رواية قصة حقيقية القصول من 31-35
انت في الصفحة 1 من 14 صفحات
الفصل الحادي وثلاثون
فتحت عينيها وهي تشعر بنفسها شخص ما... اغلقت عينيها ثم فتحتهما مرة أخرى بعدم استيعاب لترى محمد نائما.. محمد!!! ما الذي يفعله هنا! ما الذي اتى به الى هنا وحالتهما المزرية....! لا مستحيل! اغمضت عينيها مرة أخرى.. هي تحلم.. لا بد ان هذا حلم.. ولكن حالما فتحتهما مرة أخرى وإتضحت الرؤية لها أدركت ان هذا ليس حلما وان ما حدث البارحة هو الجنون بعينه..
أخذت تهزه برفق وهي تهمس بخفوت خشية ان يستيقظ احد.. يجب ان يغادر قبل ان يراه أحد هنا في غرفتها..
محمد.. محمد.. إستيقظ.
غمغم محمد بنعاس دون ان يبالي بشيء عدا كونها موجودة بين ذراعيه.. يتنفس نفس الأوكسجين التي تتنفسه.. وأريجها يتغلغل بين هذه الذرات فيتنفس مرتاحا لا مهموما
محمد.. أي قليلا هذه إستيقظ قبل ان يستيقظوا أهلي.. الساعة سادسة صباحا.
كررت آلاء بإصرار ليتقلص وجهه بإستدراك بطيء ويفتح عينيه اللتان أشرقتا بخضارهما الفاتح وعاطفة الليلة الماضية لا زالت ترنو في مقلتيه.. الشغف إنكتب حروفه العذبة في نظراته لتنير وجهه ابتسامته التي تحبها بقدر ما تكرهها بعض الأحيان حينما تكون خبيثة ماكرة..
جذبها محمد الى صدره ليبدأ صباحه بتذوق شهد النعيم من بين شفتين اشتاق اليهما طويلا.. بعد قبلة قصيرة ابتعد عن شفتيها ليقرب جسدها اليه اكثر ويهمس برضى
زجرته آلاء بحنق
محمد انه ليس وقت هذا الكلام.. يجب ان تنهض الآن وترتدي ملابسك وتغادر قبل ان يستيقظ أحد ما ويراك.
للحظات صمت محمد وهو ينظر امامه ثم هتف بغيظ
يعني أخذت الشيء الذي تريدينه مني وبعد ذلك انهض يا محمد وغادر.. صحيح انك استغلالية!
نظرت آلاء اليه بإبتسامة ناشفة وقالت
لست مضحكا سيد محمد.. وهيا غادر الآن قبل ان يستيقظ احد.
ثم بدأت تسحب بدثار السرير حتى ينهض فوثب محمد عن السرير ليرتدي ملابسه ويتبرطم قائلا
سأغادر.. ناس تحب الإستغلال!
بعد ان انتهى جلس امامها على السرير ليلثم خديها ثم شفتيها وهمس بتأكيد
هيا.. الى بيتك يا وسيم.
غمغمت آلاء بإبتسامة ناعمة ليضحك محمد بمرح
حسنا يا استغلالية أي شيء عدا الشرف.. يجب ان تستري علي!
انت الذي أتيت الي ولست انا من أتيت اليك!
هتفت آلاء بغرور عابث ليهمهم محمد بشقاوة وهو ينظر اليها بحاجب مرفوع كلعوب من الدرجة الأولى
آه صحيح هذا الذي حدث ولكن انت استغليت ضعفي وفعلت معي المصائب.
رمقته آلاء بسخط وقالت تستعجله
محمد هذا ليس وقت الكلام.. هيا غادر.
قال محمد قبل ان يغادر
سلام حياتي.
تأكدت آلاء من مغادرته ثم عادت لتتوسد سريرها وهي تحس بالسعادة حتى التخمة.. تعلم ان هذه السعادة مؤقتة ولن تدوم.. ولكنها لتفرح الآن على الأقل رغم يقينها ان هناك شيء ما يخطط له محمد في عقله.. وربما كل الذي فعله كان حتى تضعف وتعود اليه وحينها سيبدأ حسابها.. وربما قد تكون ظلمته فعاطفته الجياشة ليلة البارحة كانت رهيبة.. غريبة.. أخذتها الى عالم من الخيال..
تحدثت آلاء مع والدها بعد ان طلب منها محمد الحديث معه حتى يأتي ويعيدها الى شقتهما وينهي هذا الموضوع..
أبي محمد يريد ان يأتي اليك.
قالت آلاء بتوتر لرحيم الذي يشاهد التلفاز..
رفع عينيه الى ابنته ليلتقط توترها بعيني ضابط كان ذات يوما من أمهر وأذكى ضباط العراق..
وانا قلت ليس الآن بل يوم الاثنين.
ابي ولكنه يقول...
قاطعها رحيم بحدة خفيفة
لا يهمني ماذا يقول.. واذا تحدث معك اخبريه انني مسافر وسأعود بعد اسبوع.. وبما انك انتهيت من تناول الفطور انهضي وانا لن اراه قبل اسبوع.
اومأت آلاء بإنصياع ثم سرعان ما كانت تغادر تحت نظرات والدها الثاقبة الغير مفهومة..
ماذا ستقول لمحمد الآن لا هذا ليس من شأنها ليتفاهم هو مع والدها.. هذا ليس ذنبها..
إتصلت به وهي متأكدة ان كلامها لن يعجبه.. على وجه الخصوص فيما يتعلق بموضوع عودتها..
قال محمد بلهفة بعد ان رد على اتصالها
ها اخبريني.. هل تكلمت مع عمي
اجل فعلت ولكنه قال لي ان اخبرك ان تأتي يوم الإثنين للحديث معه ولا ان أعود معك بل فقط ان تتحدثا.
ردت آلاء بإرتباك لم ينتبه اليه بسبب صډمته الحانقة مما قالته.. ثم هدر بإنفعال حاد
ماذا!!!! انظري.. هذا كله بسببك انت.
وماذا فعلت انا حتى يكون كل ذلك بسببي
هتفت آلاء بضيق ليصيح محمد بعصبية
آجل كله بسببك انت.. بسبب عقلك وتسرعك.. تصرفت دون تفكير واتصلت بهم ولملمت أغراضك وغادرت دون ان تسمعي كلمة واحدة مني او حتى تحاولي ان تفهمي مني شيئا عن هذا الموضوع اللعېن.. وفي النهاية ها نحن علينا ان نتوسل حتى ترجعي الى بيتك ووالدك ايضا ليس موافقا.
خمدت عصبيته قليلا ليقول بعد تفكير
وافضل حل الآن هو أمك.. اذهبي وتكلمي معها.. هي الوحيدة التي تؤثر على والدك ويسمع كلامها.
تمتمت آلاء بحنق
محمد كفى.. تعال يوم الإثنين انت...
قاطعها محمد بصوته العالي المخيف
صحيح.. يوم الاثنين أتي وأحضر معي الدنيا كلها كي تعودين الي.. هل تتوقعين مني ان انتظر وأصبر حتى يوم الإثنين إذهبي الآن وتحدثي اليها.
زمت آلاء شفتيها بحنق بعد ان انهت المكالمة.. لماذا ېصرخ عليها وما ذنبها هي اذا كان والدها لا يريدها ان تعود اليه.. ليحل مشكلته بنفسه مع اهلها.. هي ليس لها اي علاقة..
دست اناملها بين منابت شعرها لتفركه بعصبية وهي تفكر كيف ستتحدث مع والدتها.. ماذا سيقولون عنها الآن بعد كل الزوبعة التي تسببت بها
وقفت امام والدتها التي كانت تجلس في المطبخ وغمغمت
أمي.. محمد تسبب لي بالصداع.. يريد ان يأتي ويتحدث مع ابي حتى أعود فتكلمي مع ابي.. لم أعد استطيع تحمل كلامه ولا املك صبرا.
رفعت جميلة حاجبها بدهاء وقالت
لماذا واين هي التي تقول طلقوني منه ولن اعود اليه.. واذا اجبرتوني ان اعود اليه سأهرب.. اين هربت هذه
ضحكت آلاء بإحراج..
كفى امي.. لقد فهمت الموضوع انا وانتم حرين اذا تريدون ان تفهموه ام لا.
هتفت جميلة وهي تنظر الى ابنتها بعينين ماكرتين
أصبحنا حرين الآن.. اليس كذلك انا لن اتكلم مع ابيك.. اذا اردت اذهبي انت وتحدثي معه.. والدك خاصة بهذا الموضوع عصبي ولا يستطيع احد التفاهم معه.. ولذلك من الأفضل ان تفعلي انت.
لا.. لن اتكلم مع اي احد.
تمتمت آلاء ثم غادرت الى غرفتها وكلها اصرار بأن لا تخبر محمد عن الكلام الذي قالته والدتها.. هي فعلت كل الذي تقدر عليه وما تبقى الآن عليه هو.. وليصبر من الأساس.. مجرد يومين ما بقي حتى يوم الإثنين.. فليصبر ويتحمل اذا..
وقفت بالقرب من محطة الباص تنتظر وصوله.. وجهتها كانت ثابتة رغم التوتر الذي إستشرى في عظامها والخۏف الذي زحف الى قلبها.. هي يجب ان تتأكد من كلام كريس.. تريد ان تعرف اذا كان كلامه كڈبا حتى تبتعد عن محمد نهائيا ولا تعود اليه وتفتعل شجارا جديدا ام أنه صادق ومحمد لن يتغير ابدا..
ستعرف اذا حقا محمد احتسى الخمر البارحة مع ليبان وكريس في شقتهما.. ام ان كريس فقط ېكذب عليها ويتصرف بذكاء ودهاء.. لا تدري فعلا.. فطريقة سؤال كريس وكيف فتح موضوع الخمر معها كانت مريبة بعض الشيء..
الاء انت لا تحتسين الخمر اليس كذلك
ولكن هذا غريب فمحمد ايضا مثلك عربي مسلم واحضر له ليبان نوع الخمر الذي قال انه يحبه وجلسنا نشرب في شقتكما
والمصېبة الكبرى كانت ايضا بقول ليبان ان كريس يساعدها في الدراسة..
الحقېر ليبان الى اي حد وصلت علاقة محمد به.. رباه اي جنون هذا الذي حدث في غيابها ليقوما كريس وليبان بزيارة محمد والسهر معه.. أي دناءة عنها يحاول ليبان ان يوصلها لمحمد وكريس.... لا تعلم شيئا فهو يقول انه صحح الكثير من كلام ليبان خاصة فيما يتعلق بمساعدته لها فيما يخص الدراسة كي لا يفهم محمد كلامه بصورة خاطئة..
اولا عليها التأكد من صحة كلام كريس ولذلك ستذهب الى الشقة كما اتفقت مع صديقتها ليسا حتى تستطيع المواجهة.. فبالتأكيد لن توقع نفسها في مأزق اذا قامت بسؤال محمد عن كلام كريس.. سيشك بها وسيرغب بالمعرفة من اين لها هذه المعلومات ولكن اذا ذهبت بنفسها الى الشقة بأي حجة لن تكون في موضع المشتبه بهم أمام زوجها المحامي الماكر..
عليها ان تستغل ذهاب محمد الى الحلاق كما اخبرها على الهاتف.. سيستغرق ربما ساعتين عند الحلاق وهي كل ما تحتاجه هو ربع ساعة لتتفحص الشقة اذا كان بها أي أثر لتناوله الخمر او أي شيء من هذا القبيل يجعلها تتأكد من كلام كريس وتواجه محمد به حتمي.. ولكن للأسف هي عاثرة الحظ فالباص تأخر ولا زال لم يأتي بعد.. والوقت يمر...
أحست بالملل من كثرة الإنتظار ولذلك بخطوات خائبة استدارت لتعود ادراجها ولكن بعد خطوة واحدة كان الباص يصل.. فبسرعة صعدت الى الباص وهي تمني نفسها بالذهاب لإلقاء نظرة سريعة في أرجاء الشقة وبعد ذلك ستغادر..
تشعر بحماس غريب وتوجس مثير وكأنها ذاهبة للقيام بمهمة خطېرة وعليها ان تنجزها على افضل وأكمل وجه..
اتصلت بليسها لتبلغها انها في طريقها للقيام بهذه المهمة فحذرتها ليسا
آلاء انتبهي ان يراك محمد.. لأنه اذا رأك مستحيل ان يدعك تعودين.
ماذا!!!! لا.. لا.. اذا كان الأمر هكذا سأعود الى المنزل في التو.
هتفت آلاء پذعر مما قد يحصل اذا حقا قبض محمد عليها في الشقة.. هدئت ليسا من روعها بقولها
افضل شيء قد تبررين به اذا رأك ان تقولي انك اتيت لتخأذي غرضا ما لك من الشقة.. هذه ستكون حجتك.
حسنا وانت لا تبعدي الهاتف عن متناول يدك حتى اذا أتى لا سمح الله اتصل بك بحجة انك أبي وتنتظريني في اسفل البناية.
قالت آلاء ثم انهت المكالمة وهي تخرج نسخة المفاتيح التي تمتلكها من حقيبتها وتفتح باب الشقة.. أغمضت عينيها وعطره الرجولي يمتد ليصل الى انفها ويتشعب في حويصلاتها الرئوية لينعشها إنتعاشا ليس له مثيل.. هذا العطر يا الله كم اشتاقت اليه!
بعد لحظات طويلة فتحت عينيها والإبتسامة تغري شفتيها لتبتسم بهيام وتتطلع في ارجاء الشقة بعينين صافيتين حالمتين.. تكذب ولو قالت انها لم تشتاق الى هذه الشقة الصغيرة التي قضت بها ايام جميلة حتى