الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية قصة حقيقية القصول من 31-35

انت في الصفحة 3 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

آلاء بأسمه بعتب..
محمد!!
قال محمد بإقتضاب
لم اقول شيئا خطأ.
قعدت آلاء أمامه ومن شدة شعورها بالضغط لم تعد تعلم كيف تفكر او حتى بماذا تفكر.. 
سألها محمد
هل جهزت نفسك
ليس هناك شيئا لأجهزه.
اي انك جاهزة لهذا اليوم يا عروس
قال محمد بنبرة مبطنة وهو يغمز لها بعينه لتشعر ان وجهها أصبح أصفرا اكثر من الشمس نفسها دون مبالغة من الخۏف والتوتر.. الشحوب سلب منها لون وجهها المتورد دوما وهي تتطلع اليه وكأنها تعيش الړعب الذي عاشته ليلة زفافها مرة أخرى بهذا الترقب والتوتر..
آجل جاهزة.
ضحك محمد قائلا
حسنا اذا سأنهض الآن لأعود الى عملي وسأكون في منزل أهلك مع الناس في تمام الساعة السابعة مساءا.
ثم قبلها مرة أخرى ولكن أعلى رأسها وغادر..
أرهقها التفكير وهي جالسة مكانها بعد ان غادر محمد لتقرر أخيرا ان تنهض وليحدث ما يحدث.. لن ټعذب نفسها في التفكير أكثر..
ولجت الى الصف الذي كان فارغا لتلمح من خلال النافذة معظم الطلاب في الحديقة التابعة للمدرسة.. 
مجرد ان جلست مكانها كانت ترى كريس قبالتها يجذب مقعدا ما ليضعه أمامها ويجلس عليه بعصبية واضحة..
هتف كريس بعصبية سوداء ووجهه كله يتحول الى صفحة سوداء بعد ان كان يراقبها منذ ان أخذها محمد الى الخارج..
انت!! كيف تخفين عني هذا الموضوع منذ متى عدت اليه
الفصل الثاني وثلاثون
المنزل كله يقف على ساق واحد.. تجهيزات وترتيبات وكأن هناك مناسبة او الأصح خطوبة.. ضجيج الإخوة وابناءهم.. زوبعة هي ما تحدث.. زوبعة كالإعصار لقلبها وعقلها.. توتر وقلق وخوف بل إن أصح فزع..
ستعود اليوم.. محمد قادم مع الكبار ومعه جاهة حتى لا ترفض ان تعود اليه.. حتى لا ترده خائبا كما فعلت في المرات السابقة.. 
حالة من الترقب المريع الذي لم تمر به سابقا.. كل مرة خۏفها يتجدد بأفواج اكبر.. كل مرة خۏفها يبدو بشكل مختلف.. شيء غريب.. غريب جدا هو ما تشعر به.. وصداع لا تعلم كيف أتى.. لا هي تدري.. هي أكثر من تدري وكيف لا وهي تتعايش مع ضغط وقلق لا يحتمل.. 
آه من محمد.. محمد الغريب العجيب.. القاسې الحنون.. الجلف الرومانسي.. الخشن الرقيق.. الواضح المبهم.. محمد كل شيء وتناقضه..
ترى هل سيعاقبها حقا هل سيبدأ الحساب واذا بدأ هل سيدمرها مجددا ومجددا حتى يزهق روحها ۏجعا وبؤسا هي تعرف محمد.. محال ان يتنازل عن حق له.. محال ان ينسى اي ثغرة او يحاول ان يتناسى.. دوما يحاسب ويعاقب.. حتى على أبسط الأشياء.. هل سيرأف بها هذه المرة بعد تلك الليلة التي كانت ابعد ما يكون عن المنطق.. أم انه حقود لا يغفر.. هي اخطأت كثيرا وربما تستحق العقاپ ولكن في داخلها تتمنى ان لا يعاقبها.. تتمنى ان يتفهمها بل يفهمها.. وهي... هل هي مخطئة آجل هي ايضا ليست على صواب ولكنها ليست مثله على الرغم من كونها لا تحبه كما يحبها كما يقول..
تائهة.. وكلام كريس يشوش افكارها أكثر.. هل هو حقا يهمه ان تكون سعيدة أم انه كاذب عابث.. هي لا تعرف.. لا تعرف شيئا.. ولكنها لا تتقبل اعجابه بها ومحاولته الالتصاق بها.. اجل اڼفجرت بوجهه بعد الكلام الذي قاله بأنه لا يحق له التدخل في حياتها الشخصية.. كل ذلك ليس من شأنه.. هي حرة بقراراتها وستجاهد لتبقى حرة القرار.. هذا أبسط حق من حقوقها كإنسانة.. ان تكون صاحبة القرار لنفسها..
كريس فعلا لا يهمها.. حتى بعد ان تمنى لها السعادة وحظ موفق بعودتها الى محمد لم تهتم.. فاليوم هو التوتر التي رغم كل ما مرت به لا زالت لم تعتاد عليه.. هذا التوتر مخيف.. شاهق كالجبال وسط الضباب وكأنه ليس له نهاية.. 
إزداد توترها وهي تجلس في الصالة.. لا تفقه شيئا مما يدور حولها.. هي فقط تحلق.. تحلق دون جناحين.. تحلق دون ان تتحرك قيد أنملة.. تحلق في عالمها الخاص وأخويها محمود وايلام بعينين عابثتين ينظران اليها تارة وينظران الى بعضهما البعض تارة أخرى ثم اخيرا انطلقت ضحكاتهما الرجولية دون ان ينظرا اليها..
تجهم وجهها الذي كان كصفحة بيضاء بسبب ما تعانيه ثم تطلعت اليهما وهدرت بضيق
ما خطبكما تضحكان هكذا
لا شيء.
ثم قال ايلام بمشاكسة محببة
حمودة حبيبي.. اليوم ستعودين الى بيت زوجك.
رد عليه محمود مقلدا بصوت أنثوي مضحك
آجل حبيبي.. اشتقت زوجي.
رفع ايلام حاجبه فبدى ظريفا أكثر وهو يتمتم
آه ها اسمعك تقولين اشتقت! اين هي اذا تلك التي تقول طلقوني منه والا سأهرب.. اين ذهب هذا الكلام
غمغم محمود بتبرير وإحراج أنثوي مصطنع
لا.. ولكنه سيحضر معه عمته ووالده وزوج عمته وناس كبار أخرى.. يعني عيب ان لا أعود اليه.. عيب ولا يجوز ان اقول لهم انني لا اريد ان اعود.. عيب حبيبي.
همهم ايلام بحزن وهتف بدلع انثوي
وجهة نظر حقا.. والله انها تنفع حجة ايضا حتى أعود لزوجي.. اليس كذلك حبيبي حمودة
أيده محمود ضاحكا
اجل يا قلبي.
بطرف عينيها كانت تلقي عليهما نظراتها الساخطة.. لتنهض فقط حتى تشفي غليلها.. هذا ليس الوقت المناسب لسخريتهما هذه..
اذا انتهيتم من هذا فأصمتا وكفى واتركاني أكل الطعام براحتي.. وللعلم فقط ان هذه الجلسة معكما جدا مملة.
هل تعلم يا ايلام من هو المتضرر الوحيد من هذه المشكلة
تساءل محمود بخبث وهو يلتقط ڠضب آلاء الواضح وتوترها الذي ڤضحها.. وكان ايلام المثل وهما يشعران بالتسلية بإغاظة شقيقتهما الغالية..
اعلم.. انا!
رد ايلام بغيظ ليقول محمود وكأنه يرمي فوق الڼار المضطرمة البعض من البنزين
آجل انت وضړبت زوجها ايضا.. يا لفضيحتك وسواد وجهك الآن.
صحيح والله.. على اي حال في المرة القادمة حتى لو رأيتها ټموت امامي ليس لي شأن بها.
هتف ايلام بإستفزاز مقصود لتلك التي أخذت تتطلع حولها تبحث عن شيئا ما الى ان التقطت علبة المناديل الورقية ثم رمتها عليهما بحنق وقوة وصاحت بغيظ ممتع جدا لهما
كفى انت وهو.. فقدت شهيتي بسببكما.. انتما على أساس أشقائي .. اي اخوة انتما!
ووسط نظراتهما المذهولة كانت آلاء تغادر وصحنها الثمين الذي كانت تأكل منه دون شهية يغادر معه تصطحبها ضحكاتهما التي صدحت بصوت عال بينما يقول ايلام
لا... هذه الأعصاب لن تنفع اليوم.. دعيها جانبا.. نريدك اليوم هادئة جدا.
دعكت يديها بتوتر.. تستمع الى الكلام الذي يدور بتركيز رغم التشوش الذي يخترق ثباتها.. 
محمد هادئ وينصت الى الكلام بتركيز.. ربما هي مرة او مرتين التي نظر اليها.. ها هو الڤرج يطرق ابوابه وزمام سيطرته على الأمور تعود الى كفه ليتصرف كما يريد وكما يشاء.. 
اليوم لن تتجرأ ان ترده وقد فعل المستحيل لتعود اليه وها هو بعزم يجلس في منزل أهلها.. مجبر على احضار هذا الجمع حتى تعود اليه بسبب لا شيء.. مجرد انها لم تمسعه.. لم تسمح له ان يدعها تفهم.. القت كلماتها وغادرت دون اي مواجهة.. لا هي واجهت ولكن لم تسمع.. كانت المتحدث الوحيد حينها.. كانت القاضي دون ان تسمع المتهم.. وحكمت وغادرت.. وهذا اللا شيء صار الكثير من الأشياء.. تهور وڠضب وجنون.. شهر وبضعة أسابيع ذاق بها الويل.. لا هو لم يتذوقه فقط بل كان يتجرعه وكأنه طعامه..
استخدم كل مكر المحاماة.. كل الخبث حتى اخيرا عادت راضية لا مرغمة.. وان كانت متوجسة رافضة.. الا انها تعلم ان لا مفر.. واذا لم تعرف بعد فهو سيدعها تعرف مرارا وتكرارا حتى يترسخ حقه بها في عقلها وقلبها بل في كل خلاياها فتصبح ذات يوم عاجلا ام آجلا تهرب منه اليه.. تغضب في ارضه دون ان يطاوعها قلبها على المغادرة.. واذا لم يأتي هذا اليوم سيأتي غدا.. 
ولكن هذه القصيرة صاحبة العينين الواسعتين العسليتين فتجدهما كالبندق داكنتين احيانا وكالعسل الصافي النقي احيانا أخرى.. هذه الأنثى التى لا تملك من الطول الا قليلا والتي بالكاد تصل الى منتصف صدره تفعل ما لم يفعله أحد به..
هي تناسبه.. تناسبه جدا.. متهورة مندفعة غاضبة وصاحبة أطول لسان عرفه على مر تاريخه.. آجل هي كل ذلك ولكنها ايضا رقيقة وجميلة وجذابة بطريقة مغيظة جدا.. يحتار بها.. بماذا وماذا تغيظه.. هي تستفزه بكل شيء.. بكل شيء حتى يدها اذا ارتفعت قليلا.. أي شيء منها يجعله في حالة تحفز وتأهب ويغادر العقل ويسيطر الجنون.. خاصة عند الانفصال.. الإبتعاد.. و.... الخطړ الذي يشعر به دوما من كونه يحس بعدم انتمائها اليه.. بعدم رغبتها بالانغماس اليه.. كلمات الحب التي تقولها بعدم صدق وكأنها فقط تشفق على حبه لها وماضيها الذي يلاحقه كعلكة سوداء شيطانية التقت بفروة رأسه لا يرحمانه.. وهذه النقطة الأساسية لدمارهما يليها غيرته عليها وعدم تفهمها لهذه الغيرة اللا ارادية حتى من نسمة الهواء عليها..
وأنصت للكلام وتنحى بأفكاره المؤقتة جانبا فمحمد لن يخرج في اي معركة يدخلها كمحارب او حتى كمشجع خاسرا بل دوما يخرج وراية الإنتصار طوق يده يلوح بها بتباهي وغرور..
وكان الكلام الذي بدأ من زوج عمتها كالتالي
السلام عليكم وعليكم السلام يا أبا محمود.. نحن اليوم قادمون لطلب منك شيئا واحدا ونأمل ان لا تردنا.
طلبكم مقبول يا ابا حسام.. تفضل وأطلب.
لقد اتينا لنعيد ابنتنا آلاء لإبننا محمد.. دائما تحدث مشاكل ومصائب ولكن اذا على كل مشكلة نحضر ناس ونجلس كهذه الجلسة وناس تحزن وناس تغضب فلن يحدث الا خړاب البيوت.
قال زوج عمتها برزانة ليوافقه القول رحيم
انا معك بكلامك هذا ولكن انا لدي بعض الكلام الذي اريد قوله لمحمد وأمامكم جميعكم.
عقد محمد حاجبيه الا انه حافظ على ملامحه الهادئة الغامضة..
تفضل يا عمي.
نظر رحيم لحظة لإبنته المرتبكة قبل ان يعيد نظره الى ابن شقيقه الكبير الذي كان يتمناه دوما لإبنته ولكن لم يكن يعلم ان حياتهما ستكون هكذا.. وانه سيجرح ابنته ووتين قلبه يوما.. والآن يتأمل ويتمنى صدقا ان ينفذ الكلام الذي سيقوله فليس دائما يضمد الچرح..
بصرامة وخوف أب على ابنته كان يهتف رحيم بصوته الرزين
الكلام الذي لم اقوله يوم خطوبتكما سأقوله الآن.. اولا ممنوع ان تجبرها على شيء هي غير مقتنعة به مهما كان هذا الشيء.. ثانيا الحجاب إذا لم تقتنع به ١٠٠٪؜ لن تتحجب.. انا قمت بتربية ابنتي على القناعة.. اذا اقتنعت بالشيء تفعله واذا لم تقتنع لا تفعله.. انا لا أجبرها على شي ولم افعل ابدا ذات مرة.. ثالثا انا اعطيها الثقة التامة.. وهي لم تدعني اندم يوما لمنحي لها هذه الثقة.. على النقيض تماما كانت دائما تثبت لي انها تستحق هذه الثقة.. رابعا لا يحق لك على الإطلاق ان تقول لها انها

انت في الصفحة 3 من 14 صفحات