
ف لم ينكر يونس علمه بهذا الأمر و
عرفت بعد ما عمي توفى الله يرحمه لما كنت بسعى في إعلام الوراثة عشان تستلمي كل حقوقك
انقبض قلبها بحزن شديد وزاغت عيناها لتنظر إلى الفراغ بينما كان محي يتابع
الحقيقة إني جاي عشان أتكلم عن الموضوع الأساسي.. أنا عايز اشتري منك المحل بالبضاعة اللي فيه
اتسعت عيناها وهي تنظر إليه ب استغراب حيث كان مجرد عامل لدى أبيها.. كيف له الآن أن يشتريه كاملا بهذه السهولة!.
صمتت للحظات ف اقترح عليها يونس وكأنه يوجهها نحو رغبته هو
أنا رأيي توافقي لو السعر هيناسبك ياملك أنتي مش هتفهمي حاجه في شغل الملابس ولا التعامل مع التجار
نظرت ملك لهذا الظرف متمعنة فيما يقال بينما أردف محي قائلا
وانا مستعد للدفع وكاش كمان
مازالت نظرات ملك المشدوهه تحوم حوله ف أراد أن يضيف على كلامه كي يكون أكثر إقناعا
أنا شاورت واحد صاحبي وهنتشارك فيه ان شاء الله ها قولتي إيه ياست الكل
ف أردفت على الفور وبدون تفكير
هفكر
ف ألح عليها محي بشكل غير مباشر
إن شاء الله يكون تفكيرك لصالحنا المحل فاتح بيوت ناس كتير ولولا إن في بضاعة تكفي وتفيض كان زمان المحل اتقفل من يوم مۏت الحج الله يرحمه.. أكيد فهماني
ف أومأت برأسها وهي تنهض عن جلستها و
إن شاء الله ياأستاذ محي يونس هيبلغك بقراري
ناولها محي الظرف وهم لينصرف
هكون مستني
ف أشار له يونس و
اتفضل يامحي
وسار كلاهما للخارج حينما كانت ملك تغمغم مع نفسها
بقى كده يابابا بتبيع الحاجه الوحيدة اللي كان فيها ريحة أمي!
وتنهدت ممررة تلك العبرة من طرفها و
حتى وانت مېت عايز تتحكم فيا! مسيبتش ليا قرار ولا رأي
ألقت بالظرف على الطاولة وتحركت ببطء شديد كي تصعد لغرفتها من جديد بعد تلك الصدمة التي تلقتها وكانت كفيلة بأن تظلم الدنيا من جديد في عيناها.. أن تشعر بوجود يد تدخل في حياتها أصبحت عقدتها التي