رواية كامل كاملة
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
١
ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﺰﻣﻲ ﺫﻭ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﺭﺑﻴﻌﺎ ﻟﻤﻨﺰﻟﻪ ﺍﻟﻔﺨﻢ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍ ﺟﺪﺍ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ . ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﺎﺩﺗﻪ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺠﺰ ﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻓﻬﻮ ﻃﺒﻴﺐ ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ ﺍﻟﻤﺨﻤﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﺗﺘﺼﺎﺭﻉ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺟﺮﺓ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺗﻔﻮﻕ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ . ﻛﺎﻥ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻷﻧﺎﻗﺔ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺳﺤﺮ ﺗﺮﻯ ﺃﻳﺎ ﻣﻦ ﻣﻴﺰﺍﺗﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﻫﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻄﻔﻠﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻓﺠﺮ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ﻭﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻪ ﺍﻟﻼ ﻣﺒﺎﻟﻴﺔ ﻟﻬﻤﺎ .
ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﺎ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﺒﺮﻭﺩ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﺃﻑ ﺃﺳﻄﻮﺍﻧﺔ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺩﻱ ﻣﺶ ﻫﺘﺨﻠﺺ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺯﻳﻲ ﻋﻴﺎﻧﻴﻨﻪ ﻛﺘﻴﺮ ﻫﻴﻜﻮﻥ ﻓﻴﻦ ﻳﻌﻨﻲ ! ﻣﺎ ﺣﺪﺵ ﻓﻬﻤﻚ ﺇﻥ ﺩﻩ ﺣﺎﻝ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺩﺍﻳﻤﺎ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ
ﻧﻔﺬ ﺻﺒﺮ ﺳﺤﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻬﺎﻧﺘﻪ ﺑﺬﻛﺎﺋﻬﺎ ﻫﺘﻔﻀﻞ ﺗﻜﺬﺏ ﻟﺤﺪ ﺇﻣﺘﻰ
ﻟﻢ ﺗﻬﺘﺰ ﺷﻌﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﺃﺟﻌﻠﻬﺎ ﺑﺠﻔﺎﺀ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺑﻘﻰ ﻭﻣﺎﺗﻨﻜﺪﻳﺶ ﻋﻠﻴﺎ
ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻳﻪ ﻳﻌﻨﻲ ﻋﺪﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻋﺸﺎﻥ ﺃﺟﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺑﺘﺎﻋﻲ
ﺗﺴﺎﺅﻟﺖ ﺳﺤﺮ ﺑﻜﻞ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﻠﺔ ﺍﻟﻐﻴﻮﺭﺓ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻣﻊ ﻣﻴﻦ
ﻓﺎﺽ ﺑﺴﺤﺮ ﺍﻟﻜﻴﻞ ﻃﻠﻘﻨﻲ ﻳﺎ ﻛﺎﻣﻞ
ﺍﻏﺘﺎﻅ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻴﺎ ﻓﻴﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺰﻥ ﻟﻄﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﻓﻘﺪ ﻓﻘﺪﺕ ﻣﻨﺰﻟﺘﻬﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺃ ﻣﻐﺎﻣﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻄﺎﺋﺸﺔ ﻭﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺸﺒﻮﻫﺔ ﺃﻧﺖ ﻓﺎﻛﺮﺓ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﺘﻤﺴﻚ ﺑﻴﻚ ﺃﻧﺎ ﻗﺎﻋﺪ ﻣﻌﺎﻙ ﻋﺸﺎﻥ ﺧﺎﻃﺮ ﻓﺠﺮ
ﺍﺧﺘﺮﻗﺖ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻗﻠﺐ ﺳﺤﺮ ﻛﺎﻟﺨﻨﺠﺮ ﻓﺮﺩﺕ ﺑﺎﻧﻔﻌﺎﻝ ﻫﺎﺧﺪ ﻓﺠﺮ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﻭﺃﺭﻳﺤﻚ ﻣﻨﻲ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻃﻠﻘﻨﻲ
ﺳﺤﺮ ﺑﻴﻦ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻔﺮﻳﻄﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻗﺴﻮﺗﻪ ﻭﺧﻴﺎﻧﺘﻪ ﺃﻧﺖ ﻣﺶ ﻓﺎﺿﻲ ﻟﻬﺎ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻫﻴﻜﻮﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻌﺎﻳﺎ
ﺭﻓﻊ ﻛﺎﻣﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻧﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻏﻠﻈﺔ ﻭﺍﺳﺘﻔﺰﺍﺯ ﺑﺠﺪ ﻧﺴﺄﻝ ﺃﻱ ﻗﺎﺿﻲ ﻛﺪﻩ ﻭﻧﺸﻮﻑ ﻫﻴﺨﺘﺎﺭ ﻟﻬﺎ ﻣﻴﻦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻠﻲ ﺩﺧﻠﻪ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻻ ﺑﻨﺖ ﺑﺎﺑﺎ ﻭﻣﺎﻣﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﺎﺷﺘﻐﻠﺘﺶ ﻳﻮﻡ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﺎﺳﺘﺠﺪﺍﺀ ﻭﺗﺴﺎﺅﻝ ﺑﺲ ﻫﺒﻘﻰ ﺃﺷﻮﻓﻬﺎ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ
ﻧﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﺨﺒﺚ ﻃﺒﻌﺎ ﻃﺒﻌﺎ
ﻗﺎﻟﺖ ﺳﺤﺮ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻨﺰﻉ ﺣﺠﺮﺍ ﻳﺜﻘﻞ ﻛﺎﻫﻠﻬﺎ ﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﻃﻠﻘﻨﻲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ
ﻛﺎﻣﻞ ﺑﻼ ﻣﺒﺎﻻﺓ ﺃﻧﺖ ﻃﺎﻟﻖ ﻫﺴﻤﺢ ﻟﻚ ﺗﺮﻭﺣﻲ ﺑﻴﺘﻜﻢ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻫﺒﻌﺖ ﺣﺪ ﻳﺎﺧﺪﻫﺎ ﺑﻜﺮﺓ
ﺃﻣﺎ ﻛﺎﻣﻞ ﻓﺪﺧﻞ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﻲﺀ ﻭﻛﻞ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﻳﺎﻻ ﺑﻼ ﻧﻜﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻣﺎﺣﺪﺵ ﻫﻴﺤﺎﺳﺒﻨﻲ ﻭﻳﻘﺮﻓﻨﻲ ﻫﻲ ﻳﻌﻨﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎﻛﺮﺓ ﺍﻳﻪ ﺇﻧﻲ ﻣﻴﺖ ﻓﻲ ﺩﺑﺎﺩﻳﺒﻬﺎ ﺳﺤﺮ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻭﺧﻠﺼﺖ ﺃﻣﺎ ﻓﺠﺮ ﻣﻌﺎﻫﺎ ﺩﻻﻝ ﺍﻟﻤﺮﺑﻴﺔ ﺑﺘﺎﻋﺘﻬﺎ ﻣﻦ ٣ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﻭﺍﺧﺪﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﻭﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﺗﻔﻜﺮ ﺩﻻﻝ ﺗﻤﺸﻲ ﻳﻴﻴﺠﻲ ١٠ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺃﻱ ﻣﺮﺑﻴﺔ ﺗﺘﻤﻨﻰ ﺗﻘﻮﻝ ﺃﻧﺎ ﺍﺷﺘﻐﻠﺖ ﻋﻨﺪ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﺰﻣﻲ
ﺧﺮﺟﺖ ﺳﺤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﺭﺑﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻓﺠﺮﺍ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺗﻨﻔﺲ ﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻹﻫﺎﻧﺔ ﻭﺍﻹﺫﻻﻝ ﻟﻜﺮﺍﻣﺘﻬﺎ ﻭﺃﻧﻮﺛﺘﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻓﻀﻴﺤﺘﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻛﺎﻣﺮﺃﺓ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻳﺒﺤﺚ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻣﻨﻬﺎ . ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺯﻭﺍﺟﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﺣﺎﻧﻴﺎ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺧﺎﺋﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﻐﻮﻻ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﻓﻘﻂ ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻨﺬ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺣﻴﻦ ﺃﺟﺮﻯ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﻟﺼﺤﻔﻲ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﻭﻛﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺗﺠﺎﺭﺑﻪ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻢ ﻛﺎﻣﻞ ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻷﺳﺒﻮﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺘﺒﻪ ﻭﻣﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﻮﺍﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺃﺟﺮﻩ ﺗﻌﺎﻗﺪﺕ ﻣﻌﻪ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺃﺭﻗﻰ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﺟﺮﺍﺣﺎﺗﻪ ﺑﻬﺎ ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻤﻈﻬﺮﻩ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﺍﺷﺘﺮﻯ ﻋﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻡ ﺑﺸﺮﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﻔﺨﻢ ﻓﻲ ﺃﺭﻗﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻋﺘﺎﺩ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻠﺤﻔﻼﺕ ﻭﺣﺪﻩ ﺩﻭﻧﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺪ ﺳﻬﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﺠﺐ ﺃﻏﻠﺐ ﺣﺎﺿﺮﻳﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺳﺮ ﻣﺤﺘﺮﻣﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺩﻭﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺼﻴﺪ ﻣﻦ ﺗﺸﺎﺑﻬﻪ .
ﻗﺎﺩﺕ ﻭﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻣﻨﻬﻤﺮﺓ ﻟﻠﺤﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺄﻭﺍ ﻭﺗﺰﻭﺟﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﺬ ﻏﺎﺩﺭﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﻴﻼ ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺃﻛﻴﺪ ﻫﻴﺰﻫﻖ ﻣﻦ ﻓﺠﺮ ﻭﻳﺮﺟﻌﻬﺎﻟﻲ ﻫﻮ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﺎ ﺍﻫﺘﻢ ﺑﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺍﻣﺴﻚ ﺃﻋﺼﺎﺑﻲ ﻭﻣﺎﺣﺴﺴﻮﺵ ﺇﻧﻲ ﻋﺎﻭﺯﺍﻫﺎ ﻋﺸﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﺪﺵ ﻣﻌﺎﻳﺎ
ﺩﺧﻠﺖ ﺑﻴﺖ ﻭﺍﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻭﺍﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺴﺘﻴﻘﻈﻴﻦ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻓﺰﻋﻮﺍ ﻟﺮﺅﻳﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻗﺼﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎﺣﺪﺙ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﺛﻢ ﺃﺿﺎﻓﺖ ﺑﻨﺘﻲ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ ﺑﻨﺘﻲ ﻻﺯﻡ ﺗﻴﺠﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ
ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻣﺸﻔﻘﺎ ﺍﻫﺪﻱ ﺑﺲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺧﺸﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﺍﺳﺘﺮﻳﺤﻲ ﻭﻧﺎﻣﻲ ﻭﺑﻜﺮﺓ ﻧﺴﺄﻝ ﻣﺤﺎﻣﻲ ﻧﻔﻬﻢ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﺇﻳﻪ
ﻓﻲ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ ﺗﻘﻠﺒﺖ ﺳﺤﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺮ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﺗﺴﻌﺪ ﺑﺨﻼﺻﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﺃﻡ ﺗﺤﺰﻥ ﻟﻔﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺘﻬﺎ ١٢ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﺒﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﻋﻘﻠﻬﺎ ﻻﺑﻨﺘﻬﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﺘﻄﻤﺌﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺶ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﺃﺧﺴﺮ ﻓﺠﺮ ﺃﻛﻴﺪ ﻫﻴﻠﻴﻦ
ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺩﻓﻌﺖ ﻓﺠﺮ ﺛﻤﻨﺎ ﻏﺎﻟﻴﺎ ﻟﺼﻠﻒ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻭ ﻏﻠﻈﺘﻪ ﻭﻣﻐﺎﻣﺮﺍﺗﻪ
٢
ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻓﺠﺮ ﻛﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻣﺮﺑﻴﺘﻬﺎ ﺩﻻﻝ ﻭﺗﺤﻀﺮﺕ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﻭﺍﻟﺪﻳﻬﺎ ﻓﺘﺼﻮﺭﺕ ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻏﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻮﻝ ﺳﻬﺮﻫﺎ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﺍ ﻟﻮﺍﻟﺪﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺮﻯ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺻﺒﺎﺣﺎ ﺃﺑﺪﺍ ﻟﻜﻦ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﻟﻬﺎ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﻳﺎﻡ
ﻋﺎﺩﺕ ﻓﺠﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻟﺘﺠﺪ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﺑﺎﻟﻤﻨﺰﻝ
ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺘﻬﻠﻠﺔ ﺇﺯﻳﻚ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﻲ ﺁﻣﺎﻝ ﻓﻴﻦ ﻣﺎﻣﻲ
ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﻐﻠﻈﺔ ﻣﺎﻣﺘﻚ ﺳﺎﺑﺘﻚ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﺭﺟﻌﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺟﺪﻭ
ﻧﺰﻝ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻛﺎﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﺪﻣﺔ ﻭﺑﻜﺎﺀ ﻃﺐ ﻟﻴﻪ ﻣﺎﺧﺪﺗﻨﻴﺶ ﻣﻌﺎﻫﺎ
ﻟﻢ ﻳﺮﺣﻢ ﻛﺎﻣﻞ ﻗﻠﺐ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺑﺘﻌﻴﻄﻲ ﻟﻴﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺘﺤﺒﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻀﻠﺖ ﻣﻌﺎﻛﻲ ﻫﻨﺎ
ﺑﺪﺃﺕ ﻓﺠﺮ ﺗﺴﺘﻌﻄﻔﻪ ﺑﻴﻦ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻋﺸﺎﻥ ﺧﺎﻃﺮﻱ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﻲ ﺧﻠﻴﻨﻲ ﺃﺭﻭﺡ ﺃﻋﻴﺶ ﻣﻌﺎﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺟﺪﻭ
ﺭﻓﻊ ﻛﺎﻣﻞ ﺃﺻﺒﻌﻪ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻣﻬﺪﺩﺍ ﻟﻮ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺕ ﻋﻴﺎﻃﻚ ﺗﺎﻧﻲ ﻋﺸﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺳﺎﺑﺘﻚ ﻣﺶ ﻫﺨﻠﻴﻜﻲ ﺗﺸﻮﻓﻴﻬﺎ ﺧﺎﻟﺺ ﻭﻻ ﺗﻜﻠﻤﻴﻬﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﻋﺎﺭﻓﺔ ﺃﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﺑﻘﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﺑﻨﻔﺬﻫﺎ ﺍﺟﻬﺰﻱ ﻳﺎﻻ ﻋﺸﺎﻥ ﻧﺘﻐﺪﻯ ﺳﻮﺍ
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﻓﺠﺮ ﺇﻻ ﻧﺎﺩﺭﺍ ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻟﻠﻌﻘﺎﺏ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻀﺮﺑﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻬﺎﺑﻪ ﺟﺪﺍ ﻭﺗﺨﺸﻰ ﻏﻀﺒﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﻭﺻﻌﺪﺕ ﻟﻐﺮﻓﺘﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎﺭﺓ
ﺍﺗﺼﻠﺖ ﻓﺠﺮ ﺑﻮﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻭﺻﻮﺗﻬﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻣﺎﻣﺎ ﻣﺎﻣﺎ ﻟﻴﻪ ﻣﺎﺧﺪﺗﻨﻴﺶ ﻣﻌﺎﻛﻲ
ﺳﺤﺮ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﻣﺎﺗﻘﻠﻘﻴﺶ ﻳﺎ ﻓﺠﺮ ﻫﺮﺗﺐ ﺃﻣﻮﺭﻱ ﻣﻊ ﺑﺎﺑﻲ ﻭﻫﻨﺸﻮﻑ ﺣﻞ ﺃﻛﻴﺪ
ﻓﺠﺮ ﻣﺎﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻣﺶ ﻣﻤﻜﻦ ﺃﻋﻴﺶ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﺟﻨﺒﻲ
ﺳﺤﺮ ﻭﻗﺪ ﻏﻠﺒﺘﻬﺎ ﻋﺒﺮﺍﺗﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﻌﻴﺶ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻙ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺃﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻛﻠﻬﺎ
ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺠﻴﺐ ﻓﺠﺮ ﺟﺎﺀﻫﺎ ﺻﻮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻏﺎﺿﺒﺎ ﺃﻗﻔﻠﻲ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﻮﻥ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻭﺍﻧﺰﻟﻲ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﻟﻐﺪﺍ
ﺃﻧﻬﺖ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺩﻣﻮﻉ ﻭﻧﺤﻴﺐ ﻭﻏﻴﺮﺕ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻭﻏﺴﻠﺖ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻧﺰﻟﺖ ﻟﻮﺍﻟﺪﻫﺎ .
ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻣﻞ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﺼﻮﺭﺍ ﻣﻨﻪ ﺇﻧﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﺴﻢ ﺳﻴﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻳﺠﻌﻞ ﻓﺠﺮ ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻳﺴﺘﺴﻠﻤﺎﻥ ﻹﺭﺍﺩﺗﻪ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﺍﻝ .
ﺫﻫﺒﺖ ﺳﺤﺮ ﻭﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻭﻗﺪﺭ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺃﻧﺎ ﺭﺃﻳﻲ ﺗﺘﻔﺎﻫﻤﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺔ ﻣﺴﺘﺒﻌﺪ ﺇﻥ ﻗﺎﺿﻲ ﻳﺤﻜﻢ ﻟﻜﻢ ﺑﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﺶ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻭﺿﻊ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺃﺣﺴﻦ ﺑﻜﺘﻴﺮ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﻴﻌﺘﺒﺮﻭﻩ ﺍﻷﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ
ﺳﺤﺮ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺛﻐﺮﺓ ﺑﺲ ﻫﻮ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺩﻱ ﻧﻘﻄﺔ ﻫﺘﻜﻮﻥ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﻣﺎﺗﻨﺴﻮﺵ ﺇﻧﻪ ﻫﻴﺠﻴﺐ ﻣﺤﺎﻣﻲ ﺇﻳﺪﻩ ﻃﺎﻳﻠﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻣﻌﺎﻩ ﺃﺣﺴﻦ ﺃﻧﺎ ﻣﻤﻜﻦ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻜﻢ ﻧﺮﻓﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﺃﻧﺎ ﻋﺎﺭﻑ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺻﺪﻳﻖ ﺃﺧﻮﻳﺎ ﻭﻋﺎﻭﺯ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺳﺤﺮ ﻭﺗﻮﺳﻠﺖ ﻟﻜﺎﻣﻞ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻘﺘﻨﻌﺎ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻓﺠﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻪ ﺳﺘﺸﻌﺮ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺑﺎﻷﻣﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﺇﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺘﺮﻙ ﺳﺤﺮ ﺗﻨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻮﻗﻒ ﻭﺍﻷﻫﻢ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺘﻨﻌﺎ ﺍﻧﻪ ﺍﻷﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺑﻨﺘﻪ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻓﻔﻲ ﻇﻨﻪ ﺇﻥ ﺳﺤﺮ ﻭﺃﺳﺮﺗﻬﺎ ﺃﻧﺎﺱ ﻃﻴﺒﻴﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻓﺠﺮ ﻣﻦ ﻓﺘﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻮ ﺧﺒﻴﺮﺍ ﺑﻬﺎ .
ﻭﺣﺎﻭﻝ ﻭﺍﻟﺪ ﺳﺤﺮ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻭﺗﻜﺮﺍﺭﺍ ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺒﺄ ﺑﺄﺣﺪ ﻭﻗﺪ ﺗﻮﻓﻲ ﻭﺍﻟﺪﺍﻩ ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺭﺩﻋﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ
ﻟﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪ ﺭﺅﻳﺔ ﻓﺠﺮ ﻷﻣﻬﺎ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺨﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﻪ ﻛﺎﻧﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﺘﻮﺳﻼﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺄﺧﺬﻫﺎ ﺩﻻﻝ ﺃﺟﺎﺯﺓ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻄﻤﺌﻨﺎ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﻓﺠﺮ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻭﻳﻠﻬﻮ ﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻬﻮ .
ﺷﺨﺼﺎ ﻛﻜﺎﻣﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺘﺮﻙ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺗﺨﺮﺝ ﻭﺗﺄﺗﻲ ﻣﻊ ﺩﻻﻝ ﻓﻬﻮ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺸﻴﻨﺔ ﻻ ﻳﺜﻖ ﺑﺄﺣﺪ ﻓﺄﻭﻗﻒ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺬﻫﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺠﺮ . ﻟﻢ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻠﺒﻲ ﺃﻱ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﺤﻔﻞ ﻋﻴﺪ ﻣﻴﻼﺩ ﺃﻭ ﻧﺠﺎﺡ ﺃﻭ ﻭﺭﻓﺾ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻬﺎ ﻷﻱ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﺟﻌﻞ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﺑﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺇﻧﺴﺎﻧﺔ ﻣﺘﻌﻠﻤﺔ ﺧﺮﻳﺠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺪﺭﺳﺎﺕ ﺇﻧﺎﺙ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺲ ﻻﺑﻨﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﺎﺯﺓ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺁﺧﺮﻯ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺭﺟﻼ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﻪ .
ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻟﻴﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻟﻴﺮﻯ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺎﺩﺓ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺃﻭ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺑﺘﺬﺍﻝ ﻓﻴﺠﻌﻞ ﺩﻋﺎﺀ ﺗﻌﺘﺬﺭ ﻟﻬﺎ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻇﻠﺖ ﻓﺠﺮ ﻭﺳﺤﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺗﻔﺼﻴﻠﻲ ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ﺑﺪﺃﺕ ﻓﺠﺮ ﺗﻨﺸﻐﻞ
ﻣﻌﻠﺶ ﻳﺎ ﻣﺎﻣﻲ ﻋﻨﺪﻱ ﻫﻮﻣﻮﺭﻙ ﻛﺘﻴﺮ ﻭﺍﺟﺐ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﻣﻌﻠﺶ ﻳﺎ ﻣﺎﻣﻲ ﻣﻴﺲ ﺭﺍﻧﺪﺓ ﺑﺘﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺻﻠﺖ ﻣﻌﻠﺶ ﻳﺎ ﻣﺎﻣﻲ ﺑﺎﺑﻲ ﺟﻪ ﻭﻫﻨﺰﻝ ﺃﺗﻌﺸﻰ ﻣﻌﺎﻩ ﻭﻫﻜﺬﺍ .
ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻟﺴﺤﺮ ﺃﻥ ﺗﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻵﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺃﺿﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻋﻤﻼ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﺣﺪ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﻨﺸﻐﻞ ﻫﻲ ﺍﻵﺧﺮﻯ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ .
ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻮﻃﻴﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺳﺤﺮ ﻭﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻓﺠﺮ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻓﺠﺮ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ﻟﻴﺘﻴﻤﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻻ ﺗﺠﺪ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻻ ﻣﻦ ﺍﻷﺏ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻷﻡ ﺑﻞ ﻣﻤﻦ ﺩﻓﻊ ﻟﻬﻢ ﺍﻷﺟﺮ ﻟﻴﻔﻌﻠﻮﺍ ﻣﻬﺎﻣﻬﻢ ﻻ ﻟﻴﻘﺪﻣﻮﺍ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ ﻓﺘﺎﺓ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﺮ .
٣
ﺭﻏﻢ ﻋﻤﻞ ﺳﺤﺮ ﻭﺭﻏﻢ ﺣﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺯﻣﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻔﺴﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺮﺍﻉ ﻃﺎﺣﻦ ﺗﺒﻜﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻓﺘﻘﺎﺩﺍ ﻻﺑﻨﺘﻬﺎ ﻭﻟﺸﻌﻮﺭﻫﺎ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻜﺒﺮ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻟﻘﺪ ﺣﺮﻣﻬﺎ ﻛﺎﻣﻞ