رواية قصة حقيقية القصول من 31-35
عديمة التربية او ناقصة تربية.. انت هكذا تهينني وتسبني انا وتسب تربيتي ايضا.. اذا اخطأت بشيء عاقبها لا تضربها.. منذ متى كنا نمد أيدينا على النساء!!
عمي...
حاول محمد الحديث والإعتراض ليرفع رحيم يده يمنعه من قول المزيد ويهتف بنبرة صارمة شديدة..
لا زلت لم انهي كلامي.
قال محمد بحرج وهو بصعوبة يكتم حنقه من كلام عمه
تابع رحيم بنبرة جادة لا تخلو من الحزم
انا اعرف عقلك واعرف كيف قام والدك بتربيتكم.. وانا لست ضد تربية أخي لا حشا الله.. ولكنني لست مثله.. بالنسبة الي الفتاة والشاب لهما نفس المعاملة وحتى ان البنت أغلى من الولد.. حاول ان تفهم هذا الشيء.. ذلك اليوم حينما وقفت أمام الناس كلها وقلت أريد ابنتك لم أتردد للحظة لأنني قلت آنذاك انني سأعطي ابنتي لرجل سيحافظ عليها ولكنك تثبت لي مرارا العكس وانت تعلم قصدي.
لم ترق نبرة صوته وهو يسترسل بمعاني مبطنة
هذه الأمور توقف عنها يا محمد.. هي ليست لنا.. حتى ولو ترعرعت وتربيت هنا ستبقى هذه الاشياء حرام.. وانا متأكد انك لو كنت في ذلك الوقت في كامل وعيك ما كنا سنصل الى هنا ولا جلسنا هكذا.. فأنتبه جيدا هذه أول وآخر مرة سأحذرك.. إفهما بعضكما وتفاهما وتناقشا.. لا يجوز ان تبقيا دائما هكذا.. احترما بعضكما البعض وهذا المهم والأهم من ذلك بلا شك دراستها.. أي شيء تطلبه المدرسة منها وخاصة فيما يخص دراستها ممنوع تمنعها او ترفض لأن هذا مستقبلها ولن يدوم لها أحد غير شهادتها لأنه الوحيد في المستقبل.
ولكنك يا عمي بهذه الطريقة انت تزيد من قوتها علي اكثر مما هي قوية الآن.
انا لا اقويها عليك.. رغما عنها يجب ان تحترمك ولا تطيل بلسانها وتسمع كلمتك.
قال رحيم بجدية ليومئ محمد مواريا غيظه من الجالسة تنصت الى الكلام بإهتمام
ثم نهض رحيم احتراما..
أعتذر اذا أحزنتك أو تسببت لك بإهانة دون قصد بالتأكيد.
وضع رحيم يده على كتف محمد بطريقة أبوية وغمغم
حافظ عليها وكن صبورا.. افهمها واعرف كيف تتعامل معها.
حاضر عمي.
قال محمد ثم عاد الى مكانه وحدقتاه الخضراوان تنظران اليها بطريقة جانبية جعلتها تجزم ان ليلتها سوداء وكلام والدها هذا ستدفع ثمنه غاليا..
اليوم التالي.. السادسة صباحا..
صدح رنين المنبه ليبتعد عنها اخيرا بعد انتهاء جولة ممارسة رجولته عليها.. جولة وراء جولة حتى صارت كالچثة تماما.. چثة هامدة جسدها ېصرخ ۏجعا..
كره ونفور وحقد على هذا الجسد اللعېن الذي تمتلكه ليحبه هكذا.. على هذه الروح التي تملكها ليعشقها.. ألم ېمزق روحها اكثر من جسدها..
تريد الصړاخ حتى يختفي صوتها تماما.. تريد البكاء والعويل.. تريد التعبير عن المها.. تريد الإفصاح عن ۏجعها وتريد ان تبجس البركان الذي داخلها ولكنها غير قادرة.. غير قادرة ابدا.. لقد أذاها.. أذاها كثيرا.. كل مرة يمارس رجولته اللعېنة عليها ېؤذيها.. كل مرة ولا تزال تتنفس.. كل مرة نفس الۏجع ونفس الألم..
مذبوحة.. موجوعة.. مقهورة والكلام عالق بين جدران قلبها يعافر للخروج ولكن القلب ينبض ببطء وكأنه على مشارف المۏت.. وشفتيها مرتخيتين بعدم قدرة على تحريكهما..
ټنزف.. كلها ټنزف قهرا.. بؤسا.. ليست هذه هي الحياة التي تريدها.. ليس هذا ما تتمناه بعد كل الذي حدث..
لا تعرف من اين أتتها هذه القوة التي جعلتها تسحب غطاء السرير لتغطي جسدها كلها بتجاهل صريح وبغض ليس له حدود وهي تسمع صوته الذي بدى كريها للغاية في هذه اللحظة بعد ان خرج من الحمام
انهضي لأقلك في طريقي الى المدرسة.
لم يجد منها سوى الصمت والجمود ليهتف بلا مبالاة ظاهرية قبل ان يغادر
مثلما تريدين.
تريد الهروب من احداث الليلة التي مرت عليها كالچحيم.. هي كانت في اعماق الچحيم.. تتخبط وتتلظى بجمود.. يا ليتها لم توافق ان تعود اليه..
الړعب الذي عاشته ليلة البارحة كان قاسېا مريعا..
منذ اول دقيقة دلفت بها الى الشقة برفقته وكان قلبها وكأنه غريق يجاهد على تهدئة دقاته.. التوتر يزداد والقلق أكثر..
كانت الشقة مرتبة.. كل شيء في مكانه الصحيح وسكوت مهيب يفزع قلبها المسكين يلفهما.. ثم انتهى كل شيء وبدأ البرود القاسې بسؤاله المتهكم
الم تشتاق الى بيتك أم انك كنت تزورين هذا المكان في غيابي.
كانت تعطيه ظهرها وأعماقها ترتجف لتستدير اليه وتواجه هذا الوجه الجامد الغامض بسخريته..
لا انا لم أتي الى هنا غير مرة واحدة وانت رأيتني ذاك الوقت.. أما بالنسبة لإشتياقي الى بيتي فبالتأكيد اشتقت.
وكانت بالفعل هي آلاء مهما بلغ خۏفها منتهاه الا انها لا تستطيع الصمت وعدم الرد.. ولكن محمد كان يريدها ان تخطأ.. يريدها ان تستفزه اكثر ليستطيع التنفيس عن غضبه المكبوت منذ زمن طويل.. واليوم هاج بطريقة غير عادية.. ولذلك كان يهمهم بتهكم وهو يتوجه للجلوس على الأريكة الطويلة ثم يقول
حسنا بما انك مشتاقة جدا الى منزلك.. هيا اذهبي ورتبي حقائبك لكي نجلس ونتحدث فبيننا حديث طويل.
بهدوء وهي تنظر الى ملامحهه السوداوية قالت
انا متعبة اليوم.. سأفعل ذلك غدا.
وأتاها الجواب سريعا من محمد
لا الآن ستفتحين الحقائب وترتبين الملابس أمامي.
وفهمت آلاء بكل سهولة انه يعتقد ان هناك مصائب على شكل ملابس موجودة في الحقائب..
محمد اذا اردت ان ترتبها انت لن اعترض واقول.. إفتح الحقائب بنفسك ورتب الملابس.. ولكن لا تبقى كل دقيقة افتحي الحقائب.. ضعي الملابس.. اغلقي الحقائب.. افتحي مرة أخرى... الخ... انا مرهقة وسأفعل ذلك غدا.
همت بالجلوس قبل ان يفاجئها وهو ينهض عن مكانه ليفتح الحقائب دون اي كلمة.. بترقب جلست وهي تشاهده يفتح الحقائب ويخرج قطعة من الملابس ويرميها على الأرض ثم قطعة أخرى وتتكرر العملية حتى هتف بها بشړ
هيا انهضي ورتبي.
تعوذت من الشيطان.. فهي فهمت الى ما يريد ان يصل.. يريدها ان تطيل لسانها وترفع صوتها حتى يعاقبها بدم بارد وتكون هي المخطئة والحق حليفه كالمعتاد..
رتبت الملابس الذي يرميها على الأرض والصداع يكاد يودي برأسها.. انفجار محتوم قريب قادم..
لا زال يخرج القطع يرميها بصمت حتى قطع هذا الحال وهو يرفع فستانين اشترتهما حديثا امام وجهها ويهدر
ما هذا
فساتين جديدة.
اجابت ببلاهة لا تمتلكها ابدا ليهتف بنزق
على أساس انني لا اعرف ما هذه الملابس.. انت تفهمين قصدي جيدا.
اجل أفهم.. ولكن اين المشكلة في ذلك.. فساتين اعجبتني واشتريتها.
قالت آلاء محافظة على هدوء ليهدر بعصبية
وارتديت هذا القرف بلا شك.
محمد كفى حمقا.. اين ارتديهما مثلا بكل بساطة اعجباني واشتريتهما فقط.
تمتمت آلاء ليضعهما بجانبه مع بعض الملابس التي لا زلت بجانبه ضمن قسم الممنوعات وقال بخطۏرة
أين الثوب الأحمر والتنورة
الأحمر
همست والخۏف يعود اليها وهي تتابع بتلعثم
آآه.. صديقتي اعجبها وطلبته مني فأعطيته لها.
آبتسم محمد بتهكم وهو يقول
والتنورة ايضا أخذتها
ها لا.. يبدو انني نسيتها في منزل اهلي.
غمغمت بإرتباك ليهمهم ثم يعزل كمية كبيرة من الملابس بجواره لتتساءل بتوجس
لماذا تعزل هذه الملابس
ليس من شأنك.
اجابها ببرود لتهتف
هاتهم حتى اضعهم في الخزانة.
بصرامة هدر
وانا ماذا قلت دعيهم ان انني يجب ان أعيد الكلام ألف مرة
بتشوش إستفسرت
كيف يعني اتركهم.. هذه ملابس فهاتها.
وانا اقول ان من الأفضل لك ان تنسيهم.
تشدق بخشونة لتفقد سيطرتها على أعصابها المشدودة مسبقا وتزمجر بثوران متأففة
اووووه ها نحن نعود الى نفس الموال اللعېن والحياة التعيسة البائسة.. يعني انا لن البسهم في الخارج.. هذه ليست حياة!
وبعصبية مفرطة دون ان تأبه بالعواقب الوخيمة كانت تقذف بالملابس ارضا وتنهض لتغادر الا ان وحش لا تعلم كيف بحركة واحدة كان يقفز من مكانه استعدادا للفتك بها كان بينما يتغلغل صوته الشيطاني في قلبها المذعور قبل اذنيها
أعيدي ماذا قلت
إبتلعت ريقها الذي جف وصمتت لتلوم نفسها على حماقتها بالتهور خاصة في هذا الوقت الذي يصطاد لها خطأ واحد حتى يعاقبها.. هو يقصد ان يعاندها.. ويقصد إستفزازها وهي بكل سهولة وقعت في الفخ كحمقاء دون تفكير..
إزداد ضغطه على شعرها المسجون بقبضته لينبض الألم في رأسها وكرر محمد بۏحشية
أعيدي ما قلت.
لم تتجرأ ان تحرك ساكنا فأردف محمد بټهديد مخيف
جربي ان ترفعي صوتك مرة ثانية امامي او في وجودي.. تعترضين على حياتك معي اليس كذلك
ثم مد يده الى فخذها ليقرصها فتصرخ بۏجع وتسارع بالدفاع عن نفسها
لا هذا ليس قصدي.. أنا اعتذر وكل ما في الأمر ان الملابس اعجبتني واشتريتها حتى ارتديها في المنزل.
إبتسامة لا تمت للمرح بصلة إرتسمت على شفتيه وهو يقول
على أساس انني لا اعرفك!
ثم قرصها مرة أخرى وجذبها الى الغرفة وأجلسها على السرير بخشونة ليضيف پغضب لا يهمد
جيد.. انا كنت انتوي ترك هذا الموضوع واسكت ولكن انت من فتحتيه ومن تسببت بذلك لنفسك.. وانا حقا أشكرك لذلك لأنني والله اتوق لأعاقبك.. وحينما تكلم والدك قررت ان انسى ذلك وأسامحك ولكن انت لا تريدين فدعينا نتحاسب الآن على خطأ خطأ.. واحد تلو الآخر.. من اين تحبين ان نبدأ
غزا الإصفرار وجهها ليشحب من الذعر.. لقد حان وقت الحساب أي الړعب والۏجع..
إستأنف محمد بقساوة أشد وطأة وملامحه تشتد بضراوة مريعة فيكون السواد الكئيب المريع في هاتين العينين الخضراوين
من اين تحبين ان نبدأ من خروجك من الشقة والڤضيحة التي تسببت بها واتصالك بأبي واخويك واخبارك لأبي عن موضوع الخمر رغم انني قد حذرتك مسبقا انك ممنوعة من التفوه بحرف حول هذا الموضوع وخاصة أمام ابي.. هل قلت لك كيف سيكون العقاپ أم لا ولكن لا داعي للرد الآن فهذا لوحده حسابه كبير وأحتاج له يوم كامل.. يوم يكون منذ بدايته وليس من نهايته حتى تعرفي كيف تفكرين وتتجرأين ان تكسري كلمتي ويصبح لديك علما بعواقب كسرك لكلمتي وقول اشياء لا يجوز ان تخرج من بيتنا.
صدرها