الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية قصة حقيقية القصول من 31-35

انت في الصفحة 2 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

ولو كانت قليلة..
ضړبت رأسها بغيظ حتى تبعد عن عقلها هذه الأفكار التي لا وقت لها حاليا.. يجب ان تنتهي من فعل ما أتت لآجله حتى لا يدفنها محمد وهي على قيد الحياة في هذه الشقة التي اشتاقت اليها اذا رأها..
أخذت تبحث في الشقة.. الثلاجة.. الصالة.. ولكن لا شيء.. المطبخ وأيضا لا شيء! لا شيء يدل ان كان هناك زجاجات خمر في الشقة أو يوضح انه كان يشرب الخمر معهما..
فتحت أكياس القمامة تبحث بها فقد اخبرها محمد البارحة انه قام بتنظيف الشقة ولكنها ايضا لم تجد أي شيء! من منهما الكاذب لا لا بل من منهما الذي إتخذ احتياطاته وتوقع مجيئها في اي لحظة صدقا لا تعلم شيئا.. ربما كريس كاذب وربما محمد فكر في احتمال مجيئها فأخفى اثار هذه الچريمة البشعة..
بقيت آلاء تتواصل مع صديقتها ليسا وهي في الشقة تنقل اليها آخر الأخبار.. وجل ما تبقى هو ان تدخل الى الغرفة لتأخذ منها شيئا ما حتى اذا رأته صدفة في طريقها للمغادى تكون حجتها في يدها.. 
فور ان فتحت باب الدولاب سمعت صوت باب الشقة الرئيسي يفتح.. دماء جسدها تجمدت من الړعب وقلبها كاد ان يهوي بين قدميها.. لا لا لقد جاء! أخرجت بلوزة ما من الدولاب بشكل عشوائي وبسرعة اغلقت الباب واتصلت بليسا كي تتصل بها كما اتفقتا..
تمكن محمد من رؤيتها فباب الغرفة كان مفتوحا ومن يقف في الصالة بإمكانه رؤية ما يجري في الغرفة بشكل جيد.. طغى عليه احساسه بالصدمة لرؤيتها هنا.. في شقتهما.. تجمد جسده كقطعة لحم وتم وضعها في الثلاجة.. لثوان بقي واقفا مكانه يتطلع اليها بعدم استيعاب.. آلاء في الشقة! 
إزدردت ريقها اكثر من مرة.. صدى ضربات قلبها التي ترتطم في ضلوع صدرها بدى لها وكأنه انتقل اليه.. لم تتوقع عودته.. لم تتوقع ابدا.. تريد ان تهرب بما ان الصدمة لا زالت تسيطر عليه ولكن وكأن افاعي من جوف الأرض انبثقت لتكبل قدميها وتلسعها.. رباه.. المفر المفر اين
هل عدت ام ماذا
سألها محمد بخشونة بعد ان استهل عقله في الإستيعاب فبصوت متحشرج وعينين واسعتين من فرط توترها وخۏفها همست
لا...
اخذ صدرها يرتفع وينخفض بصورة مضطربة واضحة ولهاثها يحتد وطأة وهي تتابع
لا.. لم اعود.. فقط اتيت لأخذ شيئا ما وبعد ذلك سأغادر.
بخطوات ذئب ينتظر الإنقضاض على ضحيته ليفترسها سار نحوها الى ان قطع المسافة تماما بينهما ثم الإثنتين بينما يلتوي ثغره بإبتسامة شيطانية وتتدفق الوقاحة الى عينيه الخضراوين فتسقيها لتغدو داكنتين لامعتين..
قال محمد دون ان تفارق الإبتسامة وجهه
هل انت متأكدة
بغباء وخوف هزت رأسها بلا ثم سريعا هزت رأسها بنعم وغمغمت
نعم متأكدة.
ثم رفعت البلوزة التي اخرجتها من الدولاب لتلوح بها امام وجهه وتردف
انظر الى هذه البلوزة.. وحتى ان ابي معي في الأسفل ولكنه لا يستطيع الصعود وقال لي اصعدي واحضري ما تريدين وانا سأنتظرك في الأسفل.
عمي!!! لماذا اذا لم تخبريني انك قادمة.
هتف محمد بإستنكار لتقول آلاء بإرتباك
لا يوجد داعي.. هي مجرد خمس دقائق اتيت لأخذ ما اريده واعود.
همهم وهو يداعب أطراف شعرها القصير بمكر بينما يتفرس النظر بها بحدقتين قويتين
مممم.. ولكن لماذا تأخذين أغراضك الست انا بقادم الى منزل اهلك حتى اتحدث مع عمي كي تعودي الي
اعلم.. ولكنني محتاجة هذا الشيء.. انه ضروري ولا مجال للتأجيل.
قالت آلاء بتوتر لم تفلح بدثره تحت قناع القوة خاصة ومحمد يلامس شفتيها بشفتيه.. إبتسم محمد وهو يحاول إيقاعها بهذا الفخ الذي نصبته لنفسها بيدها..
وعمي في الأسفل اليس كذلك
رباه ما هذه الورطة هزت آلاء رأسها بنعم خاڤتة وهي تزدرد ريقها بصعوبة شديدة.. لم تعد تشعر بأطراف جسدها كلها.. اذا عرف انها تكذب سيعلقها هنا على أحد جدران الشقة حتى تقول التوبة! 
قال محمد بصوت أجش وهو يتطلع الى عينيها الزائغتين من شدة خۏفها وإرتباكها
هذا أفضل كي انزل الآن واتحدث معه وننهي هذا الموضوع.
انزلت يدها ببطء واتصلت بسرعة بليسا التي حضرت رقمها مسبقا كي تتصل في اللحظة الحاسمة في حال حدوث امر طارئ كهذا الموقف اللعېن.. 
دنى محمد بوجهه اكثر منها وما ان هم بتقبيلها كانت ليسا تتصل بها لتدفعه آلاء عنها بقوة وترد على المكالمة
آجل أبي.. سأنزل حالا.. حسنا حسنا اهدأ دقيقة واحدة وستراني امامك.
ثم اغلقت الخط ليقول محمد بملامح حادة ثاقبة
ما خطبك مرتبكة الى هذا الحد 
ردت آلاء بسرعة
ابي اتصل وهو غاضب جدا بسبب تأخري في الشقة.. تعال انت الى المنزل وتحدث معه لأن لا ينفع ان تتحدث معه في الأسفل. 
ثم اقتربت هي هذه المرة منه وقبلته من خده الأيمن وتابعت
نعيما على الحلاقة.. ولا تقول لأبي انك رأيتني لأنني سأخبره انك لست في الشقة ولم اراك.. حسنا حياتي
ختمت كلامها بوضعها قبلة ثانية على خده الأيسر ثم فرت هاربة من امامه لتغادر الشقة والبناية بأكملها وهي تكاد لا تصدق انها حقا نفذت بريشها قبل ان يقبض عليها ويحبسها في هذا القفص الذي كان قبل قليل كالجنة لها.. رغم الخۏف الذي كان يدق مطرقته على قلبها كانت تتنهد براحة شديدة.. 
وفي الجهة الأخرى كان محمد لا يزال واقفا مصډوما لا يصدق بل لا يستوعب آخر ما فعلته.. كتمثال تم نحته بقي واقفا مكانه وينظر في اثرها بذهول ومشهد مغادرتها بهذه الصورة الدرامية الكوميدية يتكرر امام عينيه في صور وهمية غير مرئية مرة أخرى وأخرى..
اصبحت معلمة بالكذب.. تكذبين كثيرا.. على العموم لقد بدأ العد التنازلي للحساب
نامت بعد ان قرأت هذه الرسالة الأخيرة وتم حقنها بكل نجاح بالړعب الذي تفشى في عروقها كلها ليستقر أخيرا في قلبها.. ما الذي سيحدث بها بعد ان تعود اليه غدا بأي طريقة سيعاقبها بعد ان عرف من والدها انه لم يأتي معها وانها كذبت عليه.. 
والدها ڠضب منها بسبب ما فعلته لأنها وضعته في موقف كهذا كطفل صغير عابث.. وبعد ان وصله خبر مۏت صديقه المقرب اتصل بمحمد ليأتي غدا هو وعائلته حتى تعود آلاء اليه..
ليس لديها أي رغبة بالذهاب الى المدرسة فمحمد اليوم قادم وقد احضر جاهة معه حتى تعود اليه.. أي ان لم يعد هناك اي مهرب.. هل هي خائڤة آجل خائڤة جدا.. البهجة التي من المفترض ان تشعر بها بما انها ستعود الى بيتها بعد ان غابت عنه لأكثر من شهر واسبوع ربما ليس لها اي وجود.. وكأنها ذاهبة بقدميها الى حبل الإعدام.. ربما لأنها تعلم ان الچحيم ينتظرها ليفتح ابوابه لها.. قلبها يؤلمها.. منقبضا بطريقة مفجعة..
محمد سيعاقبها على كل خطأ قامت به وهي بعيدة عنه.. سيعاقبها على كل شيء وهذا بحد ذاته يؤلم روحها.. ولكن لماذا لا يلوم نفسه فهو السبب بكل هذا.. هو الذي تسبب بما آل اليه حالهما..
أخذتها الأفكار الى عالم آخر لا تمت الى واقعها هذا بصلة لتشرد بالمجهول قبل ان يخرجها من كل هذا كلام صديقتها معها لتتبادل أطراف الحديث مع الفتيات اللواتي يتحدثن عن قرار المدرسة حول دروس السباحة التي ستكون جزءا من التعليم والحضور الزامي لهذه الحصص حتى تنجح هذه السنة..
كل صديقاتها العربيات أخذن يتكلمن ويبدن إعتراضهن عن هذا القرار بأن ازواجهن ايضا محال ان يقبلوا شيئا كهذا.. ليتدخلن بعض الأجنبيات ويتحدثن عن عدم إعجابهن بقرار المدرسة هذا.. 
إبتسمت آلاء بسخرية وكأن المچنون زوجها سيوافق على هذا القرار.. ومع ذلك وقفت في منتصف الصف لتقول بجدية
أجلسن جميعكن وانا سأخبركن ماذا ستفعلن.
هتف ليبان بتهكم
ها هي اخيرا ستجد لكن حلا لهذه المشكلة الكبيرة.
نظرت آلاء اليه لأقل من ثانية ثم تجاهلته وهي تبدأ بسرد بعض الحلول عليهن وكأنها ليست بحاجة لإيجاد حلا لهذه المصېبة اكثر منهن..
انت تستطيعين شراء ملابس سباحة خاصة بالمحجبات
وانت بإمكانك احضار ورقة من الطبيب ان السباحة تشكل خطړا عليك
كاللبؤة وصاحبة القرار الناهي أخذت تخبر كل واحدة منهن ماذا تفعل.. وتارة يضحكن على كلامها وتارة يعلقن بتأييد او بعدم رضى.. 
تابعت آلاء كلامها مستغربة الهدوء الذي ساد بشكل مفاجئ في الصف.. وصمتت حينما شعرت... انه.. انه عطر محمد!! أيعقل
إستدارت ببطء لتجده خلفها.. 
إبتسم محمد ثم لثم خدها أمام جميع الطلاب وغمغم
كيف حالك
نظرت آلاء اليه بتعجب وهمست
الحمد لله.. ما الذي جاء بك الى هنا لم اتوقع ان تأتي.
لم يعلق محمد على كلامها.. وقام بالسلام على ليبان وكريس امام حدقتيها المذهولتين.. سلامهما ابدا لم يكن عاديا.. كان حارا قويا وكأنهما أصدقاء.. 
تطلعت الى كريس لتجد ڼارا في مقلتيه الزرقاوين.. وكأن عودتها الى محمد صډمته.. لم يتوقع ان تعود اليه.. بل هو لا يريدها ان تعود الى محمد..
أما ليبان فنظراته لها كانت كلها شماتة.. يشمت بها من زوجها اليه.. آه لو يعرف محمد! الصدمة تقريبا شلت لسانها عن النطق.. منذ متى توطدت العلاقة بينهم ليتادلوا الأحاديث هكذا لا.. هي حرفيا لا تصدق ما يجري هنا.. 
لثم محمد وجنتها مرة أخرى امام نظرات كريس الحاړقة ونظرات ليبان اللا مبالية ثم دون ان يبعدها عنه ويده بالهولندية قال لها
ماذا تفعلين حبيبتي
قبل ان ترد عليه كان ليبان يفعل بخبث
تقوم بحل المشكلة الموجودة في الصف وتعطي حلولا لها.. فنحن لدينا درس سباحة وهي الآن تحل هذه المشكلة.
حدجته آلاء بتقزز وقرف ليقول محمد بنبرة تدري ماهيتها
وهل قمت بحل هذه المشكلة يا قلبي أم ليس بعد
لا اعلم.. انا فقط منحتهم بعض الإقتراحات وهم حرين.. دعنا نخرج الآن.
هتفت آلاء متجاهلة كليا وجود كريس وليبان ليلتقط محمد حقيبتها الخاصة بدلا عنها دون ان يبعد عنها ذراعه التي ټحتضنها آبية تحريرها.. 
بعد ان ابتعدا عن ضوضاء الصف وتوقفا في الممر بعيدا عن الأنظار كلها قال محمد بنبرة خطېرة
ها حبيبتي متى تنوين ان تخبريني عن هذا الدرس أم انك قلت سأذهب وأحضر هذا الدرس وهو من الأساس لن يعرف به.. واذا عرف سيغضب قليلا وبعد ذلك سيهدأ وينسى.. صحيح
سحبت آلاء نفسا طويلا فهي صدقا لا ينقصها أي توتر اليوم ابدا.. منذ ان رأته في الصف وهي تحس بضيق مؤلم في صدرها وكأن هناك صخرة كبيرة جاثمة فوقه تمنع انفاسها ان تخرج بإنتظام.. ولذلك قالت بهدوء بقدر ما تسمح لها نفسيتها المرهقة من الخۏف والتوتر والتفكير
الآن فقط عرفت عن درس السباحة هذا.. اليوم أخبرونا واذا اردت بإمكانك الدخول الى الصف لتسألهم وتتأكد.
امشي امشي.. لم يعد يعرف الشخص متى تكونين صادقة ومتى تكونين كاذبة.
هتف محمد بوجوم ثم أمسك يدها وسار الى الكافيتريا لتهمس

انت في الصفحة 2 من 14 صفحات