رواية كامل كاملة
ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻟﺤﻀﻮﺭ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻃﺒﻲ ﻭﺳﻴﻌﻮﺩ ﻏﺪﺍ ﺻﺒﺎﺣﺎ .
ﺍﺗﺼﻠﺖ ﻓﺠﺮ ﺑﻨﻮﺭﺍ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻭﻗﺎﺩﺕ ﺳﻴﺎﺭﺗﻬﺎ ﻭﻗﻠﺒﻬﺎ ﻣﻀﻄﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﻧﻌﻢ ﻭﻻ ﻛﺎﻟﻤﺠﺮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺬ ﺳﺮﻗﺔ ﺑﺎﻹﻛﺮﺍﻩ ﻫﻤﺖ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﺪﺓ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺃﻛﻤﻠﺖ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻭﺣﺴﻢ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ
ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻓﺠﺮ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﻧﻮﺭﺍ ﺳﻴﺪﺓ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺣﻘﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺘﺤﻀﺮ ﻭﺍﻟﺮﻗﻲ ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻬﻤﻞ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻬﻤﻪ ﻓﺠﺮ
ﺍﺣﻤﺮﺕ ﻭﺟﻨﺘﻲ ﻓﺠﺮ ﺧﺠﻼ ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺇﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﺩ ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ ﺑﺘﻠﻌﺜﻢ ﺃﻧﺎ ﻛﻤﺎﻥ ﻣﺒﺴﻮﻃﺔ ﺃﻭﻱ ﺇﻧﻲ ﺷﻔﺖ ﺣﻀﺮﺗﻚ
ﻧﻮﺭﺍ ﺑﺼﺨﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﺃﻧﺖ ﻫﺘﻌﻤﻠﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻜﺴﻮﻓﺔ ﻓﺴﺘﺎﻧﻚ ﺗﺤﻔﺔ ﺁﻣﺎﻝ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻋﺎﺭﻓﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﻛﻨﺖ ﻫﺘﺤﻀﺮﻱ ﻓﺴﺘﺎﻥ ﺷﻜﻠﻪ ﺇﻳﻪ
ﻭﺃﺧﺬﺍ ﻳﺘﺒﺎﺩﻻﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﻗﻒ
٧
ﺣﻴﺎ ﻛﺎﻣﻞ ﻧﻮﺭﺍ ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺑﺮﻗﻲ ﻭﺗﻬﺬﻳﺐ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﺍﺳﺘﺄﺫﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ ﺑﺎﺑﻨﺘﻪ ﻣﺤﺎﻭﻻ ﻋﺪﻡ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻱ ﺍﻧﻔﻌﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻣﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻕ ﻟﻴﺼﻄﺤﺒﻬﺎ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ
ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻛﺎﻣﻞ ﻛﻴﻒ ﺍﺣﺘﻮﻯ ﻏﻀﺒﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﺑﺘﻌﺪ ﺑﻔﺠﺮ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﺇﻻ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻧﻬﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﺑﺎﺕ ﺻﻔﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﺭﻛﻼ ﺑﻘﺪﻣﻴﻪ ﺭﺣﺘﻲ ﻛﺎﻡ ﺷﻘﺔ ﻗﺒﻞ ﻛﺪﻩ ﻃﻠﻌﺘﻲ ﻣﻊ ﻛﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻧﻄﻘﻲ ﻣﺎ ﺗﻤﺜﻠﻴﺶ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﺧﺮﺟﺘﻲ ﻣﻊ ﻛﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻗﺒﻞ ﻛﺪﻩ ﺑﻘﻮﻟﻚ ﻣﺶ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻴﻠﺔ ﺯﻳﻚ ﺗﺨﺪﻋﻨﻲ ﻭﺗﺼﻴﻊ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﻴﺎﺝ ﻋﺼﺒﻲ ﻟﻢ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻓﺠﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .
ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻓﺠﺮ ﻛﻴﻒ ﻗﺎﺩ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻤﻨﺖ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻬﻤﺎ ﺣﺎﺩﺙ ﻭﺗﻤﻮﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺗﺬﺑﺤﻬﺎ ﻭﺗﺨﺪﺵ ﺣﻴﺎﺋﻬﺎ ﻭﺗﺘﻮﻋﺪﻫﺎ ﺑﻌﻘﺎﺏ ﻻ ﺗﺘﺨﻴﻠﻪ
ﺣﻴﻦ ﻭﺻﻼ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﺸﺮﺍﺳﺔ ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻪ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺪﻭﺋﻪ ﺍﺧﻔﻲ ﻣﻦ ﻭﺷﻲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻭﺇﻻ ﻫﻤﻮﺗﻚ ﺍﺩﺧﻠﻲ ﺃﻭﺩﺗﻚ ﻭﺍﻗﻔﻠﻲ ﺑﺎﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻛﻤﺎﻥ ﻣﺶ ﻋﺎﻭﺯ ﺃﺷﻮﻑ ﻭﺷﻚ ﺧﺎﻟﺺ
ﺩﺧﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗﻜﻮﻱ ﺻﺪﺭﻩ ﺗﺘﺮﺍﺀﻯ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻳﺴﻤﻊ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﺍﻟﻀﺤﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺟﻨﺔ ﻭﻳﺘﺼﻮﺭ ﺇﻥ ﻓﺠﺮ ﻋﺎﺷﺖ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺠﻮﺍﻟﻪ ﺍﻟﻤﺨﺼﺺ ﻟﻺﺗﺼﺎﻝ ﺑﺤﺒﻴﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻜﺜﺮ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﺑﻐﻀﺐ ﺛﻢ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﻋﻨﻒ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻬﺸﻤﻪ ﺑﺤﺬﺍﺋﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺘﺖ ﻭﺍﻧﻬﺎﻝ ﺗﻜﺴﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺍﻷﺑﺎﺟﻮﺭﺍﺕ ﻭﻣﺮﺁﺓ ﺍﻟﺘﺴﺮﻳﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻫﻮ ﻳﺪﻣﺪﻡ ﺑﻴﻦ ﺁﻫﺎﺗﻪ ﻟﻠﺠﺮﻭﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻟﻴﺪﻳﻪ ﻫﻲ ﺳﺤﺮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻛﺎﻥ ﻻﺯﻡ ﺗﻌﻴﺶ ﻭﺗﺴﺘﺤﻤﻞ ﻛﺎﻥ ﻻﺯﻡ ﺗﻘﻌﺪ ﺟﻨﺐ ﺑﻨﺘﻬﺎ ﺗﺮﺑﻴﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻻﺯﻡ ﺃﺭﻓﺾ ﻃﻼﻗﻬﺎ
ﻭﺻﻮﺕ ﺁﺧﺮ ﻳﺠﻴﺒﻪ ﻣﺎﺩﻳﺘﺶ ﻓﺠﺮ ﻷﻣﻬﺎ ﻟﻴﻪ ﺗﺮﺍﻋﻴﻬﺎ ﻭﺗﺮﺍﻗﺒﻬﺎ ﺃﺻﻼ ﻋﻤﻠﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻟﻴﻪ ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻨﺪﻙ ﺑﻨﺖ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﺘﺮﺩ ﻟﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﻻ ﻣﺶ ﻣﻤﻜﻦ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻓﺠﺮ ﺑﺬﻧﺒﻲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﻃﺎﻟﺐ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﺁﻣﺎﻝ ﺑﺘﻌﺼﻴﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺇﺯﺍﻱ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺠﺮ ﺳﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﺤﺪ ﻓﺠﺮ ﻣﺤﺘﺮﻣﺔ ﻭﺑﺘﺼﻠﻲ ﻭﺇﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﻳﺄﻛﺪ ﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﺘﻘﺎﺑﻠﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺒﺎﻧﺶ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺇﻧﻬﻢ ﻛﺪﻩ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﻲ ﻫﺘﻄﻠﻊ ﺷﻴﺨﺔ ﻭﺃﻧﺖ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﻃﺐ ﺍﺳﺄﻝ ﺍﻟﺨﺪﺍﻣﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺘﺨﺮﺝ ﺇﻣﺘﻰ ﻭﺗﺮﺟﻊ ﺇﻣﺘﻰ ﻭﻫﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﻴﺤﻔﻈﻮﺍ ﺟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻐﺒﻂ ﻛﺎﻥ ﻻﺯﻡ ﺃﺧﻠﻴﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺨﺮﺝ ﻳﻄﻠﺒﻮﻧﻲ ﻣﺎﺗﺨﻴﻠﺘﺶ ﺍﻧﻬﺎ ﻫﺘﻌﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﻳﺎ ﻳﺎ ﺳﻼﻡ ﻛﻨﺖ ﻣﻐﻔﻞ ﻃﺐ ﺃﺑﺺ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻃﺐ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺘﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﺎﻭﺯﺍﻩ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺘﺮﻭﺡ ﺷﻘﺔ ﺣﺪ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﺑﻜﻔﻴﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺼﺎﺭﻉ ﺷﻴﺎﻃﻴﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﻕ ﻣﺎ ﺑﻠﻎ
ﻓﺎﺳﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﻨﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﺑﺮﻫﺔ ﻟﺸﺪﺓ ﺍﻷﻟﻢ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺭﻭﺣﻪ .
ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺠﺮ ﺗﺒﻜﻲ ﻛﺎﻟﻤﺤﻤﻮﻣﺔ ﻫﻲ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻭﻃﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻗﺒﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺷﺮﻓﻬﺎ ﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﻗﻠﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺷﻴﺎﻝ ﻣﻴﺪﻳﺎ ﻋﻨﻪ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻫﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻄﻼﻕ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻫﻞ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺭﺟﻞ ﻻ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﺣﺮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻟﺬﻟﻚ ﺣﺮﻣﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ
ﻻﻣﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻬﻤﺖ ﺳﺒﺐ ﻣﺎ ﺗﺤﻴﺎﻩ ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ ﻭﻟﻶﺳﻒ ﺳﻘﻂ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻣﻤﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﺤﺔ ﻭﺍﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﻓﺠﺮ ﻟﻠﺒﻜﺎﺀ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﻧﺎﻣﺖ
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺁﻫﺎﺗﻪ ﻭﺁﻻﻣﻪ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﺛﺎﻧﻴﺘﻴﻦ ﻟﻴﺘﺬﻛﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺎﻡ ﻟﻴﻄﻬﺮ ﺟﺮﻭﺣﻪ ﻭﻳﺮﻯ ﻋﻤﻘﻬﺎ ﺟﺮﻭﺣﻪ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺎ ﺟﺮﺣﺎ ﻏﺎﺋﺮﺍ ﺇﻻ ﻗﻠﺒﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﺟﺮﻭﺣﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻗﻠﺒﻪ ﻳﺆﻛﺪﺍﻥ ﻟﻪ ﺇﻥ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﻣﻦ ﺷﻜﻮﻛﻪ ﺍﻟﻤﺮﻳﻌﺔ ﻭﻇﻨﻮﻧﻪ ﺗﺴﻮﻝ ﻟﻪ ﺇﻥ ﻣﻦ ﺧﺮﺟﺖ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻧﻪ ﺗﻔﻌﻞ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ
ﺃﺑﻠﻎ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺘﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺒﺎ ﻟﺘﻨﻈﻴﻒ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺮﺭ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﺑﺎﻟﻔﻄﻮﺭ ﻟﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ
ﻃﺮﻗﺖ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﻄﺎﺭ ﻳﺎ ﺳﺖ ﻓﺠﺮ
ﺍﺭﺗﻌﺪﺕ ﻓﺠﺮ ﺧﻮﻓﺎ ﺣﻴﻦ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻘﺪ ﺗﺼﻮﺭﺕ
ﺇﻧﻪ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻫﺪﺃﺕ ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﺘﺄﺧﺬ ﺇﻓﻄﺎﺭﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﻓﻬﻤﺖ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺃﻻ ﺗﻨﺰﻝ ﺍﻵﻥ
ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺔ ﺑﻘﻠﻖ ﻭﻗﺪ ﺭﺃﺕ ﻣﺎ ﺑﻮﺟﻪ ﻓﺠﺮ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺳﻼﻣﺘﻚ ﻣﺎﻟﻚ
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻓﺠﺮ ﺃﻥ ﺗﺮﺩ ﺑﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﺑﺪﺍ ﺳﻬﺮﺕ ﺟﺎﻣﺪ ﻭﻋﻨﺪﻱ ﺻﺪﺍﻉ
ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺔ ﻭﻗﺪ ﻓﻬﻤﺖ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺠﺐ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺪﻳﺮ ﺣﻮﺍﺭﺍ ﻣﻊ ﻓﺠﺮ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻌﻴﻴﻨﻬﺎ ﻃﺐ ﻫﺠﻴﺐ ﻟﻚ ﺑﻨﺎﺩﻭﻝ
ﺩﺧﻠﺖ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻟﺘﻐﺴﻞ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻫﺎﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﺭﺃﺕ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺃﺯﺭﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﻌﺎﺕ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ﺻﺎﺭ ﺃﺭﺟﻮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺿﻐﻂ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻭﺿﺮﺑﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ ﺟﺮﺣﺘﻬﺎ ﺭﻛﻼﺕ ﺣﺬﺍﺋﻪ ﻓﺎﻧﺨﺮﻃﺖ ﻓﻲ ﺑﻜﺎﺀ ﺷﺪﻳﺪ
ﺃﺭﺳﻞ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻮﺟﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﻟﻤﺪﺓ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻮﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻟﺘﺤﻜﻲ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺧﺎﻓﺖ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺮﺅ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺭﺩ ﻣﻜﺎﻟﻤﺎﺕ ﺍﻵﺧﻴﺮﺓ ﻭﺭﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺭﻋﺐ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻃﺮﻗﺖ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﺴﺘﻨﻴﻜﻲ ﺗﺤﺖ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﻟﻔﻄﺎﺭ
ﻗﺎﻣﺖ ﻓﺠﺮ ﻟﺘﻐﻴﺮ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﺰﻳﺪ ﻏﻀﺒﻪ
ﺩﻟﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺗﻌﺶ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﺎﻧﻜﺴﺎﺭ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﻲ
ﻛﺎﻣﻞ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﻭﺟﻬﻪ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻧﺤﺖ ﻣﻦ ﺻﺨﺮ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻨﻮﺭ
ﻭﺗﻨﺎﻭﻻ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﻣﻄﺒﻖ ﻭﻗﺎﺳﻲ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻮﺟﻬﺎ ﻛﻼﻣﻪ ﻟﻠﺨﺎﺩﻣﺔ ﺃﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻋﻤﻠﻴﻠﻲ ﻗﻬﻮﺓ ﻭﻫﺎﺗﻲ ﻛﺎﺑﺘﺸﻴﻨﻮ ﻟﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ
ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻣﻞ ﺩﻭﻣﺎ ﺭﺍﺑﻂ ﺍﻟﺠﺄﺵ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﻐﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻵﻥ
ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻣﻞ ﻧﻮﺭﺍ ﻣﺶ ﻫﺘﻴﺠﻲ ﺗﺰﻭﺭﻙ ﺗﺎﻧﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﺭﺍﻳﺢ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﻮﺩﻳﻜﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻭﺃﺭﺟﻌﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎﻣﺘﻚ ﻫﻨﻘﻠﻞ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺑﺮﺿﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﻮﺻﻠﻚ
ﻓﺠﺮ ﻭﻗﺪ ﺗﺤﺸﺮﺝ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺑﺎﺑﻲ ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻔﺔ ﺑﺲ ﻳﺎ ﺭﻳﺖ ﺗﺴﻤﻌﻨﻲ ﺃﻧﺎ
ﻗﺎﻃﻌﻬﺎ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﻐﻠﻈﺔ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﻈﻢ ﻏﻴﻈﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺶ ﻋﺎﻭﺯ ﺃﺳﻤﻊ ﺣﺎﺟﺔ ﺃﻧﺖ ﺧﻼﺹ ﻓﻘﺪﺗﻲ ﺛﻘﺘﻲ ﻓﻴﻚ
ﻓﺠﺮ ﻣﺘﻤﺴﻜﺔ ﺑﺎﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺑﺮﺍﺋﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﻨﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﻬﻤﻬﺎ ﺑﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﻲ ﺑﺲ ﺑﺠﺪ ﺩﻱ ﻏﻠﻄﺘﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ
ﺭﻓﻊ ﻛﺎﻣﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺄﺳﻰ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻳﻔﺘﻚ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﻭﺗﺴﺎﺅﻝ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﻳﺠﺪ ﻟﻪ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺗﺮﺣﻤﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻔﺘﻚ ﺑﻪ ﻭﺇﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻲ
ﻧﻈﺮﺕ ﻓﺠﺮ ﻟﻸﺭﺽ ﺑﺨﺠﻞ ﻭﺍﻧﻜﺴﺎﺭ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻭﺿﻌﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻛﻴﻒ ﺗﺜﺒﺖ ﻟﻪ ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻧﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﻴﻒ ﺗﻤﺤﻮ ﻇﻨﻪ ﺍﻟﺴﻲﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻴﺘﻬﺎ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻟﻮ ﻋﺎﺩ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻟﺒﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ﻭﺻﺒﺮﻫﺎ
٨
ﺻﻌﺪﺕ ﻓﺠﺮ ﻟﻐﺮﻓﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﻮﺍﺭﻫﺎ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ . ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺎﺗﻔﻬﺎ ﻳﺮﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻭﺍﺗﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﻟﺘﺮﺩ ﻓﻘﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﻀﺒﻪ
ﺟﺎﺀﻫﺎ ﺻﻮﺕ ﺳﺤﺮ ﺑﻠﻬﻔﺔ ﺃﻧﺘﻢ ﻓﻴﻦ ﻳﺎ ﻓﺠﺮ ﺃﻧﺎ ﻣﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻋﻠﻴﻚ
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻓﺠﺮ ﺗﻬﺪﺋﺘﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﻠﻘﻴﺶ ﻳﺎ ﻣﺎﻣﻲ ﺇﺣﻨﺎ ﻛﻮﻳﺴﻴﻦ
ﺳﺤﺮ ﻭﻗﺪ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺷﺘﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺑﻜﻠﻤﻚ ﻣﺎ ﺑﺘﺮﺩﻳﺶ ﻭﻛﺎﻣﻞ ﻛﻤﺎﻥ ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻛﺘﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﻠﻘﻲ
ﺣﻜﺖ ﻓﺠﺮ ﻟﺴﺤﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺎﺑﺘﻬﺎ ﻣﻌﻠﺶ ﻳﺎ ﻓﺠﺮ ﻏﻠﻄﺔ ﺍﻟﺸﺎﻃﺮ ﺑﺄﻟﻒ ﻭﺇﺣﻨﺎ ﺍﺗﻌﻮﺩﻧﺎ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﻣﺎﺗﻘﻠﻘﻴﺶ ﺑﻜﺮﺓ ﻛﺎﻣﻞ ﻳﻬﺪﻯ ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺇﻧﻪ ﻣﺮﺑﻴﻜﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﺗﺮﺑﻴﺔ
ﻃﻤﺄﻧﺘﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﺃﻣﺎ ﺳﺤﺮ ﻓﺤﻴﻦ ﺃﻧﻬﺖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﺑﻜﺖ ﺑﻜﺎﺀﺍ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻝ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻫﻨﻮﺻﻞ ﺑﺎﻟﺒﻨﺖ ﻟﺤﺪ ﻓﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺩﻱ ﻏﻠﻄﺔ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﻌﺪﻱ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻟﺠﺎﻳﺔ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﻌﻤﻞ ﺇﻳﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﺏ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺭﺍﻳﺢ ﻓﺮﺡ ﻭﻭﺍﺧﺪ ﺑﻨﺘﻪ ﻣﻌﺎﻩ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﻩ ﻟﻜﻦ ﻫﻮ ﺣﺎﺭﻣﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻣﺤﻠﻞ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻳﺎﺭﺏ ﺍﺣﻔﻈﻬﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺩﻧﺲ ﻳﺎﺭﺏ ﺍﺣﻤﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﺃﺧﺬ ﻋﻤﺎﺭ ﻳﻄﻤﺄﻥ ﺳﺤﺮ ﺑﺄﻥ ﻋﻘﺎﺏ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻔﺠﺮ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻭﺳﺘﻤﺮ ﻭﺇﻥ ﻓﺠﺮ ﻧﺒﺘﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﻛﺄﺏ ﺑﻤﺎ ﻋﺎﻧﺘﻪ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻓﻘﺪﺍﻧﻬﺎ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻔﺠﺮ ﻻﻳﺘﺨﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﻷﺣﺪ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻣﻞ ﺷﺨﺼﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻟﺬﻫﺐ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻟﻴﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﺧﺘﻔﺎﺀ ﻓﺠﺮ ﺃﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺇﻧﻬﺎ ﺑﻤﺸﻔﻰ ﻷﻣﺮ ﻣﺎ ﻭﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻮﺍﻟﺪﺗﻬﺎ
ﻓﻘﺪﺕ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻛﺘﺴﺒﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﻋﺎﺩ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻛﺎﻟﺴﺎﺑﻖ
ﺃﻭ ﺃﺳﻮﺃ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻘﺒﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻪ ﻋﻘﺎﺏ ﻋﺎﺑﺮ ﻟﺨﻄﺄﻫﺎ ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻨﻘﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺨﻄﻰﺀ ﻳﺬﻫﻞ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻭﻳﺤﺰﻥ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﻠﻮﻣﻬﺎ .
ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻔﺠﺮ ﺭﻏﻢ ﻏﻀﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺇﻻ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺧﻄﺄ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥ .
ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺳﻮﻯ ﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺠﺮﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻭﻟﻌﻴﺎﺩﺗﻪ ﻋﺪﺍ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ