رواية ياسمين الفصول من 23-28
انت في الصفحة 1 من 10 صفحات
الفصل الثالث والعشرين
علمني كيف أطفئ نيران الشوق حتى لا يظهر إني أموت لهفا
لقد تجاوزت الساعة الثانية ظهرا ومازالت ملك تنام على الفراش وتنظر لذلك الخبر الذي غير مسار اليوم تغييرا جذريا كانت تتطلع لصورة هادي بغرابة لا تصدق نفسها كيف كانت تحب رجل گهذا!
كانت حمقاء حقا أو إنها لم تجد غيره تلتجئ إليه ف غشى شعور الحاجة بصرها وباتت لا تشعر بفداحة ما تفعل تخبطت كثيرا كي تنقذ نفسها من المستنقع الذي وقعت به وعاشت فيه وأثناء تخطبها تعثرت فيه ليكون خط أسود آخر في حياتها المنكوبة
زفرت ملك وهي تترك الصحيفة ولم ترد أن تضيع على نفسها فرصة الإنتشاء والمتعة بذلك الخبر والأسعد شعورها لأول مرة في حياتها التعيسة تلك إنه بات لها عضد متين وظهر قوي ما أن استندت عليه سيحملها بدون أن يكل أو يمل لقد ظهر يونس في الوقت المناسب تماما قبل أن تهلك
أدخل
دخلت كاريمان ومن خلفها فتاتين شابتين ذوات هيئة متأنقة يحملن حقيبتين ضخمتين ابتسمت كاريمان وهي تنظر نحو ملك و
صباح الخير ياملاك
اتسعت ابتسامتها وهي تبدي إعجابها بذلك اللقب و
صباح النور يانينة حلو أوي ملاك دي
أنتي اللي حلوة
مسحت كاريمان على وجهها حينما وقفت الأخيرة قبالتها ثم باردت كاريمان وهي تشير نحو الفتيات
البنوتات دول جايين من سنتر MS عشان يعملوا ليكي شوية تغييرات بسيطة حاجات كده تغير ال Mood
داعبت كاريمان شعرها وهي تتابع موجهة حديثها للفتيات
ثم سألتها
مين اللي كان بيقص شعرك انتي
ف تحرجت ملك وهي تقول على الفور
آه أنا
عبست كاريمان و
Bunu bir daha yapma لا تفعلي هذا مرة أخرى
لم تفهم ملك من حديثها شيئا ف أعادت كاريمان صياغة عبارتها
متعمليش كده تاني لازم حد Profesyonel محترف هو اللي يعمله
ثم سحبتها برفق نحو منضدة الزينة و
أقعدي
فتحت كاريمان الإضاءة الإضافية وأشارت لهن كي يقتربن منها لفهم ماذا تريد
عايزين نعمل تنضيف كامل للبشرة مع الماسكات أنا جايبة كل الحاجه اللي هتحتاجوها وهتلاقوها في الأدراج هنا كمان نغير رسمة الحاجب ونظبطه مش عايزين يكون رفيع
كل الرؤوس السودا دي مش عايزة أشوفها خالص
تدخلت إحداهن وهي تنظر بتدقيق لوجه ملك
ملامحها أصلا جميلة مش هتحتاج شغل كتير مننا غير Skin cleansing متقلقيش حضرتك
كانت ملك تشعر بتحسن جذري ستعيش أشياء لم تعيشها من قبل مقبلة على لحظات من الإسترخاء و الراحة ستنسى بها آلامها التي لم تنام ليلا متأثرة بها
استطاعت كاريمان أن ترى تلك الإشراقة التي غمرت ملامحها ف سعدت كثيرا وهي ترى تأثير ما تقوم به عليها تنحت جانبا ل تفسح المجال لهن وجلست على الأريكة المتواجدة بالخلف وهي تردف
فتحت الحقائب وبدأن في إخراج الأدوات التي سيقمن ب استخدامها بجانب مستحضرات التجميل التي أتى بها يزيد من قبل لها استرخت ملك على المقعد وتركت نفسها تماما لهن مستدعية إحدى المشاهد التي رأتها في أحد الأعمال السينمائية من قبل إنها تعيش مشهد گهذا الآن ضحكت على ما آلت إليه هي من أشياء لم تكن تتوقع إنها ستعيشها ثم أغمضت جفونها تاركة بشرتها بين يدي إحداهن وقد بدأت في تنظيفه بمحلول ذات تأثير بارد قبيل البدء في جلسة تنظيف البشرة
أخيرا عطلة أسبوعية لن تضطر فيها الذهاب إلى الجامعة خاصة بعد أن أنهت آخر امتحان ل midterm بالفصل الدراسي الأول
جلست نغم بأريحية عقب انتهاء أعمال المنزل وبيدها طبق يحتوي على أنواع متعددة من التسالي والمحمصات كي تكتمل تسليتها بمشاهدة المسلسل التركي الذي تتابعه
قامت بتشغيل الحلقة وجلست تشاهد بتركيز شديد وهي تتناول الفول السوداني وأثناء ذلك شدهت فجأة في أحد الشخصيات التي يجسدها بطل مشهور أوقفت جريان المسلسل ودققت بصرها في الممثل وكأنها رأته في مكان ما وأخيرا حضر على ذهنها ف شهقت بخفوت وهي تردف
يزيد!! سبحان الله شبهه أوي
تلاعبت في ترتيب الدقائق كي تراه في مشهد آخر وكأن الشبه تزايد هنا
تركت المسلسل أسفل سطح المكتب بشاشة الحاسوب ثم فتحت الحساب الشخصي الخاص بها أكلها الفضول وهي تبحث عن حسابه بالإنجليزية كان الأمر شاقا وهي تبحث بين مئات الحسابات بنفس الأسم
حتى لفت انتباهها ذلك الحساب الذي يحمل صورة شخصية له وهو يقف بأحد المناسبات مرتديا حلة سوداء أنيقة وتلك الإبتسامة الجذابة تعلو ثغره راحت تتجول بالحساب الخاص به ولكنها لم تجد عنه أشياء كثيرة بعض الصور الخاصة به فقط
حتى أن معلوماته قصيرة للغاية وكأنه غير مهتم سوى بوجود حساب خاص به وحسب
تركزت أبصارها المتفحصة عليه تشمل كل تقاسيم وجهه بدت معجبة كثيرا بتفاصيله الوسيمة التي لم تلاحظها بين شجارهم الذي لا يتوقف ما أن جمعهم مكان يبدو هنا مختلف تماما كأنه شخص راقي وناعم لا يعرف شيئا عن العصبية الدائمة التي يبدو عليها يبدو هادئا أكثر
مددت بجسدها على الفراش وهي تقترب من شاشة الحاسوب ثم غمغمت
شكله هنا جنتل خالص
ثم تجهم وجهها وهي تستعيد في ذهنها المرات التي تصادفوا فيها وكيف كانت الأجواء مشحونة للغاية بينهم قوست شفتيها ومازالت تتجول يمينا ويسارا بين الصور تقارن بينهم ولكن الحقيقة التي لم تشعر بها إنها كانت تحفظ ملامحه بعدما صدقت على إنه أكثر وسامة وجاذبية من ذاك الممثل الذي تحبه
كأنها هامت فيه بعد أن تركت أمور الخلافات والشجارات بينهم ونظرت من اتجاه آخر
صورة وحيدة كانت تظهر وجهه فقط من قريب تعلقت أبصارها بها قليلا بدون شعور كانت بسمة طفيفة تستقر أعلى مبسمها وظلت هكذا قليلا حتى انزعجت من نفسها فجأة وأغلقت شاشة الحاسوب انتصبت في جلستها ووقفت نظرت حولها لا تدري ماذا تريد بالضبط ثم تناولت صحن المحمصات وخرجت من الغرفة وهي تغمغم
ياريتها بالشكل ده انت دمك سم!
وكأنها أصرفت عقلها عن التفكير فيه بذلك الإدعاء ولكنها في الحقيقة كانت تؤخر من الأمر فقط ليس سوى ذلك حتى إنها أنكرت ذلك الإعجاب اللحظي الذي انتبهت له وبررت ذلك للتشابه الغريب الذي كان بينه وبين أحد ممثلي الأعمال التركية التي تتابعها بشغف والآن أقنعت نفسها بشكل مؤقت إنها نست الأمر وطوته
المنظر الطبيعي الجمالي الذي يراه الآن يخطف الروح والأنفاس بهجته قادرة على انتشالك من أوج حزنك وكآبتك قادرة على تجديد روحك
وقف يونس يستنشق هواء رطبا عليلا وهو يقف بشرفة غرفته التي تطل على البحر مباشرة في مدينة الجمال الجونة ومن بينهما الحدائق الغناء بأشكال وألوان من الورود وسط محيط الكلأ الأخضر اليانع وزرقة البحر الذي يتلألأ ب آشعة الشمس اللطيفة ورائحته
هدأ كثيرا خلال الدقائق التي وقفها هكذا تاركا كفيه على الدرابزون ونظارته الشمسية تغطي عيناه استمع لصوت طرقات خاڤتة على الباب ف تحرك نحوه ب هدوء وفتحه بعدما نزع نظارته ليجد نادل الفندق بثيابه الرسمية يقول بتهذيب
مستر يزيد باعت لحضرتك الأوردر ده
أفسح له يونس المجال كي يعبر أدخل النادل الطاولة وتركها ف أعطى له يونس حفنة من الإكرامية ليخرج النادل مسرورا أوصد الباب ف بدأ يونس يتفحص ماذا طلب له شقيقه
كانت زجاجة ذات شكل أنيق تحوي مشروب أحمر فاتح سمكه ثقيل تهيأ له إنه مشروب من عصير الفواكه أو ما شابه ف فتحها وبدأ يسكب لنفسه كي يطفئ ظمأ صدره للسوائل الحلوة ومع أول قطرة لمست صدره أحس ب احتراق شديد نتيجة الكحول الذي ملأ المشروب بصق يونس وأسرع بمسح فمه محاولا إخراج بقايا المشروب التي علقت به ثم غمغم بعبوس شديد
الله يحرقك يايزيد! خمړة!!
ترك الكأس وأخرج هاتفه من جيب بنطاله وبدأ يتصل به وما أن استمع لصوته حتى صاح فيه
أنت يازفت! من أمتى وانا بشرب الحاجات دي!! باعتلي خمړة!
كان يزيد ينهي إجراءات تسجيل رفيقته الروسية التي وصلت توا من أجل قضاء العطلة معه بالإستقبال ولكنه لم يمنع نفسه من الضحك وهو يستمع لتوبيخ شقيقه له وحاول أن يثير عصبيته أكثر گنوع من المزاح
أهدى بس ياسيسو دي حاجه تلطف الجو بس
أبعد الهاتف عن أذنه قليلا وقد اخترق الصوت العالي آذانه ثم عاد يتحدث بنفس الهدوء المستفز
ياعم روق دي حتة إزازة ٤٠٠ مل بس
حمحم يزيد وهو يرى صديقته تقترب بعد إنهاء مكالمتها وأنهى توبيخ شقيقه على الفور قبل أن تسمع هي
طب هقفل عشان معايا waiting
وأغلق على الفور ابتسمت چين ابتسامة ساحرة وهي تضع مرفقها على كتفه وقالت بتغنج
I miss you so much أفتقدك كثيرا
نظر يزيد نحو موظفة الإستقبال التي نظرت إليه بنظرات غريبة ثم نزع يدها بلطف وهو يجيب
Me too أنا أيضا
ثم همس بجوار أذنها
Lets not draw attention دعينا لا نلفت الأنظار
وقفت معتدلة ووضعت نظارتها الوردية على عيناها
Okay
سحب العامل حقيبتها وسار معهم نحو المصعد ف تأبطت چين بذراعه وهي تسأل بتحمس
Are we going to spend the night together? هل سنقضي الليلة معا
ف مسح على ذقنه وهو يخيب أملها ويخبط طموحاتها
No dont forget my brothers here
لا لا تنسي أخي هنا معنا
ف عبست وهي تدخل للمصعد مستبقة إياه بينما برر هو
I told you from the beginning لقد أبلغتك بذلك من البداية
ثم لاطفها وهو يداعب شعرها قائلا
Dont be sad
Well celebrate together after the convention
لا تحزني سنحتفل سويا بعد الإتفاقية
مدد يونس ساقيه على المقعد الأمامي وهو يسترخي في الشرفة الواسعة مغمض العينين رغم الأجواء البديعة التي تساعد على تصفية الذهن إلا أن ذهنه كان مشتت وعقله ليس مرتاحا من فرط الأمور العديدة التي يفكر بها في آن واحد
فتح عيناه لتكون السماء أول ما يراه ظل هكذا قليلا ثم اعتدل كي يقوم بمكالمة هاتفية تذكرها الآن وقف وهو يضع يده في جيبه ثم أردف حينما أجاب الطرف الآخر
أيوة ياعيسى عملت إيه
ابتسم نصف ابتسامة وهو يتلقى الجواب و
عظيم جبته بنفس المواصفات اللي قولتلك عليها وحطيت عليه كل حاجه
صمت لبرهه ثم تابع
تمام أوي روح سلمه زي ما فهمتك
أغلق المكالمة
وترك الهاتف ثم دلف وهو ينزع عنه تيشرت قطني كحلي اللون وألقاه على الأريكة ثم سحب المنشفة ودلف لدورة المياه كي يلطف حرارة جسده قليلا
منذ أن غادرن الفتيات وهي تجلس مبتهجة تنظر للمرآه تقريبا كل دقيقتين تتأمل بشرتها الصافية المتوردة والتي أضيئت بلمعة جميلة وشكل شعرها الجديد الذي أحبته لأول مرة منذ أن أصبح قصيرا وقد تم اقتصاصه بشكل احترافي ليزين بقصره جانبي عنقها لا يكاد يصل لكتفها إحدى الجانبين