الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية قصة حقيقية القصول من 21-25

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

وتبكيها!
هل تظننين اننا نمزح حينما نقول لك انتبهي لنفسك ولطفلك يا ابنتي
تطلعت اليها بتعب.. لم يكن لديها اي قدرة على الكلام.. فأتى الجواب من محمد الغاضب..
هتف محمد بعصبية وصوت عالي
كفى يا امي! هذا الطفل غير مقدر لنا.. الله لا يريده لنا فماذا نفعل لا تبقي كل عدة دقائق تقولين شيئا عن هذا الموضوع.. بالتأكيد انت لست مقهورة اكثر منا.. لقد رأت اليوم الويل في عينيها فلا ينقصنا اي نصائح الآن.. أهم شيء ان تكون بخير وصحة جيدة.
بهت وجه سميرة وقالت بذهول
ما خطبك يا بني انا اتكلم لمصلحتكما لأنني خائڤة عليها هي ايضا.. لماذا انت عصبي ماذا قلت انا
كفى أمي.. اغلقي هذا الموضوع.. ومن الأساس انا السبب.. لقد ضغطت عليها وأغضبتها كثيرا هذه الفترة فلا تقولي شيئا آخر.
قال محمد بعصبية.. ربما ليس من والدته بقدر ما هي من نفسه.. الشعور بالذنب ېخنقه.. . اين المفر من هذه الألم البائس الذي يطبطب على قلبه بمرح.. يا ليته لم يسافر الى المانيا ولم يحدث كل هذه الأمور.. يا ليت! مجرد مرارة الكلمة لن تقدم ولن تؤخر.. فقط تزيد من ذنبه الأسود لا غير..
تدخلت جميلة قائلة بهدوء بعد ان رأت الحزن بعينين شقيقتها
امك لا تقصد شيئا.. هي تتكلم لآجلكما.. وانتما لا زلتما صغارا وامامكما عمرا طويلا بإذن الله وستنجبان العديد من الأطفال.
اومأ محمد بهدوء ليتبادل النظر مع والدته بصمت..
الاجواء كانت مشټعلة ولم يخمدها الا دخول شقيقها ايلام مع عائلته قائلا بمرحه وكأنه يعلم انه طوق النجاة لأخته
ها انت مثل القردة تجلسين وكأنك لست مريضة!
رشقته آلاء بنظرات مغتاظة ليتابع
افقدوني عقلي بقولهم مريضة ومريضة وفي النهاية اتي واجدك جالسة وكأن لم يحدث لك شيئا.
ثم سار نحوها ولثم جبينها وأردف
حمدا لله على سلامتك يا قلبي.
هل ابقيت بها سلامة انت
تمتمت آلاء بغيظ فضحك ايلام بشقاوة
ماذا افعل اذا اعتقدت انني سأدخل لأجدك موصولة بالمغذي وقناع الأوكسجين ولكن للأسف لم ارى هذا الشيء.
ابتعد ايلام عنها ضاحكا ليسلم على البقية بينما اقتربت منها عبير لتتحمد لها بالسلامة..
كانت ممتنة لخروجهم وبقائها وحدها فهي بحاجة الى خلوة والحديث مع صديقتها التي ترى بها توأم روحها.. صديقتها التي تفهمها بكل سهولة وتفرغ ذبذبات افكارها وضياعها بالحديث معها..
لم يكن لها القدرة على الكلام ففضلت التواصل معها بالرسائل لأنها صدقا كانت بحاجة للحديث معها..
ليسا لماذا تحدث معي هذه الأمور هل يعقل انني فعلت شيئا كبيرا وسيئا والله يريد ان يعاقبني عليه.. لأنني كما ترين من مصېبة الى أخرى
سألتها آلاء بتيه قاټل ليوافيها الرد سريعا من ليسا..
لا يا قلبي ما هذا التفكير ان الله اذا احب عبدا ابتلاه والله يريد ان يختبرك حتى يرى صبرك وقوة ايمانك ولكي تتقربين منه
كسيل من حميم اخذت تسيل دموعها على خديها فلا تفارقهما الدمعة الا قبل ان تلحق بها دمعة أخرى وتحتل مكانها.. شيء ما بقلبها قد تهشم وليس هناك سبيل لجمع اشلاءه..
بإنكسار لم تشعر به قط فيما سبق كانت تهمس بكلمات تعبر عن قوة قهرها بينما اناملها بإرتعاش تكتب..
ولكنني قريبة من الله.. لماذا أخذه مني اذا الله لم يكتبه لنا لماذا اعطاه لي منذ البداية لماذا سمعت دقات قلبه اذا كان ليس لي منذ البداية لماذا اعطاه لي اذا لماذا
تمزق نياط قلب ليسا عليها الا انها كانت تجيبها بحكمة ويقين..
لأن يا روحي قد يخلق الطفل غير كامل وسيبقى حسرة في قلبك طيلة حياتك وانت ترينه يعاني امام حدقتيك ولا يسعك فعل شيئا له.. وقد يكون 
أي حلم
لقد حلمت به البارحة
كانت قد حلمت انها جالسة فوق سطح منزلها وهناك حمام كثير حولها.. وهي تتطلع بسعادة الى الحمامة الجميلة التي ترفرف بجناحيها حولها.. ثم أتت شقيقة محمد الكبرى ايمان وجلست بجانبها والتقطت حمامة قد اقتربت منهما ونظرت اليها قائلة
امسكي انت ايضا حمامة ما.
ايمان تقوم بقص ريش جناحي الحمامة التي بين يديها..
احاطت آلاء الحمامة پخوف وسألتها پخوف
لماذا تقصين ريشها
مدت ايمان يدها لها بالمقص وقالت
خذي انت ايضا المقص وقصي جناح حمامتك حتى لا تطير منك.. هيا افعلي مثلي.
لا حرام لن افعل هذا الشيء.. اذا كانت تريدني ستعود الي واذا لا فلتذهب.. حرام ان امنعها او ارغمها على شيء.
غمغمت آلاء بإعتراض ثم فتحت يديها لتطير الحمامة منها الى السماء بينما بقيت ايمان ممسكة بالحمامة الأخرى..
انتهت آلاء من سرد الحلم على ليسا ليدخل محمد الى الغرفة فسريعا جففت دموعها واغلقت الهاتف ووضعته جانبا..
وضع محمد الطعام الذي احضره من الخارج امامها وهتف بصرامة قبل ان يرد على اتصال صديقه 
ستأكلين كل طعامك.. هل تفهمين
لم تتناول الا بعض 
لم يعد بإمكانها الصمود اكثر.. تود الإفشاء بما يحوم في صدرها.. هو الوحيد الذي يشعر بنفس الألم لأن الذي ماټ يكون ابنه.. ولأنهما الاثنان ساهما بقټله دون ان يدركا او حتى يقصدا..
ضعفت حرفيا وكانت بحاجة الى هذا الضعف لتتمكن من الوقوف على قدميها في الغد المشرق بقوة وعنفوان..
لم ترد على تساؤلاته.. اسندت رأسها على صدره وبكت.. كان بكاءا مختلفا.. بكاء انسانة نفذت طاقتها.. الألم بدى عاصفا.. والقهر بدى قاټلا وهي تبكي بهذا الإحتدام.. ثم أغمضت عينيها وتنهدت أخيرا بآهة مټألمة.. 
آآآآآآه!
ال آه هذه حملت اطنانا من الأوجاع.. الۏجع الذي داهم روحها بدى كأسطول بحري مليء بالجنود التي تحارب قوتها وتهد من حيلها.. كسرها مۏت طفلها.. قسم ظهرها الى نصفين.. 
بكت روحها المقهورة وخفقات قلبها المهدورة.. بكت ألم لم ولن يرحمها الا بعد ان يجعلها صريعة لقسوته.. 
يا الله! اي ذنب اقترفت لېحترق قلبها هكذا
يستمع الى بكائها بصمت.. يريدها ان تبجس كل الشحنات السلبية من قرارة روحها.. يريد ان يسرق الحزن من قلبها ويضعه كله في صدره.. 
يطبطب على ظهرها وهو يا الله....!
ولأول مرة يتمنى ان يكون انثى يجهش پبكاء عڼيف امامها دون استحياء او ذرة خجل واحدة.. كيف السبيل لرحم النفس من تأنيب الضمير كيف السبيل الى التخلص من هذا الألم العظيم
بعد ربع ساعة كان يهدأ بكائها فأبعدها محمد عنه قليلا ورفع وجهها الباكي اليه.. كان وجهه شاحبا كالأموات.. حدقتاه حمراوان بلون الډم.. بدى وكأنه كبر الف سنة.. اختفى الشاب اليافع والطاقة الحيوية العابثة.. الدموع الحاړقة تتلألأ في مآقيه وټحرقان قلبه بلا هوادة..
أسف!
كلمة واحدة عبرت عن أسفه وندمه.. مجرد ثلاثة حروف قالها قبل ان ينهار تماسكه ويتغلب ضعفه عليه وتسيل دموعه! لم تكن الا دموع الرجال التي لا تسيل الا بالشدة.. دموع صادقة غير كاذبة يخشون اظهارها بسبب رجولتهم الجبارة..
خذله وجعه وهزم جبروته بكل سهولة ليشيح بوجهه بسرعة ويجفف دموعه..
إتسعت عيناها الدامعتان لتبتعد عنه وتغمغم برجاء
لا تقول هذا الكلام.
هو يشعر بالذنب الذي تشعر به وهي تعلم مدى قسۏة هذا الشعور.. هزت رأسها بعذاب ومحمد يقول بنبرة بائسة شجية
انا حقا أسف.. انا السبب! لقد أغضبتك كثيرا الفترة الماضية وانت بقيت صامتة وتكتمين هذا الألم في قلبك واستمريت انا بالضغط عليك وهذا ليس جيدا لك.
إسترسل محمد ببؤس وقلبه يتلوى صارخا من هذا الألم الذي لا يطاق
بقدر ما احبك انا اؤذيك.. لا اعلم كيف اعتذر منك مع اني اعرف جيدا ان الإعتذار لن يغير شيئا.. تمنيت اليوم ان أخذ كل الألم منك وأضعه في داخلي.. انت لا تعلمين كيف كام شعوري وانا ارى قطعة من روحي تتعذب وتتألم امامي وليس بوسعي ان افعل لها اي والفترة الماضية التي تتحدث عنها انا كنت جزءا كبيرا بالتسبب بها.. فلا تستمر بلوم نفسك.. نحن لا نعلم ماذا يخبئ الله لنا وبالتأكيد سيعوضنا بالأحسن والاجمل.
همست آلاء بشجن ثم استأنفت بمرح وهي تجفف دموعها
اما بالنسبة لألم الصباح فهذا عادي.. امهاتنا ايضا هكذا انجبونا.. هل تظن ان الجنة تحت أقدام الأمهات مجانا بالتأكيد لا فهناك ضريبة لا يوجد شيئا مجانا!
ابتسم محمد بود وعلق بشقاوة
انت تخرجين الشخص من مزاجه السيء مهما كان حزينا!
أريد ان اجعلك تضحك لا ان تكون محمد الباكي.. لا ينفع ان ابكي وتشاركني البكاء.. يجب لن يبكي احدنا والآخر يطبطب عليه.
قالت آلاء ضاحكة ليتنهد محمد ويجيبها
كنت محتاجا لهذا الشيء.
ثم ضحك وأردف بجدية
ولكن لنتفق منذ الآن ان لا اطفال لوقت غير معلوم.. لأنني اريد ان اشبع منك واريد ان نستمتع في حياتنا.
اومأت آلاء ليقبل جبينها بحب وخوف من فقدانها.. ولكن هل سيرسي بهما هذا القارب المسمى بالحب ام سيغرق بهما في ظلمة شاهقة مرعبة
االفصل الثالث وعشرون
بين جنبات الضياع
اشعر بروحي کسيرة
فقيدة.. ضعيفة..
المس قدري بيدي..
واتطلع اليه بلا زهو..
وشظايا كثيرة حولي..
وبكل خطوة...
يستنزفني الۏجع..
وتنجرح نعومة بشرتي..
وتسيل دمائي..
فيريق قلبي سيل صرخاته
ولا يتوقف الۏجع..
يستمر ويستمر
وتصيح وتزمجر آهاتي
وسط تلاطم صدماتي..
بعد ثلاثة ايام..
ثلاث زميلات يعملن مع محمد قررن ان يزورنها.. لم تكن مرتاحة لهذه الزيارة حتى وهي تجلس وسطهن كانت تشعر بالتوتر وكأنها تضغط على أعصابها.. فمن بينهن يوجد فتاة عربية تكاد تفترسها بعينيها الداكنتين بغيرتها وحقدها اما

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات