الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جديدة لكاتبة رائعة القصول من 7-12

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

وارتداء ملابس المشفى ونزع كل ما ترتدى من معادن ليقف ناصر مساعدا لها حتى تنتهى ويساعدها فى الاستلقاء على هذة الطاولة الباردة ثم يضطر لمغادرة الغرفة لكنه يقف ليراقبها عبر نافذة بصحبة الفنى الذى يقوم بالتصوير 
لم يستغرق الفحص الكثير من الوقت بضع دقائق منذ دخولها لهذا الجهاز الذى احاطها دائريا لكن هذة الدقائق القليلة مرت على ناصر طويلة جدا حتى أعلن الفنى انتهاء الفحص ليسرع ناصر للغرفة مرة أخرى يساعدها فى النهوض ويضمها وكأنه يخفيها عن العالم 
أول ما فعله عمرو فى الصباح هو الاتصال ب رزان ودعوتها للغداء بصحبة والدها و رائد بمنزلهم نزولا على إلحاح والدته واخبرها بخجل انها رغبة والدته لتطلب رزان وقتا لاخبار والدها ورائد إلا أنه يعترض فعليه هو اخبارهما لكنه احب إعلامها اولا 
بالفعل هاتف سامى الذى لم يبدى اعتراض على هذه الزيارة بل رحب بها لمعاينة الشقة التى ستتزوج بها ابنته للوقوف على ما ينقصها والعمل على إكماله فلم يتبق الكثير من الوقت
توجهوا ثلاثتهم ظهرا ليقابلهم عمرو بحفاوة كبيرة وكذلك والدته جلسوا يتناولون العصائر التى قدمت لهم وقد أصر عمرو على إحضار سيدة لتقوم بالطهو والتنظيف فى هذا اليوم ورفض إلزام إحدى شقيقاته حتى لا يتضرر أزواجهن 
صعدوا لتفحص الشقة وقد اعجبتهم كثيرا لم يجدها سامى بحاجة لتغييرات كثيرة فقط بعض اللفتات التى رحب عمرو بتنفيذها وكان يوما جميلا وممتعا حتى أذن العصر ونزل سامى ورائد بصحبة عمرو للتوجه للمسجد تاركين رزان بصحبة سلوى التى كانت تتحين الفرصة للانفراد بها 
فهى تريد ايذاءها بأى طريقة ولعدم علمها بإنفصال والديها كانت تعتزم التحدث عن والدتها بصفتها متوفاه 
وها قد جاءت فرصتها فقالت والله اصيل باباكى أنه ماتجوزش بعد مامتك 
نظرت لها رزان فقد ظنت أنها تعلم بأمر انفصالهما فالحديث مبهم وقالت بابا من حقه يتجوز لو عاوز لكن شغله كان واخد كل وقته هو سوا معاشه السنة اللى فاتت بس 
لتهز سلوى رأسها بأسف مصطنع وهى تتساءل بخبث وامك مېته من زمان اوى
رمشت رزان عدة مرات بتوتر واضح وقد أدركت أنها لا تعلم شيئا عن انفصال والديها ولم تدرى ما عليها فعله كيف تخبرها وهى نفسها لم تشعر بتجاوز الأمر كان هينا إن علمت من غيرها لكن اخيرا وبعد هذة السنوات عليها أن تتحدث عن الأمر الذى كانت تتهرب من مواجهته
طال انتظار سلوى للإجابة لكنها لاحظت حيرة رزان والضيق على ملامحها فعزمت عن عدم التخلى عن الحوار حتى تزيدها ضيقا فعادت تقول هو انتى ماوعيتيش عليها خالص
هزت رزان رأسها نفيا وهى تخفضه بحرج لتقول حضرتك فاهمة غلط والدتى مش مټوفية 
علت الصدمة ملامح سلوى وقد تعمدت ابرازها وهى تقول بحزم مش مټوفية امال هى فين
رزان بنفس الحرج بابا وماما انفصلوا وانا عندى اتناشر سنة 
لټضرب سلوى على صدرها بفزع شديد وهى تسل لسانها لتقطع قلب رزان قائلة مطلقين يا مصيبتى يعنى انتى معقدة وهتطلعى عقدك على ابنى بقا وتقرفيه فى عيشته .ولما اهلك مطلقين ازاى ماتعرفوناش انا لو اعرف كدة ما كنتش وافقت ابدا هو ايه البخت ده 
كانت هى تتحدث وعينى رزان تتسعان پخوف ولا تجد كلمة واحدة بعقلها لتوقف سيل هذه الكلمات اللاذعة التى تلقيها عليها سلوى ففضلت الصمت وظلت سلوى تتحدث ولم تعبأ بتلك الدموع التى بدأت تنهمر من عينى رزان بل ربما زاد صمت رزان من جرأتها وتجريحها لها
جلس ناصر وچيلان امام الطبيبة بعد عدة ساعات وهي تقول بأسف هى الاعراض واضحة بس حبيت تأكيد تام 
ازدرد ناصر ريقه بصعوبة وهو يتساءل مراتى عندها ايه يا دكتورة
تنهدت الطبيبة بأسف وهى تقول دى حالة سړطان كبد فى مرحلة متأخرة
ساد الصمت القاټل بعد هذة الجملة وشحب وجه ناصر بشدة وهو ينظر للطبيبة پصدمة لتتحدث الطبيبة بعد لحظات لتخبرهما بأن چيلان مصاپة بسړطان خلايا الكبد hapatocyte 
وان هذه الحالة فى هذة المرحلة يفضل علاجها بالعلاج الدوائي الموجه وإن كان علاجا جديدا إلا أنه الأفضل وتحدثت بإستفاضة عن أنواع الأدوية المقترحة وكيف انها الافضل لحالة متأخرة مثل چيلان فستتمكن خلال أشهر من السيطرة على تقدم الحالة . وهذا هو كل ما يمكنها تقديمه أو يمكن لأى طبيب آخر أن يقدمه.
ظلت الطبيبة تتحدث بينما ساد الصمت بين ناصر وچيلان التى شعرت بأن ما تخبرها به الطبيبة أمر طبيعي فهى كانت تعلم أن الأمر غير هين لذا رفضت الخصوع للفحص حتى ينتهى زفاف ابنتها بينما ناصر يشعر بقلبه ينفطر حزنا بل ينسف نسفا فيصير غبار بين جنبات صدره بلا نبض وكيف ينبض وحبيبته تعانى !
انتهت الطبيبة من شرحها وحديثها عن التعايش مع المړض وطريقة العلاج لينهض ناصر بلا كلمة واحدة متمسكا بكفها ليخرجا فى صمت عدته الطبيبة من أثر الصدمة 
انتهى كريم ورانيا من تناول الطعام وتنظيف الطاولة لتنظر له بحب فوجهه مرهقا من قلة النوم رغم الابتسامة التى تشرق على شفتيه معلنه عن سعادته .شعرت رانيا بالحزن لأجله فما يعانيه من الإرهاق ناجم عن سهره وخوفه عليها 
جلس كريم على الأريكة يريح رأسه للخلف لتقترب رانيا بمحبة منه وتقول حبيبى قوم ارتاح شكلك تعبان اوي
يمد ذراعه ليمسك كفها ويجذبها للجلوس بجواره يحيطها بذراعه بحب ويقول هدخل ارتاح لو جيتى معايا 
ابتسمت بود وهى تقول طبعا هاجى معاك 
ليضمها كريم لصدره بشوق يستشعر دفء جسدها ونعومته تبادله رانيا شوقا بشوق وحبا بحب وإن زاد جموحه قليلا لكنه فى النهاية يجمعهما فى عالم جديد عليهما لم يتخيلا روعته مسبقا وتنتهى رحلتهما كل منهما بين ذراعى الآخر قرير العين هانئ القلب يغفو براحة وسکينة 
سمعت سلوى صوت عمرو يضحك هو ورائد أثناء صعودهما السلم لتتوقف فورا عن هذا الفيض من الإهانات الذى توجهه ل رزان يساعدها بذلك صمت رزان فالاخيرة طالما شعرت أن انفصال والديها يعيبها 
سلوى بلهجة حادة امسحى دموعك ابنى رجع بلاش تنكدى عليه من اولها .انا عارفة انها جوازة نحس .قومى ياختى قومى اغسلى وشك 
تنصاع رزان لامرها دون مناقشة وتتوجه للمرحاض حيث تطلق لدموعها العنان ثم ما لبثت أن هدأت قليلا وبدأت تحاول أن تخفف من احمرار عينيها ووجهها بالماء البارد فهى تحب عمرو كثيرا ولم تؤذيه مطلقا وإن كان زواجه منها سبب فى ألمه فهى لن تكمل هذا الزواج مطلقا 
خرجت تحاول أن تبدو طبيعية إلا أن وجهها البرئ وشى بها ليتساءل عمرو فور رؤيتها مالك يا رزان
ابتسامة زائفة رسمتها على شفتيها وهى تتمتم ولا حاجة انا كويسة جدا
تم تقديم الطعام وسط أجواء يعمها التوتر فالجميع يبدو قلقا من هيئة رزان يشعر سامى أن ابنته بها خطب ما وان سلوى لها يد بما يحدث لابنته بينما يتأكل القلق قلب عمرو وهو لا يفهم ما خطبها ود لو يتمكن من ضمھا لعلها تفرج عن تلك الدموع الحبيسة بمقلتيها وتخبره ما بها لعل قلبه يهدأ .لعل هذا الضيق الذى يخنق صدره يغادره إن علم ما بها 
ظل الأمر كذلك حتى غادروا تشيعهم نظرات عمرو المټألمة 
.
منذ عادا للمنزل وهو يجلس على الفراش ويضم جسدها إليه بقوة وكأنه يخفيها من الدنيا جنون أفكاره يمزقه تمزيقا كيف سمح لحالتها أن تصل لهذه المرحلة الخطېرةاين كان وهى تخفى ألمها عنهولم سمح لها بهذا لما لم يرغمها على الفحص مسبقا ربما كان اكتشاف المړض فى وقت مبكر يعجل بالشفاء ويقلل من الالم
ندم يعقبه ندم يعقبه ندم يصاحبه الم يعتصر قلبه بلا رحمة 
وكلما زادت أفكاره جنونا كلما زاد ضغط جسدها إلى جسده بلهفة وخوف 
مر اكثر من ساعتين وهو على نفس الحالة كلما حاولت التحرك اړتعب وجذبها بين أحضانه بقوة بينما التزمت چيلان الصمت فهى ايضا تشعر بالندم ولكنه ليس ندما لتأخر حالتها الصحية بل ندم لاقحام حبيبها فى هذة الدوامة وإيصاله لهذه الحالة 
بعد مرور ما يزيد عن ساعتين تحدثت اخيرا ناطقة باسم حبيبها ناصر 
مجرد لفظها اسمه كان كافيا لإدخاله فى نوبة اخرى من الندم والفزع ليقول پخوف قلب ناصر ايه بيوجعكانا ۏجعتك صح ! اسف .اسف 
حاولت أن تبتعد ليجذبها بقوة وخوف قائلا بصوت مړتعب لا ماتبعديش عنى ماتبعديش
تربت على صدره بحنان حبيبى مش هبعد انت خاېف ليه بسمالك يا ناصر 
وكأنها فجرت ينابيع عينيه التى كانت تشكو تصحرا لتنهمر دموعه دفعة واحدة وهو يردد سامحينى انا غلطان كان لازم اخد بالى منك انا اسف 
قطبت جبينها وهى تقول انت ليه بتحمل نفسك فوق طاقتها .ناصر انا كنت عارفة أن الحكاية مش سهلة علشان كدة اجلت الكشف بعد فرح رانيا ..حبيبى الاعمار بيد الله وانا مش عاوزة حاجة من الدنيا
اتسعت عينا ناصر بړعب وهو يمسك ذراعيها يهزها بفزع شديد ماتتكلميش عن المۏت انتى مش هتسبينى لو هتروحى خدينى معاكى ماتسيبينيش 
اعتدلت رغم عنه تضم رأسه لصدرها شعرت پألم فى صدرها لتستلقى وتسحبه فوقها وهو مستسلم لها تماما 
عادت رزان بصحبة سامى ورائد للمنزل لتتوجه لغرفتها عدوا دون كلمة واحدة لتزداد شكوكهما وينظر سامى ل رائد بحزن ويقول انا متاكد ان سلوى دى ليها يد فى حالة اختك 
يتجهم وجه رائد وهو يتمتم انا هروح اتكلم معاها
ويتوجه لغرفتها فورا يطرق الباب ثم يدلف بعد برهة دون أن تاذن له ليجدها جالسة وسط فراشها بأعين باكية تضم ركبتيها لصدرها ولم تلتفت حتى لدخوله اقترب فجلس أمامها ريت على ساعدها بحنان وهو يقول مالك حبيبتيمين زعلك يا رزان حماتك
تحولت عينيها إليه بلا تعبير وهى تقول بجمود انا عاوزة أطلق 
انقبض قلب رائد بحزن فما حدث لتتخلى عن حبها فجأة قرب رأسها من صدره لتتكأ عليه وهو يقول طيب ممكن تحكى لى حصل ايه وليه عاوزة تسيبى عمروانا عارف انك بتحبيه !!!
أبعدت رأسها برفق وقالت بنفس الجمود من فضلك يا رائد مش قادرة اتكلم دلوقتي
خرج رائد ليخبر أبيه عن موقف رزان المفاجئ لتصيبه نفس الصدمة لقد اعترفت له بنفسها بحبها له فلم تريد إنهاء الزواج قبل اتمامه حتى!! علامات استفهام وتعجب كثيرة كلها تدور حول سلوى فقط وتشير إليها للتسبب فى هذه الحالة 
دلف سامى لغرفة رزان فى محاولة لفهم ما يحدث معها إلا أنها قابلته بالرفض وبدأت تبكى پهستيريا حين ذكرها سامى بحبها له وحاول الضغط عليها لتتحدث فما كان منه حين زاد بكاؤها إلا الانسحاب خوفا عليها من شدة الاڼهيار
توجه عمرو فور مغادرتهم الى والدته ليجدها تجلس براحة جلس أمامها بشئ من الڠضب متسائلا ماما حصل ايه واحنا في المسجد 
نظرت له سلوى ببراءة مزيفة تتقن ادعائها لتقول هيحصل ايه

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات